الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل مارس : رسالة البندقية ( الرسالة الأخيرة).

رفيق عبد الكريم الخطابي

2016 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


رسائل مارس : رسالة البندقية ( الرسالة الأخيرة).


تمهيد :

ترددت كثيرا قبل نشر هذه الرسالة التي اخترت أن تكون مسك ختام رسائل الإلاه الصلب مارس وهو إلاه حرب على كل حال، وقد كان نص ترجمتها جاهزا منذ 8 مارس، ريثما أرفقه بمقاطع مترجمة من كتاب " أبطال بلا مجد : فشل ثورة : 1963ـ 1973" للمهدي بنونة إبن القائد الثوري والمبدئي في حركة 3 مارس الشهيد محمد بنونة "محمود" . حتى يسهل على القارئ استيعاب جزء من الظروف الموضوعية التاريخية التي ساهمت في تشكل هذه الحركة البلانكية التي قدمت من التضحيات ونكران الذات ما نعجز على تصوره وما تعجز هذه المقالة على حصره، وكذلك تكتيكاتها والكشف عن بعض أخطائها العملية أو العملانية اكثر من منزلقاتها (أو قصورها) الفكرية والسياسية والتي تضيء الرسالة أسفله على جزء كبير منه. لكن المشكل الذي واجهته أني وجدت نفسي أعيد قراءة الكتاب مرة ثم أخرى دون أن أنتبه لما أبحث عنه. فالكتاب يسحر قارئه بصراحة وأحداثه مترابطة بشكل تأخذ لب من يتصفحه . لذلك أكتفي بدعوة كل القراء وخصوصا الرفاق الحاملين لهموم شعبهم والقابضين على جمر قضايا التغيير بوطننا والطامحين لبناء مجتمع يليق بشعبنا وتاريخ تضحياته وتدمير أسس نظام الاستغلال والقهر والقتل، أن يقرؤوا الكتاب جيدا ويعيدوا قراءته فهو غني بالدروس لكل طامح للتغيير، فالإرادات الصادقة وتوافر السلاح والصلابة والتدريب القتالي والصمود الأسطوري والتضحيات الجسام وكثرة العدد والعدة وإن كانت وسائل ضرورية ولازمة فهي ليست كافية، بل قد تكون في بعض الأحيان عبئا على التنظيم عوض أن تكون سندا له .

عنوان الكتاب : "Heros sans gloire " متوفر فقط باللغة الفرنسية.


إن ما نطمح له من خلال ترجمتنا لهذه الرسالة هو كما أشرنا حث المناضلين على قراءة الكتاب أولا وقراءة الفترة التاريخية التي يتحدث عنها الكتاب قراءة متروية ودقيقة . وثانيا وهو الأهم عدم الاكتفاء بترديد المواقف الجاهزة بل ضرورة تملكها واستيعابها والابتعاد عن التعامل مع المواقف السياسية كما لو أنها مواقف أخلاقية ، فالاختلاف جذري بين الموقف السياسي والموقف الأخلاقي. وهو ما تعاني منه الحركة في أيامنا هاته معاناة حقيقية قد تدمر وتذهب بكل ما حققته تضحيات أجيال من المناضلين. إن شخصنة الصراع وإقامة التماثل بين الموقف السياسي والأخلاقي بل والتعاطي الأعمى مع المواقف السياسية وكأنها وصايا دينية تشكل عقبات كأداء فعلية أمام المراكمة الواعية لمصلحة ثورة شعبنا. فما معنى مثلا أن لا تتجاوز معرفتنا بحركة ثورية وتضحيات جسيمة كحركة 3 مارس مثلا حدود ترديد الموقف من كونها حركة بلانكية، وكأن هذا الموقف العلمي من تنظيم سياسي يوصم مناضليه بمرض معدي لا يجب التعاطي معه تأثيرا ولا تأثرا، دون دراسة لتلك التجربة، وفي نفس الوقت الإشادة بأحد شهدائها العظماء الشهيد البطل عمر دهكون وفي بعض الأحيان دون معرفة بانتمائه لهذه الحركة، وما معنى الاكتفاء بنعت كل من يخالفني ولو في الصياغة اللغوية لموقف كونه تحريفي دون أي دراسة او تأسيس للموقف، فحتى لو كان ذلك صحيحا لا يستتبع ذلك المقاطعة الاجتماعية بين الأفراد، فالأفراد يغيرون مواقعهم ومواقفهم وتستمر التعبيرات السياسية عن تلك المواقع في الوجود وهي ليست أفرادا إلا عند قارئها بعين برجوازية مثالية.
إننا ننتقد سلوك القطيع والتبعية العمياء عند التنظيمات الظلامية فما بال بعض الرفاق منا يعيدون دون وعي تكريس مثل هذا السلوك ويستهويهم النوم وسط أحضان جميعاتهم دون محاولة للتواصل مع غيرها من عناصر المجيمعات الأخرى ، وكل مطمئن ومزهو بقائد قطيعه/ أمير جماعته، إن روح الحلقية الضيقة هي من أشد الأمراض التي تنخر جسد كل الحركات الثورية خصوصا في مراحل تراجع الفعل وسيادة العفوية وهي اصل مجموعة من الممارسات الانتهازية الغير جديرة بالشيوعيين : ترويج الإشاعات والاستسلام لها ، تبخيس كل ممارسة نظرية مقابل التركيز الأحادي الجانب على الميدان " تقطيع السبابط" وهي كلها ممارسات دخيلة على الشيوعيين ونستطيع الجزم أنها ممارسات تعود لمختلف الاختراقات التحريفية "الماوية والبديلية" وغيرهما ما زالت عالقة بذوات بعض مناضلينا.. دون الإطالة في هذه الجوانب التي نعتبرها سلبية وتشكل عائقا أمام تقدمنا، نجد من الضرورة التذكير بأن شهداءنا كل شهداء شعبنا محمد بنونة كما عبد اللطيف زروال هم بوصلتنا وهم القدوة منهم نتشرب التفاني ونكران الذات منهم نتشرب الإخلاص للقضية والعمل المتفاني لخدمة الثورة ، ووحدهم الشيوعيون المبدئيون يستحقون وجديرون بحمل الميراث الضخم من التضحيات والشهداء التي قدمها شعبنا.
ونحن في رحاب الإلاه مارس ، الذي ضمنه نخلد اليوم العالمي للمرأة نود تسجيل ملاحظة قد تبدو شكلية لكنها تكتسي من الأهمية ما يوجب ضرورة الإشارة إليها ، فللأسف رغم ما توافر للحركة من إمكانات مهمة جدا [ لقد استطاعت الحركة تجنيد أعوان للسلطة لصالحها ومهربين ورجال درك وبوليس وغيرها من فئات] إلا أن القصور الذي حملته في أحشائها منذ انطلاقها جعلها أسيرة العجز عن إنجاز ما حددته لنفسها من أهداف نود الإشارة لمظهر واحد فقط من ذاك القصور بما يتلاءم مع الظرف الزمني لهذه الرسائل وهو الغياب الشبه الكلي والتام للنساء ضمن صفوف الحركة ، فكل المعتقلين وكل الشهداء وكل الخلايا والمتدربين في معسكرات حربية بسوريا والجزائر وحتى المتطوعين منهم ضمن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم يوجد ضمنهم إمرأة واحدة قط، وهو ما يحدو بنا للقول ان الحركة سارت بجناح واحد مما منعها أن تحلق بعيدا إظافة إلى العجز الفكري والسياسي لربانها .

أخيرا الرسالة أسفله تستحق أكثر من قراءة ، وهي توضح إلى أي معدن ينتمي الشهيد محمد بنونة " محمود" ويستطيع كل قارئ لها أن يستنتج ويرجح أن الطريق التي سار فيها الشهيد والتي تشكل خلاصة مساره وشبكة علاقاته وغيرهما كانت تسير موضوعيا وشيئا فشيئا نحو البحث عن الماركسية اللينينية طريق الحرية الوحيد، وانه لو أتيحت له فرصة الإطلاع على هذا الفكر وعلى البرامج التي وضعتها الحملم إبان تلك الحقبة ولو أسعفه الموت لكان ضمن مناضليها الطليعيين، دليلنا في ذلك نقده الحاد لممارسات نجد أنفسنا اليوم كماركسيين لينينين نعاني منها حتى اليوم وتطلعه للبرنامج السياسي بدل من الاعتماد على الشعارات العامة ..وغير ذلك مما تكشفه رسالة الشهيد وهي عن حق رسالة للبندقية الواعية والمبدئية والصادقة.


أبطال بلا مجد : فشل ثورة : 1963ـ 1973


مارس 1973 : في جبال الأطلس ، مقاتلون مغاربة ، خاضوا حرب العصابات les guérilleros [سنطلق عليهم إسم الفدائيين] ، حاولوا إنشاء بؤرة ثورية، العديد منهم سقط حاملا سلاحه. البعض اعتقل وسوف يحاكمون بالقنيطرة سنة 1973 ، ثم في مكناس سنة 1976. العشرات سوف يصدر في حقهم حكم الإعدام وسوف ينفذ رميا بالرصاص. آخرون ، قلة، فروا من المتابعات، وذابوا وسط الجماهير، وتجاوزوا الحدود. إبن قائدهم، محمد بنونة إسمه الحركي: محمود، المهدي بنونة يروي بعد 5 سنوات من البحث والتنقيب ومن المقابلات مع من تبق منهم على قيد الحياة، هذه المرحلة/الملحمة التراجيدية.
لقد ربط الخيوط التي ابتدأت، بالنسبة لبعض المشاركين، منذ الأحداث المعتمة لبدايات "الاستقلال" ، إلى جيش التحرير الوطني في الجنوب وإلى تفكيكه/تحطيمه ، وبالنسبة للبعض الآخر ، الأكثر شبابا ، جاؤوا من خيبات نفس ذلك "الاستقلال" ومن اغتيال المهدي بن بركة. إنه تنظيم بأكمله، عناصره، قياداته، سياسته [خطه السياسي]، سيتم عرضه، وأكثر من ذلك ، جزء غير معروف حتى الآن من تاريخ المغرب سيم كشف النقاب عنه : "هذا التاريخ ابتدأ يبرز ويتجاوز نطاق أو دائرة المسكوت عنه والصمت الذي أحاطه به منذ سنين طويلة، كتاب التاريخ الرسمي، تاريخ فريد ومأساوي على حد سواء.
[ هذا المقطع جاء على الغلاف الخارجي للكتاب ، قمت بترجمته عله يعوض عما كنا نبحث عنه ]



رسالة البندقية : من محمود " محمد بنونة" إلى الفقيه "محمد البصري".



السبت 7ـ8ـ1971
الأخ محمد ، تحية طيبة وبعد،
أود الجواب على رسالتك المؤرخة ب 13ـ7ـ1971 بتفصيل ، وحتى تدرك جوابي فإني أبدأ بإعادة كتابة نص رسالتك :
" 13 ـ 7ـ 1971
1ـ "الحاتمي [ بن يحيى] سيبقي على اتصال معكم عبر العناوين التي ترسلونها له "
2ـ " يظهر أن العمل يسير ببطء بينما تطورات الوضع تستدعي العكس"
3ـ " بن موسى لا علاقة له بالمساوي أكان الأمر متعلقا بما هو جغرافي أو قبلي أوعائلي ، أتخوف من أن يذهب في عطلة ويضيع كل وقته "
4ـ " عبد السلام [ الحسين أيت زياد] والترّاخّي هما في اتصال معه. وأنتم تعرفون أن ربط الاتصال على أقل تقدير ليس مجرد ضرورة بل إن لم يقع يمكن أن ينقلب لكارثة ، خصوصا الجانب المادي ملح وكذلك الجانب النفسي.
5ـ كان بودي أن يصل في أقرب وقت من أجل دراسة خطة الأطلس معه ، والخطاب بصفة عامة. وقضية الرباط ، أوفقير بصفة خاصة. وقد بات من اللازم الأكيد أن هذا التأخير يمكن أن يكون غلطة قاتلة كإمكانيات وكخطة.
6ـ يجب ان تكون الأداة مهيأة بأقصى ما يكون التنظيم والحزم.
7ـ بمجرد رجوعي نقرر في اللائحة التي اقترحتموها للتدريب وكذلك الحاج دريوش. لكن إلى ذلك الوقت يجب فصله حالا على الشيباني .
8ـ "بمجرد ما ينتهي أمر الطوارئ بالبيضاء أي بمجرد ما تسمح الظروف بالدخول سيدخل زهير ومعه الخطة والأدوات من اجل إنجاز مهمة هناك".
9ـ " هل من الممكن استعمال شخص خاص بالرباط فليكن ابن أخ الحسين ان كان لا يزال كما عرفته. يجب تهييء جماعة تستطيع القيام بعملية مهمة بوجدة كما يجب تأسيس شبكة للاستخبارات تكون مهمتها التقاط كل ما يجري بذلك الإقليم استعدادا لهذه العملية نفسها".
10ـ " إن تركنا النظام ينعم باسترجاع أنفاسه وبناء جهازه المختل والمنهار حاليا سيكون غلطة لا مثيل لها. لذا فالمطلوب عدم إضاعة الوقت.
11ـ "ومن جهتي فهناك آفاقا مهمة تتطلب التفرغ ومعنى هذا أن تكفوا عن استشارتي حتى في الجزئيات.."
12ـ يجب استغلال موقف الجزائر إلى أبعد مدى في النقاش مع الأطر الجزائرية، بمجرد رجوعي سأعمل على لقاء الأستاذ مجيد مزيان.
13ـ " يجب الحرص على عدم (؟؟) ..على كل واحد ألا(؟؟)..بما يهمه فقط والكف عن استعمال مهمة الثقة مكان مهمة التنظيم من أجل إشاعة التفاؤل ".
بعد قراءة هذه الرسالة ، والتي لم أتسلمها إلا يوم 21ـ07ـ1971 ، أي عندما كنت غائبا ، لها من الصيغة والمضمون ما يتطلب تحديد عدد من المواضيع بوضوح لإزالة كل لبس. وهذا جوابي على نقاطها من 1 على 13 أؤديه بوفاء للمبادئ التي تجمعنا:
1ـ إن الاتصال بحاتمي ، في غيابك، لايحل المواضيع التنظيمية هنا. هذا ما أظهره طلبنا بعقد موعد جديد مع عبد السلام الذي جاء في رسالتي لك والمؤرخة يوم 12 ـ 07 ـ 1971 وظل هذا الطلب بدون جواب. ومعنى هذا أنه لم يتم لحد الآن ما سبق وأن كررناه في أحاديثنا بخصوص إقامة جماعة بباريس تتسلم منك العلاقات مع المغرب وذلك كخطوة نحو خروجك من فرنسا عند بداية العمل. وبذلك تتعطل الأشغال انتظارا لوجودك بباريس حتى تمارس حلها بنفسك.
2ـ إن العمل يسير فعلا ببطء، رغم أن المرحلة تتطلب العكس. وذلك ليس هنا فقط ولكن أيضا في فرنسا وغيرها. وإن ذلك راجع لشكل تنظيمنا، أما من جانبنا فسأتعرض إلى هذه النقطة من موضوع بن موسى وعبد السلام. وأما من جانب التنظيم بصفة عامة فإن العمل يسير ببطء ، حتى في الظروف العادية ، كثيرا ما يتعثر، فكيف له أن يسير بالسرعة التي تتطلبها الأحداث العارضة. إن الحقيقة المرة هي أننا لا نستطيع ـ ما دمنا على شكلنا الحالي ـ أن نتحرك بسرعة الأحداث ونستفيد من الهزات التي يعيشها مجتمعنا منذ 1965.
3ـ في موضوع بن موسى : لم يكن عندي عنوانه الكامل لما حضرت إلى هنا في فاتح يونيو وبعثت لي مرتين بالعنوان بعد أن طلبته منك ، وكان في المرة الأولى غير واضح وناقص. وبمجرد توصلي به كلفت أحد الإخوان ليسافر إليه وكان ذلك يوم 28 يونيو . وبعده بيوم أعلن عن الكوليرا بالمغرب، فأغلقت الحدود وطلبت ورقة التلقيح لكل من يغادر الجزائر إلى المغرب. فاستغرق الأخ المذكور مدة طويلة ليكون جاهزا للسفر يوم 8 يوليوز ، وليس هذا البطء راجعا إليه وإنما إلى عوامل إدارية وقرارات متضاربة من جهة الدولتين ( في هذه الأثناء كان محمد غائبا في فرنسا وكنا ننتظر رجوعه ، كما أن العربي [ ساهير] كان غائبا وهو الذي كلف بالاتصال بوجدة لإحضار من ينوب عن محمد كما أن الإمام وهو آخر من تركهم الميد El mid لأتعامل معهم ، ذهب في جولة عبر بعض المدن ولم أعلم بذلك إلا بعد غيابه ولم يرجع من رحلته إلا يوم 10 غشت).
4ـ في هذه الأثناء ، أي عندما كنت أنتظر أن يسافر الأخ إلى بن موسى ، جاءت رسالتك تضرب لنا فيها موعدا مع عبد السلام ليومي 10 و11 يوليوز ، ولم تصل رسالتك إلا يوم 8 يوليوز ، فكان يوم 10 يوليوز لم يعد ممكنا للإتصال ولم يبق إلا يوم 13 يوليوز ، في هذه الأثناء وصل محمد والتحق الشيباني وإبنه وانقطعت إمكانيتهم ، أي انقطعت علاقتهم بالداخل وفقدنا من يساعد على عبور الحدود، كما فقدت إمكانية المراسل إلى عبد السلام. لذلك قررت التخلي عن الاتصال ببن موسى مؤقتا والاتصال بعبد السلام نظرا لأهمية هذا الاتصال ، نظرا لأنه لم أعد أتوفر سوى على مراسل واحد. لذلك بعثت هذا الأخ يوم 9 يوليوز مزودا بالجواز والنقود والمعلومات لتأجيل قدوم عبد السلام لغاية ما يحل الميد هذا الموضوع ـ ولهذا السبب أخبرتكم بدخول الشيباني وإبنيه ـ ( وكنت أنوي تأخير قدوم عبد السلام لمدة أسبوعين ، وهذا ما بلغته للمراسل). إنه غير صحيح أنه تتوفر لدينا إمكانية أخرى دون هؤلاء لعبور الحدود ، والميد يعرف ذلك.
ويوم 10 يوليوز أقفلت الحدود، وبعد هذا التاريخ أصبحت منطقة وجدة خاضعة لوضعية خاصة ، من حظر التجول وغيره كما أن طرقات المغرب أصبحت ممتلئة بالباراجات ( حواجز الشرطة والدرك) وصاحبنا المراسل لا يتوفر على بطاقة تعريف مغربية وليست عادية بالجزائر. فرجع من الحدود وقررت عدم بعثه في تلك الظروف وطلبت منك يوم 12 يوليوز أن تجدد لنا الموعد لذلك وجهت هذا الأخ يوم 15 يوليوز لعند بن موسى ، في انتظار إمكانية جديدة للاتصال بعبد السلام ، ونظرا لفرض تأشيرة الخروج من المغرب وحجز جواز السفر لكل الوافدين على المغرب من الجزائر، فقد ظل صاحبنا هنا ولم يذهب في مهمته إلا أخيرا حيث ذهب ليعبر الحدود بطريقة سرية ( كان هذا في نهاية يوليوز يوم 25).
نظرا لكل هذا فإني استغرب لعبارة " التراخي في الاتصال" مع عبد السلام، وأرفضها لفظا ومعنى ، إنني كنت حريصا جدا على أن ندخل تعديلات على مخططنا هنا وطلبت مرارا عبر الحاتمي والميد أن تتصل بي تلفونيا. وبقيت أنتظر معتقدا أنك موجود منذ 15 يوليوز في الشرق كما جاء في إحدى رسائلك . حقيقة أن عدم الاتصال قد ينقلب إلى كارثة أخطر مما يمكن أن نقدر أبعادها حاليا، إن ذلك غير خاف علي لذلك حاولت الاتصال بك مباشرة للإتفاق معك على خطة جديدة بالنسبة لعبد السلام والعمل في الأطلس حتى نكيفه بسرعة تحركاتنا مع الوضع الناتج عن 15 يوليوز ..غير أن المساعي كثيرا ما تضيع لأن أحد الإخوان أو بعضهم يعتبرونها غير جديرة بالاهتمام نظرا لعدد من الاعتبارات نحن في غنى عن ذكرها لأنها لا تبرر شيئا.
5ـ إني أدرك كما قلت لضرورة الاتصال مع عبد السلام لذلك طلبت منك تجديد الموعد. أما الإمكانية التي تتحدث عنها بعد فقدان إمكانية الشيباني وأبنائه ، فذلك لا وجود له ، وقد انتظرت مدة 10 ايام قبل أن أحرك أبناء الشيباني من جديد وهم الآن في مهمة استطلاعية وربط الخيط .
6ـ إنك تعرف "الأدوات" المهيأة : فبالنسبة للرفاق الذين رجعوا من المغرب بعد الاعتقالات فإنهم مثال في الانضباط والامتثال ، بالإظافة إلى تكوينهم السياسي ، مثلهم مثل رفاقنا الباقون في الشرق، وهم جميعا مناضلون لهم قيمة كبيرة، أما بالنسبة للإخوان المراسلين وأصحاب العبور ( فإن استثنينا الأخ المتعلم والإمام) فإن الأمر مختلط عندهم ما بين "عمل وطني" و"تهريب" ، ما بين طموح في الوصول ورغبة في الاستفادة.. وأحسن وصف استطيع إطلاقه عليهم هو "Anarchistes أي فوضويون" . هؤلاء الناس ليسوا مناضلين ما دام البقشيش هو الرابط، وأسلوب الترضية سائد وعقلية الولاء كامنة في نخاعهم وما إلى ذلك من رواسب مجتمع الإقطاع.. إن كانت الضرورة تقتضي التعامل مع هؤلاء الإخوان فلذلك حدود ، لأن لا أحد منهم خدم المنظمة بأمانة واستماتة ما دام لم يصبح أحد مناضلينا. إنهم في الحقيقة تربة خصبة لتكوين مناضلين أشداء في الميدان المسلح على أساس أن تنقلب العلاقة معهم رأسا على عقب وأن تخضع لمقاييس النضالية الحقة.. وبعد هذان المجموعتان فليس هناك "أدوات " أخرى يمكن التحدث عنها الآن ـ وإن كان هناك سبب لإثارة هذا الموضوع فأرجو توضيحه لأنني لم أدركه.
7ـ بعد أن وعدتنا أن زهير، ثم الصياد سيحضران معهم التفاصيل في موضوع الأطلس والدار البيضاء والسلاح، لم يحضر الصياد معه شيئا في الموضوع، أما زهير فلم تفسر مهمته: إن كان المقصود هو أن يتكلف زهير بمهمة الدار البيضاء فهو أحسن عمل لأننا عوض أن نشتت جهودنا سنحصرها في عملية الأطلس والريف ، وهذا عملي أكثر.
8ـ لم يجتمع الحاج بالشيباني قط ، فهل كان عندكم نبأ مخالف لذلك ؟ في موضوع التدريب إن لم يتم بسرعة فستضيع الفرصة.
9ـ إبن أخ الحسين مريض بالرئتين منذ 6 أشهر. لذلك فقد بعث الحسين في طلب أحد الأشخاص من العاصمة ليتكلف بالاتصال مع محماد، ولديه جديدا في موضوع بوبول و أوفقير .
أما الجماعة التي ستقوم بالمهمة بمهمة وجدة كما تخبر بها فليس هناك سوى الجماعة التي تعرفها أي الرفاق الذين قدموا من الشرق والباقون فيه. ونستطيع تهيئ هذه الجماعة إن أنت أخبرتنا بنوع المهمة لنقدر عدد الأفراد ونوعية السلاح وما يتطلبه الموضوع من ترتيبات .
أما بالنسبة لشبكة الاستخبارات فإني أسعى بواسطة أصحاب الميد أي أبناء الشيباني والمعلم أن أنظم استخبارا منظما إلى حد ما، غير أنه لا يمكننا أن نحلم بشبكة تكون مهمتها إلتقاط كل ما يجري بذلك الاقليم لأن هذا يتطلب بناء تنظيم محكم لا يحدث بسرعة وقبل العملية نفسها. إن فكرة "الضغط على البوطونات [الأزرار]" هو وهم في هذه الحالة كمجالات عديدة أخرى. لأن ما لدينا من إمكانيات، وليس هنا فقط، هو دون تحقيق هذا الشعار [أو السلوك].
10ـ حقا ان النظام قد تعرض لهزة عنيفة في جهازه وهو يتسابق مع الوقت لتدارك الحالة، وعدم تحركنا في هذا الوقت بالذات غلطة لا تغفر بل نحاسب عليها... بماذا نواجه وكيف ، إنتظرت مكالمتك على أحر من الجمر ، في الوقت الذي كنت أرغب أكثر من أي رفيق أن تعطانا الإشارة لننطلق بشكل منظم ومنسق معك. بالنسبة لي (ولباقي الرفاق) فإن مرور الأحداث الأخيرة أمام أنفنا ونحن عاجزين عن القيام بواجبنا خلف صدمة أعنف من الصدمة التي تركتها فينا عملية اعتقال رفاقنا سنة 1970. ومن المؤكد أن المطلوب ليس هو عدم ضياع الوقت فقط ولكن إعادة تقييم الوضع من جديد وبسرعة وتحقيق الخطوات الأولى بسرعة من أجل بداية العمل، بل يجب أن يبدأ العمل. إن الذي يحول بيننا وبين العمل حاليا هو السلاح ، واستقدام الرفاق من الشرق وإعطائنا موعدا جديدا مع عبد السلام.
11ـ إني أحرص الناس على أن تتفرغ لمهمة أهم مما تقوم به في باريس وقد فاتحتك كعدد من الرفاق في هذا الموضوع عدة مرات وسأكون من الأولين الذين يمهدون لك تخليك عن الاهتمام بالجزئيات والتفرغ للمهام القيادية الفعلية. لكن من جهتي ومن جهة باقي أطراف التنظيم سنظل مضطرين على طرح الجزئيات معك ما دمت مشرفا على كل صغيرة وكبيرة. وإن راجعت المواضيع التي طرحتها عليك بجزئياتها فسترى أنها مرتبطة بك.
12ـ لقد كاتبتك في هذا الموضوع في الرسالة السابقة.
13ـ أرجو أن تشير بوضوح إلى العناصر أو المهمات التي استعملت فيها "مهمة الثقة مكان مهمة التنظيم من أجل إشاعة التفاؤل فقط" حتى يتضح لي ذلك. أما في موضوع التفاؤل فإنه لم ولن أخاطب أحدا إلا بما أنا مقتنع به، وكل ما أعمل هو انني أخفي جوانب الضعف والنقصان عندنا ولا أثير إلا الجوانب الموجبة، او أتحدث عن الثورة كتحليل ليس إلا. أما إن كان المقصود هو تعاملي مع عبد الله فذلك من باب الإحتياط حتى أستفيد من معلوماته وأتخذ قراري بناءا عن معلومات مسبقة وليس عن جهل .
أغتنم فرصة الرد على هذه الرسالة لأثير عددا من المواضيع كنت دائما أرغب في مناقشتها معك ساعيا في توضيح جوانب أراها من النواقص العائقة تنظيميا ونظريا أسلوبا وتعامل.
إن أحداث 10 يوليوز وما نتج عنها من وضع ناضج لخوض معركة الانتفاضة المسلحة ، وعجز عن أخذ زمام المبادرة والاستفادة من عجز الحكم ليست هي أول مرة نقف فيها متفرجين على الأحداث التي تهز المغرب... إن تعثرنا في التحرك هو راجع لشكل تنظيمنا:
ـ غياب القيادة المركزية الجماعية التي تعطي أضعاف ما يمكن أن تعطيه قيادة شخص واحد مهما بلغت عبقريته وطاقته على العمل الذكي المنهجي. وهذا الشكل في القيادة للحركة السياسية أو لقيادة الشعوب هو الشكل الصحيح والعملي وما عداه إنما هو مخالف لسير التطور والتاريخ ومصلحة الشعب .
إن المناضلين بمختلف ميولهم يطالبون بتحقيق هذه الخطوة وقد نضجت الظروف لتحقيقها في أقرب وقت بشكل منظم وبإلتزام وليس بتوزيع المهام والمسؤوليات والقذف بالمسيرين من أعلى ، الشيء الذي أظهر عن خطورته والمشاكل التي يخلقها، وما يتخبط فيه اليسار المغربي من تناقضات إلا نتيجة مثل هذه الأساليب ، التي تخلق قمما من الزعامات الفارغة والمتسلطة ، لم أقصد تطبيق أسلوب الانتخاب الديمقراطي، إذ لا تقع الثورة بالانتخابات كما قال تروتسكي، وإنما أقصد بناء جهاز قيادي مركزي مسؤول على التخطيط والتسيير والتوجيه من الكفاءات المخلصة المتوفرة.
ـ غياب البرنامج السياسي الذي يعرف بأهداف الحركة ويشكل بديلا مقنعا لبرنامج الحكم الإقطاعي القائم وبديلا أيضا لبرامج الأحزاب السياسية المعارضة التي لم تتطور مع الأحداث . برنامج يوجه المناضلين ويوفر لهم مادة التحرك الدعائي لإثارة الكادحين والطبقة المتوسطة ضد الحكم. وموقف فقيدنا المهدي بن بركة من المطالبة بالبرنامج في " الاختيار الثوري" موقف غير صحيح. إن رفض الطلب بالبرنامج أو السكوت عنه لا يحل شيئا وإنما يخيب أمل السواد الأعظم من الاطارات ويترك الحركة بلا أداة قوية في مواجهة الحكم. ولا يمكن الاعتماد فقط على الشعور أو السخط والاستياء ولا حتى الإرادة إذ أن هذا الشكل كله لا يشكل مضمون مبدأ أو شعار، إنما تحديد المبادئ في برنامج تتعهد الحركة بتطبيقه كبديل ، وتفي بوعدها، هو سبب استثمار السخط والتذمر من الحكم للتعجيل بنهايته.
ـ غياب التنظيم الثوري الصلب بجناحيه السياسي والعسكري: لا يمكن لمن يصادق نفسه منا ويصادق الناس أن ندعي أننا نمتلك تنظيما سياسيا ثوريا صلبا. لأن تنظيمنا ما هو بسياسي ثوري ولا هو بصلب، ليس بتنظيم سياسي ثوري، لأن لهذه العبارة مدلول طبقي وما ينتج عنه من إيديولوجية الطبقة الكادحة أي شكل تنظيم طليعتها التي تحقق التوعية السياسية وتعبئة الطبقة وتحقيق استسلام السلطة بالانتفاضة المسلحة أو الحرب الشعبية.
أما الجناح العسكري فإن اعتقالات 1970 تبين أن أغلبية المعتقلين من الفلاحين وهذه النسبة تعكس الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصحيح للبلاد وتجعل من اختيار الحرب الشعبية الطويلة النفس إختيارا صحيحا، مع أن الشكل الذي نظم عليه الإخوان في البادية ظهر بحسب محاضر الشرطة وجلسات المحكمة على أن فيه انحرافا، وعلى أن المسؤولين كانوا لا يدركون شكل العمل المطلوب منهم تحقيقه، أما ما تبقى بعد الاعتقالات فعدد من المناضلين لا جذور لهم وسط الجماهير المغربية، وهم الموجودون بالخارج، والمبدأ الأساسي لحرب التحرير الشعبية يطعن في ذلك. وهذا الشرط يتوفر حاليا وتنظيميا في الأطلس، هذا هو الأمل الذي يبرق دوما أمامنا ويبقى الإمكانية الوحيدة التي تتوفر مبدئيا على الشروط الضرورية، والأمل هو أن لا يكون هذا الفرع من تنظيمنا " كرة ماء صابون [فقاعة عابرة]" هو أيضا كما إتضح بالنسبة للكثير من "الإمكانيات".
ـ غياب استراتيجية سياسية وعسكرية واضحة المعالم: إن ما يربطنا هو اتفاق عام وهو بذلك غامض. إن مجرد إثارة هذا الموضوع مع المناضل أو المسؤول من بيننا تثير جدالا حادا لاختلاف المفاهيم. وليس الغرض هو توحيد المفاهيم فحسب وإنما تزويد الجناح السياسي والجناح العسكري على الخصوص باستراتيجية محددة يلتزم بها الكل ويعمل على تحقيقها، تنظم مجهوداتنا وتوحدها وتجعل حدا للفوضى الفكرية والتنظيمية وتقطع الطريق عن التصرف الذاتي ويزود المناضلين غدا في ميدان المعركة بقوانين تحركهم.
وفي هذا الصدد فإن الاعتماد على أفراد منعزلين ليقوموا بوضع ما تحتاج إليه الحركة من برامج وتخطيطات قد مورس وأظهر لنا من جملة ما أظهر أن المنتوج يكون دائما غير كاف ودون المطلوب، لذلك يجب اعتماد طريقة العمل الجماعي وبشكل منظم هنا أيضا. بشرط ان يحول ما يخطط إلى حيز التطبيق وأن لا يلقى به في رف من الرفوف.
اما ما نقوم به اليوم نظرا لواقعنا واساليبنا فليس من الممكن أن نعتبره بداية العمل الثوري ولا حرب التحرير الشعبية، وإنما هو إشعال لنارها، معنى هذا أن عملنا هو إثارة الأحداث وتحرك القوة المنظمة والقوية لتسخر نتائج العملية لمصلحة طبقتها ، وبالتالي لن تكون هذه القوة من القوة الشعبية ما دامت بعض الشروط لم تتوفر ومنها التغلب على النواقص التي أشرت إلى بعضها. من اللازم تهييء تحقيق هذه الشروط بمجرد ما تنطلق العملية في الجبال. فقط في هذه الحالة يمكن أن نعتبر أن العمل الذي نحن مقبلين عليه هو بمثابة شعلة نار الثورة او حرب التحرير الشعبية، وإلا فلن يكون سوى إشعال نار الفتنة وتمكين إحدى الطبقات المستغلة من السيطرة على السلطة. وهذا الاحتمال له حظوظ كبيرة ليحدث. أما حتى ولو نجحنا في المحافظة على الاستمرار ـ وهذا واجبناـ وأن نستمر بشكلنا الحالي فإننا لا نعمل سوى على تعويض حكم فاسد بما قد يكون أفسد منه. لأن حركتنا قائمة على الولاء الشخصي في مختلف مستوياتها بدلا من أن تقوم على الارتباط العقائدي والتنظيمي والاختيار الحر المقنع، وقائمة على سلسلة من الاساليب القديمة أغلبها من رواسب المجتمع الإقطاعي، وأنا على استعداد إلى ذكرها بتفصيل في غير هذا المكان . وإن كنا نلتزم بما يحلو لنا ترديده في مناشيرنا من اعتماد التحليل العلمي فيجب علينا عند تقديرنا لوضع من الاوضاع ووضع خطة من الخطط أن ننطلق من الوقائع لا من الممكن، غير ان التحليل يبقى عندنا وهم واسطورة وفي أحسن الأحوال حلي تتزين به حركتنا، ما دمنا نستعمل الصيغ المحفوظة نرددها كما هي، كباقي المنزلات السماوية، تكون في احسن الأحوال قادرة على إبراز اهداف عامة وبصفة تقريبية ، وأخطر من هذا ترك المغالطات تروج بين صفوفنا بل وإثارتها.
لست أحاول هنا إعياء مسامعك بنصوص نظرية ، إذ أن عرض "الجملة الثورية" من أكبر العوائق، وإنما هي بعض الملاحظات أراها اساسية بل ومنها ما يتعلق بما هو مبدئي . طلبت بإجتماع لطرحها في إطار ما بعد انتهاء مرحلة الشرق وقبل أن نقدم على مرحلة سنة 1969 . غير أن ذلك لم يحدث، وأعرضها عليك بكل وضوح بناءا على اقتناعي بأن التنظيم الثوري الحقيقي هو إلى جانب "إنضباط أعمى " و"طاعة حديدية" فإنه أيضا متفتح لدرجة تسمح بنقل الأفكار والإبداع في تيار مزدوج من القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة وهذه إحدى الضمانات الاولية ليكون التنظيم طليعة فعلية للطبقة الكادحة يعيش واقعها ، وزمنها ويعيش مشاكلها...
ليس غرضي محاولة للطعن أو النقد الغير المسؤول ، وإنما قصدي إثارة عدد من المتطلبات الضرورية التي لامجال لتجنب تحقيقها والتي وعاها جل المناضلين ويطلبون بإلحاح تحقيقها.
وأخيرا فإن إثارتي لكل هذه المواضيع ليس وليد تفاعل نفسي او عاطفي، نتيجة أسلوب رسائلك ـ إذ إن كنت تقصد بها التوبيخ ، أو إن كنت ترى أنني المسؤول على "البطء في العمل" و"التراخي في ربط الاتصال"و"عدم الحزم والصرامة".. فإني أرفض الرسالة عبارات ومحتوى لأن ليس لكل هذا محل من الواقع والموضوعية ، مع علمي بأن النقد ضرورة تكوينية وتربوية، ضرورة إصلاح وتقويم ، ليس المسؤول هو شخص، وإنما شكل التنظيم وأسلوبه..، وإنما اخترت الفرصة التي تتيحها رسالتك لإثارة هذه المواضيع معك.
أملي أن تتمعن في كل ما جاء في هذه الرسالة وتوليها ما تستحقه من عناية إذ أنها تحتوي على بعض متطلبات التنظيم الضرورية، كان من الممكن أن تصلك في المغرب او أي مكان آخر. وإن قول الحقيقة المرة بكل بساطة ووضوح، بلا لبس ولا إبهام ، طريقة من أجدى طرق التوضيح وحل المشاكل وإني مقتنع بأنها من الأساليب الجديدة لمخاطبة المسؤولين والمناضلين وجماهير الحركة تبين جدية الحركة وصدق أقوالها.
كتبت نسخة من هذه الرسالة قبل 10 أيام سلمتها مغلقة إلى عبد الرحمان على أساس أن ابراهيم سيحملها لك. غير أن ابراهيم سافر دون اخذها. وظلت الرسالة في العاصمة في انتظار ان يأخدها بناني معه إن كان سيعبر على باريس. ونظرا لجهلي هل أخدها بناني معه ام لا ، وحتى أغتنم فرصة سفر الاخ عبد الرحمان فإني اعدت كتابتها.


رفيق عبد الكريم الخطابي : البيضاء 25 مارس 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرساله
Almousawi A. S ( 2016 / 4 / 8 - 08:36 )
تحيه اعتزاز وتقدير وشكر
على هذا الزخم من رسائل سوف لن تكون الاخيره
ما دام في السماءقمر...ما دام في العين بصر
كما يقول محمود درويش
وما دام هناك حرص لاستمرار الرساله حتى بعد بلوغ اهدافها النبيله
وسيظل مارس عيدا للربيع والمراه ونوروز والحزب الشيوعي العراقي


2 - رسالة أخرى
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2016 / 4 / 8 - 12:19 )
تعليقكم رفيقي أعتبره رسالة حب...حب متبادل رفيقي ..وألف تحية على حضوركم الدائم ومشاركتكم لانشغالاتناالتي نعتقد انها مشتركة..تحية ود واحترام

اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا