الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوْرَبة تركيا ..أم توركة أوربا ؟

أحمد اسماعيل اسماعيل

2005 / 11 / 24
القضية الكردية


يروي بعض الظرفاء طرفة عن بدوي أنه استأجر مسكناً لابنه الذي يدرس في جامعة فرنسية مسكناً في منزل عائلة فرنسية تسكن إحدى ضواحي باريس العاصمة، راجياً من هذه العائلة التحدث مع ابنه بالفرنسية دائماً ليتمكن الولد من إتقانها، بعد أن فشل في تعلمها في الجامعة،وبعد مرور عدة سنوات عاد الأب إلى باريس وتوجه إلى حيث يسكن ابنه،وهو في لهفة لسماع ابنه الذي لابدَّ أنه قد أتقن الحديث باللغة الفرنسية، وكم كانت دهشة،وخيبة ، الأب كبيرة عندما وجد العائلة التي يسكن ابنه عندها قد تعلَم كل أفرادها اللهجة البدوية،ولم يتعلم ابنه كلمة فرنسية واحدة.
تذكرت هذه الطرفة وأنا أتابع دعوة رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان الحكومة الدنمركية إلى إغلاق قناة روج تيفي الكردية ، التي تبث برامجها باللغة الكردية إضافة إلى برامج تبث باللغتين العربية والتركية،وهي في مجملها برامج ثقافية،و
فنية ،وسياسية بعيدة عن روح التشنج والتطرف.
ووجه الشبه بين الطرفة ودعوة أردوغان ضيف الأسرة الأوربية هو أنه يريد أن يتورك هذه الأسرة ،ويجعلها تستخدم لغته الطورانية التي يستخدمها داخل بلاده مع
أبناء الشعب الكردي الآن في شمزينان،وميرسن ،وكفر..ومناطق كردية أخرى،
المثخنة بجراح قديمة، جديدة،أحدثتها اللغة الطورانية التي يريد السيد أردوغان
تصديرها إلى أوربا أيضاً .
إذا كانت تلك الأسرة الفرنسية قد تعلمت اللهجة البدوية مجاملة، أو عن طيب خاطر
أو ما شابه ذلك، الأمر الذي لم يكلفها شيئاً، فأن تبني اللغة الطورانية من قبل الأسرة الأوربية،مجاملة، أو مراعاة لمصالح معينة،لن يتحول الأمر إلى طرفة يتناقلها الناس في داخل البيت الأوربي ،أو خارجه،على اعتبار أن ضحايا هذه التجربة
أو الطرفة ،هم الكرد،ممن يراد لهم أن يبقوا فئران التجارب في حقول بعض السياسات. بل أن الطلب التركي سيتجاوز هذه الرغبة في حال تلبيتها ، إلى رغبة أخرى،أو رغبات لا تقف عند حدود أعداء تركيا، أو ضحاياها،من كرد ،وأرمن، وعرب،ويونانيين، و..ترك أيضاً. بل قد تتدخل في سياسات أوربا الداخلية والخارجية، وربما في دين أوربا، طالما الاستبداد الشرقي يحتل كل مفاصلها ويمتد
على مساحات واسعة من جسدها وروحها.
غير أن أخشى ما أخشاه هو أن تنال تركيا الكمالية في حلتها المعاصرة ما تسعى إليه، خاصة وأننا ترى صمت العالم الغربي ،وغير الغربي، لما يحدث في كردستان تركيا،من قمع لهذا الشعب الذي هبَّ في مناطق كردية عديدة دفاعاً عن حقه في العيش الكريم. ولعل تفرد قناة روج تيفي في متابعتها لأحداث شمزينان والمناطق الكردية الأخرى، هو الذي زاد من رفع وتيرة طلب السيد أردوغان في إغلاق هذه القناة،ليتسنى لجنوده ذبح الكرد على الطريقة الكمالية التقليدية. فهل سينجح ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا


.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا




.. سكان غزة على حافة المجاعة خصوصاً في منطقتي الشمال والوسط


.. هيئة عائلات الأسرى المحتجزين: نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق




.. مقابر جماعية في غزة تكشف عن فظائع.. ومراقبون: ممارسات ترقى ل