الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


24 افريل- اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية

الديمقراطية الجديدة(النشرة الشهرية)

2016 / 4 / 19
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


24 افريل- اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية


تحيي مجمل القوى الثورية ذكرى اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية في الوقت الذي تتعرض فيه الانتفاضات العربية في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا الى الاحتواء من قبل القوى الرجعية والانتهازية بدعم امبريالي واضح هدفها الوحيد الالتفاف على شعارات الانتفاضة و اعادة ترتيب صفوف العملاء المحليين تحت يافطة الانتقال الديمقراطي والوحدة الوطنية.
وبهذه المناسبة لابد من الوقوف على عدة حقائق وجب التركيز عليها من اجل فضح التاريخ الدموي و الارهابي للنظام الرأسمالي الاحتكاري العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية حاليا وذراعها العسكري الحلف الأطلسي- الناتو- الذي يبرر اعتداءاته المتكررة على الشعوب باسم "نشر الحضارة وثقافة حقوق الانسان وحماية المدنيين او تركيز جمهوريات مدنية ودولة القانون او كذلك تحت شعار محاربة الارهاب او التصدي لأسلحة الدمارالشامل..."
انه من الضروري اذا التذكير ببعض جرائم الامبريالية المقترفة في حق الشعوب ومن أهم هذه الجرائم هي الحرب الامبريالية العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها ملايين الابرياء كما تسببت الامبريالية في مجمل الحروب الاهلية في كل من آسيا و افريقيا و امريكا الجنوبية حيث حرضت القبائل والشعوب ضد بعضها البعض وحبكت الدسائس وخططت للعديد من الانقلابات العسكرية في عدة بلدان - مثل الانقلاب في الارجنتين من قبل الجنرال فيدالا المتخرج من "مدرسة تدريب الارهاب ( (school of americas و كذلك مجازر العميل الأمريكي و مؤسس فرق الموت في السلفادور المتخرج من نفس المدرسة الامريكية ، و لا يجب أن ننسى الانقلابات و المجازر في الهندوراس و قواتيمالا و نيكارقوا و بنما و شيلي و هاييتي و غيرها من بلدان أمريكا الوسطى و الجنوبية و ما تزال شعوب العالم تتذكر انقلابات و مجازر الامبريالية في فيتنام و لاوس و كمبوديا و الفلبين و أفغانستان و غيرها من بلدان آسيا و كذلك المجازر المرتكبة في حق شعوب القارة الإفريقية : أنقولا و جنوب افريقيا و الكونقو و زنبابوي و أوغندا و رواندا و بوركينا فاسو و تشاد و الصومال .... كما ساهمت عن طريق شراء العملاء بالمال الفاسد في تزوير الانتخابات في اكثر من بلد في العالم .
اما في الوطن العربي فتظل فلسطين ضحية التآمر الامبريالي الصهيوني الرجعي حيث عرفت العديد من المجازر بدءا من الاحتلال البريطاني ثم الاستعمار الاستيطاني الصهيوني مرورا بجرائم التهجير و مجازر كفر قاسم و دير ياسين و جرش و عجلون – أيلول الأسود - و النهر البارد و مجزرة تل الزعتر وصبرا وشتيلا ... ثم العدوان المتكرر على ليبيا منذ سنة 1986 و احتلال العراق سنة 2003 بعد تدميره وتفكيكه وإحياء النعرات الطائفية وضرب مصنع الادوية في السودان عام 1998 الى غزو ليبيا و تنصيب القوى السلفية

وتحول التهديد الى تدخل مباشر في سوريا حيث صراع العمالقة على المنطقة الذي تجسد في احياء سايكس بيكو بعد 100 سنة اثر اتفاق كيري لافروف حول الوضع في الشرق الاوسط ونية تقسيم الاقطار من خلال اقتراح مبدأ الفيدراليات في سوريا ثم العراق والبقية تأتي
وامام تدهور الاوضاع في سوريا صرح الناطق الرسمي للكيان الصهيوني ان الجولان لم تعد تابعة لسوريا وان الوضع قد تغير لفائدة الكيان الاستيطاني هذا فضلا عن تدهور الاوضاع في غزة التي تحولت الى معتقل يعاني من سياسة حماس من جهة وبربرية الصهيونية من جهة أخرى .
تكشف هذه الوقائع التاريخية طبيعة الامبريالية المتسترة بشعارات حقوق الانسان والديمقراطية المزيفة وقد اصبح المعسكر الامبريالي في مرحلة العولمة وخاصة بعد سقوط حلف وارسو طليق اليدين يتحكم في كل المنظمات بما فيها مجلس الامن و الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الوحدة الافريقية... فيشن الحروب الاقليمية دون غطاء مجلس الامن وينصب المجالس الانتقالية بقوة السلاح(وكان آخرها ليبيا) من اجل دمج كل الاقتصاديات المحلية في شبكة عالمية تخضع لمصالحه وتضمن له نهب الخيرات بأبخس الاثمان مثل الغاز والنفط والتمتع بكل التسهيلات في مجال الاستثمار واستغلال اليد العاملة بأجور زهيدة .

غير ان المشاريع الامبريالية مثل مشروع الشرق الاوسط الكبير - رغم احراز بعض النجاحات الظرفية- تواجه باستمرار رفض شعوب العالم التي انتفضت ضد سياسة النقد الدولي والبنك العالمي ومخططات الاصلاحات الهيكلية ، و ما يزال التناقض داخل المعسكر الامبريالي الذي بدأ يتبلور بتكون القطب الصيني – الروسي ، في إطار الصراع بين الامبرياليات من اجل اعادة اقتسام العالم ومواقع النفوذ(اوكرانيا-سوريا مثلا)،لكن يظل التناقض بين الامبريالية و عملائها من جهة و بين الشعوب و الأمم المضطهدة من جهة ثانية هو التناقض الرئيسي الذي يحتد باستمرار فيساهم في تأجيج الحركات و الانتفاضات الشعبية وبروز بؤر ثورية خاصة في المستعمرات و اشباهها التي تعتبرها الامبريالية قاعدة خلفية لها. وما الانتفاضات العربية والتعبئة الجماهيرية المشهودة ضد العملاء المحليين إلا دليل قاطع على احتداد هذا الصراع الذي تخشى الامبريالية تحوله الى صراع مسلح يهدد مصالحها بصفة مباشرة. لذلك سارعت الدوائر الامبريالية في كل من تونس ومصر وليبيا الى التخلص من العملاء الذين افتضح امرهم او الذين يمثلون عقبة أمام تطبيق مشاريعها الاقليمية ، فوقع دعم الحكومات او المجالس الانتقالية بهدف تهدئة الاوضاع وامتصاص غضب الجماهير والالتفاف على كل شعارات الانتفاضات الشعبية .
ونظرا لطبيعة الانتفاضات العفوية والضعف الفادح للقوى الثورية عموما فسيبقى الشعب ضحية التجاذبات السياسية بين الاحزاب القديمة الاصلاحية و الانتهازية التي تحاول التأقلم مع الاوضاع من جهة والتيارات الدينية من جهة ثانية ، وبما ان الاحزاب الحاكمة سابقا مورطة في العديد من الجرائم ضد الشعب فان التيارات الاسلامية قد تقدمت كبديل بدعم امبريالي واضح مستفيدة من الانتفاضات التي لم تشارك فيها وهي تسعى حسب الاوضاع الاجتماعية وواقع موازين القوى بين الليبراليين و الإخوان تمرير مشاريعها القروسطية بالتدرج مدعومة في ذلك بمعقل الرجعية العربية و ذراع الامبريالية والصهيونية في المنطقة العربية – بلدان مجلس التعاون الخليجي – و خاصة منها قطر و السعودية .
و أمام هذا الخطر الداهم لابد من الاعتراف بان اليسار الثوي ضعيف وضعيف جدا وان مكوناته تعاني من الفئوية والانعزالية وترفض فتح الحوار بين الاطراف المناضلة وهي تتصرف بصفة لا مسؤولة بما انها لا تضع مصير الشعب في الميزان ولا تعي بان الخطوة الاساسية والحاسمة في مساعدة الشعب على الخروج من ردود الفعل العفوية تكمن بالتحديد في برنامج ثوري تتوحد على اساسه كل المجموعات- الحلقات- الوطنية الديمقراطية التي لم تنخرط في معزوفة ترميم النظام وأكذوبة التحول الديمقراطي والتداول على السلطة التي لا تعني في الحقيقة إلاّ التداول على قمع الشعب وخدمة المشاريع الامبريالية .
ان الجميع يعلم حق العلم انه لا يمكن لهذه الانتفاضات والاحتجاجات ان تحقق أي تغيير طالما غاب الحزب الثوري المتمسك بمطالب الجماهير وبتطلعاتها نحو دحر الهيمنة الامبريالية والتخلف الاقطاعي
ان كل من يردد صباحا مساء على صفحات المواقع الاجتماعية انه يساري ثوري ضد اليسار اللبيرالي الذي انخرط في لعبة الانتخابات "المفبركة " و يترك في نفس الوقت الشعب فريسة للتجاذبات الرجعية والحماقة الانتهازية عليه ان يعترف انه يقدم الخدمات الجليلة للرجعية . ان الوضع المتفجر و الاعتصامات والاضرابات المتواصلة تطرح على كل من يدعي الثورية مهمة ايجاد حزب ثوري قادر على انارة الطريق أمام الجماهير(حزب ثوري وليس حركة جماهيرية عفوية) . ولا يمكن لهذه الاحتجاجات العفوية –مع استثناء الاحتجاجات التي تقف وراءها قوى رجعية متصارعة على السلطة - ان تثمر و أن تسير في اتجاه التحرر في ظل تواصل ضعف و تشتت القوى الثورية الرافعة لشعار تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة.

ان طبيعة المرحلة تفرض على كل الثوريين و الوطنيين العمل على بناء أدوات النضال الضرورية التي بدونها لا يمكن للجماهير أن تحرز النصر على أعدائها و أن تمسك مصيرها بيدها . فالمسألة الوطنية هي المحور الذي يجب أن يلتقي حوله الثوريون و الوطنيون الذين لهم مصلحة في ضرب الكمبرادور و الاقطاع و الرأسمال الاحتكاري . و إنجاز المسألة الوطنية يرتبط شديد الارتباط بإنجاز المسألة الديمقراطية أساسا في بعدها الاقتصادي و الاجتماعي : الأرض و الفلاحون الفقراء و المساواة بين الرجل و المرأة ...
و أمام ثقل المهام التي تتطلبها المرحلة و تشتت الطاقات الثورية في الوقت الذي تتكتل فيه القوى الرجعية و الانتهازية و تتسع فيه جبهة أعداء الشعب فانه من الضروري بلوره البرنامج الثوري –برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية وفتح الحوار مع مجمل القوى غير المنخرطة في معزوفة الانتقال الديمقراطي والحوار مع اعداء الشعب ووهم الوفاق الوطني والتداول السلمي على السلطة من اجل تأسيس حزب يقطع مع التشرذم والحلقية ويرسي هيأة اركان على اساس المركزيةالديمقراطية.

الديمقراطيةالجديدة –النشرةالشهرية-
افريل 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE