الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال اقليم كردستان!

ضياء رحيم محسن

2016 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من نافلة القول بأن حق تقرير المصير، كفلته المواثيق الدولية، وهي عديدة لا حصر لها، والشعب الكردي من حقه أن يقوم بتشكيل دولته الخاصة به، فهو شعب له لغة مشتركة وتعداد هذا الشعب يتجاوز الثلاثين مليون نسمة، موزعين على تركيا وايران وسوريا والعراق، والنسبة الأكبر نجدها في تركيا، بالإضافة الى إمتلاكهم إقتصاد متنوع ولديهم مناطق سياحية يمكنهم الإعتماد عليها في تمويل إقتصاد كما تفعل بلدان عديدة في هذا الكوكب الفسيح.
مع أن الأكراد يتكلمون اللغة الكردية وهي من اللغات الأوردية، لكن المشكلة أن لكل منطقة من المناطق لغة خاصة بهم، لذا فإن قولنا بأنهم شعب له لغة مشتركة فيه نوع من المبالغة التهكمية نوعا ما.
لكن الملاحظ أن إستقلال الكرد تعترضه عراقيل عديدة، منها ما هو داخلي، ونقصد به بين الكرد أنفسهم، ومنها ما هو خارجي (إقليمي ودولي) بملاحظة مباركة إسرائيل لخطوة الإستقلال كونه يتوائم مع ما تخطط له الأخيرة في تقسيم الوطن العربي.
ما يتعلق بالعراقيل الداخلية، فهي لا تبدأ بالولاءات ولا تنتهي بالإقتصاد الفقير في بعض المناطق الكردية وغنى الأخرى، فالولاءات متعددة تبدأ من عبد الله أوجلان في تركيا، ولا تنتهي بمسعود بارزاني وجلال الطالباني في العراق، مع أننا نرجح أن تميل الكفة الى عبد الله أوجلان الذي يتبعه أكراد تركيا الذين يقدر تعدادهم 25مليون نسمة، ثم هناك اللغة التي سبق وأن تحدثنا عنها، صحيح أنهم يتحدثون اللغة الكردية، لكن لهجاتهم تختلف بما يضيع عليهم فرصة التفاهم فيما بينهم، وذلك نجده واضحا في مناطق الشمال العراقي، حيث لهجة أكراد سليمانية تختلف عن لهجة أكراد أربيل.
إقليميا نجد أن العراق في وضعه الحالي لا يستطيع أن يقول شيئا أمام إستقلال إقليم كردستان، لكن المشكلة مع إيران وتركيا وسوريا، فإذا كانت هذه الدول تمنع الأكراد من الحديث باللغة الكردية، فكيف تسمح لهم بإقامة دولة كردية، وليس هذا فقط بل كيف تسمح لهم بإقتطاع أراض من هذه الدول لإقامة دولتهم الموعودة.

دوليا مع كل الكلام الذي يسمعه القادة الأكراد عن موافقة هذه الدولة العظمى أو تلك، عن موافقتهم لإقامة دولة كردية، فهو محض كلام للمجاملات الدبلوماسية، لكن عندما يصل الأمر الى التطبيق فلن يجدوا من الكلام الذي سمعوه سابقا شيئا، لأن العالم محكوم بتوافقات دولية؛ لا يمكن تجاوزها، وإن تجاوز بعضهم هذه التوافقات، فإنما ليمرر شيء أكبر مما تنازل عنه، والدولة الكردية ليست من ضمن إهتمامات الدول الكبرى، لأنها لا تمثل وزنا في أجندة هذه الدول.
إقليميا أيضا وهذه المرة بالدول التي تساند إقامة الدولة الكردية، وتحديدا السعودية وقطر، فهاتين الدولتين لديهما أجندتها الخاصة بها بعيدا عن أجندة الدولة الأخرى، بملاحظات الإتفاقات بينهما وبين تركيا، والتي يعتبرانها حجر الزاوية في سياستهما في سوريا والعراق وحتى إيران، وبالتأكيد هما لا يريدان التفريط بشريك دائم ومستقر أمنيا وإقتصاديا مثل تركيا من أجل حليف لا يملك عمقا إقتصاديا، وكذلك مشتت ما بين قيادات قد يتعارض كليا مع متبنياتهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت