الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول) - دليل قرآني على أن الجنة والنار بعد القيامة توجدان مع بقاء العمارة الكونية - ج46
نبيل هلال هلال
2016 / 4 / 9العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما الذي يدعونا إلى الظن - بل اليقين- أن فناء كوكبنا يصحبه بالضرورة فناء عمارة الكون كله ؟ذلك غرور الإنسان وتجاوزه في تقدير قيمته! وهو عَيْنُ غرور الإنسان الذي ظن قديما أن الأرض هي مركز الكون , وأن الشمس هي التي تدور حول الأرض لا العكس . ولا شك عندي في أن هذا الكلام لن يعدم بعض المنتقدين ممن استعبدهم المأثور , فقد يرون في ما قلناه آنفا هرطقة . وإن سأل سائل عما إذا كان لدينا سند من القرآن يؤيد ما ذهبنا إليه , ولا سيما أننا خالفنا كل مألوف من التراث الديني , فإننا نقرأ له ومعه الآية الكريمة : {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ }هود108 .ومعناها أن أهل الجنة خالدون فيها وتدوم إقامتهم فيها طيلة دوام ووجود السماوات والأرض (مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ).وأنا أفهم من ذلك أن وجود الجنة , جنة الحساب الختامي للناس , لن يكون رهنا بدمار البنية الكونية , فإقامة السعداء في الجنة ستدوم دوام السماوات والأرض : "وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ" هود108 , وهذا الدوام ليس قضاء مقضيا , لكنه –كسائر الأمور-رهن بمشيئة الله تعالى (إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ).وللمرء أن يمضي في تأملاته فيما مضى مسترشدا بكلام علماء الفلك والإحصاء , محاولا استنطاق النص القرآني فالحقيقة فيه , ونحن على مرمى حجر من الكنز, لكن علينا البحث عن شفرة فتح خزائن النص القرآني .
وإذا كان الفلكيون قد قالوا إن الشمس عندما تصبح عملاقا أحمر ستبتلع الأرض - وطبعا معها قمرها- فالقرآن يوافق من ذلك ابتلاع القمر ....{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ }القيامة9 , ...{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}القمر1. إن اتساع الكون على النحو الذي كشفه العلم الحديث , ينفي بصورة قاطعة وهْمَ أن خَلْق الانسان هو الغاية من وراء إنشاء الكون .ومن لم يقتنع بذلك سيجد نفسه بلا شك في وضع محير. إن موضع الأرض في كل من حيزَيْ الزمان والمكان ليس مميزا أو فريدا , مما يزكي فرضية وجود حيوات في أماكن أخرى ظروفها تسمح باستضافة حضارات ذكية أخرى. إن القيامة (قيامتنا) وفناء عالمنا سيكون حصريا بكوكبنا وحده أو مصحوبا بفناء مجموعتنا الشمسية على أكثر تقدير , بل حتى "عند انطفاء الشمس- جدلا- فإن بعض الكواكب مثل "المشتري" و"زحل" و"نبتون" لن يحيق بها ما يحيق بالأرض من ضرر , فالأرض عندئذ تتجمد محيطاتها ويترسب هواؤها مكونا طبقة من نحو عشرة أمتار من جليد "الاكسجين" و"النتروجين" مغطية الكوكب كله , والقدْر الضئيل من الطاقة الناجم من سخونة باطن الأرض لا يكفي لإذابة ذلك الجليد. لكن بالنسبة للكواكب "المشتري" و"زحل" و"نبتون" , فالأمر مختلف إذ أن هناك قدرا من الحرارة يخرج من داخل هذه الكواكب يماثل مقدار الدفء الذي تكتسبه من الشمس البعيدة , وبالتالي إذا انطفأت الشمس فلن تتأثر تلك الكواكب إلا قليلا" . وخلاصة القول هو أنه حتى بزوال شمسنا الذي يعني يوم القيامة الأرضية , لن يكون معناها بالضرورة "قيامة" باقي كواكب المجموعة الشمسية , ناهيك من باقي العمارة الكونية .وثمة رؤية أخرى لعلماء الفلك لمصير شمسنا , إنهم يتنبأون بحدوث صدام بعد حوالي ملياري سنة من الآن , وباحتمال قدره 12 في المئة تنجرف الشمسُ بفعل الجاذبية , ويُقذف بها في أغوار الفضاء بين المجرات , وباحتمال قدره ثلاثة في المئة , سنغادر مجرتنا وننضم الى مجرة "المرأة المسلسلة "حتى اكتمال الاندماج , وما سيحدث بعدها سيمتد على مدار 10 ترليون عام ! وهاهنا , وفي ظلال المعلومات السابقة , لا يمكنني التخلص من المعنى الذي يخايل ذهني لما أسمع الله تعالى يقول: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ" إبراهيم48 .
إن أرضَنا أقل شأنا بكثير من العمارة الكونية التي يتجاوز حجمها كل ما يفوق تخيلنا. وذلك يخالف كل ما طُلب منا تصديقه من أن يوم القيامة فيه تدمير كوكب الأرض والعمارة الكونية كلها! .... إن دمار العالم , ويوم القيامة- في نظري- ليسا بمعنى واحد. فدمار العالم هو دمار حضارة الإنسان على الأرض , وليس بالضرورة القضاء على الحياة الإنسانية كلها - أو أغلبها- مثلما حدث في طوفان نوح "ص", إذ بادت حضارة , ومات الناس وبقى بعضُهم واستأنفوا عمارة الأرض وأنشأوا بعد ذلك حضارة - أو حضارات - أخرى. فالقرآن الكريم يقول :" وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً الفرقان37 , ..كذبوا الرسل :أي كان ثمة مدة زمنية ممتدة قبل نوح وفيها مجموعة رسل (غير نوح), (وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ) ,أي لابد من وجود ناجين من الطوفان ليشهدوا آية الطوفان وغرق الناس ونجاة بعضهم .
أما فناء العالم في يوم القيامة الأرضية فهو الدمار الشامل لكوكب الأرض نفسه على نحو من الأنحاء : باصطدامه بمذنب أو بكوكب سيار , أو باقترابه من الشمس وابتلاعها له , وذلك ليس بالضرورة في وقت دمار الكون ذاته كما أسلفنا. بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال هلال
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - السيد كاتب المقال
صباح ابراهيم
(
2016 / 4 / 10 - 17:12
)
هذا ما تقوله انت :
اما فناء العالم في يوم القيامة الأرضية فهو الدمار الشامل لكوكب الأرض
إن دمار العالم , ويوم القيامة- في نظري- ليسا بمعنى واحد. فدمار العالم هو دمار حضارة الإنسان على الأرض , وليس بالضرورة القضاء على الحياة الإنسانية كلها - أو أغلبها-
فإقامة السعداء في الجنة ستدوم دوام السماوات والأرض : -وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ- هود108
كلامك متناقض كالقرآن
وهذا تعليقي :
كيف يدخل الناس الجنة و الارض و حضارتها سليمة و القيامة قد قامت ، و انشق القمر ، كيف ستكون الارض عند انشقاق القمر وما مصير الاحياء عليها و ما مصير حضارتهم ؟
الا يقول القران عند القيامة يحدث هذا :
1. إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
2. وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ
3. وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ
4. وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ
5. وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
6. وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
فمن سيبقى اذأ ؟
يتبع
2 - السيد كاتب المقال
صباح ابراهيم
(
2016 / 4 / 10 - 17:17
)
هل ستبقى الارض و تدوم مع الاحياء الذين عليها بعد قيام الساعة و دمار الارض
كما قالت الاية ؟
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
كيف تدوم الارض و الاحياء و الارض مشتعلة بجبالها و بحارها و نجومها المتساقطوو شكمسها المكورة اثناء قيام الساعة ؟
كلامك المتناقض و المستمد من ايات القرآن المتناقضة يدل على ان القرآن ليس كتابا مقدسا و ليس من الله بل هو تأليف محمد الذي يتخبط في كلامه كما تخبط حضرتك في تعريف القيامة و دمار العالم و الارض .
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |
.. صلاة التراويح فى الكنيسة الإنجيلية بالمنيا .. نصف المغفرة من
.. نجوي كرم تتحدث عن رؤيتها للسيد المسيح 13 مرة في ليلة واحدة
.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في لبنان تمطر مستوطنة كريات ش
.. الدكتور عبد الحليم محمود.. رحلة في حياة شيخ الأزهر الأسبق