الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات سريعة حول خطاب عزّت الدوري

محمود جديد

2016 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



ملاحظات سريعة حول خطاب عزّت الدوري
محمود جديد
فاجأ السيد عزت الدوري العالم بظهوره في شريط مسجّل بمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث العربي عام 1947، وفيما يلي الملاحظات السريعة والانطباعات العامّة حول خطابه :
- دحض ظهور السيد عزت الدوري ادّعاء بعض المصادر العراقية حول مصرعه .. وإذا كان بقي متخفّياً فوق الأرض العراقية حتى الآن في ظلّ ظروف العراق المعروفة فإنّ هذا شيئاً يدعو إلى الإعجاب .
- ماجاء في كلمته الطويلة حول إيران كان متوقّعاً ومفهوماً نظراً لحالة العداء والصراعات المستحكمة بين قادة البعث في العراق والنظام الإيراني منذ ولادته ، وما جرى من حرب عبثية طويلة بينهما ، والدور البارز لإيران في الساحة العراقية بعد الغزو الأمريكي ..
- وجود غموض حول الثورة الميدانية التي تحدّث عنها في الأنبار والفلّوجة من حيث المعارك والتحالفات والتمايزات عن " داعش " ..
- تجاهل بشكل كامل ذكر كلمة واحدة عن "داعش " ، وهذا التجاهل تجاه تنظيم يحتل مساحات شاسعة من العراق، وتُخاض حرب شرسة ضدّه يدعو إلى الريبة والحيرة ، فهل مردّ ذلك لتجنّب ردّ فعل " داعش" نحو عناصر البعث الذي أمينه العام السيد الدوري ، وجنود الطريقة النقشبندية المتواجدين في مناطق سيطرتها، أم لا زال تحالف هؤلاء معها مستمرّاً منذاحتلالها الموصل وحتى الآن ؟
- جعل الصراع مع إيران أولوية الأولويات .. على الرغم من حديثه عن الصراع مع الكيان الصهيوني ..
- تجاهل الدور التركي في أحداث العراق والمنطقة ، وهذا التجاهل ليس بريئاً ...
- كان موقفه تجاه السلطة الفلسطينية أكثر وضوحاً من موقفه تجاه الفصائل الفلسطينية الرافضة لاتفاق أوسلو ومخرجاته وآثاره ، ولم يتكلّم عن انتفاضة الشعب الفلسطيني الراهنة .
- إنّ كلامه عن المخططات الإمبريالية وتردّي النظام العربي الرسمي صحيح ، ولكنّه خلص بنتيجة تتعارض مع ذلك عندما أشاد وبارك التحالف العربي والإسلامي الذي تقوده الأسرة السعودية في اليمن والآمال التي علّقها عليه ... ( شربوكة وضياع ) . وهنا نلاحظ كيف تناسى
و تجاهل دور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن ، ( وهذاليس تجاوزاً منّا أو تغاضياً لأخطاء وسلبيات علي عبدالله صالح ونظامه ) والذي سبق أن وقف إلى جانب العراق في عامي 1991 ،و 2003 .. وكان شهماً وشجاعاً في استقباله ورعايته وحمايته للاجئين العراقيين إلى اليمن من قادة وكوادر حزب البعث الذي يقوده الدوري، ولذلك كان من المستحسن أن يفصل بين الموقف تجاه إيران ومايجري في اليمن ، ويكتفي بالدعوة لإجراء حلّ سياسي يحفظ ويصون ماتبقّى منه ..
- إنّ الثناء على الدور السعودي هو بحدّ ذاته تجاهل للدور الخليجي المتواطئ مع التحالف الأمريكي ضد العراق سواء في حرب الخليج الأولى ، أم الثانية ، وربّما تقديم صكّ غفران لأنظمتها لاتستحقّه . ..
وأخيراً ، لم يجرِ الدوري أي نقد لتجربة ومسيرة البعث ، وبقي خطابه كلاسيكياً طوباويا يريد معاداة الشرق والغرب وإيران ، ويوحّد الأمة العربية ، ويحرّر فلسطين في وقت واحد ، وبالتالي يبدو أنّه لم يستفد من دروس وعبر الماضي والحاضر ، ولا من أخطاء النظام العراقي السابق .. وفي الوقت نفسه ، جمع بين أمانة حزب البعث وشيخ طريقة نقشبندية، وهذا الجمع هو بحد ذاته تناقض وتضاد مع فكرالحزب منذ تأسيسه .وهذا ما يفسّر تأكيده المتعمّد والهادف على( أسلمة ) المرحوم الأستاذ ميشيل عفلق إذا كانت واقعة دقيقة ..
وعلى كلّ حال ، نقول لرفاقه وخاصة في أقطار المغرب العربي لا تجعلوا من هذا الخطاب عثرة في المضي في تحالفاتكم الصحيحة مع القوى الأخرى وفق البرنامج الثوري المعتمد، وخاصة في تونس ، وهذا أضعف الإيمان ...
في : 8 / 4 / 2016









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر