الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جزيرة الشمس البرتقالية - قصة للأطفال

غادة عبد المنعم

2016 / 4 / 29
الادب والفن







هناك فى بحر الجنيات.. فى الجانب الشرقى منه توجد جزيرة الشمس البرتقالية الممتلئة بالجنيات الصغيرة ذات الأجنحة الشفافة والألوان المشعة. جنيات ترقص طوال اليوم على أنغام موسيقى شلال البرتقال المندفعة، جزيرة البرتقال هى آخر جزيرة من جزر الجنيات السبع، توجد فى البحر الغائم ، بحر جزر الجنيات، الذى لا يصله أحد من البشر ولا تطوف فيه سوى جنيات من كل لون ونوع، وبحر الجنيات بعيد.. بعيد يقع مباشرة وراء جبال الياسمين والملح. وتظلله سماء لم تطير فيها طائرات ولا طيور إنه بحر الجنيات الذى يضم جزر الجنيات وعالم الجنيات المغلق.

تمتلأ جزيرة الشمس بجنيات بلون الشمس بألوان ثلاث: الأحمر والأصفر والبرتقالى، فلا يمكن أبدا أن تجد فيها جنيات كجنيات البحر التركواز والخضراء أوكجنيات الهواء بألوانها الأزرق والرمادي والشفاف ولا حتى جنيات سمراوات وخضروات كجنيات الأرض.

جزيرة الشمس البرتقالية هى أول مكان بالعالم تشرق عليه الشمس فالشمس تحب هذه الجزيرة ذات الرمال الذهبية والتى تسميها الجنيات التى تسكنها جزيرة البرتقال وتسميها باقى الجنيات فى بحر الجنيات الكبير جزيرة الشمس. تمنح الشمس ألطف درجة من دفئها لجزيرتها جزيرة الشمس فهى تقف هناك فى السماء على مسافة مناسبة جدا منها فتشرق عليها ناعمة ممتلئة بالوسن الذى يخدر الجنيات فى الشتاء وصافية مبهجة فى الصيف، فى جزيرة الشمس تصحو الجنيات كلها مع أول شعاع للشمس يرقصن رقصة هادئة على الفراش ويتناولن عصير البرتقال السحرى ثم يرتدين عباءات البرتقال بألوانها الثلاث الجنيات الحمراء ترتدى ملابسها الحمراء والبرتقالية ملابسها البرتقالية والصفراء ملابسها الصفراء وتركبن كلهن عربات دائرية صنعها لهن حكيم الجزيرة شفشق من أنصاف البرتقالات، كل عربة هى نصف برتقالة بنافذة من الجهة الكروية وباب مفتوح على آخره من الجهة الثانية تدور كل عربة وتدور وداخلها الجنيات تدور معها دون أن يزعجها دورانها ثم تتوقف العربات فى ساحة من الساحات الكبيرة بالجزيرة وفى كل ساحة تبقى عشرات الجنيات طوال النهار تنتجن السعادة برقصهن المتصل. وللسعادة التى ينتجنها أشكال كثيرة فهى إما منسوجة فى لفافات ضخمة ومكومة على جوانب الطريق، أو معبئة فى صناديق كبيرة كثيرة ، كل صندوق منهم يكفى لولادة جنية جديدة وهذه الصناديق كثيرا ما تجدها معلقة على فروع الأشجار، هناك أيضا أحجار من البهجة وعبوات صغيرة ممتلئة بالضحكات وهذه كلها ملقاة هنا وهناك فى طرقات الجزيرة.

الجنيات ترقص وتلعبن طوال اليوم وتصنعن البهجة وتلقينها على أرض الجزيرة المبهجة وتلالها الرملية الصفراء وجبالها الصخرية المخملية التى تعكس آشعة حانية وناعمة وعلى ميادينها الممتلئة بالجنيات الحمراء، والصفراء، والبرتقالية.
فى موسم الشمس من كل عام مع بداية شهر مايو تجتمع الجنيات فى الميادين فى لحظة توسط الشمس للسماء ترقص كل جنيتين سويا فى رقصة مبهجة وقوية ومع رقصهن تنحل أربطة صناديق ولفافات السعادة وتولد جنيات جديدة. فى كل عام تتحول تلال السعادة لجنيات جديدات ، جنيات قد تتبخرن فى يوم ما تاركات بعضا من رطوبة هانئة لها طعم السكر تذوب فى شلال البرتقال القريب، وعادة إذا رقصت جنيتان من اللون الأحمر معا تولد بجوارهما جنية حمراء، وإذا رقصت جنيتان من اللون الأصفر تولد بجوارهما جنية صفراء أما لو رقصت جنية حمراء مع جنية صفراء أو إذا رقصت أيضا جنية برتقالية اللون مع أى جنية أخرى ففى هذه الحالة تولد بجوارهما جنية برتقالية لذا فالجنيات البرتقاليات هن الأكثر على جزيرة البرتقال، ولكن كثيرا ما يحدث أيضا أن ترقص جنيتان برتقاليتان فتلدا جنيتين إحداهما صفراء والأخرى حمراء.

والجنيات كلها من الألوان الثلاث تعيش سويا .. هنا فى جزيرة الشمس فى وئام بلا نزاعات ولا صراعات فالبهجة والسعادة التى تنسجها الجنيات طوال اليوم تملأ كل الجزيرة لذا لا يوجد شجار ولا صراعات هنا، وفى نهاية كل عام فى أول مايو الذى يعتبر بداية العام لدى الجنيات، تجد الجزيرة وهى ممتلئة بصناديق وصخور ولفافات السعادة والبهجة فى كل مكان ، حتى أن هواء الجزيرة يمتلأ بها أيضا، ويفيض بعضها فيصل حتى الشاطىء وربما يذوب بعضه فى البحر ويصل لأعماق البحر حيث الكائنات التى تعيش هناك والتى تنتظر كل عام بعضا من سعادة جزيرة الشمس، فى أحيان أخرى يصل للبحر بعضا من البهجة الخفيفة فتذوب فى رغوة الموج ومعها يصبح موج البحر مرحا وشقيا فنراه يختفى موجة وراء أخرى سريعا فى شقاوة.

فى مايو من كل عام تتحول موجات وتلال وعبوات السعادة لجنيات جديدات ولكن حتى يأتى مايو من كل عام، فإن الجنيات تلعبن وترقصن طوال اليوم منذ ظهور أول شعاع شمس فى السماء مع الشروق وحتى إختفاء آخر شعاع منها مع الغروب، ثم ما أن يأتى الغروب حتى تفقد الجنيات المتحمسات للعب والرقص نشاطهن وتخلدن للنوم فى أكواخهن الصخرية البنية، التى توجد فى كل مكان بالجزيرة. ويبقى حكيم الجزيرة أبريق البرتقال الضخم، الحكيم شفشق، وحده، ساهرا طوال الليل، لا ينام إلا عند الشروق، ينام على عوامته العائمة فوق الشلال وبجواره تنطلق موسيقى شلال البرتقال، الموسيقى التى لا تكف حتى عندما يصحو فى الظهيرة من كل يوم ، بل تبقى صادحة طوال اليوم وطوال الليل.

وحده الحكيم شفشق يبقى بالليل مفكرا فى مستقبل الجزيرة وحياتها التى تتكرر باستمرار: الجنيات تنتج السعادة ومن السعادة تولد الجنيات ثم تتحولن لرطوبة ناعمة تتساقط فى غدير البرتقال كفتافيت من سكر. كل شئ فى جزيرة الشمس يبدأ مع صعود الشمس للسماء ويهدأ مع غروبها إلا عقل حكيم الجزيرة ابريق البرتقال الذى يعمل عقله ليل نهار ومنه تتدفق الأفكار والإبتكارات.

وتحت عوامته الكبيرة التى يعيش فوقها يوجد غدير البرتقال الذى يدفأ الجزيرة بالليل والذى يتدفق أمام كل كوخ بعصير البرتقال الذى تصحو كل جنية فتتناوله فى الصباح وعصير البرتقال يتغير لونه بتغير فصول السنة ففى الصيف يكون غامقا محملا بالكثير من السعادة الزائبة و يميل للأحمر يدفع الطاقة فى داخل كل جنية وفى الشتاء يخف تركيزه ويميل لونه للإصفرار يرطب الصيف بلونه الفاتح ويترك الجنيات فى خمول ووسن مسترخيات فى رقص هادئ يصنعن السعادة الهادئة الممتلئة بالوسن والتى تشبه تلك التى نصحو بها فى صباحات الشتاء هادئة وناعمة ودافئة.

الأبريق كثيرا ما فكر برأسه الكبير فى مستقبل جزيرة البرتقال حيث كل شيئ يعمل بنظام وبشكل تلقائى نظام يبدو كأنه سيبقى للأبد بلا تغير: سعادة تتحول لجنيات ..وجنيات تتحول لسكر .. وعصير يتدفق من الأرض ويدفأ الجنيات، بلا جديد أو تغير تستمر الحياة فى جزيرة الشمس، كان يحلم بأن يولد فى جزيرة الشمس الدافئة عقل آخر كعقله عقل يمكنه التفكير والغوص فى الحياة محاولا فهم معناها ، لكنه لم يجد فى جزيرة الشمس وسط جنيات السعادة اللائى تنتهى أعمارهن سريعا سوى البهجة.

كائن وحيد آخر كان الوحيد الذى يسهر الليل بالجزيرة إنها الجنية البنفسجية الصغيرة الرقيقة التى لم تكن تعلم الكثير عن أبريق البرتقال لأنها لا تصحو نهارا ولا ترقص فى شوارع الجزيرة ولا تركب العربات البرتقالية حتى مكان الأبريق، فهى تختلف عن كل جنيات الجزيرة ولا تعلم الكثير مما يدور بالجزيرة.

هى على عكس كل الجنيات اللائى بجزيرة البرتقال تحب النوم بالنهار والصحو بالليل و عندما تصحو مع الغروب تجد قليلا من عصير البرتقال بالنبع بجوار بيتها تفتح الباب وتملأ الكوب الذى بالكاد يمتلأ وتشرب منه طوال الليل، وفى الصباح تنام الجنية الوحيدة التى تصحو فى الليل وتنام بالنهار، والتى فى كل الجزيرة لا أحد من الجنيات يعلم عنها شيئا.. فقط يعلمون أنه فى يوم من أيام ولادة الجنيات الجديدة فى نهاية مايو، تأخرت جنية حمراء عن حفلة الرقص الشمسى ، ولم تظهر حتى نهاية اليوم حيث ظهرت قرب البحر ولم يكن هناك جنية أخرى لترقص معها وتنجبا جنية جديدة ثالثة ولم يكن هناك الكثير من السعادة لتتحول لجنية جديدة وكان البحر يبدو عميقا جدا وواسعا فى هذا الغروب الذى كان فى آخر يوم فى أخر مايو حيث تتحول السعادة كلها لجنيات وتنتهى ولادة الجنيات الجديدة وحتى مايو من العام الجديد.. كان من الممكن أن تغادر الجنية الحمراء الحفل وألا ترقص لكنها رقصت وحدها فى الغروب ونظرت لآخر قدر من السعادة معلقا فوق وهكذا ولدت منها جنية بنفسجية صغيرة جدا أصغر من كل الجنيات، وأرق منهن جميعا وبلون بنفسجى ليس برتقالى ولا أحمر ولا أصفر .. رقيقة بأجنحة تبدو شفافة جدا يعرف الجميع بأمر ولادتها فقد ولدت وهن يرحلن لأكواخ الجنيات الصغيرات ليطمئن عليهن ويعلمنهن أمور الحياة والجزيرة.
إلى جوار كوخ الجنية البنفسجية توجد العربة التى صنعت من نصف برتقالة والتى يصنعها الإبريق لكل جنية جديدة تولد يوم ميلادها بها وسائد من بذر البرتقال وفرش من جلدته البيضاء ولكن الجنية البنفسجية لم تركب عربتها يوما لتلهو وترقص مثل باقى الجنيات فى الساحة هى لا تحب اللهو كثيرا ويبدو أنها لا تنتج السعادة ولن تنتجها يوما ما !! ربما هى لم تولد لتنتج السعادة مثلهن كلهن؟
الإبريق الحكيم والذى يعرف أيضا بأمر ميلادها قد نساها ككل الجنيات فهى منذ ولدت لم تخرج من كوخها ولم يرها أحد.
***
صديق الجنية البنفسجية الأقرب هو القمر تجلس قبالته طوال الليل تحكى له عن وحدتها وتسأله لماذا هى وحيدة هكذا؟
لما ليس لها أصدقاء؟
ولماذا تنام جزيرة الشمس وتنام كل الجنيات فيها طوال الليل إلا هى؟
لماذا ولدت هكذا غريبة والوحيدة من نوعها!! ليس لها شبيه ولا صديق لا يعرفها أحد ولا يسأل عنها أحد؟
وتسأله ثم لماذا ترتدى كل الجنيات ملابس بلونهن وأرتدى وحدى ملابس بيضاء؟
قضت الجنية البنفسجية نجوان ليال وهى حزينة تسأل نفسها والقمر دون أن تجد رد لا عند نفسها ولا عند القمر، لقد صرنا فى شهر يوليو وصار عمر نجوان منذ أمس شهر.. وهى تشعر أن عليها أن تفعل شيئا فى هذه الحياة لابد لها من عمل تؤديه أو مهمة يمكنها انجازها إذا لم يكن بالنهار فلتؤدها بالليل
أو ربما يمكن أن تجد علاج لها؟
علاج يمكنها به الشفاء والتحول لجنية حمراء كأمها ؟
كانت نجوان تفكر بجوار القمر الذى يظهر من نافذة حجرتها.. وتقول لنفسها: ولكن ماذا بإمكانى أن أفعل.. وكيف أجد من يساعدنى والجزيرة كلها تنام بالليل؟
هنا تذكرت نجوان.. بينما كانت تتأمل كوب البرتقال.. نعم.. هناك شخص آخر فى الجزيرة يصحو بالليل شخص مثلى.. ليس مثلى تماما لكنه أفضل منى.. يصحو بالليل وينام مع الفجر وحتى الظهيرة.. ثم يصحو عند الظهيرة وكل الجزيرة متيقظة.. هو أفضل منى لأنه يتمكن من الصحو بالنهار وبالليل، يشبهنى قليلا ويشبه باقى الجزيرة أيضا,, ربما كان مثلى فى يوم ما ؟ كان يصحو ليلا فقط ثم تناول علاج ما فصار يصحو نهارا أيضا.. علاج جعله يتمكن من الصحو بالنهار..نعم ربما يمكنه أن يدلنى على العلاج ..
ولأول مرة منذ ولدت نجوان شعرت بالسعادة، سعدت لأنها قررت أخيرا أن تركب عربتها وتتوجه لإبريق البرتقال الحكيم شفشق وتطلب منه الدواء لحالتها الغريبة.
قضت الباقى من ليلتها وهى سعيدة تخطط للغد قررت أن ترتدى ملابسها ما أن تصحو فى الليلة التالية وتركب عربتها وتذهب للحكيم شفشق فبداية يومها سيكون منتصف يومه وهو أفضل وقت يمكنها فيه زيارته.
***
فى الغروب التالى صحت نجوان هادئة بعد أن استمتعت بنومها كانت تشعر أنها ستجد الحل قريبا وأنها ستعثر على السعادة بعد خطوات.. وربما فى آخر هذا اليوم، ارتدت ثوبها الأبيض وفتحت باب بيتها وشربت من كوب البرتقال الذى كان موجودا بجوار الباب .. واستعرضت للمرة الأولى عربتها، فمذ مولدها ومجيئها بها حتى كوخها لم تستخدمها وعندما ركبتها بعد ولاتها لم تستعرضها جيدا فقد ولدت مرهقة متعبة وظلت لليل ويوم كاملين نائمة بالفراش، وعندما صحت بعد يوم وليلة من النوم وجدت بجوارها أمها الجنية الحمراء التى رحبت بها للدنيا وعرفتها بكوخها وعربتها وأكدت لها أن دورها فى الحياة هو إنتاج السعادة التى بها تولد جنيات جدد واعتذرت لها لأنها آخر جنية تولد هذا العام وكان قدر السعادة المستخدم لصناعتها قليل وربما لهذا السبب هى مرهقة وربما لهذا قد نامت ضعف الوقت الذى تنامه كل الجنيات عندما تولد وربما لهذا السبب ولدت بنفسجية وفريدة من نوعها حيث ربما أخذت الكثير من الغروب وليس من ضوء النهار وأكدت لها أمها الجنية الحمراء أنها ما أن تشتد بنيتها بشرب عصير البرتقال ستكبر ومن المؤكد أن لونها سيتحول للأحمر كأمها وأنه من حسن حظها أن لونها المستقبلى سيكون أحمر فهو لون نادر قليلا ويدل على القوة والحيوية وهو لون برتقال الصيف.. قالت لها الجنية الأم الحمراء كل شيئ عليها أن تعرفه عن الجزيرة التى تحيا بها مرة واحدة، وسريعا جدا، لأن موعد نومها كان قد حان، ثم تركتها ورحلت وليومين بعد رحيل أمها كانت نجوان تنتظر أن تتحول لجنية حمراء كما قالت لها أمها.. وأن تصحو نهارا كباقى الجنيات وتنام ليلا.. لكنها لم تتحول ولم تصحو معهن صباحا ..وتنام ليلا، ولم تنتج مثلهن السعادة.. فلماذا هى موجودة إذن؟
ها هى اليوم تذهب فى رحلة حتى غدير البرتقال الموجود فى آخر الجزيرة لتعرف لماذا هى موجودة؟ وهل يمكن أن تشفى؟

عرفت نجوان كباقى الجنيات مكان الغدير وصلته بسهول فقد مشت بعربتها بجوار فرع الغدير الصغير الممتد أمام كوخها.. مشت فى اتجاه الشمس وبالضبط كما قالت لها والدتها وجدت الغدير الكبير الرائع بكل جماله الأخاذ وفى أعلى حافته وجدت عوامته الحكيم شفشق العائمة فوق الشلال.
كان الحكيم شفشق ينظر فى اتجاهها وعندما اقتربت فوجئ بلونها البنفسجى وملابسها البيضاء.
قال لنفسه: نعم.. تذكرت.. هذه هى الجنية البنفسجية الفريدة.. نعم إذن لم تتحول لجنية حمراء.. ما أجملها ؟
إنها رقيقة جدا وتشع حكمة وروعة وتبدو كمن ينتج الحب والحكمة وليس السعادة والنشاط يا له من نوع نادر من السعادة هذا الذى تهبه!! وفكر الحكيم ألهذا كنت أفكر طوال الليالى والأيام الماضية فى مستقبل الجزيرة ؟ هل تدفت حكمتها ووصلت لى فملأتنى قلقا على مستقبل الجزيرة ؟

وصلت الجنية البنفسجية حتى مكان الحكيم وسلمت عليه
وقالت أيها الحكيم أنا غريبة عن كل الجنيات أنام نهارا وأصحوا ليلا، لا أعرف أحد ولا أرقص نهارا ولا أنتج السعادة.. هل تدلنى على دواء يمكننى من التحول لجنية حمراء؟
رد الحكيم شفشق عليها:
لا أعرف دواء.. وقد لا يكون هناك دواء، وأتصور أنك ربما تنتجين السعادة لكنك لا تعرفين.. أشعر أنك تنتجين سعادة الحب والحكمة.
ردت نجوان:
لا يا سيدى أنا حزينة دائما.. بماذا تنصحنى .. أريد أن أتحول لجنية حمراء؟
أجابها الحكيم أنا لا أعرف نصيحة محددة ، لكن يمكننى أن أنصحك بالسفر.. سافرى فجزيرة البرتقال ليست هى العالم كله جزيرة البرتقال هى جزء من بلاد جزر البحر السبع وهناك جزيرة البحر الزرقاء وجزيرة البحر التركوازية والخظراء السمراء، وربما هناك جزر البحر البنفسجية أيضا، سافرى حتى تجدى جنيات مثلك، فقد يكون هذا دواء.
ردت نجوان: لكنى لا أعرف كيف أسافر؟
أجابها الحكيم: أعدى حاجياتك وسوف أعد لك مركبا يسير بك فى البحر.. عندما تصحين غدا اركبى العربة وامشى فى إتجاه الغروب وسوف تصلين للبحر ستجدين هناك مركبا تركته لك معدا للإبحار فيه محرك برتقال ومجدافين أيضا ..اركبيه
ولكن لابد أن تأخذى معك كل ما فى كوخك لأن رحلتك ستكون طويلة.
***
فى الغروب التالى حملت الجنية كل حاجاتها ووضعتها فى عربتها ومشت بها فى إتجاه الغروب وبعد ثلاث ساعات وصلت للبحر ..وهناك وجدت المركب.. كان فارغا إلا من إناء ضخم ممتلئ بعصير البرتقال الأحمر وآخر ممتلئ بعصير البرتقال الأصفر .. وضعت حاجاتها كلها فى القارب وفردت المظلة التى تغطى القارب فصار شكله كبرتقالة ضخمة لونها أحمر تطفو فوق البحر.. رفعت الشراع الذى عندما ارتقع بدى كأنه مثلث يشق البرتقالة لنصفين ..
حركت نجوان المجدافين وسارت بالمركب فى إتجاه الغروب.. مر الليل كله .. وكانت أول ليلة فى الإبحار متعبة لنجوان.. فماء البحر كان يحرك المركب بقوة .. وقد أنهكتها حركة المركب القوية.. وفى الفجر نامت نجوان وهى مرهقة داخل المركب الذى تركته يمشى فى إتجاه الغروب.. وهدأت من سرعته قليلا ..لم يكن هناك من يحركه أو يحرسه لها.. لكنها كانت متعبة جدا.. وكان لابد أن تنام.. نامت وصحت عصرا ..والنور يملأ السماء أخيرا صحت مرة بالنهار؟
لكنها وجدت المركب قد انحرف قليلا عن إتجاه الغروب الذى تسير فيه .. فضبطت إتجاه المركب من جديد .. ثم شربت قليلا من عصير البرتقال الأصفر.. وجلست تتأمل البحر كان جميلا جدا ..ورائقا.. والشمس ساطعة فى السماء ..والسماء جميلة الزرقة بها الكثير من كتل السحب البيضاء الرائعة والتى تبدو هشة وملساء وقطيفية..
مرت الأيام ونجوان تبحر بمركبها فى اتجاه الغروب وبعد أسبوع طويل من الإبحار ليل نهار بانت لها جزيرة قريبة
جزيرة يمتلئ شطها بمراكب كثيرة ..أى جزيرة هذه؟
كانت هذه جزيرة الهواء الزرقاء.. رسى مركب نجوان فيها وفيها رحبت الجنيات الزرقاء التى تطير فى الهواء بنجوان وفيها عاشت نجوان لشهر كامل..
لقد سافرت نجوان كثيرا.. انتقلت من جزيزة لجزيرة ..حتى جاء يوم ركبت مركبها البرتقالى الأحمر واتجهت نحو الشرق حيث توجد جزيرة الشمس البرتقالية.. وعندما وصلت لوطنها ربطت مركبها فى مرساة على الشاطىء.. تركت حاجياتها فيه واتجهت للشرق حيث طلت على ميادين السعادة وشاهدت جنياتها البرتقال ترقصن منتجات السعادة.. ابتسمت للجنيات اللائى ابتسمن للجنية لها دون أن يعرفنها.. فقد تحول لون نجوان وصارت الآن جنية بيضاء جميلة ..كانت بيضاء ورائعة الجمال ترتدى ملابس شفافة بيضاء ولها جناحان بيضاوان، ذكرتهم نجوان بنفسها ورقصت معهن قليلا كان الوقت وقت الظهيرة ولاشك أن الحكيم قد صحا من نومه .. لذا تركتهن نجوان وذهبت لتزور الحكيم شفشق .. لم يعرفها الحكيم عندما شاهدتها .. واندهش من هذه الجنية البيضاء الجميلة ..الغريبة التى تزور الجزيرة.
قالت له نجوان: أنا نجوان الجنية البنفسجية ..لقد وجدت الدواء وتحولت لجنية بيضاء والفضل يعود لك؟
جلست نجوان مع الحكيم وحكت له ما حدث لها فى جزر البحر السبع قالت له عن الجزر وما فيها من جنيات وكيف تحولت للون الأبيض.. سعد شفشق لأن نجوان صارت سعيدة وعرف أنها صارت جنية حكمة.. تنتج الحكمة والمحبة.. لذا طلب منها أن تبقى معه فى كوخه الملحق بالعوامة، لتحكم معه الجزيرة بحكمتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا