الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم ومنعطفات الثورة المصرية - من 2011 الى 2014 - الفصل الثاني

احمد حسن

2016 / 4 / 10
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الفصل الثاني : 2012
بداية دامية، ونهاية دامية

الفصل الثاني : 2012
بداية دامية، ونهاية دامية
تمهيد
يبدو أن مصر على موعد مع الثورة تحدده غالبا في يناير، وذلك منذ انتفاضتها الشهيرة في مواجهة قرارات السادات الاقتصادية في يناير 1977،وغنى لها الشاعر احمد نجم (كل ما تهل البشاير .. من يناير كل عام) والتي أجبرت السادات على التراجع عن تلك القرارات، فعلتها الجماهير مجددا بعد 34 سنة من انتفاضتها الأولي التي استمرت لمدة يومين أو ثلاثة فقط واكتفت فيها بتراجع النظام، لكن هذا اليناير كان مختلفا بعمق، لم تكن الجماهير مستعدة للقبول ببعض التنازلات، بل بالإطاحة بالنظام نفسه، نظام حكم مبارك، ولذلك استمرت في الميادين بحيوية جبارة رغم كل ما تعرضت له من قمع حتى تم خلع مبارك وحل حزبه، لكن تطلعات الجماهير كانت أبعد من ذلك، كانت تريد فعلا عدالة وحرية، فاصطدمت تطلعاتها بعقبات ضخمة، حكم عسكري ومناورات ﻻ-;---;--نهائية ونزف دماء، ولم تكن مستعدة للتراجع رغم كل تلك العقبات، فسعت للإطاحة بنظام الحكم العسكري بحثا عن حكم مدني قد يوفر لها الحرية والعدالة، تكلل نضالها بإجبار العسكريين على فتح باب انتخابات برلمانية، تمهيدا لعقد انتخابات رئاسية ونقل الحكم إلى سلطة مدنية، إلا أن ما بدا املآ تحول إلى كابوس، فبشائر (الحكم المدني) التي وجدتها أمامها كانت مجسدة في فرق أصولية التفكير والاتجاه بدرجات مختلفة

يناير الثورة الثاني – 2012
كريسماس تظلله الثورة
قررت القوى الثورية الاحتفال برأس السنة في ميدان التحرير – مثل ذلك ردا وتحديا على أعمال العنف الطائفي والخطابات الطائفية التي غالبا ما تصاحب الأعياد وخاصة التي يحتفل بها الأقباط، شارك المسيحيون في الاحتفال بترانيم قبطية ألقاها القس سامح موريس، واحيي الحفل منشد صوفي شهير "احمد التونى" بجانب على الحجار وعزة بلبع، ردد المشاركون أيضا هتافات ضد "حكم العسكر" والتمسك "بحقوق الشهداء" ومحاكمة القتلة"، قرر عدد من المشاركين الدخول في اعتصام للضغط من اجل تحقيق تلك المطالب. هكذا بدأ 2012 .
في اليوم الثاني وعلى خلفية ضغوط وتهديدات بالتضييق على المنظمات المدنية الحقوقية، والتلويح بإغلاق بعضها، نظم عدد من النشطاء وأعضاء في منظمات حقوقية وقفة أمام مكتب المدعى العام احتجاجا على مصادرة الحريات وغلق المنظمات .
حلم الشهيد
في الجمعة 20 يناير حشد الثوار إلى ما اسموه (جمعة حلم الشهيد) احتجاجا على تباطؤ العدالة في محاكمة قتلة الشهداء، وعدم تحقيق أهداف الثورة التي حلم بها الشهداء، وكذلك للتنديد بممارسات الجيش ضد الثوار سواء في ماسبيرو أو ضد اعتصام أبريل أو بمجلس الوزراء، كان الحشد كبيرا وشارك فيها أهإلى الشهداء ومصابي الثورة، كانت حركة عسكر كاذبون قد أطلقت فاعلياتها، وعرضت في هذه الايام أفلام وثائقية عن جرائم العسكر . واعتبروا الأيام من تلك الجمعة حتى مناسبة 25 يناير الثاني بمثابة (أسبوع الأحزان) في مواجهة دعوات الاحتفال التي يطلقها الإخوان والسلفيون ،خاصة وان المشير طنطاوي اعلن في 12 يناير اعتبار 25 يناير عيدا رسميا ليجري الاحتفال به على طريقة الاحتفالات العادية الرسمية للدولة ، كما انطلقت مظاهرات في عدة محافظات في نفس اليوم لنفس الأهداف .
من المفارقات المثيرة في هذا اليوم قيام عدد من المتظاهرين (أطلقوا على أنفسهم اسم حركة رافعي علم الاستقلال) برفع علم مصر في الملكية، ذو اللون الأخضر والذي يحتوي على هلال و3 نجوم، على المنصة الرئيسية للميدان، وقد قوبل ذلك برفض من المتظاهرين الذين اجبروهم
على إنزال العلم الملكي وأيضا النزول من فوق المنصة
برلمان الثورة – أول انعقاد
استكملت الجولة الثانية من انتخابات البرلمان، هكذا تسيد الإخوان بأغلبية السلطة التشريعية يليهم السلفيين، وفي الجلسة الأولي للبرلمان – 23 يناير - تبين أن ثمة فجوة بين الإخوان والسلفيين، وبينهم معا وبين أقليه من القوي الديموقراطية التي فازت ببعض المقاعد، فقد اختلفوا حول صيغة القسم الدستوري لعضو البرلمان، ذهب بعض الإسلاميين إلى إضافة فقرة إليه وهي "فيما ﻻ-;---;-- يخالف شرع الله"، والقوي الديموقراطية أضاف بعضهم "أن يظل أيضا مخلصا لأهداف الثورة وحقوق الشهداء" .يمكن استخلاص دلالة هامة من هذا الأمر، أن هذا البرلمان ﻻ-;---;-- يشبع الحد المطلوب من أهداف اغلب أطرافه، وان ﻻ-;---;-- احد تقريبا يحترم فعليا حدود قسمه، سواء بسبب عدم استكمال الثورة، أو لتطبيق حكم ديني .كما قام بعض النواب غير الإسلامين بارتداء أوشحة صفراء مكتوب عليها (ﻻ-;---;-- للمحاكمات العسكرية) تلك معركة رمزية أولي واجهت ما سمي برلمان الثورة.1
المعركة الثانية تجاوزت النطاق الرمزي ..
23 يناير – الفجوة بين الإخوان والثورة....
في هذا اليوم الذي شهد انعقاد الجلسة الأولي للبرلمان، والذي يقع بين جمعة حلم الشهيد، وبين الذكري الأولى لانطلاق الثورة، وحيث ﻻ-;---;-- يزال الاحتشاد والاعتصام جاريا في التحرير استعدادا لهذا اليوم، تحركت مظاهرة من التحرير إلى مقر مجلس الشعب لمطالبة المجلس المنعقد بتولي السلطة مباشرة، إما عن طريق تشكيل حكومة مدنية من بين أعضاءه تتولى زمام الأمور، أو انتخاب الأعضاء لرئيس مدني مؤقت يتسلم السلطة ويدير مرحلة نقلها إلى حكم مدني .
شارك رموز وفنانين وكتاب في تلك المظاهرة، لم يتمكن المتظاهرون من الاقتراب من المجلس إذ أن شباب فرق من الإخوان أقاموا حاجزا بشريا لمنع المتظاهرين . مما جعل بعض المتظاهرين يرددون شعارات ضد الإخوان وضد المجلس .وقعت اشتباكات واعتداءات من قبل الإخوان على المتظاهرين أفضت إلى إصابة اكثر من 130 من المتظاهرين بإصابات مختلفة . عرف ذلك اليوم بموقعة كردون الإخوان .
الأربعاء 25 يناير … الفجوة تتسع
نزل الثوار إلى الميدان بمنطق استمرار فاعليات الثورة، القصاص وإزاحة الحكم العسكري، بجانب مطالب أخري من مطالب قوى الثورة، ونصب الإخوان منصة في التحرير بمنطق أن الثورة استكملت واستنفذت أغراضها بانتخابهم وانعقاد المجلس، وان 25 يناير هكذا تحول لمناسبة احتفالية وليس مظاهرة احتجاجية . احضر الإخوان سماعات ضخمة للتشويش على أصوات المظاهرات أو المنصات الأخري، وقاموا بتشغيل القران والأغاني الوطنية الرسمية الخاصة بالمناسبات الاحتفالية عبر منصتهم، أثار هذا التصرف غضب المتظاهرين الذين حاصروا منصة الإخوان وارغموهم على إغلاق تلك السماعات الضخمة، وهتفوا ضدهم طالبين إخراجهم من الميدان، وارتفعت شعارات تنديد بالإخوان للمرة الأولي بحدة مثل (: "بيع بيع بيع.. في الثورة يابديع" و"يابديع يابديع.. ثورة مصر مش للبيع" وأيضا .. (لا حرية ولا عدالة البسوا أسود على الرجالة) .ووقعت اشتباكات ومشادات محدودة، وبالنظر لكثرة الغاضبين والمحتجين مقارنة بالإخوان، اثر الإخوان إغلاق السماعات وتجنب الاشتباك مكتفين بغلق السماعات، حدثت أمور مشابهة في نفس اليوم في محافظات أخري بين جمهور محتجين، وإخوان محتفلين، في ميدان الساعة بدمياط وميدان الأربعين بالسويس، والأقصر بمشاركة السلفيين والجماعة الإسلامية.
وتوإلى عقب ذلك اتهام رموز الإسلاميين للتيارات المعارضة بان بينهم بلطجية ومندسين وانهم مأجورين ومخربين وهدفهم إفساد مراحل الانتقال، أو انهم معادون للإسلام ويريدون تطبيق العلمانية، واعلن بعض رموزهم عن نية واضحة في تطبيق الشريعة والحكم الديني .
في نفس اليوم أعلن المشير طنطاوي إلغاء تطبيق حالة الطوارئ، وقصر استخدامها على حالات البلطجة، وقد أثار هذا الإلغاء الجزئي استياء وتحفظات، خاصة مع مرونة استخدام ووصف ما يسمى ببلطجة مما قد يطول أي محتجين .
فشلت محاولة الإخوان في إضفاء طابع احتفإلى على الذكري الثورية، وانتصر منطق انه يوم احتجاجي وان كل ما ناضل من اجله الشهداء لم يتحقق، وان دمائهم لم يقتص من مهدريها. ودعا الثوار إلى مليونية يوم الجمعة 28 يناير تحت اسم (جمعة الغضب) في أشارة واضحة إلى استدعاء جمعة الغضب الأولي خلال الـ 18 يوم التي أطاحت بمبارك .
جمعة الغضب 2012
نظم الثوار سلاسل بشرية كبيرة في القاهرة والجيزة والإسكندرية والفيوم وغيرها تحمل صورا للشهداء، اطلقوا عليها اسم سلاسل الشهداء، في عملية تعبئة وتجهيز لجمعة الغضب الثانية، التي كان من المقرر أن يتوافد فيها القوي المعارضة للإخوان وللمجلس العسكري على ميدان التحرير لعمل مليونية الغضب .
انطلقت فعاليات جمعة الغضب دون صدامات ولكن في جو مشحون ضد استمرار الحكم العسكري، وضد تباطؤ الحكم ضد مبارك ورجاله، وضد الإخوان المتحالفين مع المجلس العسكري . ارتفعت صور الشهداء وأيقونات رمزية لهم، وأقيمت صلاة الغائب على أزواجهم .
فبراير – مذبحة استاد بورسعيد
في لقاء بين فريقي المصري البور سعيدي والنادي الأهلي جرت احدث وصفت بالمذبحة، إذ انه رغم فوز النادي البور سعيدي وعقب انتهاء المباراة هجم مئات من الأشخاص المسلحين بأسلحة بيضاء وشوم ونارية على مدرجات مشجعي النادي الأهلي الذين فوجئوا بالهجوم رغم هزيمة ناديهم، كان الهجوم وحشيا وبنية القتل أو أحداث إصابات بالغة، حاول جمهور النادي الأهلي الهرب من البوابة القريبة لمدرجاتهم ففوجئوا بأنها مغلقة وملحومة ويصعب فتحها، ومن ثم وقعوا داخل كماشة المهاجمين دون أدنى تدخل من الأمن أو أي حماية من أي نوع، وفي اقل من نصف ساعة وقع اكثر من سبعين قتيل من مشجعي الأهلي وحوإلى 350 مصاب إصابات متفاوتة الجسامة بين جروح أو كسور،وانسحب المهاجمين كما جاؤا دون اعتراض أو تصدي .
خرج باقي مشجعي الأهلي من بورسعيد بعضهم في مدرعات عسكرية وآخرون في قطار تحت الحراسة وتم نقل اللاعبين وطاقم الفريق في طائرات عسكرية ، بعد أن تحركت قوة عسكرية للتدخل بعد وقوع المجزرة وانسحاب المهاجمين .
ردود الأفعال والتداعيات
كان الحدث مدويا ومرعبا وليس له سابقة في تاريخ الكرة المصرية، وﻻ-;---;-- يبرر جسامته وبشاعته على الإطلاق ﻻ-;---;-- أحداث المباراة وﻻ-;---;-- سلوك مشجعي الفريقين، ومن ثم كان بحاجة إلى إيجاد تفسير وتحديد المسئولين عنه .
اغلب الأطراف الرئيسية يمكن أن تكون له مصلحة في تلك المذبحة، فالالتراس الأهلي يقدر أعدادهم بعشرات ألألاف، ولعبوا دورا مؤثرا في أحداث الثورة واغلب فاعلياتها، ومن ثم يمكن أن يكون لكل من يرغب في قص أجنحة قوي الثورة واضعافها مصلحة في معاقبة وترهيب الالتراس الذي ﻻ-;---;-- شك ليس فقط سيمثل خصما كبيرا من رصيد قوي الثورة، بل أيضا ترهيبا لباقي القوي، ﻻ-;---;-- سيما وان الالتراس روابط منظمة وتمتع بأغلبية من الشباب الذين اكتسبوا خبرات في معارك مع أجهزة الشرطة، وانهم قدموا اهم الأناشيد الساخرة من أجهزة الشرطة والتي حطت من هيبتهم تماما، وانهم كانوا قوة دفاع هائلة في أل 18 يوم الأولي وفي العديد من معارك الثورة .
وتشير أصابع الاتهام بقرائن قوية إلى أجهزة الشرطة التي سمحت بتواطؤ دخول كل هذا العدد من الأسلحة رغم أنها مسئولة عن تأمين البوابات، والتي لم تتدخل لصد الهجوم على مشجعي الأهلي، والتي تركت المذبحة تجري تحت عينيها دون أن تحرك ساكنا .
وتشير قرائن أخري إلى احتمال ضلوع أجهزة الداخلية في تدبير تلك المذبحة، إذ تم نقل مدير أمن بورسعيد السابق اللواء سامى الروبي لمقر الوزارة بالقاهرة لما عرف عنه من نزاهة وإصرار على مواجهة أعمال البلطجة.
والمعروف أن أسلوب اللواء الروبي في تأمين مباراة الاتحاد السكندرى والمصري السابقة على المذبحة في بورسعيد اتسمت بإصراره على تفتيش المشجعين الإسكندريين والأوتوبيسات التي تنقلهم ومصادرة ما تم العثور عليه من أسلحة بيضاء، وان ذلك كان السبب في استبعاد الرجل من موقعه رغم عدم وجود حركة تنقلات في الشرطة كم هو المعتاد.
وفي حركة مسرحية لإبعاد الشبهة قام وزير الداخلية ب"نقل" مدير امن بورسعيد، مجرد نقله من موقعه في مديرية امن بورسعيد، ووقف رئيس المباحث، دون فتح تحقيق أو توقيع عقوبات، وأيضا قبل الجنزروي – رئيس الوزراء – استقالة محافظ بورسعيد .
ومن جهة أخري قرر المجلس العسكري إعلان حالة الحداد العام لمدة 3 أيام على ضحايا المذبحة، واعلن المشير طنطاوي في حديث إلى قناة الأهلي الرياضية التلفزيونية المملوكة للنادي ما يلي "هذه حوادث يمكن أن تحصل في أي مكان في العالم، لن نترك أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال، إذا كان هناك أي أحد يخطط لعدم الاستقرار في مصر فلن ينجح، كل واحد سينال جزاءه".
وأضاف أن تعويضات ستدفع إلى عائلات الضحايا بعد بحث مواقفهم وقال طنطاوي "سنجتاز هذه المرحلة، ومصر ستستقر، نحن ننفذ خريطة طريق لنقل السلطة إلى جهة مدنية منتخبة".2
احتشد الآلاف من المواطنين واولتراس الأهلي أمام مقر النادي بالجزيرة، حاملين لافتات مكتوبًا عليها "حداد حتى الثأر للشهداء"، وحملوا المجلس العسكري ووزارة الداخلية المسئولية .
كما خرجت مسيرة من أمام مقر مبنى الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو، يتقدمها أعلام مصر والأهلي والرايات السوداء، متجهة نحو ميدان التحرير للتظاهر بالميدان، وللمطالبة بمحاسبة المسئولين.
وعلى سبيل التضامن قامت جماهير ألتراس الزما لك، بالذهاب إلى مقر الأهلي بالجزيرة،، وردد الجميع هتافات "ألتراس أهلي وزمالك أيد واحدة" "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" .
وقرر النائب العام فتح باب التحقيق في الأحداث، وكذلك قرر مجلس الشعب تشكيل لجنة تقصي حقائق لم تصل إلى تحديد شيئ في تقريرها، وان كان المجلس حمل وزير الداخلة المسئولية عن الأحداث دون اتهام رسمي . وخرجت مظاهرات في عدة محافظات تنديدا بالمجزرة وبجهات الأمن وبحكم المجلس العسكري .
من جانبه حمل أولتراس الأهلي المسئولية عن الأحداث إلى وزارة الداخلية والمجلس العسكري، متوعدا إياهم بأنه لن يسكت وسيحاسب المتسببين حتى يثأر لدماء الضحايا، ورغم فتح باب التحقيق رسميا في الأحداث إلا أن بورسعيد أضحت بسببها مدينة معزولة ومحاصرة تدفع كلها ثمن جريمة ارتكبها مجرمون ومؤامرة لم تشارك فيها إنما تم توريطها بها .
في السويس
في السويس ، اندلعت مظاهرات احتجاجية غاضبة في اليوم الثاني للمجزرة، وتوجهت إلى مبنى مديرية الأمن للتعبير عن غضبها، إلا أن الأمن استقبلها بطلقات الخرطوش والرصاص وقنابل الدخان، مما أدي لسقوط حوإلى 3 أشخاص من المتظاهرين قتلي بسبب طلقات نارية، وأصيب اكثر من 200 متظاهر بإصابات مختلفة .
في القاهرة تداعى في اليوم الثاني على ميدان التحرير مجموعات عديدة أخذة في التزايد من التيارات الثورية وعناصر من أولتراس الأهلي والمتعاطفين معهم للإعلان عن احتجاجهم علي المجزرة، توجهت مجموعات منهم للتظاهر أمام وزارة الداخلية، فتصدي لهم جنود الأمن المركزي واطلقوا عليهم وابلا من قنابل والدخان، كما استخدم أيضا الخرطوش في التصدي للمتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الطوب، وانضم بعض بلطجية حي عابدين إلى قوات الأمن في التصدي للمتظاهرين، استمرت المظاهرات والمعارك حتى وقت متأخر من الليل، بدأ من نهاية شارع محمد محمود – قرب مبنى الوزارة، وشارع منصور،حتى ميدان التحرير، وقعت إصابات كثيرة في صفوف المتظاهرين (اكثر من ألف وأربعمائة مصاب) بحسب تصريح وزارة الصحة ، مآبين اختناق حتى طلقات خرطوش، وسقط قتيلين اثنين .
استمرت الاشتباكات في اليوم الثالث حيث تزايدت أعداد الجرحى والمصابين، كثفت الشرطة من هجماتها ومن غزارة قنابل الدخان .
في اليوم الرابع (5 فبراير) خرجت مظاهرة نسائية احتجاجية تندد بالمجلس العسكري وبالاعتداء على المتظاهرين وبمذبحة الإستداد، ومع تصاعد الاشتباكات مجددا تدخلت عناصر من بعض الأحزاب والائتلافات الشبابية بهدف "التهدئة" ووقف النزيف وفض حالة الاشتباكات، وتوصلوا إلى اتفاق مع وزير الداخلية على ذلك، إلا أن قوات الأمن استمرت في الهجوم على المتظاهرين مستخدمة الدخان والخرطوش والمدرعات، اكثر من ذلك تم القبض على عدد من وسطاء التهدئة انفسهم، كما ألقت القبض على عدد من أطباء المستشفي الميداني بشارع الفلكي، وإحراق التجهيزات الميدانية التي أقامها المتظاهرون لإسعاف المصابين بفعل القنابل المسيلة للدموع والخرطوش وغيره. وأصيب عدة متظاهرين بينهم نساء بطلقات خرطوش. وقُطع التيار الكهربائي عن شارع محمد محمود أثناء الليل.3
استمرت الأحداث والاشتباكات في اليوم التإلى (6 فبراير) مخلفة أيضا مصابين وقتلي , وفي اليوم السابع اصدر مجلس الشعب بيان لجنة تقصي الحقائق الذي اظهر وجود حوإلى 7 قتلي – اغلبهم بطلقات نارية، ومصابين . وانتهى إلى تحميل وزير الداخلية مسئولية أحداث محيط الوزارة، منتهيا إلى التوصية بنقلها، وسرعة تطهيرها، وبعودة المتظاهرين إلى التحرير بعيدا عنها، وبسرعة إصدار قانون ينظم التظاهر والاعتصام .
وفي محاولة لامتصاص التوتر اعلن عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة لتبدأ في 10 مارس 2012، وذلك في تراجع صريح عن تمسك المجلس العسكري بإتمام الدستور قبل انتخابات الرئاسة .
التداعيات في بور سعيد
أمام تداعيات أحداث الإستاد أسرعت أجهزة الأمن بالقبض على عدد كبير من المواطنين وقدمت تحريات تفيد اشتراكهم في ارتكاب المجزرة، كما وجهت اتهامات أيضا لبعض قيادات الأمن، جاءت الأحكام قاسية وعنيفة بإعدام عدد كبير من مواطني بورسعيد – حوإلى 21 إعدام وأحكام أخري بالمؤبد، ثم أحيلت أوراق 11 متهم إلى المفتى بعد النقض .
انطلقت أعمال عنف واحتجاجات عنيفة على تلك الأحكام التي اعتبرها أهإلى بورسعيد "مسيسة" وحاول الأهإلى تحرير المتهمين من محبسهم، ووقعت اشتباكات سقط فيها عدد جديد من أهإلى بورسعيد .
مارس 2012 فتح باب الترشح لآنتخاب رئيس
فتح باب الترشح فعلا في 10 مارس، تقدم عدد من المرشحين لخوض الانتخابات، وعلى عكس تصريحات الإخوان انهم لن يترشحوا لانتخابات الرئاسة قدموا فعلا مرشحا هو خيرت الشاطر نائب المرشد . قررت اللجنة المشرفة على الانتخابات استبعاد عشرة مرشحين أهمهم عمر سليمان وخيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل وأيمن نور لأسباب مختلفة، الشاطر ونور بسبب أحكام جنائية سابقة لم يرد لهم اعتبارهم بشأنها، أبو إسماعيل لحمل والدته جنسية أجنبية، وعمر سليمان لعدم اكتمال نصاب ترشحه، وكان قد استبعد أيضا احمد شفيق إلا انه طعن على قرار استبعاده وتم قبول طعنه، سارع الإخوان بتقديم مرشح آخر هو محمد مرسي قبل انتهاء فترة الترشح وتم قبول ترشحه .
في نهاية مايو كانت النتيجة هي دخول مرسي وشفيق جولة إعادة، وفي أواخر يونيه اعلن بصفة رسمية محمد مرسي رئيسا للجمهورية .
حازمون – العباسية الأولي
في أبريل بعد ورود رد السفارة الأمريكية بشأن جنسية والدة حازم أبو إسماعيل بالإيجاب أثار حازم ردود أفعال غاضبة، وانكر جنسية والدته واتهم اللجنة والأمريكان بالتزوير، وان هناك مؤامرة أمريكية لاستبعاده، وتجمع حوله عدة مئات من الأنصار اطلق عليهم اسم (حازمون) وأثار هؤلاء احتجاجات ومظاهرات غاضبة، قرر حازمون الاعتصام في ميدان العباسية في 28 أبريل، وانتقلوا للتظاهر أمام مقر وزارة الدفاع في 2 مايو وذلك للمطالبة بسرعة نقل السلطة للمدنين وإلغاء المادة الدستورية التي تحصن قرارات اللجنة المشرفة على الانتخابات ، تعرض المعتصمون لهجوم عنيف على مدار يومين من قبل بلطجية وبعض الأهالي الرافضين للاعتصام وكذلك من قوات الأمن المركزي والعسكريين، في الجمعة التالية – 4 مايو – تحركت جماعات مختلفة للتضامن مع معتصمي العباسية وللدفاع عن الاعتصام إلا أن قوات الأمن والمدرعات العسكرية منعت وصول المتظاهرين وأطلقت عليهم الغاز والخرطوش، كما طاردتهم بمعاونة البلطجية والقت القبض على أعداد منهم.
ترددت إشاعات عن وجود مسلحين في مسجد النور ، وسقط قتلين من أهإلى العباسية نسب الأهإلى موتهم إلى قناصة من داخل المسجد واتهموا المعتصمين بتعطيل أعمالهم والهجوم عليهم بأسلحة نارية.4 المشترك بين عدد كبير من شهادة مشاركين في الأحداث أن سيارة بها ملتحين قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي في اتجاه أهإلى العباسية، والمثير للريبة أن المشير طنطاوي قام بزيارة جنود مصابين بمستشفي كوبري القبة والتقطت صور لتلك الزيارة كان الجنود فيها "ملتحين" وهو أمر خارج تماما عن الأعراف العسكرية.5 ، اقتحمت الشرطة العسكرية المسجد وقبضت على حوإلى 40 شخص بينهم الشيخ حافظ سلامة الطاعن في السن واطلق سراحه بعد عدة ساعات .لم تكتف قوات الجيش بالاعتداء على المعتصمين فحسب، بل أن اعتداءاتهم طالت الأطباء الميدانيين الذين كانوا يقومون بإجراء الإسعافات الأولية للمصابين في مكان الاعتصام، تم القبض على أكثر من 300 ممن تواجدوا بمحيط وزارة الدفاع أُحيلوا جميعًا للنيابة العسكرية والتي أصدرت بحقهم قرارات بالحبس تصل لمدة 15 يومًا على خلفية مشاركتهم في الاعتصام. بينما تم إخلاء سبيل 16 فتاة من المقبوض عليهن وبعض الصحفيين. هذا بخلاف القبض على 10 أفراد آخرين كانوا قد ذهبوا للتضامن أمام النيابة العسكرية مع المقبوض عليهم في فض اعتصام يوم الجمعة.
أعلنت وزارة الصحة عن وصول عدد المصابين إلى128حالة.6 وأيضا سقط قتلى في الأحداث حوإلى 11 شخص، عقب فض الاعتصام احتفلت قوات الجيش في الميدان بفضه بالغناء والرقص .ونحيل إلى عدد كبير من الشهادات الحية والأفلام الوثائقية الخاصة بتلك الأحداث إلى مدونة اهتمت بتوثيقها http://mella5er.blogspot.com.eg/2012/05/4-2012.html 7
تلى تلك الأحداث تسلم محمد مرسي في يونيه مهام الرئاسة، وبعد حلف اليمين في مراسم رسمية توجه إلى ميدان التحرير وكرر في عرض مسرحي حلف اليمين أمام حشود كبيرة من كافة القوي السياسية، فحين انحصرت الإعادة بينه وبين احمد شفيق قررت اغلب القوي السياسية دعمه ضد شفيق الذي كان علامة على عودة صريحة لنظام مبارك وللفلول .
رحبت بنجاحه اغلب القوي السياسية، وسرعان ما ستنقلب الموازين لتتحول مجددا إلى موجة جديدة من الصراع .
حل مجلس الشعب
كان المجلس قد طعن في صحته دستوريا استنادا إلى انه يخل بتكافؤ الفرص بين مرشحي القوائم الحزبية المغلقة والمرشحين على المقاعد الفردية، وفي الخميس 14 يونيه 2012 صدر الحكم من الحكمة الدستورية بقبول الطعن وبطلان انتخاب المجلس .
واعلن المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم يوم السبت 16 يونيه حل مجلس الشعب رسميا، تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا، وتم منع النواب من عقد اجتماعات لاعتبار المجلس منحل وغير قائم قانونا .
هكذا جرد الإخوان من سلاح السلطة التشريعية، وفي نهاية يونيو تسلم مرسي مقإلىد السلطة التنفيذية، وبعد توليه الحكم بحوإلى أسبوع واحد دخل في تحدي للسلطة القضائية ولقرار تنفيذ حكم الدستورية الذي اصدره طنطاوي، إذ قام بإصدار قرار جمهوري بإلغاء قرار الحل الصادر عن المجلس العسكري، وباستمرار انعقاد مجلس الشعب الذي صدر حكم ببطلانه، وممارسة أعماله العادية على أن يدعى لانتخابات جديدة لمجلس الشعب خلال 60 يوم من التصويت على الدستور الجديد .8
وعلي اثر إصدار ذلك القرار اجتمع المجلس العسكري لبحث الموقف،وفي اليوم التإلى اجتمعت الجمعية العمومية للمحكمة
الدستورية لبحث جوانب القرار واثره.
أثار هذا القرار جدلا ضخما في الأوساط القانونية والسياسية، تراوح ما بين اعتباره قرارا ثوريا إلى حد اعتباره اخلالا بقسم احترام الدستور والقانون .
في يوليو كلف محمد مرسي هشام قنديل ، وزير الموارد المائية والري في حكومة كمال الجنزوري بتشكيل الحكومة .
وفي 8 أغسطس وقعت أحداث رفح التي استشهد فيها 15 جنديًا من حرس الحدود المصري، وعلي اثرها أقال رئيس المخابرات ومحافظ سيناء .
إعلان دستوري – أغسطس
واصل مرسي هجماته الدستورية فاصدر في يوم الأحد 12 أغسطس 2012 إعلانا دستوريا نص علي إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري في 17 يونيو 2012، وعلي إعطاء رئيس الجمهورية صلاحياته كاملة ليستردها من المجلس العسكري الذي كان مفوضا فيها من مبارك عند تنحيه ، وعلي تخويل رئيس الجمهورية في سلطة تشكيل جمعية تأسيسية جديدة في حال قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لعملها ، وفي ذات اليوم أصدر قراراته بإحالة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وبعض أعضاء المجلس العسكري للتقاعد وتكريمهما ، وتعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع بدلا من المشير حسين طنطاوي . وقد لاقت هذه القرارات قبولا واسعا بين اغلب قوي الثورة، ونظر اليها على أنها إنهاء لسلطة المجلس العسكري وللحكم العسكري في مصر،
في الأربعاء 10 أكتوبر 2012 قضت محكمة جنايات القاهرة، ببراءة جميع المتهمين في موقعة الجمل، كان الحكم صادما لقوي الثورة واغلب التيارات السياسية .
وفي 19 نوفمبر انطلقت مظاهرات احتفالية بذكري معارك محمود محمود وشهدائها، طالب المتظاهرين بعقد محاكم ثورية للقتلة، والقصاص، وكذلك طالبوا بإقالة حكومة هشام قنديل التي حدث في ظلها حوادث قطارات تشير لإهمال جسيم، ولم تتخذ خطوات من اجل التطهير أو إعادة الهيكلة، وتم تعيين الإخوان في مناصب ووظائف بالأمر المباشر مما يثير مخاوف من أخونة الدولة، وتراكمت في ظلها الأزمات بدلا من إيحاد حلول، هاجم بعض البلطجية المظاهرات بقنابل المولتوف ووقعت اشتباكات محدودة بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن أدت إلى إصابة عشرات المتظاهرين ولم يسقط قتلي .
كانت المعارضة بدأت تزيد تدريجيا ضد حكم مرسي، حيث تزايدت بشكل حاد أزمات الغاز والكهرباء والقمامة وتزايدت الأسعار وتفاقمت أزمات عديدة، وفي مواجهة هذا التزايد اتخذ مرسي خطوة استثنائية، كانت تلك الخطوة هي البداية لتطور معارك ضخم وانقسام في صف مؤيديه وتصاعد غضب ومخاوف اغلب القوي السياسية تجاه سياسته وأهدافه، ومكان يتطور تدريجيا وصل إلى اقصي سرعته مع تلك الخطوة، انه الإعلان الدستوري المكمل .
الإعلان الدستوري المكمل ، إعلان الرئيس المسيطر
في 22 فبراير فوجئ المواطنين باصدار محمد مرسي إعلانا دستوريا مكملا انطوى على مواد تحصن قرارته من رقابة أو تدخل أي سلطة قضائية، وكذلك تحصن الجمعية التأسيسية المقبلة ومجلس الشوري ضد الحل ولو بحكم قضائي، ويعطيه سلطة اتخاذ استثنائية دون حاجة إلى قانون بها .
ورغم أن مرسي استهل الإعلان بالنص على إعادة محاكمة قتلة الثوار، وانه اصدر أيضا قرارات جمهورية أخري بجانب الإعلان في ذات اليوم تقرر معاشات لمصابي الثورة، وكليهما من مطالب القوي الثورية، إلا أن ذلك لم يمنع وجود مخاوف واسعة من توسيع وتحصين قرارته وسلطاته إلى حد يلغي معه السلطة القضائية كليا، فضلا عن انه تخلص أيضا من النائب العام واصدر قرارا بتعين نائب جديد مما أثار غضب اغلب القضاة من تدخل الرئيس في أعمال القضاء وخلع النائب العام وتعيين آخر موال له رفض القضاة التعاون معه بأي صورة .
جمعة الشرعية والشريعة
تحركت القوي الإسلامية الموالية للرئيس فيما يشبه استعراض القوي في مظاهرات ضخمة يوم الأول من ديسمبر تأييدا للرئيس وللإعلان، وشارك فيها الإخوان والقوي السلفية والجماعة الإسلامية، احتشد الإسلاميون في ميدان النهضة بعيدا عن التحرير الذي كان يعج بالمعتصمين المحتجين ضد الإعلان .
حصار الدستورية
وفي 2 ديسمبر تظاهر قرابة 5 آلاف شخص أمام مقر المحكمة الدستورية العليا، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تنظر المحكمة أولى جلسات الدعويين المطالبتين بعدم دستورية قانون مجلس الشورى، وعدم دستورية قانون معايير انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية لإعداد مشروع دستور جديد للبلاد.، ولم يستطع قضاة المحكمة دخولها نتيجة محاصرة أنصار مرسي لها، مما أدى إلى تأجيل الجلسة.
الاتحادية الأولي
دعت قوي المعارضة إلى التظاهر ضد الإعلان في 4 ديسمبر، وخرجت مظاهرات حاشدة إلى قصر الاتحادية استمرت حتى المساء، قرر بعض المتظاهرين الاعتصام أمام قصر الاتحادية لتنفيذ مطالب المعارضة، في الصباح – 5 ديسمبر - تحركت حشود إخوانية ضخمة من أمام مسجد رابعة في اتجاه القصر في مشهد شبه عسكري يطلقون أصوات وصيحات تشبه صيحات التدريبات العسكرية وصيحات جهادية حاملين العصي والشوم، وهاجموا الخيم المحدودة للمعتصمين أمام القصر واعتدوا عليهم ومزقوا متعلقاتهم .
عندما تسربت أخبار هذا الهجوم الإخواني تدفقت جماعات المعارضة المختلفة على القصر لمساندة وحماية زملائهم وللتعبير عن احتجاجهم ضد هذا العدوان .
كانت حشود الإسلاميين قد تمترست حول القصر مستعدة للهجوم على من يحاول الاقتراب،
وحدثت اشتباكات في محيط القصر استخدم فيها الثوار الحجارة، بينما استخدم الإسلاميون بجانب الحجارة الشوم والأسلحة البيضاء ومسدسات خرطوش واسلخه نارية
امسك الإسلاميون عددا كبيرا من المتواجدين بمحيط القصر بصورة عشوائية وتم سحلهم والاعتداء عليهم، واحتجزوهم في القصر وفي مسجد رابعة وتعرض اغلبهم لاستجواب وتعذيب علي ايدي الإخوان، وبعد احتجازهم سلموهم إلى النيابة بتهم مختلفة في اليوم التإلى بعد أن لفقوا لهم بعض الأسلحة دون تمييز أو تحديد من كان يمسك بماذا، وأثناء التحقيق وقبل الانتهاء خرج مرسي يعلن عن أن التحقيق قد اسفر عن ثبوت إدانة المتهمين مما استفز النيابة التي كانت لا تزال تجري التحقيقات، كان من بين المقبوض عليهم سفير مصري تعرض لتعذيب على يد الإخوان وطبيب صيدلي يقدم أدوية وإسعافات أولية للمصابين، أخلت النيابة سبيل جميع المتهمين لعدم ثبوت أي تهمة من الموجهة إليهم . أصيبت أعداد كبيرة في تلك الأحداث، كما سقط عدد 8 قتلي منهم الصحفي الحسيني أبو ضيف .
في 9 ديسمبر وتحت ضغط اتساع المعارضة اضطر محمد مرسي إلى إصدار إعلان دستوري (مكمل) جديد نصت مادته الأولي على (يلغى الإعلان الدستوري الصادر بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 اعتبارا من اليوم، ويبقى صحيحاً ما ترتب على ذلك الإعلان من آثار.) . كان الهدف هو امتصاص غضب المعارضة، وتهدئة الأثار الناجمة عن أحداث الاتحادية، إلا انه كما يقال – جرت مياه كثيرة تحت الجسر،فقد اصبح إسقاط محمد مرسي هو الهدف الأول المدرج على جدول أعمال المعارضة .
هكذا اختتمت 2012 نفسها بدماء، كما أفتحت بدماء، واصبح إسقاط النظام يساوي أمورا اعقد من إسقاط حكم العسكر، أو إسقاط مبارك، واصبح قتلة الشهداء، تركيبة اكثر تعقيدا من ذي قبل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز




.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز