الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران والسعودية وخرائط المنطقة الجديدة 3/3 مصر والسعودية... تحالف الضرورة

محمود جابر

2016 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مصر والسعودية... تحالف الضرورة

فى سؤال طرحه أستاذي ومعلمي رفعت سيد احمد قال :
لماذا نجحت السعودية ووسائل إعلامها وسياسيها فى مصر؛ فى حين فشلت إيران ومحور لمقاومة . رغم أن جوهر فكر وسياسات السعودية تقوم على التكفير والدعوة الوهابية المتشددة والتي تتنافى مع وسطية المصريين والأزهر ... أين الخلل؟؟
لا يصح فى تقديري المتواضع أن نتهم الظروف وقوة المال السعودى فحسب. ثمة خلل كبير اعلامى وفكرى وسياسى يقف خلف الفشل . فهل تبحثون عنه ؟ أم سنكتفى بالنقد .. نرجوكم تأملوا وابحثوا معى عن إجابة واقعية صحيحة .. قبل فوات الأوان ...

كان السؤال متعلقا بالزيارة التاريخية التى حملت رسائل سياسية واقتصادية ودبلوماسية، وهكذا وصفت زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر؛ وهي بالفعل زيارة تاريخية تستمد أهميتها من جملة التحديات المطروحة والرهانات التي تنتظرها وتحيط بها ضمن سياق إقليمي يعجّ بالأزمات والملفات التي تتفق الرياض والقاهرة في بعضها وتختلفان في الهام منها.
لكن الأهم فى كل هذا هو ضرب الخطط الإقليمية والعالمية فى تفتيت وتقسيم المنطقة العربية عن طريق عملية اندماج أوسع من حدود الجغرافية المصرية والسعودية، بربط غرب آسيا بشرق أفريقيا عن طريق ما أعلنه مجددا كلا من " السيسى وسلمان" بمشروع كوبري الربط بين مصر والسعودية عبر البحر الأحمر .

زيارة العاهل السعودى جاءت بعد شدّا وجذبا وقعا بين السعودية ومصر حول طبيعة القوات المصرية المشاركة في التحالف العربى فى اليمن، إذ لم تكن مصر ترغب في إرسال معدات حديثة قد تستهلك في القتال، بينما أصر السعوديون على طلبهم بضرورة إرسال الخبراء والمعدات أيضا.
وكان الرد المصري الأخير على الطلب السعودي، الذي امتد إلى إرسال مصر قوات برية أيضا إلى اليمن، والذى لم يكن فيه استجابة بشكل نهائى، وإن لم تمتنع مصر عن المشاركة الخجولة في فرض الحصار البحري على البلد، والمشاركة في عدد من الطلعات الجوية لطائرات التحالف.
قبلت السعودية في نهاية الأمر أسباب مصر وتأكيداتها العلنية بأنها ستدافع عن السعودية في مواجهة أي تهديد خارجي، لكن من بين الأسباب الجوهرية للتردد المصري في اليمن منذ انطلاق الحرب، هو التخوف من أن تسير باتجاه تعزيز نفوذ الإخوان المسلمين هناك. وتحولت هذه المخاوف إلى يقين بعد تعيين الفريق علي محسن الأحمر المنتمي لحزب الإصلاح الإخواني نائبا للرئيس اليمني.
ووفقا لمصادر متطابقة في مصر، ترى قيادات مؤثرة داخل الأجهزة السيادية المصرية أن إدارة الملك سلمان بن عبد العزيز “أكثر تسامحا” تجاه الإسلاميين من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
وفي الوقت نفسه يرى مسؤولون سعوديون أن لدى إدارة السيسي “استعدادا أقل” للدخول في مواجهة حاسمة مع إيران من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي كان حليفا للسعودية.
رغم ذلك لا يبدو أن البلدين مستعدان لتحمل تكلفة أي انهيار في العلاقات قد يعيد الانقسام في النظام العربي إلى الحقبة الناصرية، ببساطة لأن الساسة في الرياض والقاهرة يدركون أن الصعود إلى مسرح إقليمي بات مزدحما، يتطلب حتما الدخول في رقصة طويلة مع أحد اللاعبين الأساسيين الذين يرسمون المشهد أمام جمهور المتفرجين في الأسفل.

إيران فى اللقاء الثنائى :

قبل يومين من بدء زيارة الملك سلمان إلى القاهرة مهّد وزير الخارجية المصري سامح شكري الأجواء بطريقة ذكية مفهومة الدوافع، حينما قال إن “الثورة الإيرانية كانت لها تأثيراتها في المنطقة”، وأن إيران “تسعى لمد نفوذها في الدول الإقليمية المحيطة بها بشكل طائفي”، مؤكدا أن مصر “مستمرة في موقفها من قطع العلاقات مع إيران حتى اللحظة”.
بعدها مباشرة أبلغت إدارة شركة نايل سات المصرية وزارة الاتصالات اللبنانية رغبتها في وقف بث قناة “المنار” الناطقة باسم حزب الله لبثها “برامج تثير النعرات الطائفية والفتن”.
ظلت العلاقات المصرية – الإيرانية مقطوعة منذ اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات واحتفاء إيران بـ”قتل الفرعون”. ورغم ذلك بقي الشعور بالرضا يهيمن على القاهرة تجاه الخطاب العدائي الذي تتبناه ايران ضد إسرائيل.
الوزير سامح شكري يعكس التوجه المصرى، قبل عشرة أيام فقط من زيارة العاهل السعودي للقاهرة، عندما قال في حوار نشرته صحيفة “اليوم السابع” المحلية عن قرار جامعة الدول العربية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، “ما صدر كان توصيفا لأعمال أكثر منه إقرارا بصفة معينة على الحزب في مجمله”.
كان هذا التصريح أيضا تعبيرا عن الموقف المصري الذي يشوبه عدم الارتياح للتصعيد السعودي في لبنان خوفا على استقرار هذا البلد الصغير.
لكن الموقف المصري من لبنان مايزال مستترا ولا يبدو منه سوى نقاشات الدبلوماسيين المطولة بين الجانبين في الغرف المغلقة، ولم يظهر إلى العلن.
الموقف المصرى السعودى يشوبه الكثير من محطات الخلاف الكبرى، لا نستطيع ان نغفل موقف السعودية من انتخاب امين عام للجامعة العربية الحالى، ولم تستطع القاهرة الحصول على دعم السعودية الا بعد جولات متواصلة من الشد والجذب الدبلوماسي الذي كانت دوافعه كما قالت لي مصادر مصرية إحساس القاهرة بأن “هناك مساعي سعودية بنقل ما تبقى من تأثير داخل الجامعة العربية المتهالكة إلى منظمة التعاون الإسلامي الذي تلعب تركيا دورا هاما داخلها”.
وشهد تشكيل القوة العربية المشتركة جولات أخرى من النقاشات الشاقة بين الجانبين، انتهت في نهاية المطاف بإعلان السعودية عن تأسيس “تحالف إسلامي” لمواجهة الإرهاب والنفوذ الإيراني ضم 34 دولة بينها مصر.
ولا نستطيع ان نغفل قدر الخلاف الذى المصرى السعودى فى الملف السورى والذى يمثل محطة كبرى من محطات الخلاف ...
ولكن الواقع يقول ان مصر والسعودية يدركان اليوم اكثر من اى وقت مضى أن الصعود الى مسرح الاقليم لن يكون الا بعمل دائم ومتواصل – رغم الخلاف والتباين – حتى تستطيع كلا منهما أن يحتل مكانا فى هذا الاقليم والحفاظ عليه .

الطريق إلى الجسر :
فكرة المشروع ليست جديدة، فقد أطلق عليه من قبل الجسر العربي وكانت السعودية طرحت الفكرة على الحكومة المصرية في عهد الرئيس الأسبق مبارك لربط البلدين من منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومتراً، وكان من المخطط أن يستغرق إنشاؤه 3 سنوات.
وكانت قد أوكلت أعمال الإنشاءات إلى كونسورسيوم يضم شركات سعودية ومصرية ودولية، ورصدت ميزانية بتكلفة إجمالية تصل إلى 3 مليارات دولار، على أن يكون العمال والقائمون على المشروع من المصريين حصراً مما سيوفر فرص عمل لعشرات الآلاف في مصر، لكن تمّ رفض المشروع.
حينها لم يكن أحدٌ يعلم لماذا لم يباشر بالمشروع إلا أن ما تمّ تسريبه بعدها زعم أن السبب في وقف فكرة المشروع هو الضغوط الإسرائيلية كون المشروع سيؤثر بشكل سلبي على الممر البحري في مضيق تيران. كونه يمر من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم إلى منطقة النبق (أقرب نقطة في سيناء).
وتقول الدراسات ان الجسر سوف يشيد بطول 500 كلم وتكلفة 5 مليار دولار أمريكي تقريبا حالياً, يمتد من شرم الشيخ إلى شرما السعودية مروراً بجزر مضائق ثيران وجزيرة أُم العصافير ..
أما العوائق فيمكن تحديدها فى ثلاثة :
1- أنّ البحر الأحمر مساحته 444 ألف كلم2 بأقصى طول = 2222 كلم وأقصى عرض = 333 كلم تقريباً وأقصى عُمق = 2222م تقريباً , وبعُمق مُتوسط بحدود = نصف كيلومتر تقريباً .
هو جزءٌ هامٌ في طريق الشحن البحري العالمي بين قارة أُوروبّا ودُول الخليج العربي وبحر العرب وصولاً إلى دول شرق آسيا والهند والصين , وتُواجه المنطقة الجنوبيّة منهُ قُربَ خليجِ عدن عمليات للقرصنة الصومالية .
2- الأطماع والمصالح الصهيونيّة الإمبرياليّة في مياه العالم وبخاصةٍ البحر الأحمر العربي من حيثُ أنّ الكيان الصهيوني يعتقد جازماً بأنّ الطريق التي سلكها سيّدنا موسى فراراً من طُغيان فرعون عبر بحر القلزم ليتيه َ 40 عاما في سيناءَ هي لهم من ضمن الوعد الرباني .
وبذلك فإنّ الكيان الصهيونى هو الأوْلى بالسطوّ والسيطرة عليه من شماله إلى جنوبه وبالتالي فهو يعتبر جُزر مضائق ثيران وأُم العصافير وجُزر دخلك , ودهلك , وجزيرة أبو طير , وأبو عليّ , وأبو حالب , وبن زقر , وجُزر الفرسان السعوديّة وكافة جُزر البحر الأحمر هي ملكاً ربانيّاً له وهكذا فهو دائم التنسيق مع سُلطات دولة إيريتيريا لفرض هيمنته على التجارة العالمية ومُعظم الدول العربيّة المُشاطئة للبحر الأحمر وبحر العرب مثل دُول الخليج العربي والأردن وفلسطين واليمن ومصر والسودان وما إلى ذلك .. ! وبحسب هذه المُعطيات , فإنّ الجهات الحكوميّة المُشرفة التي تُدير هذا الممر المائي الحيوي بالتراضي من رأسه إلى ذنَبه ِ هي :
أ) الهيئة العامة للموانيء المصريّة التي تُديرها الحكومة المصريّة .
ب) السُلطات البحريّة الأُردنيّة .
ج) المؤسسة العامّة للموانيء السعوديّة .
د) هيئة الموانيء البحريّة السودانيّة .
هـ) هيئة الموانيء البحريّة الإسرائيليّة .
ح) هيئة موانى اليمن.
ط) هيئة موانى جيبوتى .
ى) هيئة موانى اريتريا.

المشروع يفرض نوعا من السيطرة المصرية السعودية على العمليات التجارية الاسيوية الافريقية والذى يتطلب ان تقوم كلا الدولتين بادوار لوجستية من شأنها حماية هذا الجسر استثماريا وتجاريا وامنيا وهو ما يدفع كلا الدولتين الى اعلى مستوى تنسيقى يمكن ان يشترك معهما غيرهما فى ادارة هذا المشروع وحجز جزء من الكعكة، وسوف يؤثر هذا الجسر على العديد من الدول المتاخمة للاقليم تأثيرا لن يتوقف عن التأثير الاقتصادى ولكن سوف يحجبهم وراء حدودهم ... من هنا نرى حجم الهجوم المجنون لهذا اللقاء وهذه المرحلة الجديدة من العلاقات المصرية السعودية والتى يمكن ان تدفع كلا الطرفين الى ان يحافظا على شكل تحالفهما ومحاولة استدامته واستمراره رغم ان هذا المشروع كما يحمل حلما اقليميا الا انه يحمل محاوف وسيناريوهات صعبة لكلا البلدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة