الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثير الفكر الدّيني المتشدّد على المرأة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2016 / 4 / 28
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


لي تجربة أعتقد أنّها ستلقي الضوء على وضع المرأة العربية وربما غير العربية.
عملت في الإمارات لعدة سنوات، وكنت خلالها أحاول أن أصل لبعض التفسيرات حول سلوك بعض النّساء -الغير – إماراتيات.
كان لي عباءة وشيلة ، وهو الزّي الإماراتي للنّساء، وكنت أقتني واحدة ألبسها فقط للتّخفي وزيارة أماكن لا أستطيع زيارتها بلباسي العادي. في أحد أيام رمضان ذهبت قبل الإفطار إلى جامع في الشّارقة يقع على كورنيش البحيرة، وفي الطّريق إلى الجامع كانت تقف سيّارة توزع وجبة إفطار على المارين، وكان لي نصيب. أعجبتني الفكرة، اعتقدت أنه ابتكار شخصي، لكنّني قبل أن أصل إلى الجامع أصبح معي أربع وجبات من أربعة مصادر مختلفة .
أعجبت بالجامع من حيث البناء ، ،ومن الدّاخل أيضاً. فكّرت أن أبقى فيه حتى الصباح، وكنت أحمل في حقيبتي ملّفاً لقضية طلاق بين رجل هندي وزوجته، أحضرت معي ترجمة قانون الأحوال الشخصية الهندي كي أستطيع فهم الفرق بينه وبين القانون السوري والاماراتي، كنت سوف أسهر على البحيرة وأدرسه حتى الفجر .
على مائدة الإفطار أمام الجامع دعتني بعض النّساء الأفغانيات، ومن مناطق متعدّدة أغلبهن لسن عربيات. كنّ يقلن لي اجلسي هنا "مام" جلست معهن على الأرض ووضعوا الطّعام على قطعة من البلاستيك . وضعت الوجبات الأربعة بين وجباتهم، وبما أنني لم أكن جائعة، جلست أنظر إلى ما يجري حولي. فتحن الوجبات الخاصة بي . أكلن سريعاً ثم أخذن الوجبات إلى بيوتهن.
اعتبرت أنّ الأمر هو تسّول بطريقة إيمانيّة، عندما أردت الخروج إلى الكورنيش لم أجد حذائي، اضطررت إلى المشي حافية إلى المنزل.
في المقابل رأيت في جامع آخر إحدى النّساء المصريات تدعو إلى تعدد الزوجات لأنّه سنّة، ولآنه يقضي على العنوسة، وقالت أنّه ليس من حق امرأة واحدة أن تحتكر رجلاً لديه قدرات جسدية، ومادية، وفي رمضان آخر رأيت إحدى صديقاتي السوريات تعظ النّساء بأن لا يضعن التماثيل الكاملة في بيوتهن إلا مقطوعة الرّأس، وأن لا يدعوا أولادهنّ يلعبن بلعب لها رؤوس لأنه تقليد لعمل الإله.
لا ألوم تلك الأفغانيات اللواتي أجبرهن الفقر على التّسول ، لكنّني لمت صديقتي السورية التي كانت إلى وقت قريب تعطي أمثلة على أن الحجاب هو عادة وليس فرضاً، والتي هي خريجة علوم سياسية، وتلك المصرية الجميلة التي قبلت أن تكون زوجة ثالثة . لمتهم وأعطيتهم العذر أيضاً ، الفقر كافر، يجعلك لا تفكّر حتى بالعقيدة بل في إشباع أهل بيتك من الخبز، وكما أن الحاجة للطعام هناك حاجات أخرى مثل الحاجة إلى الجنس، ولكي يقبل بها المجتمع يجب أن تكون شرعية حتى لو عن طريق تعدّد الزوجات.
المرأة هي عدّوة المرأة أحياناً، تتبنى مفاهيم المجتمع الذّكوري، وهذا التّراجع الكبير في فهم المرأة لحقوقها سببه الأساسي الفقر، والدكتاتورية. لذا نرى النّساء اليوم بعيدات عن النضال ضمن صفوف الطبقة العاملة إلا قلة منهنّ، وتلك القلّة يحاربها المجتمع تحت أسماء كثيرة، والسؤال هو : كيف يمكن إعادة تأهيل النساء ليأخذن دورهن في المجتمع؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان