الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة (لماذا لا أؤمن؟) - 1 – لماذا لا أؤمن بالمسيحية؟

توماس برنابا

2016 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتلخص و يتمحور جوهر المسيحية حول الفداء من الموت الأبدي المسلط على رقاب كافة البشر من جراء خطية أدم وحواء الأصلية المتوراثة الى كافة وجميع الناس ... وهذا الفداء لم يكن ليتم عن طريق ملاك أو نبي أو كاهن أو أي كائن سوى عن طريق الله نفسه متجسداً في أقنوم الأبن أو يسوع المسيح لخلوه من أي خطية جسدية متوراثة من أدم وهذا لأن يسوع أتى الى العالم بحمل مريم العذراء حمل عذري بلا زرع بشر بل حمل بيسوع فيها من الروح القدس روح الله القدوس! ويجب على أي شخص مسيحي أو من يريد إعتناق المسيحية التسليم بأنه خاطئ بالخطية الاصلية أولاً وبخطايا فعلية أرتكبها في حياته السابقة ثانياً ... ويجب أن يقر بأنه يحتاج لفداء يسوع المسيح له منفردا وجمعيا ايضا لكافة البشر على عود خشبة الصليب حيث سفك دمه مغفرة لخطاياه وخطايا جميع الناس والأهم حينما يقبل عمل المسيح الكفاري له ويتوب عن جميع خطاياه حينئذ تنفرج أساريره و تبيض خطاياه كالثلج كما يقول سفر إشعياء النبي ... وبذلك يخلص! أي محيت خطاياه وبمقدوره أن يكون أبنا لله وله الحياة الأبدية ويدخل لملكوت السموات مرورا بحياته البشرية على الأرض الى أن يجئ المسيح ويخطفه على السحاب أو أن يموت وتحمله الملائكة الى الفردوس إنتظاراً لليوم الأخير حيث يقابل الجميع ( الموتى والأحياء) المسيح في مجيئه الثاني على السحب في الهواء لتبدأ الحياة الأبدية في تسبيح دائم للمسيح الاله المتجسد مع الملائكة من السيرافيم والكروبيم وجند السماء المنوطين بأنهم سيكونوا خداماً للمؤمنين بالمسيح!!!



1- رفضي لوهم الخطية الاصلية والفداء والخلاص والنعمة المجانية!



إن مفهوم الخطية الأصلية لهو تأكيد للمبدأ اليهودي أن أخطاء الأباء يتحمل وزرها الابناء ( الأباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء تضرست!).... وبالرغم من أن بعض أسفار العهد القديم رفضت هذه الفكرة (بل كل واحد يموت بذنبه كل انسان ياكل الحصرم تضرس اسنانه (ار 31 : 30) ) إلا أن اليهود الذين أعتنقوا الفكر المسيحي أستهوتهم فكرة أن وزر أدم يُورث لأبنائه من البشر!!! لم أسمع أبداً في أي علم ان الخطايا تورث جينياً! بل من المشهادات والتأكيدات أرى أباء أشرار ليس بالضرورة أن يولد لهم أبناء أشرار .... بل أخيار يرفضون مسالك أبائهم! ولكن يبدو أن رسول المسيحية بولس وجد في هذه الفكرة أساساً لأفكاره السامة التي سيبثها في أذهان معاصريه وفي أذهان أجيال كثيره بعده في بلدان كثيرة ممن تبعوا المسيحية! وأنا أرفض هذه الفكرة جملةً وتفصيلا ... وإذا إنهارت هذه الفكرة من ذهني ، إنهار كل البناء الأيدولوجي المسيحي من قاعدته الأساسية! فمفهوم الخطية الأدمية المتوراثة تتبعه بالضرورة عقيدة ضرورة الفداء للخلاص منها ومن نتائجها وعواقبها التي قدرها (الله) على كافة البشر.. ومن هنا يبدأ القصص المسيحي في تجسد أبن الله الأزلي بصورة أدمية ( أدم الثاني) ليقدم بجسده على الصليب فداء للبشر!!! ثم تكتب الاناجيل ورسائل بولس المثيرة للجدل ( حتى في أروقة مدارس اللاهوت المسيحية!) في تأصيل مبدأ النعمة في قبول عمل المسيح الكفاري على الصليب وغيرها من العقائد المبنية على وهم لا أساس له من الصحة وهو وهم الخطية الاصلية!!

لأسهل على ذهن غير المسيحيين فهم ما أقدمه وما أطرقه تخيل معي أب يحب أبن له ذو الثلاث أعوام... وضع الاب هذا الأبن في بيت فخم وغرفة خاصة به فيها كل ما يستهويه الطفل من العاب ووسائل ترفيه وتسلية ولكنه لسبب غريب جدا ( ليتأكد من حب أبنه له) وضع كيك شيكولاته على منضدة في وسط غرفة أبنه ذو الثلاث أعوام ... وقال له " لك الطعام كله في كافة أرجاء المنزل في كافة ثلاجاته ... لك أن تأكل منه ولكن هذا الكيك بالشيكولاته لا تقترب منه ولا تلمسه ولا تأكله... وإن فعلت سأطردك خارج البيت وربما أقتلك من جراء هذا الفعل"!!! أي جنون هذا؟! أبسبب قطعة كيك تقتل أبنك؟! يا الله ! أبسبب قضمة ثمرة (تفاح) من الجنة تطرد أدم وأمرأته من الجنة وتحكم عليه بالموت؟! وحجتك أنه عصاك وهذا دليل على عدم المحبة؟ هذا الأب إذا صحت هذه القصة في عصرنا هذا لوضع في مصح عقلي! أبنك ذو الثلاث أعوام يحبك وليس من الضروري أن تتأكد بكيك الشيكولاته من حبه فهو يحب الشيكولاته ولا من رابط بين الشيكولاته وبينك أيها المعتوه لتقدم على هذا الاختبار.... ماذا كان سيحدث يا الله إذا لم تضع شجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنة؟ لم يكن من شئ سيحدث ولكن ذهنك المريض جعلك تضع هذه الشجرة للإيقاع بأعز مخلوقاتك!!!

كفى يا توماس برنابا ورفقاً بعقلك وقلبك ... أنت ترفض هذه القصة الغريبة الغير منطقية وما تلاها وأعتمد عليها من عقائد كالفداء والخلاص والصليب والقيامة ... نعم أرفض المسيحية برمتها لأنها أعتمدت على هذه القصة المجنونة!!!

2- رفضي للميلاد العذري ليسوع المسيح!

تبدأ قصة المسيح مثله مثل الكثير من الالهة القدامي بقصة ميلاد عذري ... أي حمل أمه به دون إتصال جنسي وزرع بشري! أستغرب هذا الأمر وكيف تم الربط في ذهن المسيحي بين قدسية الزواج والجنس وقبول هذه القصة؟! ما المانع؟ نعم، ما الدنس في أن يولد المسيح بإتصال جنسي؟! أسمع شخص مسيحي يقول لي أنه الله الظاهر في الجسد ولا أب له ! لذا يجب أن يأتي بهذه الطريقة .... وأي خداع هذا للمجتمع الذي ولد في وسطه المسيح والذي لم يفهم هذا السر العذرواي التجسدي ولكنه فهم أن أبو يسوع هو يوسف! وما المشكلة في التجسد أن يتجسد في هيئة طفل أو رجل أو ( حتى إمرأة) دون أن يولد؟! لماذا الأصرار على الحمل و الولادة؟! الولادة تستلزم أب وأم... وبما أن الله رأى أن الحل هو التجسد كان الأولى له أن يتخذ جسد إنسان دون حمل و ولادة ... لأن من الواضح أن يسوع لم يأخذ من جينات أمه ولا من غيرها في هذا الحمل العذراوي! ولذلك لم يكن هذا الحمل ضروري أبداً!!

لن أتهم مريم بشئ ولن ألوم زوجها يوسف بشئ ولكني أناقش منطقية القصة... وبالرغم من عدم منطقية القصة يتمادى المسيحيين التقليديين في الأمر ويقولون بعذرية مريم حتى بعد ولا دتها للمسيح؟! أي عقل يقبل هذا؟ وكيف تمت الولادة؟! يقولون أن غشاء البكارة لم يفتض حتى بعد الولادة؟! أتريدون أن تخدعون أنفسكم أم من أيا مسيحيون؟! ولماذا تصرون على مناداة مريم بالعذراء رغم أن الاناجيل والعهد الجديد بمجمله يدعوها مريم أم يسوع ولم يطلق عليها العذراء أبداً بعد ولادة المسيح؟! لماذا تصرون بأنها لم تتصل جنسياً بيوسف زوجها حتى مماته وزلت عذراء ليوم مماتها ( حتى هذا الأمر رفضتوه وأدعيتم أنها صعدت للسماء)!! كلها أكاذيب ليس لها أساس من الصحة منطقياً ولا حتى طبقاً لكتابكم المقدس!!


3- رفضي لعقيدة الصليب

لن أتناول هذه القضية تاريخياً وهل تمت أم لا... نعم لن أناقش تاريخية قصة الصلب هنا! ولكني سأناقش مدى ضرورة حدوثها من عدمه! أمن الضروري أن يفتدي الله الأنسان بالصلب؟! ألم يكن هناك وسيلة أخرى غير الصليب؟ أيعدم الله كل الوسائل والبدائل التي يمكن أن يفكر فيه عقله غير المحدود للفداء سوى أن يتعذب مصلوباً على يد أوغاد؟! لو وضعت نفسك ايها القارئ مكان الله ولديك معطيات المشكلة: بشر عصاة محكوم عليهم بالموت ... وطبقاً لأفكار هذا الاله الدموي لا تحدث مغفرة دون سفك دماء!! ولا يمكن أن يموت بشر لفداء بشر لأن كلهم مولودون بالخطية المتوراثة من أدم ... ولا يمكن لحيوان أن يفتدي أنسان لأنه أقل قيمة منه ( فلماذا أذا كل ذبائح العهد القديم من الحيوانات ... ما علينا)! ولا يمكن لملاك أن يفتدي إنسان لأن الانسان مصنوع من طين أما الملائكة فمصنوعة من نور! نعم أنا لو كنت مكان الله لكنت في مستشفى الامراض العقلية !.... لكن ماذا كنت ستفعل أيها القارئ لو كنت مكان شخصية الله في هذه القصة المسيحية وعندك ما ذكر من معطيات؟ أستعدم وسيلة وبديل للصليب؟! أستبعد هذا الأمر! فلو عندنا كمبيوتر ضعيف ولن أقول جبار ( كعقل الله غير المحدود) لأعطانا ملايين الحلول والبدائل لهذه المشكلة دون اللجوء للصليب وأهانة الله لنفسه بيد أوغاد! إلا إذا كان الله مازوخي يستلذ الألم! لذلك أختار طريق العذاب بيد لصوص وأوغاد! نعم هذا الأله أو هذه الشخصية الالهيه في قصتكم الوهمية أيا مسيحيون أرفضه بكل صدق وأصرار!


4- رفضي فكرة قبول الخنوع والاضطهاد!

من النقطة السابقة أجد أن من يؤمن بأن الهه ( يسوع المسيح، أبن الله المتجسد، الكلمة الازلية المتجسدة) قبل الاهانة والجلد والصلب ليتمم الفداء للبشر والذين منهم صالبيه! أجد هؤلاء المؤمنين بهذه القصة يتشكل وجدانهم وعقليتهم أن يكونوا مثل سيدهم والههم في تقبل الاضطهاد والخنوع حتى يعم السلام! نعم أليس من أفكار المسيح ( و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا (مت 5 : 39).... و من سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين (مت 5 : 41) نعم هذه هي الفلسفة المسيحية أن لا تقاوم الشر بل أترك ضاربك يضربك، أترك مضطهدك يضطهدك ، أترك سارقك يسرقك .... الخ حتى تنتصر على شره وتكسبه للمسيحية! وأنا أرفض مثل هذا المدخل المازوخي الضعيف الذي لا حول ولا قوة فيه للإنتصار على الشر!


5- رفضي لفكرة قبول المعاناة الارضية طمعاً في مكافأة وهم ملكوت السموات أو الجنة المزعومة!

وجد دواهي الأديان وخاصة المسيحية أن الناس غالباً ما تعاني في حيواتهم الأرضية من فقر ومرض ومشاكل جمة وعدم وجود حل سريع لما يعانونه دينياً ... أو لعلمهم بعدم فعالية الصلاة أو الدعاء... أو لعدم رغبتهم في مساعدة الفقراء والحزاني والمكروبين لأن في الحقيقة هؤلاء الدواهي أو رجال الدين هم السبب الاساسي في معاناة معظمهم! فوجد هؤلاء أن طرح أطروحة ملكوت أخروي ( جنة أو فردوس سمائي) يكون فيه الفقراء والحزانى والمكروبين على الأرض هم المتنعمون سمائياً ( أقرأ الموعظة على الجبل للمسيح في إنجيل متى الاصحاح الخامس) والأغنياء والمتنعمون أرضياً هم المتعذبون أخروياً ( أقرأ المزمور الثالث والسبعون لأساف.... ومثل لعازر والغني الوارد في إنجيل لوقا الاصحاح السادس عشر... وغيرهم الكثير في الكتاب المقدس)! هذه الأطروحة الجهنمية جعلت الفقراء والمكروبين يتحملون الامهم في صمت قابلين ان أموالهم تنهب وأراضيهم وأعراضهم تغتصب وكل ما يفعلونه هو أن ينظرون للسماء ويتحسبون الله وكيلاً سيحاسب الاشرار إما أرضيا ( نادرا أو أبدا ما يحدث) أو أخروياً في بحيرة النار والكبريت الجهنمية مع الشياطين! وسيكافئهم الله بسبب قبول المعاناة بأكبر قدر ممكن من المكافئات والأكاليل ( لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا (2كو 4 : 17)!


ألا تشتم عزيزي القارئ رائحة يد وعقول ذوي النفوذ والمال في صياغة هذه العقيدة في أغلب الاديان والتي هي ظاهرة بصورة واضحة فاضحة في المسيحية ... وملخصها أقبل الوهم وأترك لنا الواقع! تمنى لنا نهايات مؤلمة وأتركنا نوقع بك الألم وننهبك ونسرقك ونغتصب حقوقك أنياً! نعم أترك الله يحاسبنا في النهاية ولا تقم بأفعال تمردية أو عدوانية نحونا الأن ... ( لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب (رو 12 : 19)...! وما فكرة الله في الحقيقة وما يدور حولها من عقائد سوى قيود أيدولوجية فعالة صنعها هؤلاء السادة الدواهي للتحكم في البشر العبيد أفعل و أفضل كثيراً من النير والقيود المادية!


6- رفضي لعقيدة خرفنة المسيحيين!

أصطلاح خرفنة ( Sheepization) مصطلح صغته خصيصاً لهذه النقطة ... والتي فيها يؤكد المسيحيين على أنهم خراف لراعي واحد وهو يسوع المسيح ويفرح المسيحيون بهذه الكينونة ويترنمون بها منذ الطفولة... فعند المسيحي المثالي، المسيح هو راعي النفوس الأعظم والمسيحي خروف ليس إلا... يرعاه المسيح ويرد عنه كل شر ويحميه من الذئاب المفترسة التي تملأ الأجواء من البشر والشياطين... ويعيش المسيحي صغيراً في أدلجة عقلية بأنه خروف في مواجهة ذئاب والحامي والراعي هو المسيح ... فيرنم ترانيم مثل ترنيمة الخروف نونو ... ويشترك في أوبريتات ومسرحيات وكانتاتات فنية عن هذا الموضوع theme بأن المسيحي ليس الا خروف تحت رعاية المسيح الراعي ... ويكبر ويشيب في إطار هذه المفاهيم ويرنم كبيراً ترانيم وتراتيل الابيات المفتاحية فيها هذه العبارة ( أنا الخروف الضال...) حيث توجد عشرات الترانيم المختلفة القديمة منها والحديثة تدور حول ذات الفكرة Theme !!! و بذلك يشترك الشعر والموسيقى والدراما بالاضافة الى القراءات الروحية من كتب كثيرة وخاصة الكتاب المقدس في أدلجة و بناء عقيدة الخرفنة هذه داخل عقل المسيحي ليصبح في النهاية خروف بكل ما تحمله الكلمة من معاني !!!


فمن صفات الخروف: الوداعة ، والضعف ، والتواكلية ، وقلة الحيلة ، والقطعنة ... فالخروف يعتمد إعتماد كلي في طعامه وحمايته على الراعي ويسير ورائه في قطيع ... وراء أخوانه الخراف ... لا يفكر في وجهة المسير ... فهو واثق أن أول صف من الخراف يتبع الراعي ... وهو يسير وراء القطيع بلا أدني تفكير الى أين يذهب الراعي ... أيذهب به نحو الخضرة ، أم نحو الحظيرة ، أم نحو المذبح !!!



وحينما يواجه المسيحي المتاعب والاغتصابات والاضطهادات والقتل من الغير المخالف لمسيحيته... يعتبرهؤلاء المضطهدين ذئاب... ويستحضر صورة الخروف والراعي لذهنه ... ويذهب الى الكنيسة أو المخدع بالبيت ليسكب نفسه في صلاة بدموع كثيرة ... وقد يشترك المسيحيين في جموع كثيرة للصلاة قد تمتد للصباح وأحيانا لأيام إيماناً منهم أن عدد المصلين يفرق أمام الله (لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم (مت 18 : 20) ) !! ليسلموا الأمر لله فهو راعي نفوسهم الأعظم وهم ضعاف ولا حول لهم ولا قوة (توكل على الرب بكل قلبك و على فهمك لا تعتمد (ام 3 : 5) ) ! فلذلك يشعرون بعد الصلاة بالراحة وشعور يقارب الشعور بالأنتقام الذي ينتاب ولد صغير ضعيف حينما يخبر أباه بأن هناك ولد شرير أخر ضربه !!!



وصراخ وصلاة المسيحيين لراعيهم الذي يسكن السماء ... حينما يتم الاعتداء عليهم... يشبه ثغاء الخراف حينما تهاجمهم الذئاب! فالذئاب لن ترتدع من هذا الثغاء ( فثغاء الخروف هو صراخ ونداء للراعي ... ولكن إن لم يكن الراعي موجوداً فهيهات أن ينقذ الخروف أحد ) وأيضا المضطهدين والمعتدين الذين يرون في تعديهم جهاداً في سبيل الله لن تُردعهم صلاة المسيحيين ... ولن يخيفهم أو يؤثر على ضمائرهم تحويل المسيحيين الخد الأخر أمامهم (من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا و من اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا (لو 6 : 29) ) !! بل سيكون نصيبهم الاستهزاء وزيادة التعدي والأضطهاد وسيسمعون عبارة ( أروني بقه من اللى هيحامي عنكم !) وأبلغ أمر حدث يؤكد ذلك حينما تم إغتصاب سيدة محتشمة مسيحية قبطية في إحدى أسواق مصر تحت مرأى ومسمع الجميع... فقد كانت المرأة تصرخ مبتهلة الى الله والى الملائكة والى العذراء والقديسين أن ينقذوها دون جدوى... وكان المغتصب يواصل إغتصابها جنسياً مستمتعاً بتوسلاتها للمسيح والعذراء... والناس المتفرجين من المسلميين المصريين يُغطوا على صراخها بالتكبير ... الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر!!!


الكتاب المقدس يؤكد على كل مسيحي أن لا يرد على الشر بالشر (انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض و للجميع (1تس 5 : 15) ) ... ومعظم المسيحيين يردوا على الشر والاضطهاد الموجه لهم بالاستكانة والضعف منفذين وصايا كتابهم !! وحتى من يرفض رد الفعل هذا ويرد العدوان بالعدوان حينما يستمع لعظات أو يقرأ الكتاب المقدس ويقرأ الايات التى تحثه على عدم مقاومة الشر... يقع في تأنيب الضمير ويذهب ليعترف أمام الله أو أمام الكاهن لتُغفر له فعلته حينما رد على العدوان بالعدوان ولم يترك الأمر لله (لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب (رو 12 : 19).... الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون (خر 14 : 14!(



يحث الكتاب المقدس المسيحيين بأن يكونوا كما تقول هذه الأية: (ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام (مت 10 : 16)... ولست أعلم كيف يتم التوفيق بين صفات الغنم والحيات والحمام في كائن واحد ؟!! فالغنم ودعاء وضعفاء وقليلي الحيلة بل متواكلين ومعتمدين على الراعي بلا عقل مفكر مدبر... والحيات ( الثعابين) متلونة ومتلوية وشرسة... والحمام يتسم بالضعف والبساطة !!! فلن تجتمع هذه الصفات في إنسان الا إن كان لئيماً مكاراً كالثعلب!!! فالأنسان الذي يظهر وديعاً بسيطاً أمام الناس وهو لئيماً متلوناً وداهية في الحقيقة لهو إنسان لا يمكن أن يؤتمن على شئ...! فهل الكتاب المقدس يحث المسيحيين على أن يكونوا هكذا؟! هل الجمع بين صفات الخراف والحيات والحمام هو شئ محمود أم منبوذ ويثير الإحتقار!!! فإما أن تكون ثعباناً يخافك الناس ، أو أن تكون خروفاً تفترسك الذئاب !!



يا أعزائي : البيت الموصد لا يُنقب، والعرض المصون لا يُغتصب، والمال المحمي لا يُنهب ، ومن يعتبر نفسه أسداً بالقول والفعل لا يُعتدى عليه ، ومن يعتبر نفسه خروفاً فهو عُرضة للإغتصاب والنهب... و لا يمكن أن يلوم الذئاب على إفتراسه!!




يا عزيزي المسيحي... هكذا الدنيا... إما أن تكون أسداً يوقرك الناس... أو خروفاً لتطمع فيك الذئاب... وأنظر وتأمل من أبتدع نظرية وإستعارات الراعي والخراف في الكتاب المقدس ( اليهود- شعب إسرائيل)... هل يعتبرون أنفسهم الأن خراف بين العرب أم أسود يهابهم الجميع !!! فقد نبذوا هذه الأيدولوجية ... وأصبحوا يبحثون عن القوة ومجابهة القوة بالقوة... ورد العدوان بالعدوان ... فلن يسكت أبداً أسد على من يُهاجم عرينه !!! لماذا أيها المسيحيون متمسكين بالمسكنة والذُل وأنتم محبوسون في إطار عقيدة نبذها أصحابها منذ القديم ... فياليتكم تكفوا عن كونكم خراف وكونوا أنفسكم من فضلكم !!! يمكنكم تعديل أيدولوجياتكم اللاهوتية في هذا الأمر لمواكبة الاحداث ... أو أن تنبذوها نهائياً حفاظاً على سلامتكم العقلية... بل حفاظاً على حياتكم هنا على الأرض ... هذا إن كنتم تريدون الحياة معنا في هذه الدنيا ... وإلا فأنكم تريدون الاسراع في ذهابكم الى عالم أخر تسمونه الفردوس... أو ملكوت السموات !!!



7- رفضي لفكرة الاله الراعي الحامي المسيطر لتناقضها مع فكرة حتمية الالم والمعاناة والاضطهاد والمرض على الأرض في الفكر المسيحي!!


تكملةً للنقطة السابقة يُفترض مسيحياً أن الله راعي حامي مسيطر (انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف (يو 10 : 11) )! أليس كذلك؟! وما وظيفة هذا الراعي؟ أليست هي رعاية تابعيه وحفظهم من الأخطار ممثلة في الألم والمعاناة بكافة أشكالها في إضطهاد أو مرض أو فقر؟! ولكن في الكتاب المقدس يؤكد من ناحية على هذا الأمر ومن ناحية أخرى يؤكد على حتمية الألم والاضطهاد والفقر والمعاناة (طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين (مت 5 : 11).... طوباكم اذا ابغضكم الناس و اذا افرزوكم و عيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان (لو 6 : 22).... قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم (يو 16 : 33).... لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا (2كو 4 : 17)!!!

عقلي ... يا ناس!!! لست أستطيع أن أوفق بين الأمرين ... أما أن الله يريدني أن أعاني وهنا تنتفي وظيفته كراعي! وأما فهو راعي يحميني من كل شر وهنا تنتفي المعاناة والألم! لكن الأمرين في وقت واحد ... الأثنين!!! ماهي هذه الخربطة واللخبطة؟!

أتذكر الأن قول أبيقور الفيلسوف اليوناني الذي صوته ما زال يصدح في أروقة كافة العصور التي تلته: ( هل يريد الله ان يمنع الشر , لكنه لا يقدر ؟
حينئذ هو ليس كلى القدرة !!
هل يقدر , لكنه لا يريد ؟
حينئذ هو شرير !!
هل يقدر ويريد ؟
فمن اين يأتى الشر اذن ؟
هل هو لا يقدر ولا يريد؟
فلماذا نطلق عليه الله اذن؟)!!!


8- رفضي لمفهوم لجاجة الصلاة في العبادة !


من المعروف بل من البديهي للعقل المسيحي أن الله ليس من الضروري أن يلبي دعواتك سريعاً... حيث من النادر والنادر جداً أن تحدث أستجابات للصلوات المسيحية ( مما يدعو للشك أن الله أستجاب أساساً ... وأن هذه الاستجابات إما صدفة من صدف الزمن أو من أفتعال بعض الاقرباء والجيران والاصدقاء الطيبين الذين رأوا وأحسوا بأحتياج هؤلاء المصلين الداعين!). ولذلك يؤكد دواهي الكتاب المقدس ( ومنهم بولس الرسول) أن لا تيأس من الصلاة مرة وأثنان وثلاثة ... بل يشجع على تكرار الصلاة كثيراً جداً في لجاجة وقحة حتى يستجيب الأله! وأنا لا أعلم هل الله خاصتكم ( أصم / أطرش) حتى لا يسمع من المرة الأولى؟ وإن كان سميع عليم يسمع الصلاة ( يا سامع الصلاة اليك ياتي كل بشر (مز 65 : 2)... فلماذا يتأنى ويتركك تعاني مرارة عدم الاستجابة ومواصلة الصلاة والتكرار الممل ....أيحب الله إذلال تابعيه في سادية في عدم أو تباطئ الله في الاستجابة؟!... مع أن المسيح قال في موعظته على الجبل في إنجيل متى ( و حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم (مت 6 : 7)..... فلا تتشبهوا بهم لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه (مت 6 : 8)...! فلماذا هذا التناقض بين أسفار الكتاب المقدس؟! أأواصل الصلاة؟! أم أكتفي بالصلاة مرة واحدة لأن الله سميع عليم؟!


أنا إن كنت مكان الله فسأطلب بصورة سوية من الأنسان في عبادته الأتي:

( أيها الأنسان أنا الله المكتفي بذاتي، غير محتاج لعبادتك من ترتيل وتسبيح وصلاة ودعاء وركوع وسجود، فهذه الأمور لن تقربك اليّ ، فأنا بالفعل داخلك. فأنا لست كملوككم ورؤسائكم الذين يستثار كبريائهم حينما يتم السجود والركوع اليهم وتنتفخ ذواتهم ! يا ايها الانسان أنا لست جائع للكبرياء فلا تفكر فيّ مثلما تفكر فى رؤسائك. أنا غير محتاج أن تركع أو تسجد أمامي ، فحينما تناديني أستجيبك من داخلك سواء كنت نائماً أم يقظاً، راقداً أم منتصباً، راكعاً أم ساجداً. لا يهمني وضع جسدك، بل يهمني وضع فكرك ونواياك. فتحاور وتحاجج معي كأب فأنا لا آمل من سماع أبنائي البشر وتذكر أنا موجود داخلك فلا تذهب لوسطاء ليبعدوا فكرك عني ويخدعونك، فأنا للجميع أب فلا وسيط أو شفيع لك امامي! أطلبني في أي وقت تجدني.

وحينما تحادثني فلا تزين كلامك بما هو موزون ومقفىّ من كلمات ، وأهتم بالمعنىّ لا المبنىّ. فهذه الامور تستثير أذانكم أيها البشر حينما تسمعونها ولكني أستمع اليكم ليس من أصواتكم بل من خلال عقولكم! فقبل أن تنطقوا أجيبكم. فأصواتكم كأصوات غيركم من المخلوقات هى واسطة للتواصل بين جنسكم، وأنا أمامي أصوات جميع المخلوقات على أرضكم وفي كل أرجاء كوني سواسية. فلا تظن أيها الانسان أني أطرب من أصواتكم الجميلة ولكني أستمتع بأفكاركم التى أدركها فور خروجها من عقولكم وهكذا كافة المخلوقات.

أيها الانسان لا تكرر الكلام أمامي، فلماذا تعاملني كأصم لا يسمع! فأنا أسمعك من المرة الاولى بل قبل أن تنطق صلاتك و دعائك. أيها الانسان لا تتملقني بذكر صفاتي فى تسبيح أو أبتهال، لأني أعرف ذاتي جيداً ولست بحاجة اليك لتذكرني بها كما تفعل لقادتك ورؤسائك الذين ينتشون عند سماع هذه الاقوال! فكن صريحا بسيطاً دالاً معي فأنا أقرب اليك من نفسك.

أيها الأنسان أنت غير محتاج لممارسة طقوس لإستدعائي وكأني بعيد عنك، فأنا معك دائماً. أيها الانسان تأمل فى خلقي لتستنير، أسألني إن كنت تريد الفهم!)



9- رفضي لعقيدة الغفران والرحمة والعفو والمسامحة... الخ!!

تعتمد الديانة المسيحية في عفو الله عن كافة البشر في خطية أدم المتوراثة ( التي لا ذنب لهم فيها) عن طريق سفك دماء المسيح الكفارية على الصليب وبذلك تم إنقاذ الناس من موت أبدي في بحيرة النار والكبريت الجهنمية ... فقط إذا قبلوا ذلك العمل الفدائي للإله المتجسد!! (لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يو 3 : 16) ).... ومن هذا المنطلق يجب أن يتعلم البشر العفو والغفران عن بعضهم البعض كما غفر ويغفر الله لهم! (و اغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير (لو 11 : 4)...... ( و ان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم (مت 6 : 15).

ولكني أرى في الغفران ظلم وليس عدل! فيجب أن يلقى المذنب جزاء ذنوبه ولا يمكن أن يفلت بها بقدر الإمكان! ويجب أن تكون العقوبة والجزاء من جنس وقدر الذنب أو الاساءاة وهل هي موجهة نحو فرد أو جماعة أو نحو المجتمع؟! وإن حدث وغفر المذنب في حقه المذنب ... حتى ولو حدث هذا فيجب أن يأخذ القانون والمجتمع حقه في إيقاع عقوبة مناسبة عليه... فلا يجب أن يكون عفو المساء في حقه ضمانة للخلاص من العقاب المجتمعي أبدا! فهذا الأمر منبعه ديني وخاصة الديانة المسيحية وينم عن فساد وسينتج فساد أخلاقي في المجتمع!! أرفض عقيدة الغفران هذه وأرى أنه لسلامة المجتمع يجب عقاب كل مسئ بدأً من الاسرة في التربية حتى يتعلم الأنسان المسئولية والمسائلة منذ سن صغير! ولا يوجد قدرية في أفعال الأنسان، فليس هناك أي عذر بحجة القضاء والقدر تلك العقيدة الدينية في أغلب الأديان؛ فالجميع مسئول عن المهام المنوط بها وستتم مسائلته عما يستجد بخصوصها سواء بالإثابة أو العقاب!!

يا عزيزي القارئ: في الحقيقة الانسان مخير في كل شئ في حياته ولا أحد يجبره على فعل أي شئ في هذا الوجود!! فعش هانئاً وبالك مرتاح، وكن شجاع في حمل مسئولية أفعالك وعواقبها! فلا وجود لموسوس يوسوس لك أفعالك الشريرة وأيضاً لا وجود لكائن قد حتم أفعالك ! ففكر فيما تفعل قبلاً حتى لا تندم بعداً ويروح عقلك الباطن - إراحة للضمير كحيلة دفاعية – أن يلقي الوزر على شماعة أخرى قد تكون ناس أخرين مسئولين عما تفعل وقد تكون الشيطان الرجيم وقد تكون أن كل شئ مكتوب ومقدر ومكتوب، وأنت أنسان غلبان! يا صديقي يا ليتك تنضج لينضج ويتقدم مجتمعك، فأحمل مسئولية أفعالك وأنبذ هذه الافكار الفلسفية الدينية الفارغة والتي تقيد وتقوض العقل والتفكير العقلاني والتي تحد من الانتاج وتساعد على إعاثة الفساد في المجتمعات!!


10- رفضي لعقلية المسيحي ( المردود أوالمنتوج الأيدولوجي: الفكري أوالفلسفي أوالعقلي وما يظهر من سلوكيات لمعتنقي عقائد المسيحية)

من يؤمن بالمسيحية إيمان عميق تكون أفكاره وسلوكياته أمام الأنسان المنصف تتسم ببعض الغرابة المنطقية والأخلاقية! وقد عاشرت مسيحيين كثيرين من كافة الطوائف المسيحية ووجدت أمور إيجابية كثيرة داخل إطارهم الأيدولوجي ولكن إن تحررت من هذا الأطار ستجد أن هذه الأمور لهي من أقذر السلوكيات الأخلاقية التي يمكن تصورها! وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر وقائع إستجابة بعض الصلوات:

أنا هنا لا أقول أن الله أستجاب هذه الصلوات ولكن أحيانا كثيرة أنا شخصياً أرى بعض المسيحيين في إحتياج شديد ويصلون لله كثيراً دون أي جدوى في الاستجابة! وتقدمت أنا في تقديم المساعدة لهم وهم بطريقة عفوية يدعون ويصلون لله من أجلي ويشكرون الله ( وليس أنا) على تلبية رغباتهم!!! وهذا كل ما فعلوه!! وبذلك هم مقنعون تماماً أنهم ردوا الجميل...! فالله قد أستخدمني لخدمتهم والله فقط هو من سيعوضني!!!

هذه العقلية لهي في منتهى الغرابة بالنسبة لي! فالمسيحي المثالي يرى في مد يده للبشر أو الاعتماد عليهم لهو الشر بعينه ( هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان و يجعل البشر ذراعه و عن الرب يحيد قلبه (ار 17 : 5).... فالمسيحي يصلي لله وحده وحينما تتحقق أمانيه بطريقة ما فهو الله وحده هو الذي حققها ولا يمكن بحال من الأحوال أن تقنعه أن بعض الناس الطيبين (أيّ كان دينهم أو أيدولوجيتهم) هم من ساعدوه وقدموا له ما يتمناه من منطلق إنساني بحت! وأبعد ما يستطيع فهمه في هذا أن الله سخر هؤلاء الناس لخدمته رغم شرهم وعدم إيمانهم كما عالت الغربان ( الخطافة السراقة) إيليا النبي بلحم وخبز صباحا ومساءا وقت المجاعة!!... (فتشرب من النهر و قد امرت الغربان ان تعولك هناك (1مل 17 : 4).... و كانت الغربان تاتي اليه بخبز و لحم صباحا و بخبز و لحم مساء و كان يشرب من النهر (1مل 17 : 6) )!!!


نعم هذه هي عقلية المسيحي الله هو من يستجيب الصلاة والطلبات .... وإذا رأى أحدهم حاجته ومن منطلق إنساني بحت ( كما يحدث على مستوى المجتمعات والبلاد التي لا تؤمن بالمسيحية حينما يساعدون المسيحيين في مجتمعات وبلاد أخرى غير بلادهم) فمن وجهة نظره لا بد أن الله سخره رغم عدم إيمانه لخدمة أبناءه! وكأن العالم يدور حوله والجميع في خدمته بأمر الله! فلا وجود أو فهم لديه للأنسانية! فقط الله يعيل أولاده حتى عن طريق الغربان!!! لقد رأيت هذا الأمر بنفسي أنا توماس برنابا مع عشرات المسيحين من طوائف عدة!!


11- رفضي لدموية شخصية الله مقارنةً بشخصية الشيطان في الكتاب المقدس!

ربما روُعت من هذا العنوان ولكن دعنا نحلل الموضوع من وجهة نظر الكتاب المقدس الذي أوصى الانسان قائلاً (لا تقتل!) (خر 20 : 13) ، (تث 5 : 17) ! ولكني سأذكر أن أكثر الكائنات قتلاً ومحرضاً على القتل هو الله ذاته!!! حيث قتل وحرض على قتل أطفال أبرياء كثيرين بجانب البالغين والذين هم بلا عدد ولا حصر! ولقد كتبت في هذا الأمر مقالة أدعوك لقراءاتها وهي بعنوان : الإله الدموي !!! ... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=355244 )


ومن الناحية الأخرى نجد الشيطان في الكتاب المقدس لا حول له ولا قوة ولا يستطيع أن يفعل شئ سوى بأذن الله! فالشيطان حتى في شره مع البشر لا يمكنه أن يوقع الاذى بهم سوى بأذن وتصديق من الله!

يذكر الكتاب المقدس أن من قتلوا بواسطة الله ومن قتلوا بأيادي اتباعه طبقاً لأوامره أعداد تربو عن الملايين! في مقابل عشرة أفراد فقط قتلهم الشيطان بعد أخذ الاذن من الله!!! وقد ذكرت هذا الأمر في مقال تفصيلي أدعوك لقراءاتها عزيزي القارئ بعنوان : (من الكتاب المقدس ) من قتل أكثر؟ الله أم الشيطان؟!! .... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=353800 )







12- رفضي لعصمة الكتاب المقدس!

يتشدق الكثيرون من المؤمنين بعصمة الكتاب المقدس بأنه يتفق مع العلم لإحتوائه على حقائق علمية... ولكني سأورد كثرة من الاخطاء العلمية الفادحة التي يعلمها تلاميذ المرحلة الابتدائية... فكيف لإله معصوم وكلمته معصومة أن يسرد هذه الاخطاء في كتاب منسوب اليه!!! وأرجوك يا صديقي المسيحي... لا تلجأ للفكر والتأويل المجازي الرمزي هنا... فهذه لا بد أن تكون حقائق... فلماذا حينما يقدم لك بعض ما يخالف العقل والعلم من الكتاب المقدس ، تدافع عنه بأن هذا النص يُحمل على المستوى الرمزي لا الحرفي... فهل يمكننا أن نعامل مسلماتك المسيحية اللاهوتية كالخلاص والفداء والكفارة والصلب وحتى المسيح نفسه على المستوى المجازي لا الحرفي!!! لماذا تختار ما تشاء وتُحمله على الرمز وتختار أمور أخرى تصر على حرفيتها...! ولماذا الاله لم يوضح ما الرمزي وما الحرفي في كتابه، وترك الامر للظروف والظنون!!!

وقد تناولت بعض من الأخطاء العلمية في مقال أدعوك عزيزي القارئ لقراءاته بعنوان : ( أخطاء علمية في الكتاب المقدس!!! .... الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=355357 )




هذه أهم أسبابي لرفض المسيحية وعدم الأيمان بها ربما لا يؤمن البعض بالمسيحية لأسباب أخرى ولكن هذه هي أسبابي!!!

وسأتابع أعزائي القراء وعزيزاتي القارئات هذه السلسلة لأتناول في كل مقالة ديانة من أديان البشر ولماذا لا أؤمن بها أنا توماس برنابا! والى اللقاء في المقال التالي بعنوان

2- سلسلة (لماذا لا أؤمن؟) - 2 – لماذا لا أؤمن باليهودية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وفى النهاية يامولانا إيه الحل اللى!!!!
سيد مدبولي ( 2016 / 4 / 24 - 14:33 )
وفى النهاية يامولانا إيه الحل اللى لقيته كويس؟ يعنى بقيت ملحد ولا لسة قلبك منور بنور الاسلام؟؟


2 - العوده للبروفسور شلوموساند
ال طلال صمد ( 2016 / 4 / 24 - 19:56 )
الاخ الفاضل ح تحيه عراقيه عطره
انك على حق تماما - بسبب ان مجتمعات اوربا الغربيه ومند قرون فصلوا بين الدين والسياسه وارتاحوا - للمواطن الحريه التامه باءن يؤمن بما يشاء وبحريه تامه
ان البرفسور توماس تومسن والبروفسور شلومو ساند اظهروا ان كتب اليهود والمسيحيون كتب صفراء كتبها طفيليون لا عمل لهم -كما القران
اليوم بلداننا احوج ما تكون لفصل الدين عن السياسه
انظر وطني العراق وما حل به بسبب ان المحتل الامريكي الوغد المحتل سلم زمام وطني متعمدا تدميره الى السنه والشيعه وخونه من الاكراد
اشكرك واسلم لاخيك
ال طلال


3 - المتنورون
ماجدة منصور ( 2016 / 4 / 25 - 19:08 )
ليحيا المتنورين
الأديان سبب كل المآسي
شكرا

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد