الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بين الانقاض

شذى احمد

2016 / 4 / 7
الادب والفن



ما زلنا في حيص بيص. هكذا كان حالنا ، ولم يطرأ عليه اي تغير

بدا متأفأفا وضجرا. لكنه كان فضوليا باستطلاع الاخبار ممن
حوله. لم يجبر احدا يوما على الحديث ، فهو قليل الكلام شديد الفطنة
يعرف كيف يدير دفة الحديث لصالحه في اعتى الحروب الكلامية . ولا
يمكن لأحد ايا كان اثارة غضبه. ربما لانه اعتاد على انواع الحديث
ودروبها التي مهما تشعبت وزادت وعورة فانها لا تخرج من عباءة الاسود
او الابيض. وليس لها قطع اثاث لايمكنك عدها قبل بداية كل حرب
ثم اعادتها لمكانها حال انتهائها ، كي تكون جاهزة للمعركة التالية!!. كان
يستمتع بارهاصات البعض حالما بامكانية اصلاح اعطابهم. ويسعده
الحديث النسوي كثيرا سواءا كان مع الرجال ام معهن. لانه باختصار
اكثر نعومة واشد وضوحا من وعورة الدهاليز السياسية والدينية التي
لا تبتعد عن المسلمات واستعراض العضلات وطول نفس المتبارين
كي يفرحوا بالنهاية بما جاءوا به وحملوه راجعين
غير ان الحالة الجديدة ادهشته بعض الشيء . لاول مرة يتعذر عليه
تسبير اغوار احدهم. وقراءة فكره وانتمائه. فقومه ما اعتادوا على
كل هذا الغموض والا ما كانت بلادهم مستباحة لكل من هب ودب
وتتصدق عليهم الدول بمندوبين لحل نزاعاتهم


دفعه الفضول قبل الدهشة لسؤال محدثه اسئلة علها تكون سببا
بل طعما لاصياد نواياه ومعرفة اتجاهاته

لكن لشدة حيرته وجد خصمه يزداد تمنعا ونكاية به رد الصاع بفخاخ
ملغومة لو نصبت لغيره لنسفت كل اماله بالمعركة

اشعل سيكارته ونفذ دخانها بعيدا واستغرق في صمت طويل . هاهو
ينهزم اي نوع من المرارة تخلفه الهزيمة؟. سأل نفسه متحيرا

رفع رأسه فالتقت عيناه بعيني محدثه الذي بادره بابتسامة باهتة
جعلته يشعر بامتعاض شديد . لما يبتسم ؟!! لكنه لم يجرؤ على
سؤاله ، فقرر ان يلوذ بالصمت. مضت ساعات وهو مطرق شارد
الذهن ، لم يكن هناك الا بالجسد، لم يهتم بالشجارات الطويلة و
المجاملات العريضة الرتيبة التي كان يتبادلها زبائن المقهى.لم
يعتني بعدد المرات التي احضر له النادل فيها القهوة والشاي
ولا بالحلوى التي دفعها في فمه بالية وبلادة وهو يهز رأسه
شاكرا ومهنئا للرجل الذي احضرها

في لحظة ما استرد وعيه تلفت يمينا ويسارا بدا المقهى شبه خالي
والسواد مخيم على المكان، ولكنه لمح باقصى المقهى في الركن
المنعزل شبح رجل اهتز لرؤيته وتملكه الرعب، انه هو

دفع الحساب وسار نحو الباب … للحظة تسمرت قدماه، فالتفت الى
الرجل ومن غير سبب منطقي ذهب اليه ،فبادره الثاني بابتسامة
عذبة وهب واقفا فلما اقترب منه مديده اليه مصافحا وهو يقول: كان
وسيبقى كل هذا حاجتنا. اهنئك. بالفوز تمنيت لو كنت مكانك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا