الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل مارس : ذكرى ستالين ستبقى خالدة ورسالة للبروليتاريا

رفيق عبد الكريم الخطابي

2016 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عود على بدء:


ولأنه إلاه إبن إلاه ولا كل الآلهة ، فإن دروس/وصايا مارس لا حصر ولا عد لها. ولو توفر لنا الوقت والجهد لما استثنينا أي يوم منه دون استلهام العبر والرسائل والمعجزات. ولأنه الخالد الأبدي فإنه دروسه وتضحياته ووحيه لا ينقطع بل يتواصل في اللحظة. من أساطير المعتقلين السياسيين ومعاركهم وتضحياتهم في سجون النظام الرجعي بالمغرب وضد همجيته إلى رفاقهم في فلسطين في سجون الكيان الصهيوني ، من الملاحم التي يصنعها طلبة المغرب ونقابتهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى تنسيقيات الأساتذة المتدربين إلى العمال وعائلاتهم بإمضير إلى وإلى .. وإلى خيانات ذوي القربى الكثيري الصراخ حول " طاعنيهم من الخلف" الباحثين عن عقلاء داخل حزب التحريفية بالمغرب الذين واكبوا مجزرة النظام، ضد المعتقلين السياسيين رفاق المزياني، نهشا وتشويها في مسيرتهم وتضحيات عائلاتهم ( سنعود حتما وبالتفصيل المفصل لهؤلاء الانتهازيين الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة كما يقول المثل المغربي).
هو مارس شهر الانتفاض والمعارك الطبقية الخالدة، فيه ارتوت شوارع البيضاء بدماء أبنائها المدافعين بالأمس عن حق أبنائهم في التعليم. وكأن المسار واحد وكأن القضية ذاتها بالأمس كما اليوم..23 مارس 1965 يلعلع رصاص الديكتاتورية الرجعية انتشاء بثقوب احدثها في صدور آبائنا/ رفاقنا أبناء شعبنا، واليوم تصدر الأحكام القاسية/ المقصلة ضد أبناء لنفس الآباء دفاعا عن نفس الحق في تعليم شعبي ديمقراطي علماني وموحد.
ونحن نتحدث عن رسائل مارس لا يمكننا أن نغفل الحدث المأساوي الذي عرفه الخامس منه لسنة 1953 ، حيث غاب أو غيب جسد القائد البروليتاري الأممي يوسف فيساريونوفيتش ستالين ليظل فكره وممارسته منارا لكل الماركسيين اللينينين المبدئيين، لذلك نجد أنفسنا مرغمين على الإشارة واستحضار هذه الذكرى عبر نشر ترجمة لكلمة ألقتها إحدى المناضلات البلجيكيات جولييت برودير سنة 2003 وسنها 78 سنة آنذاك ، ولا تفوتنا الإشارة هنا إلى أن نشر خطاب الرفيقة جولييت هو نشر لما نجده في كلمتها هاته من مضامين، دون أن يعني ذلك ترويجا أو اتفاقا مع التنظيم السياسي الذي اختارته لنفسها ، وكذلك نعتبره صيغة من الصيغ التي من خلالها نحيي في هذا الشهر كل نساء الكفاح في العالم كله ، نساء الكمونة الباريسية بالأمس ورفيقاتهم النساء العاملات في ضيعات و مصانع القهر الرأسمالي. لذلك سنقوم بتأجيل نشر رسالة البندقية من مارس إلى وقت لاحق قريب مع اعتذارنا من القراء.



ذكرى وفاة ستالين : خطاب جولييت برودير ، 78 سنة ، مقاومة ، شيوعية ، عضوة PTB ، تخليدا لذكرى ستالين في 2003 :


طوال حياتي، أتذكر باستمرار ذلك الصباح من يوم 5 مارس 1953.

كنا نتناول الغداء عندما أعلن الراديو: " لقد توفي المارشال ستالين " ثم انطلقنا في موجة من البكاء والنحيب. هذه الدموع وهذا النحيب المشترك بين الملايين من البشر لم تكن له علاقة بعاطفة على نمط الزهرة الزرقاء لأنه ، بخسارة ستالين، كنا نعرف أننا نفقد أثمن و أعز ما لدينا، خسرنا وريث لينين، باني الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي، ورجل النصر على الفاشية، ورجل السلام والذي هدد مرة أخرى من قبل الإمبريالية الأمريكية بالقنابل النووية.
لقد فقدنا ذلك الذي، رغم كل الصعاب، كان، كما أشار الكاتب الفرنسي الكبير هنري باربوس " مرنا وغير مرن مثل الصلب".
البرجوازية صفقت بشدة وأنشدت جميل الألحان لموت ستالين، وأفرغت العديد من براميل الشتائم والقذف، مجددة إشاعاتها، لقد شاهدنا جميعا، في تلك الساعات العصيبة والمؤلمة ، وعرفنا كم كان هذا الميت حيا في قلب المستغلين في العالم أجمع. هنا، في بلجيكا كما فرنسا، مصانع صمتت، آلات تورينو أوقفت عملها، العمال الزراعيون في صقلية أصابهم الجمود. من أدغال الأرجنتين إلى أنقاض كوريا وإلى هوامش وضواحي الصين، رجالا ونساء، كانوا لا يخجلون من دموعهم. وارسو، انبعثت من رمادها، رفعت رايات الحداد على إسقالات البناء ، وفي نيويورك، الشرفاء من الناس، محاطون برجال الشرطة وبالمخبرين والجواسيس، أعلنوا بصوت عال: "صديق السلام قد مات " .
توجد كتب رائعة (1 ) تعيد إنتاج رسائل الشيوعيين الذين كانوا بانتظار تنفيذ أحكام الاعدام رميا بالرصاص. عن ماذا تحدثوا في تلك اللحظات الأخيرة؟ عن أحبائهم، عن أطفالهم، لكن وأيضا عن أحزابهم وعن المستقبل الذي يتداخل مع وجه الاتحاد السوفياتي و قائده ستالين. إذا أعطيت لكم لقراءتها، ستفهمون أحسن ما يصعب علي وصفه، هل فهمتم العلاقة العميقة التي ربطت، تحت الإرهاب النازي، بمقاومة ستالين. هذا الرابط لا يتعلق فقط بالمقاومين الأعضاء أو المتعاطفين الشيوعيين، ولكن بالغالبية العظمى من المقاومة في البلدان المحتلة، ومعها، الغالبية العظمى من الشعب. لأن التجربة التاريخية لهؤلاء الرجال والنساء كانت، بالنسبة لهم جميعا، كاشفة. كانوا يعرفون أن "عدم التدخل" الذي أقرته " الديمقراطيات" – بين قوسين كبيرين - الفرنسية والإنجليزية والاشتراكية الدولية " الأممية الثانية " كان طعنة في ظهر المعادين والمواجهين للفاشية الاسبانية ، مما تسبب في هزيمتهم عبر ستوكاس Stukas النازية (نسبة لنوع من الطائرات الحربية التي استعملتها النازية).
وحده الاتحاد السوفياتي قدم المساعدات للجمهوريين الاسبان في قتالهم ضد فرانكو ومن معه. هذا، ما لم تنسه المقاومة والشعب. العديد منهم يتذكرون انفسهم عندما كانوا يتظاهرون احتجاجا ورافعين لافتات كتب عليها: "الأسلحة من أجل إسبانيا " .
كما أنهم لم ينسوا استسلام وإذعان فرنسا وإنجلترا أمام هتلر في ميونيخ. حيث قالت فرنسا وإنجلترا آنذاك : " لقد قمنا بحفظ السلام ". الاتحاد السوفياتي رد عليهم ب : "من خلال استسلامكم المخزي، لقد أنجبتم وشجعتم الحرب " .
لن ننس أبدا ، أنه في ذلك الوقت ، في زمن المقاومة، كل الجهود والمناورات الدبلوماسية التي قامت بها إنجلترا وفرنسا كانت تروم أن يتحول هتلر ضد الاتحاد السوفيتي بدلا من مهاجمة الغرب. لا أحد يجهل الطلبات المتكررة من الاتحاد السوفياتي كي يفتح جبهة ثانية، جبهة ثانية يتم تحديثها باستمرار ، وترك الاتحاد السوفياتي يعاني وطأة الحرب ويتحمل العبء الأساسي للحرب.
في ذلك الوقت ، كنا نعيش جميعا تحت الإرهاب والرعب والألم جراء معرفتنا وإخبارنا أن الأسرة والأصدقاء، يصبحون في عداد المفقودين ولا نعرف لهم مكانا ، رفاق لنا عذبوا ، ذبحوا ، أعدموا بالرصاص .
أول بصيص من الأمل لاح آنذاك ، كان الاتحاد السوفياتي و ستالين الذي أتى . كان ذلك في أكتوبر 1941. مدافع النازيين كانت على بعد بضع كيلومترات من موسكو. موسكو التي تلقت أعنف هجوم ب 51 فرقة عسكرية من جيش النخبة الألماني ، وهذا يعني أن عدد الفرق التي هاجمت موسكو تفوق الفرق التي هاجمت كل فرنسا في عام 1940. لقد كان ستالين الذي تولى أمر الدفاع عن العاصمة، والذي حفز وصلب كامل شعب موسكو من خلال خطبه و توجيهاته. موسكو لم تقع في أيدي الفاشيين. وكانت هذه نهاية ل "الحرب الخاطفة" الشهيرة التي أعلنتها القيادة العليا النازية.
وبعد ذلك، كانت هناك معركة ستالينغراد. ، نقطة تحول وانعطاف في الحرب ، الانحطاط في صفوف الجيش الهتليري ومعاونيه الإيطاليين ، بلجيكيين، فرنسيين، بولنديين وهنغاريين ورومانيين وغيرهم ، وهؤلاء الذين هبوا لمكافحة البلشفية ، منذ عام 1917، هم الذين كانوا يغرسون الكراهية ضد الشيوعية.
أولئك الذين لم يختبروا ولم يعايشوا زمن تلك المعركة يجدون صعوبة في تخيل ما تمثله ستالينغراد بالنسبة للشعوب. الشعوب كانت تنهض وتقوم نفسها بنفسها. لقد كانت تعاني مع معاناة الجيش السوفييتي ، و في نفس الوقت، كان يستمعون الى راديو موسكو بشكل سري، كانوا يصفقون بأسماء، غير مفهومة لهم، للمناطق والأحياء المحررة. كان لدينا كل اليقين من أن النصر النهائي قد اقترب أخيرا، كنا نبتسم في الشوارع ، ونسينا كل ما لم يكن متعلقا بستالينغراد، كنا ننسى الألم والجوع.
أما بخصوص المقاومة، فإن انتصار ستالينغراد حمل إليها نسمة حياة جديدة تناولتها وعبرت عن صداها الصحف السرية ، على الرغم من رأي انجلترا التي طلبت من المقاومة انتظار يوم "ج " ، و هو يعني هبوط الأنجلو ـ أمريكي، لتنفيذ أعمال المقاومة. انتصار ستالينغراد كان له تأثير في مضاعفة أعمال المقاومة، وبدعم من الشعب، الذي صار أكثر فأكثر ثقة في الحرية القادمة، والذي يعرف حاليا لمن ينبغي أن تعود هذه الحرية في المقام الأول.
أخيرا، أود أن أؤكد وأشدد على أن أي شخص لم يكن محبوبا من قبل الجماهير أكثر من ستالين ، ولا شخص أكثر من ستالين يكره المستغلين والمالكين وأتباعهم.
أعتذر منكم ، وبكل تواضع، إن أخبرتكم عن مسألة شخصية: قال لي والدي الشيوعي أو الشيوعي الأب ، قبل يوم واحد من أول مرة اضطررت فيها للذهاب الى العمل: "إذا صفق لك الباطرون في يوم ما ، إسألي نفسك عما قمت به ضد الطبقة العاملة " .
أمام تصفيقات الإمبرياليين والمستغلين، الخونة ومن يسمون الديمقراطيين، التروتسكيين وجميع أولئك الذين أعلنوا النصر، مشيدين ومتملقين لأول معادي للثورة ، خروتشوف، وأولئك الذين تبعوه، بريجنيفيين وغورباتشوفيين، الرغبة التي أريد أن أعبر لكم جميعا عنها ، هو أنه يمكنكم رؤية الحقيقة الكامنة وراء هذه التصفيقات، ولا تحتاجون لذلك سوى القيام بالمقارنة بين ما كان عليه الاتحاد السوفياتي في ظل لينين وستالين وروسيا المفقرة وبين المافيا الحالية أو مآل روسيا زمن هذه العصابات التحريفية.
تريدون وقائع ووثائق دامغة، قوموا بدراسة ذلك بعناية في كتاب ليدو مارتينز "وجهة نظر مختلفة حول ستالين"، وسوف تتبينون ذلك.
أنا آسف أنني لم أتمكن من أن أكون بينكم ، اعتقد أنني أأسف على ذلك، وشكرا لإصغائكم.
جولييت
ملاحظة: 1 ـ أنظر Fucik، كتابات على حبل المشنقة. رسائل النار، تعثرون عليه ضمن الكتب باللغة الفرنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القاذورات والتاريخ
خالدمحمود ( 2016 / 3 / 26 - 07:24 )
يروي مولوتوف ان ستالين قال ذات يوم :بعدموتي سترمى القاذورات على قبري لكن التاريخ سيمحيها.جميل هناك من لايزال يجرؤ وبالصوت العالي ان يدافع عن رمز انتصاراتنا رغم حجم التهويل والافتراءات،نعم اذا(شتم)الباطرون ستالين فلأنه قض مضاجعهم !وهذايعني انه كان على حق


2 - الربيع
Almousawi A. S ( 2016 / 3 / 26 - 16:39 )
ما اجمل الربيع بامثالك من المخلصين الصادقين فالحرب ضد الفاشيين لم تنته بعد ولكن اسمح لي ان اقتبس اجمل ما قرأت ليعقوب
هذا يذكرني بنكتةٍ حول كلبٍ يهرب من دولة -شيوعية- إلى دولةٍ -رأسمالية- مجاورة. هناك يسألونه:
-لماذا هربتَ؟ هل كنتً جائعاً؟-
-لا!- – يجيب الكلب.
-هل كنتً تفتقر إلى العناية الطبية؟-
-كلا!-
-لماذا هربتً إذن؟- – يكررون السؤال.
-لأن الكلب يريد أحياناً أن ينبح!- - يجيب.
https://arabic.rt.com/prg/telecast/815147
%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D9%83%D9%8A-%D8%AC%D9%8A-%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-1945/
ودم لنا قدوه


3 - الرفيق خالد محمود تحياتي
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2016 / 3 / 26 - 20:04 )
أشكر لكم رفيقي تعاطيكم الإيجابي مع المقال /الرسالة . نعم رفيقي سيبقى الشامخ شامخا مهما حاولت الأقزام الإنتهازية النيل من قادة البروليتاريا يائسة إقامة التماثل بين الشموخ والخسة بين الجسارة والاستسلام بين الحب المبدئي والتذيل والتذلل الانتهازي بين الإقدام والنكوص والإذعان ..سيبقى شبح قادة البروليتاريا يقض مضاجع البرجوازية وخدامها ..وستبقى الراية مرفوعة ..لأن تاريخهم معبد بالتضحيات الجسام .. مع الإشارة دوما أن الصراع على هذه الواجهة ومهما كان محرجا بالنسبة للبعض أو غير مريح إن لطفنا الألفاظ فإنه لا غنى عنه من أجل إنجاز المهام التي تنتظر بلاشفة الحاضر وكذا تصليب القناعات وبناء الذوات بصلابة ومبدئية تحياتي


4 - تحية مجددة للرفيق الموسوي
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2016 / 3 / 26 - 20:25 )
لقد قمت خطأ بإرسال تعليقي السابق دون ان أكمله ..سأحاول استكماله مع الاعتذار منك رفيقي ..قلت بعد تحيتك وشكرك أن المواجهة مع الفاشية بمختلف تصنيفاتها الدينية والعرقية واللغوية وغيرها هي مواجهة مستمرة ، ويبدو أن رهان الإمبريالية على الحركات الفاشية هو رهان فعلي وله طابع استراتيجي بالنسبة لها كذلك الأمر بالنسبة لمختلف الأنظمة الرجعية العميلة أو التبعيةفهي تشكل خزانا مهما للتصدي لمختلف الأصوات الثورية خصوصا الماركسية اللينينية وكذلك احتياطي مهم بالنسبة للبرجوازيات المتهالكة كذلك كان الأمر بالأمس وكذلك هو اليوم ، الحرب الإمبريالية الثانية أسطع مثال وكذلك يمكن سوق الأمثلة الحالية في كل من العراق سوريا اليمن ليبيا تونس مصر وغير ذلك كثير كما أن هناك مثال قد لا ينتبه له البعض عندنا في المغرب والجزائر بالخصوص يتعلق بالقوى الشوفينية المتأمزغة التي تخوض حربا شرسة ضد الشيوعيين بالجامعات المغربية وتنفذ أقذر الأدوار الإجرامية قتل مناضلين وفرض مواجهات دموية في مجموعة من المدن إبان انتفاضة 20 فبراير المجيدة سنخوض في هذا الأمر لاحقا تحياتي رفيقي دمتم ودمنا معكم أوفياء لمصالح طبقتنا وشعوبنا

اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية