الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة من داخل الكينونة الإسلامية أكثر تحررية من غيرها- الحلقة الأولى: رسيمة ملمح المفهوم

بوجمع خرج

2016 / 4 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ملاحظة:
يبتغى من هذا التوجه تصحيح الاسلام منذ أصوله بحيث أنه كان يتوقف لا من حيث الفهم ولا الشرح ولا التوظيف على أناس محدودي الدراسسة كالفقهاء الذين انخرطوا في العنعنة (عن وعن وعن وعن ) إلى درجة التناقض مع روح ومنطق ومبادئ الاسلام الذي لم يكن قط ضد أي شكل يحرر الانسان في سياق انسنته دون مركب نقص أمام أي توجه بما فيه المتأبلس الحيلي والمتمرد على أخلاقيات الطبيعة. فالشيئ الوحيد الذي لا يقبله الكيان الاسلامي هو أن يصير الانسان عبدا مستعبدا.... ذلك أن أهم صفة انسانية هي الكرامة ... علما أن هذه لايمكن للمسلم أن يخدشها عند أي كان مهما كان ....
تقديم:
يسعدني أن أفتح النقاش في شأن التفكير الإسلامي في سياق التوجه الدولي الجديد حيث المفارقات والتناقضات ومحدودية النظريات في عالم يعرف مخاضا صعبا بعد أزمة اقتصادية لم يعد لا الغرب ولا الشرق يفهم فيها نظرياته وأدواته الفكرية بحيث لازالت الاستراتيجيات توظف لمركزة الرأسمال العالمي أنكلوساكسونيا بما حركت لأجله أيضا قضية "باناما بابرز".
طبعا هناك دراسات لفهم هذا الواقع، وإن عرفت إثارة الأخلاق والديونتولوجيات لتدارك الأخطاء، ولكن كان ذلك من منطلق تمركزي ذاتي فيه كثير من العقائدي الذي قد تحكمه الخلفية التي بها اشتغل أباطرة العالم على تحقيق ما سمي بالولادة العسيرة المدشنة التي أحدث لها11 شتنير كبداية لمذكرتها الدامية...
ومنه يمكن القول على أننا في حاجة إلى العودة إلى تراث إنساني أرقى في هذا الصدد وإن صحيح توقف منذ قرون لكن أثبت الأيام أنه الأقرب إلى المثالية، ولا يحتاج سوى إلى احترامه بالتعامل معه كما هو مع أقل ما يمكن من الانحياز المذهبي متركز ذاتيا في غير سياق مدني عسكري إنتاجي تنموي وثقافي.

الفرضية:
قد تكون "أفضل أمة أخرجت للناس..." إحدى أهم المصفوفات التي يفترض اعتمادها للتأسيس إلى تنظيم مؤسساتي... بمفهوم الدولة وفق الكينونة الإسلامية التي قد تكون الأكثر تحررية من النماذج والبراديغمات القائمة.

رسيمة الملمح :
احتراما لنقاش مفهوم الأمة لغويا واصطلاحيا سأعتمد " أمة " في سياقها الذي يؤطرها منذ قوله تعالى "كنتم" في صيغة الماضي الذي لا يمكنه إلى أن يرتبط بسيدنا إبراهيم المبادر الأول، النحل آية 120" إنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً " ( قرآن ).
وعلاقة بهذا، أوضح أن الكينونة الإسلامية لا تعني الدولة المحمدية على نحو الدولة المسيحية l’Etat chrétien أو الدولة الثيوقراطية كتوكيل إلهي أو دولة متمركزة في ذاتها ولكنها تنظيم متفاعل سياديا بين مختلف مكوناته حيث المدني والعسكري والديني يشكلون وحدة عضوية... وقد تم تدشين أسسه خلال مرحلة نشر الدعوة حيث الخلافة بدل الرئاسة.
وبالرجوع إلى الرسالة يلاحظ أن الخطاب الإلهي جاء داعيا لإعادة التنظيم والكينونة البشرية وفق ما يليق بما لأجله كرم آدم لكل الأزمنة، وذلك بعد تدني وجودي منحصر في المادي وما يرتبط به من غرائزي... إنه إذن دعوة إلى تنظيم الشأن العام في زمن لم تكن فيه المؤسسة قائمة بالمفهوم المجتمعي والجماهيري....ولكن كانت هناك أشكال تشبه النظام Statut تدخلت فيه الكنيسة كدين الكيان الروماني (أواخر العهد القديم) ليصبح حكما مطلقا قبل دخول الإسلام على الخط.
ليس التاريخ ما يهم في هذه المداخلة ولكن المفهوم والدولة من داخل الكينونة الإسلامية, والأكيد هو أن مسألة تدبير الشأن العام في البداية كانت تحت غطاء تدبير الشأن الديني بما جعل التنظيم القائم حول مركز يتولاه رسول الله محمد ( صلعم) يأخذ شكلا ثيوقراطيا، ذلك أنه المبدأ المؤسس والمجدد للفهم الوجودي للإنسان، وعموما لا جدال أن الأمر كان يتطلب وقتا طويلا لنشر الدعوة والوعي التحرري من عبودية الأشياء والإنسان والحيوان... لذلك كان يستحال بناء الدولة وفق الكينونة الإسلامية حينها بشكل ممأسس متكامل، ولكن وضعت لها اللبنات الأولى التي لم يكتب لها أن تستقر وفق زمن مؤسساتي منتظم خاصة وأنه بعد رحيل الرسول (صلعم) لم يستقر الوضع على حال، إلا أنه يمكن القول أن أحد أهم مقوماتها( الدولة) كان قائما والذي هو "الأمة" التي هي أوسع من مفهوم الشعب ذلك أنها تحتويه، كما أنها تجعل الوطن مفهوما غير مقيد بحدود، علما أن هذا الأمر لا يعني أنها توسعية الطبع ولكنها توحيدية مفتوحة على الكونية من منطلق "الثابت النواة"...
إنها طبيعة الدولة وفق الكينونة الإسلامية التي لا حدود لها سوى بالمجال في علاقته مع الإنسان حيث الوطن ليس شيئا جغرافيا منفصلا بقدر ما هو مشهدا جغرافيا مؤثثا وفق ثقافة تعطيه معنى ودلالة سببية أكثر منه مجالا طبيعيا منفصلا معرضا للاستغلال وفق أنانية مفرطة في برغماتية قد تكون اقتصادية أو تكنولوجية ... وفي هذا تكمن أزمة العالم الحالية التي لا زال لم يجد لها مخرجا، نحن لا نراه وصفة جاهزة منفصلة عن النظام الكلي للدولة وفق الكينونة الإسلامية والأمة والجماعة.... إنه في الجزء" الثابت النواة" المستدام والكل المتغير وفق حركية دائمة الانسياب حيث لا يمكن فيها فصل الثقافي عن الإنتاجية والبيئة والمجتمعاتية...
فأما عن "الثقافة" فكانت من أهم المكونات التي حاولت استدراكها الأمم المتحدة في لغة التنمية المستدامة تبعا للألفية الثالثة التي في الحقيقة تنطوي على نقيضها بحكم خلفيات عقائدية وإن لا نراها سلبية سوى على من يتبناها... فنحن نبقى برسالتنا مستعدين لدعم كل ما يرد الاعتبار للإنسان كما كرم في الأصل.
وعن هذه فالدولة وفق الكينونة الإسلامية لا ترى الإنسان عدوا لها كما عند غيرها، بل هو امتدادها في فردانيته (كلك مسئول) كجزء من كل (جماعة) متواصل في الجوهر الذي هو سبب وجود الدولة ذاتها.
هذه النظرة الهوليستيكية حيث تتحقق قيمة العضو في ارتباط كلي مع باقي الأعضاء كماهية المفهوم الوجودي في الكونية والنسبية وما فوق المدرك... إنها ميزة الدولة في الكينونة الإسلامية التي نراها في تشكيلات رياضياتية نعتمد فيها المبدأ الخالق في قوله سبحانه وتعالى: " الرحمان...خلق الإنسان... الشمس والقمر بحسبان..."
ونحن في هذا المفهوم نعتمد التنوع الذي هو طبيعة الخلق والذي بدونه ما كان ليكون شيء، ذلك أن طبيعة الخلق والنشأة كانت نتيجة تضاد متفاعل في دينامية "الأمر" كاستجابة تلقائية ذاتية في ما بين الوحدة من ثنائية المعنوي والمادي، ذلك أننا لا نرى الله محصورا بين المكان و الزمان، إنه أوسع من ذلك، وما كانت لتكون له هذه الصفة من البلاغة التعبيرية، إنها الحقيقة في المفهوم ألا نهائي وما فوق المدرك....يتبــــــــع
بوجمع خرج/ كليميم باب الصحراء/ المغرب
مهتم بالشؤون الإسلامية- مهندس إعادة بناء لبنان ومساهم في هندسة سلام أسلو - خبير تربوي....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل