الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في زمن الحروب... ماذا يعني عيد العمّال.؟

إيمان أحمد ونوس

2016 / 5 / 1
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة



على مرّ التاريخ البشري، كانت القوى العاملة وما زالت وقود الحروب والصراعات والتقلبات والأزمات الاقتصادية المتعددة حتى يومنا هذا، رغم أنها الحامل الأساسي لكل متطلبات النهوض بالإنسان والمجتمع والدول على اختلاف نهجها الاقتصادي سواء كان اشتراكي أم رأسمالي، صناعي أم زراعي.
ففي عام 1886 كان الإضراب الشهير الذي سُمّي قضية (هايماركت) والذي طالب العمال فيه بتحديد ساعات العمل بما لا يزيد عن ثماني ساعات يومياً، الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل خصوصاً وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحاً جيداً وشلّت الحركة الاقتصادية في المدينة، مما دفع بالشرطة لإطلاق النار على العمال المضربين، وقد ذهب ضحية تلك الحادثة الشرارة العشرات من أولئك العمال.
ومنذ ذلك التاريخ، اعتُبر الأول من أيار عيداً عالمياً للعمال في كل أرجاء الأرض، باعتباره جاء على خلفية أحداث دامية جرّاء مطالبة أولئك العمال بحقوقهم الأساسية في العمل وتحديد ساعاته، وكذلك في الأجور التي يجب أن تتناسب وجهودهم المُضنية حينها.
واليوم، وبعد مرور أكثر من مائة عام على ذلك، نجد أن الطبقة العاملة في مختلف أرجاء العالم، ما زالت تُعاني من إشكاليات وهموم متعددة ومتنوعة ربما تكون متناقضة مع بعض الإشكاليات حينها، حيث كانت أول المطالب وقتها تحديد ساعات العمل، أما اليوم، فإن البطالة خيّمت على حياتهم عالمياً ومحلياً، وتركتهم في مهب رياح الفقر والجوع والعوز والتخلّف والأمية، وذلك بسبب توحّش رأس المال وقوانينه الظالمة القائمة على مبدأ الغاية تُبرر الوسيلة، وسيادة الاقتصاد الحر الذي فرضته الرأسمالية العالمية كخيار لزيادة أرباحها من جهة، وطريق لحل أزماتها الاقتصادية المتتالية، وفرض تلك السياسات على عموم دول العالم الثالث، فقد فقدت معظم النقابات العمالية دورها المؤثّر والهام سواء على مستوى حقوق العمال، أو حتى على صعيد قضايا وطنية هامة، لتصبح غالباً مجرد أداة سياسية في يد تلك الأنظمة، وبالتالي لتغدو في كثير من الأحيان ضدّ مصلحة العمال الذين سعوا هم لتأسيسها، مما فسح المجال رحباً أمام بعض الفئات منهم للانضواء تحت مظلة الإرهاب وامتطاء صهوة الجريمة والانتقام، لاسيما في ظل الحروب التي تشنها الدول الرأسمالية بشكل مباشر أو غير مباشر تجاوزاً لأزماتها الاقتصادية الخانقة، وما يجري في العديد من الدول العربية، أو دول العالم الثالث خير مثال على ما آلت إليه أوضاع الطبقة العاملة في تلك البلدان
وليس بخافٍ على أحد ما تُعانيه الطبقة العاملة السورية منذ العقود السابقة للحرب الحالية، وذلك في ظل تراجع الدولة عن دورها في حماية هذه الطبقة، وعن تقديم كل ما يمكنها من أجل الارتقاء بها، لتكون بالفعل السند والدعامة القوية لأجل اقتصاد متطور ومنافس. وكذلك في ظل الانفتاح الاقتصادي المشوّه والذي قاد إلى توقف العديد من المعامل العامة والورش الخاصة عن الإنتاج بسبب عدم الحماية وسياسة الاستيراد غير المسؤولة، ما دفع بالأمور إلى ما تشهده البلاد حالياً من حرب أتت على ما تبقى من إمكانية لعودة تلك المنشآت إلى العمل، بل والقضاء على معامل ومنشآت أخرى سحقتها الحرب وتجّارها الذين استثمروا الآلات في الأسواق المجاورة.
كل هذا طبعاً في ظل هشاشة موقف نقابات العمال التي تخلّت هي الأخرى عن أعضائها، لتصبح منظمات سياسية محضة بعيدة كل البعد عن غاياتها وأهدافها الأساسية التي قامت من أجلها، ألا وهي حماية الطبقة العاملة ومكاسبها التي بدأت تتسرب شيئاً فشيئاً لتصبح الطبقة العاملة السورية في مهب الريح والضياع.
فهل بقي من معنىً للأول من أيار يليق بتاريخ الطبقة العاملة السورية وحركتها النقابية..؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم