الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسانية والأخلاق أولاً

ابراهيم محمد

2016 / 4 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


من الطبيعي أن تكون أغلب المجتمعات التي ترزح تحت سطوة أنظمة قمعية مستبدة، مفتقدة لأغلى ما منحه الله للإنسان من كرامة وحرية كي يشعر الفرد بقيمته داخل مجتمعه وهو يؤدي دوره في هذه الحياة، حيث أن إعلاء كلمة الله تعالى متمثلاً في منح الناس حرياتهم وإقامة نظام أساسه العدل والمساواة فيما بينهم، لا كما تفهمه المنظمات الإرهابية بالقتل والذبح والتفجير باسم الله، هذه الحرية ترتبط بمفاهيم أخرى كون الغاية من خلق الإنسان هي الوصول والإرتقاء به إلى مراتب عليا نحو الكمال، عبر تحصيله للكثير من العلوم والمعارف.
ولذلك وضع الله له نظاماً أخلاقياً متمثلاً في المحبة والصدق والتعاون على البر والتقوى والإخلاص وإتقان العمل وإقامة العدل والمساواة، والسلم والسلام، فهذه الأخلاقيات بدونها لن تستقيم لأي مجتمع حياة.
وبالعودة إلى واقعنا الذي يحكي نوعاً من التجرد من تلك الأخلاقيات، حتى تحولت حياتنا إلى أشبه بقطيع من الأغنام لا تبحث عن سبل الرقي والتقدم، بل عن مأكل ومشرب ولهو وجنس، ولو كان ذلك على حساب حريات الآخرين، ولذلك أرى من وجهة نظري أن أشد ما نحن بحاجته في هذه الأيام كي نخرج من حياتنا البهيمية الغوغائية، هو العودة لما سُلب منا بإرادتنا، العودة إلى إنسانيتنا، فهي أول الطريق على خط الوصول إلى بر الأمان نحو عالم متعايش متماسك، تسوده تلك الأخلاقيات والمبادئ.
مع العلم بأن مفهوم كل واحد منا للإنسانية مختلف نسبياً، ومع ذلك فإنه يمكن إدراكها أكثر حين يتم ترجمتها عملياً، وبناءً على ذلك فإن أعمال الإنسان تنقسم لثلاثة أقسام لا رابع لها، أولها ما هو إنساني أخلاقي وبذلك يكون الإنسان في مرتبة فوق الحيوان، وثانيها ما هو لا إنساني ولا أخلاقي ولا ضد الإنسانية ولا ضد الأخلاق، وفيها يكون الإنسان أنانياً جشعاً، لا يفكر إلا بنفسه، وأخيراً ما ليس بأخلاقي ولا إنساني وفي نفس الوقت هو ضد الأخلاق، فهذا يعني أنه قد وصل لمرتبة دون الحيوان، أذكر مرة شاهدت فيها مقطع فيديو يتحدث عن السلوك الأخلاقي لدى الحيوانات، والكثير من العلماء قد أكد بأن الحيوانات تقوم بسلوكيات أخلاقية _ مرفق رابط لمقطع الفيديو لمن يرغب بمشاهدته.
وحسب فطرة الإنسان السوي السليم، أعتقد بأنه يجب ألا تخرج أعماله عن الصنف الأول، ولكي نضع النقاط على الحروف أكثر، أتسائل عن هذا الإنسان الذي يقوم بأي عمل أخلاقي إنساني، هل يجب علينا أن نكيل المدح ونصفه بأوصاف تضفي عليه صفة القدسية ؟ أم ماذا ؟
أقول بأن الأصل في قيامه بذلك هو من باب واجبه الإنساني كفرد تجاه الآخرين ضمن المنظومة الإنسانية ككل، وعليه فأن أقوم بشكره ومدحه على قيام بعمل هو ضمن فطرته، أعتقد بأنني أكون قد نزعت عنه ثوب تلك الفطرة التي خُلق بها وأثبتت حيوانيته ( مجرد رأي قابل للنقاش ).
نعم الأصل أن يقوم الإنسان بذلك الواجب ضمن استعداداته ومقوماته التي يمتلكها، فالمجتمعات التي يسودها الحرية ونظام قائم على العدل، من الطبيعي أن تكون أكثر قياماً بهذا الواجب، ولكن لأن المجتمعات العربية وعبر عشرات السنين قد عانت من ظلم واضطهاد وسلب لحرياتها في التعبير والرأي والإعتقاد، وفتكت بها الطائفية، والمعاناة المستمرة من مسلسلات القتل والتدمير، قد أصبحت تنظر لمن يقوم بواجبه الأخلاقي بأنه شخص خارق للمألوف، ويستحق التشجيع وكيل المديح تلو الآخر.


رابط مقطع الفيديو الذي يتحدث عن السلوك الأخلاقي للحيوانات : https://www.youtube.com/watch?v=GcJxRqTs5nk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك أول مقال وهذا أول تعليق
عبدالله أبو شرخ ( 2016 / 4 / 14 - 21:28 )
عزيزي إبراهيم .. انطلاقاً من ممارسة الحوار الحضاري المتمدن، فإنه يبدو أن مقالتك مؤسسة على اعتبار أن الدين مصدر للأخلاق، وفي هذا تجني على الأخلاق، ذلك أن الأخلاق نفسها سبقت الأديان بآلاف السنين .. من ناحية ثانية لو بحثت جيداً وقرأت في التراث لوجدت أن الدين قد يكون مصدراً للفساد:
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2698&idto=2699&bk_no=56&ID=995#docu
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير