الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في ذكرى السقوط وأمل التغيير
سعد العبيدي
2016 / 4 / 11مواضيع وابحاث سياسية
لو أمكن العود الى أيام الشهر الرابع من نيسان العام 2003 فكرياً، وبالتحديد الى يومه التاسع، ذاك اليوم الذي سقطت فيه بغداد والحكومة رسمياً تحت حراب القوات المعرفة بالتحالف الدولي، فأنهت حقبة حكم كان دكتاتوريا مقيتاً، ومهدت الى آخر قيل: يراد له أن يكون ديمقراطياً.
ولو آل لنا في اطار العودة حساب النفع والضرر من هذا الحدث، وما آل اليه من تحول جذري في ظروف العراق وحياة أبناءه، ومستوى الرضا ومستقبل البلاد، واذا ما حاولنا الابتعاد جهد الامكان عن الانحياز العاطفي مع أو بالضد في مجال المقارنة والحساب، وخرجنا ولو قليلا من التقسيمات التي وضعنا أنفسنا في كفات موازينها الجاهلة:
متضررين ومنتفعين.
مؤيدين ومعارضين.
داعمين ورافضين.
ضاحكين وباكين.
لأمكن القول أن الحكم البعثي السابق وصل الى نهاياته فلم يعد قادراً على حل مشاكل كان هو السبب في حصولها، ولم يستطيع أن يداوي جراح حروب أشعل فتائلها، وحصار وقع في مطباته، ولم يقدر على اعادة العراق الى محيطه الاقليمي والدولي، ولم يتمكن من طمأنة الانسان العراقي في العيش آمناً، ولم يتجاوز شكوكه في ولاء المواطن ومحاسبته على تلك الشكوك، وكثير من الهنات والاخطاء ودروب الانحدار التي شكلت جميعها ضغوطاً على الانسان حداً نتذكر في ثناياه أن القوم كونوا رأياً اشتهر بين عديد من الناس قوامه:
ليأتي من يأتي حتى لو شارون ليحكمنا خير من صدام حسين وحزب البعث.
وحصلت الحرب، وبدأ الصدام الفعلي عسكرياً، ولم يحارب من كان يدفع صدام الى الحرب من جنرالات كذبوا عليه وسياسيين أوهموه، واختفت الجيوش المتعامدة (مع بعض الاستثناءات التي لا ترقي الى القياس في الصمود) وغاب الملايين من أعضاء الحزب عن الأنظار، وصفق الكثير من العراقيين خاصة في الوسط والجنوب والشمال الكردي الى قوات الاحتلال كَمُخَلِص وحيد من ضغط بات يخنق النفوس المتعبة.
لكن النتائج المتأتية من الاحتلال واسقاط النظام لم تأتِ أُكلها كما يريد المصفقون وغير المصفقين، وتتطلبه الحضارة الانسانية، وبما ينسجم والحاجة الى اعادة بناء دولة عصرية لهذا الزمن، فتُركت الممتلكات والاموال بلا حراسة ربما عمداً.
وزحف الجياع اليها ليحوسموا كل شيء ويتركونها خراباً.
وصيغت عملية سياسية يبدو فيها الخراب قابلا للصيرورة على عكس البناء والاصلاح الذي صار الأقرب الى المستحيل.
وقسمت السلطة، وتقدم الى ادارة الدولة البعض من الكتل والأحزاب من يفتقر الى الخبرة فأخطأ، وتقدم آخرون جياع نفسياً فسرقوا وغنموا وأخطأوا وخربوا، وتعكز آخرون على الدين وحشروا علماءه ورموزه ليتخذوا منه غطاءا لقيمومتهم ودافعاً لانتخابهم، فأخطئوا وأحرجوا الدين، بل ودفعوه الى أن يتحمل بعض أخطائهم يوم عصوا توجيهات ونصائح رموزه. فتكدست بحكم التكرار أكوام من الخطأ أفقرت البلاد، وقسمتها نفسياً، ودفعت كبارها والصغار لأن يستقووا بالخارج على أبناء بلدهم، وفتحوا أبواب الحقد والعدوان لتدخل منها داعش أكبر الأخطاء واقساها على البلاد حتى التهمت برمشة عين أربعون بالمائة من مساحتها وعرضتها الى خطر احتلال همجي وكلفت خزينتها مليارات الدولارات.
وعلى وفق هذه المقارنة لهذه المناسبة يمكن التأشير الى ان التاسع من نيسان ومع الأخذ بالاعتبار الملابسات والمطامع الدولية، فإنه حدث أو واقع حصل بسبب كثر الاخطاء واليأس من قدرة الحكومات اللاحقة على تجاوز آثارها، لكنه واقع لم يتمكن المعنيون "السياسيون الجدد" في مجاله من ازالة الخطأ بل واسهم بعضهم في تراكم أخطاء أخرى أرهقت كاهل الانسان العراقي ودفعته الى أن يعيش حالة التمني ذاتها بالخلاص ومن أي جهة كانت: وكأنك يا بو زيد ما غزيت!!.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البيت الأبيض: نعتقد أن الخطة التي تنوي إسرائيل تنفيذها في رف
.. سقوط 8 قتلى بصفوف حزب الله وحركة أمل جراء غارتين إسرائيليتين
.. تطوير نحل روبوتي يزيد من نسل النحل ويمنع انقراضه • فرانس 24
.. الإعلام الإسرائيلي: الجيش يستعد لإجلاء المدنيين من رفح تمهيد
.. غواص مخضرم يكشف مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور وسبب