الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرمز والمقدس ( ما يحدث )

مالك الكاتب

2016 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-غالباً ما كنتُ أعللُ حالة الركود في بحيرة الموقف ، لتداعي الشك واحتضاره وموته الوشيك وربما اخيراً توديعه ودفنه ، لانتفاء ضرورة وجودة !!.. بمعنى اخر انتفاء شرط الإمكانية والواقعة وضرورتهما .. ففي أزمتنا ، المتأتية من جذور ، اتفق الجميع على إلاّ يفرطوا في سجودهم الطويل امام قامةِ رموزها ، الذين رُسموا باطلالات هوليودية - سماوية مهيبة .. ليس بإمكانك ( اذا قررت الوصول الى الكوجيتو ) إلا ان تكوى بنار التابوات والطواطم ، ونار ازمتِك الذاتية ..
فكلمات هؤلاء المتسلطين ، تعيش في العقول والكتب لألاف السنوات ، وتعاد بشكل مكرور ، وتتوالد دون انقطاع ، مشفوعة ببحار لا تنفد من الارصدة والادلة الجاهزة ، المطلية جيداً بجدل اجتماعي يتوالد دورياً بالشاكلة والصورة عينها ( اي القبول المسبق لكل ما سيصدر او انه صدر ).. والنتيجة التسلط والتبعية والقهر والظلم والحجب والمصادرة ، بوصف الناس قاصرين وجاهلين ، لا يقدرون على إدارة حياتهم ، يحتاجون الى ذلك الرباني الذي يزرع الوعي في العقول وينفث النيران في الظلمات العفنة ، ويحيي رسالة الكون السامية !!..
فهنالك طواطم مازالتْ تمثل بالنسبة الى الأغلبية وليس الكثير فقط ، الوعي والضمير والعقل والاستنارة والمعنى والقيمة .. نعم انهم أوصياء ( أوصياء الرب أو أوصياء الطوطم العظيم ) ، يمارسون هيمنتهم ، بوصفهم الأنبياء والرسل أو الأبطال المنقذين .. انهم النخبة المقدسة والصفوة المختارة .. انهم أبناء الله بعمائمهم وسيماهم وجمالهم الرباني !!..
الرمز المقدس لازال يشكل العائق الأساس في وجه الحرية .. واقولها بصراحة : لا حرية وتنوير فكري ولا جدارة شخصية واستقلالية ، مادام المقدس يبعث كل يوم اكثر حدة واحمرار من سابقه ، بشكل عنيف وقاتل للأفكار والانسان .. لأنه فوق البشري والممارسات الدنيوية - الطفولية البشرية .. انه يعتلي الى الالوهية والتجريد والإبحار فوق القيم والمعاني والمقولات .. وبالتالي اصبحت الأفكار المقدسة ، ذات بعد ما ورائي - غيبي - متعالٍ .. قوالب يحيطها سُوَر سليمان ليحرسها .. مثالية تامة ونماذج كاملة ..
في جانب اخر ، هنالك اصحاب الدين الجديد - المؤدلجون - ( الذين يمارسون التقديس باسم الانسان وأصالته والإنسانية ) ، وهؤلاء ايضاً ، لهم طواطمهم ومقدساتهم ، وهم لا يختلفون عن مجمع الحمير الديني ( الذي يمارسون التقديس باسم الله والسماء والخير ومحاربة الشيطان ).. كلاهما سيقتلك وينهي حياتك بتشفٍ اذا حاولت الوصول الى الكوجيتو ...
- في مقابل ذلك ، ماذا نفعل نحن " المگاريد " الذين لا ننتمي ولا نتبع ؟..
- ننتحر ، لنترك الحياة ونرتاح ...
- ................ " ماذا أقولُ لطفلةٍ تلعب ؟!.. "
- الحل : الثورة على عقلية الوصاية .. الامر ليس صعباً ابدأ بنفسك .. تحرر .. شك .. أقرأ .. لا تتبع طوطم خرب .. لا تدع احدهم مهما كان مقدساً ان يكون الله عليك .. لا تعبد الأفكار والمثالات .. أخلق ذاتك .. أنتَ المسؤول عن نفسك وما يُحيطك .. ..
( يتبع ... ) ..

Malek








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكن على من تقرآ مزاميرك يامالك
صلاح البغدادي ( 2016 / 4 / 28 - 17:15 )
بالامس خرج الالاف من العراقيين في تظاهرة
اغرب تظاهرة في التاريخ
متظاهرين لايعرفوا ماذا يريدون
ومع من يقفون...وضد من يهتفون
استاذ مالك...شكرا
من خلال كلماتك الرائعة.....عرفت سبب خروجهم

اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي