الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرادة والعناد الشعبي فى مواجهة البغاء السياسي

شريف الغرينى

2016 / 4 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فى هذا الوقت الحرج من التاريخ تصور البعض أننا كنا فى أزمة قاربت على الإنتهاء وأن علينا العودة لممارسة طقوس الدولة الآمنة من معارضة ونقد يصل لدرجة العداء غير المبرر لمصر الدولة التى تقف وحيدة فى مهب معسكرات التآمر والتحرش الدولى والمحلى الذى تديرة تنظيمات سرية استطاعت أن تدير دولا كبرى وتتحكم فى عقول ساستها وأجهزة استخباراتها ؛ العقلاء وحدهم يعرفون أننا فى مصرربما نكون قد نجحنا فى تأجيل الكارثة لكننا لم ننتهى بعد منها ولم نصل لتلك الدرجة من الأمان الامان المنشود ، والعقلاء يعرفون أيضا من صفحات التاريخ أن مصرعلى عرض تاريخها وطوله كانت وستظل مستهدفة ولن يتركها أعداؤها لتتعامل بإستقلال مع محيطها وإمكاناتها كى لا تصبح دولة عظمى وشوكة كبرى تقرر للشرق والغرب مصيره ، فما حدث لمصر محمد على حدث لمصرعبد الناصر، والتاريخ يقول أن الأعداء فى أوروبا نسوا عداواتهم التاريخية و اتحدوا ضد الناصر صلاح الدين، ووفعلوها مرة أخرى واتحدوا ضد محمد على، وفعلوها بنفس الطريقة ضد عبد الناصر، والواقع المعاش اثبت أن مصر فى نظر الغرب مازالت أخطر دول العالم على النظام العالمى القائم على الهيمنة والعنصرية والليبرالية الجديدة و العولمة المتوحشة ، فالمسألة تاريخية والعداء النائم القادم من الغرب يستيقظ وتهب رياحة الباردة علينا كلما استيقظت مصر، وينام مؤقتا كلما أسلمت لهم الجبين خاضعة وارتضت التبعية بديلا عن الإستقلال ، من العبث أن ننكر التاريخ والواقع ، ومن العار أن نجلس مكتوفى الأيدى نسمع هزيم الأبواق التى تخرج من حانات العمالة والخيانة تنطق داعرة بكل ما يحول الإنجاز إلى مأخذة وملامة وتجعل منه مادة للنقد وتحول الوطنية الطبيعية إلى مادة للسخرية ، ترتزق من بكائيات و مأسى فرضتها الظروف لتشترى بها ثمنا قليلا تخدم به من يريدون صناعة مرتكزا ومنطلقا لثورة جديدة لا تهدف إلا لتفكيك الملتئم و وتشريد شعب خرج من مسلسلات العنف بأقل خسارة ممكنة، لقد كتب علينا أن نعى وأن نتحرك وفق ما نعى إن كنا نريد النصر فى حرب الإرادة والإرادة المضادة، وأصبح لازما على الشعب أن يفهم أن من يحاربونه كانوا يريدون منه فى الماضى الإستسلام واليأس وأنهم اليوم وصلوا لمرحلة لم يعد استسلامنا ويأسنا وتخلفنا حضاريا يكفى ليشبع شهواتهم المريضة بل ذهبوا لأبعد من ذلك وصار المطلب الملح فى أخر الزمان هو ابادتنا وإزالة كل اركان وجودنا، والملهاة أنهم يريدون أن يتم ذلك دراميا بأيدينا طوعا، أو كرها بالسلاح إذا اقتضت الضرورة، ولكنهم جبناء كالعادة، لا يدخلون حربا إلا مع نصف ميت بعد محاصرته إقتصاديا وتجويعه و اختراق أمنه حتى إذا ما قرروا بدء العمليات العسكرية كانت المهمة استعراضية سهلة يعودون بعدها لأقداحهم وسمرهم ليقتسموا غنائم الحرب ويضيفوا سطورا إلى مجدهم وينقشون على حوائط بطولاتهم بطولة جديدة وقصيدة فخار تقطر من حروفها دماء الأبرياء وتتطاير من أبياتها أشلاء الشهداء ودموع الامهات الثكلى ، لكن الأمل يحدونا جميعا فى أن شعب مصريعرف التاريخ جيدا ويعيه يملك من العناد والإرادة ما يجعله صلبا فى قراره بالوقوف صفا واحدا واعيا لما يحاك به مؤمنا بقيادته الوطنية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي