الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق : في الذكرى 82 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي..!(*)

باقر الفضلي

2016 / 4 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمر الذكرى الثانية والثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي العراق، في ظرف تأريخي له سماته الخاصة، بما يتميز به من شائكية العلاقات بين قوى العملية السياسية وهيمنة المصالح الخاصة للكتل السياسية، في إقتسام إدارة الدولة، الذي تجلى بمفهوم "المحاصصة السياسية"، وهيمنته على المباديء العامة للحياة السياسية الدستورية، لدرجة بات معها التغيير والإصلاح السياسي والحكومي، مطلباً شعبياً عاماً، إستجابت له جماهير غفيرة من مختلف الأوساط الشعبية، الأمر الذي تطلب موقفاً واضحاً من قبل جميع الكتل السياسية والقوى التي أخذت على عاتقها مسؤولية التواصل في إدارة العملية السياسية، والسهر على إستمراريتها، الى جانب حكومة السيد العبادي، الذي هو الآخر وُضِعَ أمامَ الأمر الواقع بضرورة القيام بهذا التغيير أو الإصلاح المطالب به..!

تمر تلك الذكرى في هذا المنعطف المهم والمرحلة الحساسة من الحياة السياسية العراقية، وفي وقت تتعرض فيه البلاد الى مخاطر تدخل القوى الإرهابية، وإحتدام الحرب التي تخوضها القوات المسلحة بشجاعة وعزم، من أجل تحرير الأرض، وإستعادة السيادة المنتهكة..!

الذكرى الثانية والثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي، تضع الحزب الشيوعي وقيادته في موقف المسؤولية التأريخية والإجتماعية والسياسية في تأكيد موقفه من صيانة السيادة الوطنية، ومن درء مخاطر الهجوم الإرهابي الذي تتعرض له البلاد، والعمل الجاد لمكافحة المحاصصة السياسية، والطائفية السياسية، في عين الوقت قيادة وتحشيد الجماهير وراء حاجاتها المطلبية، وحقوقها السياسية والإجتماعية، ناهيك عن التأكيد على حاجات الناس الخدمية، وتحسين أحوال الناس المطلبية، فالمهام التي تواجه الحزب الشيوعي العراقي وهو يحتفل بهذه المناسبة المجيدة، أعمق من أن تنتهي بمجرد إحياء ذكرى المناسبة، في وقت أظهرت فيه المظاهرات الجماهيرية للفترة الماضية ، والمتواصلة في أغلب المدن العراقية، بأن ما تشعر به جماهير الشعب العراقي من معاناة، لا زال في مستوياته المرتفعة، رغم مرور وقت طويل، أثبتت خلاله الحكومات العراقية المتعاقبة، عجزها المستمر من معالجة فاقة الجماهير وعوزها الواضح الى الخدمات، والنقص الحاد في معظمها، ناهيك عما تواجهه من مخاطر إنتهاك الأمن، وتداعيات فقد الأمن والأمان في مدن وقصبات كثيرة، وسقوط العديد من الضحايا البريئة..!؟

إن ما تفرزه الأزمة الخانقة التي تحيق بالعراق، من كوارث على صعيد الوطن، يضع الحزب الشيوعي العراقي بالذات، أمام موقف تأريخي مشهود، ويدرك الشيوعيون عظم المخاطر التي يتعرض لها الوطن والشعب، وما يحيق بهما من مخططات تآمرية، لا تنفك من العمل على تقسيم الوطن، وجر شعبه الموحد الى معترك التقسيم الطائفي المذهبي والإثني، وزرع بذور الشقاق داخل صفوفه حتى على صعيد مستوى الفصيل الواحد..!

بهذه المناسبة المجيدة لا يسع المرء إلا التقدم بالتهاني الحارة لكل الشيوعيين العراقيين ، وتثمين كل ما قدموه من أجل حرية وطنهم وسعادة شعبهم، وأن يحيي كل ما قدموه من تضحيات في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية التي طرزت ذلك النضال الوطني المستديم..!

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي الأبرار
عاشت الذكرى الثانية والثمانون لهذا السفر الرائع من آيات البطولة والفداء للشيوعيين العراقيين
باقر الفضلي/ 2016/3/31
_______________________________________________________________________________________________
(*) هلت ثمانون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص