الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة دات راهنية في الإصلاح التربوي الرواقي بين مطرقة المنفعة الخاصة و سندان السياسة العامة

عبد الله عموش

2016 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


" كل إصلاح لا يستند إلى جلب المنفعة العامة أو يتخذها مطية لتحقيق الكسب و الإثراء الغير المشروع ومصلحة جماعة دون أخرى أو على حساب أخرى يعد ضربا صارخا و تعنيفا للشعب و استغلال حسن نيته و استغفاله و يعتبر جرما في القانون الجنائي الدستوري ، و ينبغي التنبيه إليه من منطق قاعدة كونه من واجب كل مواطن أن تكون له من الغيرة على المنفعة العامة ما لا حد له "

يقول المثل المغربي الدارج : " إللى طاحت البهيمة تا يكثروا الجناوة " بالنسبة إلي فوجهة نظري في الإصلاح هي كالتالي؛ فسواء هؤلاء و سواء أولئك سنبقى بعيدين عن الإصلاح ؛ فهؤلاء يرون في غريمهم " الإصلاح المكتبي انتهازية ؛ فعلا هو انتهازية بالجملة " أما إصلاحهم كفئات فهل هو وحي منزل ( و الوحي نزل من الأرض و لم يبق في السماء !!) و بالتالي هل يعتبرون أنفسهم بيت النبوة و غريمهم بيت أبي سفيان و أبي جهل و باقي الملأ المكي ؟! ترى و تأسيسا عليه فإصلاح هؤلاء هو انتهازية فئوية ، و إذا كنا نتحدث عن الذبيحة الرسمية في المجازر فإن الذبيحة السرية تؤدي نفس الدور الإقتصادي مع التهرب الضريبي و التملص من أداء الرسوم في ثقافتنا الإجتماعية كمغاربة أستعمل هذا المثال استعمالا مجازيا ، إذن يبقى القول بأن من الإصلاحات ما يسمي نفسه بالرسمي و منه ما يسمى بالمهرب لممارسة الضغط على مكاتب القرار الرسمي و التفاوض على المصالح و تقاسم السبي و غنائم الحرب التي تدار ضد المواطن و هذا شيء معروف إذ لا يمكن لأحد حجب ضوء الشمس بالغربال ، و لنعد إلى أكاديمية الإصلاح ، لأختزل قولي في كون الإصلاح و الذي يقابله في القواميس الطبية و ليس الميكانيكا ، الدواء ، فالدواء عندنا إذن و مع الأسف هو نفسه الداء ... أتابع كلامي و أقول بأن الفساد أي فساد ، و منه فساد التعليم ، قلت الفساد نوعان ، فأما الأول فحينما يكون الشعب غير واع بالقوانين و الثاني حين تكون هذه الأخيرة أفسدته و ذلك هو الداء العضال لأن الداء في الدواء ؛ و هو عينه حالنا و حال إصلاحنا و نحن لا نختلف كثيرا عن نظم أشقائنا التربوية في العالم العربي إلا ـ و استثناء ـ فيما يعرقل عطاءنا التربوي العائد إلى البنية المجتمعية من حيث التعدد اللغوي نسبيا . فمن فوض لهيئات مهنية أن تغادر كراسي مسؤوليتها الرسمية و تبادر بمقترحات في إصلاح بديل أو مواز يقابل به إصلاح الدولة الرسمي و اتخاذ هذا الأخير نوعا من البوليميك الرواقي ـ و لا ينبغي ذات الموقف أنني أصطف في صفوف الأوليغارتشية كمصطلح أولي ـ ، هل هذا البوليميك يساهم في و ضع تصورات في مشاريع تهم و تمس أبناء حوالي 15000000 من الأسر ؟ هذا علما أن الدولة لا تقوم بدون أرض وإقليم و قوة و شعب و هي الوحيدة في النظم الديموقراطية و غيرها المؤهلة بتدبير الشأن العام و منه التعليمي ، و هكذا فكل بوليميك يخوض في وضع تصورات في الشأن العام جزئيا ويكون يقصي الشعب و يركب مصالح هذا البوليميست لتصفية حسابات مع جهاز أو مع أجهزة حكومية رسمية خاضعة للدولة ـ و لتكن ديكتاتورية في نمط الحكم ـ يعتبر إذن بوليميك في قمة الغباء السياسي الذي و كما هو معروف يمنح إمكانية وصول الأغبياء للحكم لنهب ثروات الأوطان و الشعوب ببديل انتهازي و ديكتاوري آخر ، و هكذا فكل مبادرة تدعي خدمة مصالح الشعب من داخل الشأن العام و تقصي الشعب فهي مبادرة انتهازية تدخل من أحد مدخلي الفساد الذي أشرت إليه سابقا عند معرض الحديث عن قسمة الفساد إلى نوعين ، و هكذا فإنني أعتبر خلفية لبوليميك إصلاح التعليم من داخل هيئات مهنية و حقوقية لها سبق الإصرار و الترصد أعتبره توجها نحو تشبيك المعاني والرموز كما هو معروف في السياسات الحربية ( وهو نموذج رونالد رامسفيلد في غزو العراق و هنا يتعلق الأمر ببوليميك في نموذج الإصلاح لغزو كراسي وزارة التربية الوطنية لفئات تريد اختصار الطريق ـ FAIRE UN RACCOURCI DU CHEMIN َ ــ نحو الإغتناء و الثروة من مال الشعب و على حساب مفهوم يتيم اسمه الإصلاح ) ؛ لنجد أنفسنا أمام شكل من أشكال حروب الطوائف ـــ العشائر في العراق و مبعثه الضائع من الأخلاق حسب الدكتور علي وردي في مؤلفه " الأخلاق " ـــ ضد شعوبها بحيث أنها ـ أي الطوائف ـ تنطلق من مرتكزات إداراة الفهم و الإدراك كالتي أضفت الشرعية على الغزو الأمريكي للعراق في تصور الشعب الأمريكي من جهة و فعلت الشيء نفسه بالنسبة للرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام المسموعة و المرئية كحرب نفسية على الشعب الأمريكي لإقناعه بشرعية خوض بلاده الحرب خارج امريكا وإقناع المواطن العراقي بحقه في الحرية مقابل تلك الحرب ف عام 2003 بعد غزو الدبابات الأمريكية للعراق و إسقاط تمثال الرئيس صدام حسين و سط العصمة بغداد و بساحة الفردوس في يوم 09 أفريل 2003 ، و هنا لن أخوض في تفاصيل و هندسة إدارة الفهم و الإدراك كاستراتيجيا حرب قذرة تخدع بها الشعوب لابتزاز و نزع اقتناعها بواقع الحال المسحور و بخاتم سليمان لتتم السيطرة على الشعب المخدوع ...
رغم أنني لست متخصصا استراتيجيا و لا خبيرا في الأمن القومي إلا أنني أفقه قليلا في جعل مهنتي مدخلا من مدخلات جلب الإغتناء الغير المشرؤوع و جعلها مدخلا من مداخل طرق تحقيق الثروة النجسة و شراء الأسماء لتبييض الأموال ، لست هذا و لا ذاك غير أنه كذلك أتوفر على قدرة الاستثمار الأكاديمي في تحليل و مناقشة المشهد السياسي في بلدي حينما يتداخل في تناغم مع المشهد السوسيولوجي و التربوي و الأخلاقي لتضيع الحقيقة عن الأعين و خداعها لبلوغ المصلحة الشخصية ركوبا و تهريبا للمصلحة العامة إلى مقرات و أروقة الهيئات داخل ما بات يسمى بالمجتمع المدني لتفتح هنالك واجهات حربية على المجتمع السياسي و توجه إليه فوهات مدافع الإنتهازية و الوصولية باحتكار قوات الضغط الإجتماعي التي يوفرها القانون الدستوري للأفراد و الجماعات ، و يصبح معها الشعب بين المطرقة و السندان ، ومهما يكن من أمر ، فأنا لست خبير تكتيك عسكري و لا خبير أمن قومي إلا أن مهنتي تتفاعل مع كل هذا و ذاك كما يعلم الخبراء في التربية و التكوين ، فأنا سياسي ، و شخص يستعمل الإتصال و العلاقات العامة لتحقيق السياسة أو أهداف السياسة الخارجية ـ إحالة إلى ما يصدر من تقارير أجنبية حول التعليم في بلدان الضفة الجنوبية و كأن التربية و التعليم في الضفة الأخرى تمارسها الملائكة ـ ، في الحقيقة أنا محارب معلوماتي ومدير فهم و إدراك ، و هي مهمة من أسمى مهام وظيفتي كرجل تعليم ؛ أدير الفهم و الإدراك في صفي لتحقيق التعلمات و نقلها إلى الواقع و تحويلها كفايات يعول على الطلبة استثمارها في صور كفاءات في مختلف المجالات الحياتية لديهم ليكونوا بذلك يعبرون على قدرتهم على تحمل المسؤوليات في مجتمعهم قي شتى المجالات ، و لا أحد يستطيع أن ينفي عني هذه المهمة المضنية ، الشاقة و العصية على التحقيق ــ و هنا مربط الفرس في مهنة التعليم ، و هنا يتجلى الإصلاح الحقيقي ــ و لو كان مفتشا عاما للشؤون التربوية أو الشؤون الإدارية إذ وضع برنامجا بين يداي و يشرف علي في تنفيذه عبر بروتوكول إشراف إداري مقعد له و مقنن ، و علي أن لا أتقاعس في مهمتي ووظيفتي ، و لذلك تحتوي وظيفتي إدارة فهم و إدراك الشأن العام . و كوني مدير إدراك و فهم في الصف ، فإنه بات يلزمني أن أعكس لغة مخططي وزارة التربية الرسميين و لغة مخططيها البدلاء أو البديلة ، كلتا اللغتين اللتين تعتبران الفهم و الإدراك هو إيصال أو إنكار معلومات و مؤشرات مختارة إلى المشاهدين أو المتتبعين المستمعين الأجانب للتأثير على عواطفهم ، دوافعهم ، و موضوعية تفكيرهم ... و بطرق مختلفة ، تدمج إدارة الفهم والإدراك بين تحريف الحقيقة و أمن العمليات و السرية و التضليل و العمليات النفسية ... هكذا أراني غير مجازف إذا قلت أن إصلاح التعليم من الخارج و بالخارج هو انتهازية ووصولية يضع العمليات النفسية ورقة احتياطية تضمن له مد الجسور بين قوات الضغط الإجتماعي (سيكولوجيا الجماهير ) و مواجهة سلطات القرار الرسمي في التربية و التكوين كسبا للرهان و ضربا في الصميم لما جاء في التدابير الأولية بخصوص المرافقة و المواكبة و المصاحبة ، و مطلب رفع اللبس على تداخل إطار متصرف تربوي و مكلف بتتسيير مؤسسة تعليمية ، و هكذا أرى أن كل بوليميك الإصلاح الموازي هيئاتيا كان أو غيره لا يتوفر على تزكية جماهيرية معترف بها يعتبر مدخلا في ديكتاتوريات التسيير و ديكتاتورية السلطة ، حيث يستعمل السلطة الرسمية و يتغذى عليها في إنتاج خطاب بديل يواجه الخطاب الرسمي و ينصب نفسه خطابا نخبويا تحت غطاء فعل أكاديمي أجوف براغماتي نفعي انتهازي وصولي ، و يموقع نفسه في سياق الآية الكريمة " في نفس يعقوب حاجة قضاها . لم أتعرض للشخصيات و الهيئات و على من تهمه هذه الخزعبلات أن يتطهر منها .
الرباط في : السبت 09 أفريل 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م