الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء التقرير السري؟

فهمي الكتوت

2016 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن تُغلق الملفات المتعددة، التي استنزفت الوطن العربي، في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان والسودان وغيرها، وفي مقدمتهم القضية المركزية، ومحور الصراع الدائر في المنطقة، القضية الفلسطينية، التي أصبحت خارج اهتمامات النظام العربي والدولي، ويتفرد بها العدو الصهيوني، مسخرا إمكانياته السياسية والاقتصادية والعسكرية الضخمة في محاولة يائسة لاقتلاع السكان بعد الاستيلاء على معظم الأراضي العربية، دخلت المنطقة العربية مرحلة جديدة من مراحل الاستهداف الإمبريالي، فقد انشغل الرأي العام في الأيام الأخيرة، بما عرف بالتقرير السري الذي أعدته لجنة حكومية أمريكية حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وردود الفعل المتباينة، والذي يشير إلى احتمال تورط السعودية في الاعتداءات التي ضربت الأبراج عام 2001. فالتقرير الذي قدم لأعضاء الكونغرس الأمريكي طرح فرضية حصول منفذي الهجمات على دعم من مسؤولين في المملكة السعودية.

من المفارقات الغريبة أن تصبح السعودية الحليف التقليدي للولايات المتحدة موضع شك واتهام بدعم الإرهاب - اتهام السعودية بالتورط بدعم التيارات السلفية ليس جديدا- الجديد أن يأتي هذا الاتهام من الحليف الاستراتيجي والشريك الأول للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. لا يخطر ببال أحد أن السعودية يمكن أن تنفرد بقضية أمنية واسعة تتعلق بدولة مستهدفة بمعزل عن الولايات المتحدة، وكيف الحال عندما تكون هذه القضية في قلب أمريكا؟!

لست الجهة المعنية بتحديد صحة أو عدم صحة المعلومات التي تضمنها التقرير، ولكن التسريبات الصادرة عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة ومن بينهم "سيوزن لينداور" ضابط الاتصال السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي قدمت شهادتها في كتاب موثق وسلسلة لقاءات مع مؤسسات إعلاميّة دولية من بينها فضائية روسيا اليوم تقول حرفيا "الأجهزة الأمنية الأمريكية كانت على علم مسبق بأحداث 11 سبتمبر قبل حدوثها"! وتؤكد أن لاري سيلفر ستاين قام باستئجار الأبراج في يوليو 2001، قبل شهرين من أحداث 11 سبتمبر لمدة 99 عامًا مقابل 3.2 مليار دولار، وأقدم على تبديل بوليصة التأمين من شركات محلية إلى شركات يابانية بعد إضافة بند جديد تغطية البوليصة ضد الإرهاب، وقد حصل على تعويضات من قبل شركات التأمين اليابانية قيمتها 8 مليارات دولار. وكان يتناول لاري يوميًا وجبة الإفطار في مطعم في أحد البرجين، ولم يشاهد يومها كما لم يحضر أبنائه الذين يعملون مدراء في الأبراج يوم الانفجار، ومن المعروف أنّ لاري تربطه علاقات وثيقة بقيادات إسرائيلية منهم شارون ونتنياهو".

معلومات خطيرة صادرة عن ضابط أمريكي كبير في سي أي ايه، تثير شبهات حول جهات أميركية متورطة في التفجيرات، لكننا لم نسمع تقريرا كتب أو تحقيقا تم أو محاكمة لشخصيات سياسية أو أمنية أو صهيونية بتهمة التورط في تفجيرات 11 سبتمبر. كما أنّ التحالف الوثيق الذي أقامته الولايات المتحدة مع القاعدة لمواجهة التواجد السوفيتي في أفغانستان فتح الباب على مصراعيه لإقامة علاقات مميزة بين التيارات السلفية والولايات المتحدة، وإذا كان هناك دور للسعودية في مثل هذه الحالات، يأتي من خلال التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة.

وهل ينطلي على أحد أن أمريكا ليست ضالعة في الدور الإجرامي الذي تقوم به الحركات الأصولية بمسمياتها المختلفة في الوطن العربي، وأنّ تدفقات المسلحين التي تشهدها الحدود التركية السورية في هذه الأيام بمعزل عن تعاون وتنسيق مشترك بين كل من تركيا والسعودية وأمريكا؟ أمّا السؤال الجوهري لماذا الصمت على هذا الموضوع خمسة عشر عامًا. وما الهدف من الكشف عن التقرير السري والتصريحات الأمريكية المثيرة الآن؟ فقد صرح السيناتور السابق بوب غراهام الذي شارك في كتابة التقرير إلى احتمال تورط أطراف سعودية في الهجمات. وحينما سأله مذيع قناة "سي بي أس" الأمريكية عن مقصده من "أطراف سعودية"، وهل المقصود الحكومة السعودية أم بعض رجال الأعمال أم مؤسسات خيرية، أجاب: "هو مزيج بين كل هذا" ! فقد أعرب عدد من أهالي ضحايا الهجمات عن استيائهم مما اعتبروه محاولة الحكومة الأمريكية طمس الحقائق، وتساءلوا عن سبب عدم نشر التقرير حتى الآن ملمحين بوجود "صفقة ما".

ما يجري في هذه المرحلة يذكرنا بمصير العديد من حلفاء أمريكا الذين تخلت عنهم، إن لم نقل؛ دفعت باتجاه التخلص من أعبائهم، إذ على الباغي تدور الدوائر. وعلى قاعدة أنّ مصالح الاحتكارات الأمريكية فوق كل الاعتبارات، حذرت في مقال سابق، أنّ السعودية مستهدفة كباقي دول المنطقة. لا أحد في الوطن العربي خارج الاستهداف الأمريكي، وأن قادم الأيام سيكشف مدى خطورة الدور الذي قامت به دول عربية وإسلامية في استحضار الحركات الإرهابية ليس على سوريا والعراق وغيرها فحسب، بل على الدول التي شكلت أداة لتنفيذ المؤامرة على الوطن العربي، وقد صدر ما يكفي من دراسات وأبحاث وتصريحات وخرائط حول مستقبل المنطقة من فك وتركيب ومن تقسيم وتشظٍ. ومن نافلة القول التذكير؛ لا يروق لأمريكا وجود فوائض مالية ضخمة للبلدان عربية يمكن استخدامها، في حال استيقاظ الضمير العربي بمشاريع تنهض بالأمة نحو التقدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ الفاضل فهمي الكتوت المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 4 / 25 - 12:10 )
تحية و احترام
اعتقد ان الموضوع محسوم تحقيقياً من فترة طويلة
اما اثارته اليوم فهو لامتصاص كل الارصدة السعودية في سندات الخزينة الامريكية كتعويضات للضحايا والذين يقترب عددهم من الاربعة الاف انسان يضاف لها خسائر اقتصادية و مصاريف الحملات العسكرية التي تلت الاحداث لتجد السعودية نفسها مطلوبة ربما الباقي من احتياطياتها النفطية بعد مصادرة كل اصولها المالية.
اكرر التحية


2 - رد
فهمي الكتوت ( 2016 / 4 / 25 - 21:39 )
الاستاذ عبد الرضا
أشاطرك الرأي
لك احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر