الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأهمية التاريخية ... لذكرى الأول من أيار...؟؟

علي الأسدي

2016 / 4 / 30
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة



يحتفل عمال أغلبية بلدان العالم هذا العام بالذكرى السنوية الثلاثين بعد المئة ليوم العمال العالمي التي تحل في يوم الأول من مايو| أيار. ففي مثل هذا اليوم من عام 1884اعلن اتحاد النقابات الامريكي اضرابا عاما عن العمل شمل عدة مدن أمريكية مطالبا بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم. وكان اضراب عمال مدينة شيكاغو الأوسع بين المدن الامريكية حيث خرج عمالها بمظاهرات صاخبة في شوارع المدينة زاد عددها عن ربع مليون عامل. لم يكن مطلب تحديد يوم عمل بثماني ساعات هو المطلب الوحيد الذي رفعه المضربون فقد طالبوا اضافة لذلك بتحسين ظروف العمل والاقرار بحقهم بالتقاعد والمنافع الاجتماعية وحد أدنى للأجور يكفل لهم ولاطفالهم حياة كريمة. وبرغم ان تلك المطالب لم تتحقق فورا لكن تحقيقها فيما بعد لم يكن الا نتيجة للكفاح البطولي والتضحيات الكثيرة التي قدمها عمال شيكاغو الأوائل وبعدهم عمال مختلف البلدان من مختلف قارات العالم.

فقد سبق عمال أستراليا عمال مدينة شيكاغوا بالمطالبة بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات ، ففي عام 1856 الواحد والعشرين من أبريل-نيسان اعلن عمال ذلك البلد بطلبهم ذاك واستمرت محاولاتهم لتحقيق أمنيتهم دون جدوى بسبب رفض أرباب العمل لأن اعترافهم بذلك المطلب يعني التنازل عن جزء من أرباحهم. وفي عام 1866 قام اتحاد العمال الأمريكيين المشكل حديثا بالطلب من الكونغرس باصدار تشريع يحدد ساعات العمل بثماني ساعات يلزم أصحاب العمل بتنفيذه لكن الحكومة الأمريكية ليست فقط رفضت الطلب بل قامت بحل اتحاد العمال المذكور في السنين اللاحقة. وفي عام 1867 أصدر مجلس ولاية الينويس الأمريكية تشريعا حدد بموجبه عدد ساعات العمل بثماني لكن أرباب العمل رفضوا تنفيذه أيضا. وفي عام 1869 أصدر الرئيس الأمريكي أوليس غرانت تشريعا الزم فيه ادارات الدولة الرسمية بالعمل ثماني ساعات و حد أدنى للأجور فيما استمر أرباب العمل في القطاع الخاص أحرارا في تشغيل العاملين لديهم الوقت الذي يحقق لهم أقصى الأرباح .

ففي عام 1890 تراوحت مدة يوم العمل بين 14-16 ساعة وقد فشلت محاولات العمال تغيير ذلك الواقع برغم الاحتجاجات والتضحيات التي ذهبت بحياة الكثير منهم. وفقط في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تحقق للعمال في الولايات المتحدة وفي غيرها من الدول الرأسمالية ما ناضلت من اجله ، لكن الأزمة الاقتصادية التي بدات عام 1929وما تبعها من ركود شامل وبطالة عامة شاملة لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها اجبرت الحكومة الامريكية على التغاضي عن التطبيقات بشأن الأجور وساعات العمل لتشجيع أصحاب رؤوس الاموال على الاستثمار للتخفيف من البطالة بين السكان. لكن في بداية عام 1950 ومع تحسن الحالة الاقتصادية أعيد تطبيق يوم عمل بثماني ساعات في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الرأسمالية.

اليوم يحتفل عمال ونقابات أكثر من ستين دولة بيوم العمال العالمي الذي أصبح عطلة رسمية في الكثير منها ، وتحول يوم الأول من ايار- مايو من كل عام عيدا للتضامن مع عمال البلدان الذين ما يزالون يرزحون تحت ظروف عمل بالغة السوء. كما وتحتفل القوى الوطنية والتقدمية في الكثير من بلدان العالم النامية بيوم العمال العالمي بكونه مناسبة للمطالبة واحترام الحقوق الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان. وتعبر الجماهير العمالية ومؤازروها في هذا اليوم عن سخطهم ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل تعزيز السلام العالمي وكبح سياسة حافة الحرب التي تفتعلها الولايات المتحدة بخلقها أعداء وهميين لتبرير زيادة النفقات العسكرية داخل التحالف الأطلسي تنفيذا لرغبة شركات صناعة السلاح. ففي هذا العام اعلنت وزارة الدفاع الامريكية عن ميزانيتها لعام 2017 لتبلغ 590 بليون دولارا بما يعادل 11 ضعفا ميزانية روسيا العسكرية (52 بليون دولار) لنفس العام والتي تعادل ما يقارب ضعفي الميزانيات الدفاعية لكل من روسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا مجتمعة.

وزير الدفاع الامريكي أش كارتر لا يتعب ولا يشعر بالحرج من تكرار خطر كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية على دول التحالف الاطلسي في أوربا وجنوب شرقي أسيا مطالبا دول التحالف بزيادة نفقاتها العسكرية للعام القادم بما لايقل عن 3% تحسبا لذلك العدوان الوهمي. ومعروف تاريخيا انه لا الاتحاد السوفييتي السابق ولاالصين الشعبية هددتا أمن وسلام العالم ولاتشكل روسيا والصين الشعبية حاليا أي تهديد لأي من دول الحلف الأطلسي. فالمعسكر الاشتراكي لم يقم خلال الحرب الباردة 1950- 1990بتهديد أمن الدول الغربية بل على العكس كان تواقا دائما لعقد معاهدات سلام وعدم اعتداء معها ودعوته الدائمة لتصفية السلاح النووي ووسائل نقله دليلا منطقيا على ذلك. ان هذه السياسة معروفة وموثقة دوليا وتشهد عليها الاتفاقيات المعقودة مع الولايات المتحدة خلال فترة الحرب الباردة والتي تمت بمبادرة من الاتحاد السوفييتي.

ان من يهدد السلام العالمي وأمن الدول المستقلة هي الولايات المتحدة نفسها أما عبر الغزو المباشر او عبر منظماتها السرية العاملة في أغلب بلدان العالم. واذا لم يقم الشعب الامريكي بالزام حكومته باحترام استقلال وسيادة الدول الاخرى فلن يشهد العالم استقرارا وسلاما دائمين. ان يوم الأول من أيار- مايو سيظل يوما للتضامن بين الشعوب من أجل السلام العالمي والعدالة والحياة الكريمة وضد الاستغلال الرأسمالي والحروب العدوانية ضد الدول المستقلة.
علي الأسدي 29-04-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل