الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صدام محتوم .. وحرب أهليه
منير جمال الدين سالم
2016 / 5 / 3الثورات والانتفاضات الجماهيرية
صدام محتوم .. وحرب أهليه
إمكانيات مصر البشريه, تبدوا واضحه فى ريادتها للفكر والعلوم والفنون والثقافه فى المنطقه العربيه, بما يؤهلها لأن تكون رائده الديمقراطيه فى المنطقه العربيه.
ولكن العقبات التى تقف حائلاَ أمام تحقيق ذلك تتمثل فى الصراع القائم والدائم, فى العلن وفى الخفاء بين القاده العسكريين وقادة الجماعات الدينيه المتطرفه من إخوان وسلفيين.
يسعى كلاهما للإنفراد بحكم مصر, الأول بهدف الحفاظ على المكانة الإجتماعيه والمكتسبات الماديه لرجاله, ولامكان بين صفوفه لصوت معارض. والثانى يطمح لترسيخ سلطاته ومعتقداته على كراسى الحكم وعلى عقول المحكومين.
وكوكلاء للنظام العالمى, يسعى كلاهما لإثبات تفوق وجدارة أسلوبه فى الحكم لتحقيق الإستقرار السياسى والأمن الإقليمى من وجهة النظر الأمريكيه.
ويبدو للعيان مدى سعى كلاهما للهيمنه على الإقتصاد, ومدى عدائهما لحرية الرأى ولحرية الفكر وحرية التعبير.
على الجانب الآخر ننظر إلى المحكومين, الكثير من المغَيَبين والكثير من المضَلَلين, والفضل لإعلام غسل العقول الذى توجهه الدوله, أو الذى تموله المملكه الوهابيه ومن يتبعها من إمارات وممالك الأعراب.
ويبقى الواعين من أحرارالمثقفين من العمال والفلاحين والنقابيين والطلبه والحزبيين الوطنيين, وجموع من الشعب تعيش الذل والحاجه والقهر, أصوات مشتته تصرخ فى البريه تطالب بالعيش وبالحريه وبالعداله الإجتماعيه, يجمعهم جميعاَ, كيل طافح وعلى أهبة الإنفجار.
بتكشف كل أوراق لعبَة الإرهاب وأكذوبة محاربة الإرهاب, وبتكشف حقيقة سياسة وأهداف العصابه الحاكمه فى مصر, والتى تظهر جليه واضحه فى الإنهيار الممنهج لمقومات الدوله المصريه, وترسيخ تبعيتها للنظام الإمبريالى الصهيونى العالمى, وتوظيف إمكانياتها فى خِدمَة أهدافه المعلنه وغير المعلنه, لتصبح اليد والأداه الرئيسيه فى محاربة المقاومه الرافضه للتبعيه والمعاديه لمشروع التقسيم والتفتيت لدول المنطقه.
إشارات لمصالحه بين النظام الحاكم ومنافسه فى الحكم (الإخوان المسلمين) تسربها وكالات الأنباء الغربيه والعربيه, كما تسرب عن مصالحات وتحالف عسكرى قادم مع عملاء النظام العالمى فى المنطقه من أعراب وترك, بهدف التخلص من القدره الصاروخيه لحزب الله اللبنانى بحجة محاربة الإرهاب, تمهيداَ لحرب إقليميه طائفيه شامله, يشارك فيها الجيش المصرى مايسمى بالتحالف السنى تحت قياده سعوديه تركيه إسرائيليه مشتركه, إلى جانب التكتل الموحد للجماعات الإرهابيه السنيه فى سوريا والعراق, لإسقاط حكومة الأسد ونزع سلاح حزب الله وإشعال حرب عراقيه عراقيه للقضاء على قوة الحشد الشعبى, ثم الإنقضاض على إيران.
هى أحلام يَقَظَه وخيالات, لم تضع فى إعتبارها مدى وعى الشعوب وإرادة الشعوب, وعلى رأسهم شعب مصر المالك الحقيقى للإراده المصريه, والعَقَبَه الكبرى أمام تحقيق هذه الأحلام والخيالات.
آمال المصريين فى إقامة الدوله المدنيه المتجرده من دكتاتورية مجلس قادة العسكر ومكتب الإرشاد, والذى إستجاب من أجل تحقيقها لثورة 25 يناير, لازالت هى نفس الآمال, وتحمل نفس الشعارات المطالبه بالعيش والحريه والعداله الإجتماعيه.
وأمام الفشل الذى تمارسه الدوله والمتمثل فى عبثية مشروعات التنميه والتى يسميها الشعب بالمشاريع الفنكوشيه, وسؤ الأداء فى إيجاد حلول جاده للمشاكل الإقتصاديه, والذى أدى بالتالى إلى زيادة الأعباء على كاهل المواطنين وزيادة معاناتهم, وأمام الفشل فى حل مشكلة سد النهضه الأثيوبى وما سيؤدى إليه من تبوير ما لا يقل عن مليون ونصف فدان فى خلال فترة ملء البحيره التى وراءه ولمدة ثلاث سنوات على الأقل, وعدم الإسراع بإيجاد حل بديل بإستزراع مساحه مساويه للمساحه المتوقع تبويرها كأولويه قوميه, بدلاَ من إضاعة المال والوقت والجهد فى تفيذ مشاريع لاأولويه لها فى وقتنا الحالى, كمشروع تفريعة قنال السويس ومشروع العاصمه الجديده.
تَوَج السيسى فَشَل أداء حكوماته بالتفريط بقطعه عزيزه وغاليه من أرض الوطن, وبأكاذيب تاريخيه وقانونيه تبرر قراره الغير حكيم, وكأنه يحكم شعباَ من الجهلاء, أو يرعى قطيع من الماشيه, وزاد على تاج التفريط بجزيرتى تيران وصنافير تاج جديد من الإستبداد والقهر وتكميم الأفواه وكبت الحريات.
إذا فهى حرب معلنه بين النظام الحاكم والمدافعين عن آمال وتطلعات وحريات هذا الشعب, ويركب التيار المتأسلم (كعادته) الموجه معهم فى معارضة النظام, كنوع من الضغط للحصول على شروط أفضل فى المصالحه المتوقعه بينه وبين النظام الحاكم.
الواعين من الشعب المصرى تعلموا من تجاربهم مع النظام القديم وفلوله, ومع مجلس الطنطاوى العسكرى, ومع الإخوان الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين. وإجتمعوا على مقاومة كل أعداء مصر المدفوعين بأجندات خارجيه لتركيعها ولقهر وإضعاف وإذلال شعبها.
وكما كانت آخر أيام مبارك وآخر أيام مرسى, بدأت موجات ووقفات الإحتجاج من شباب الجامعات والنقابات والإتحادات بأصوات تبدو خافته, ولكن حين حان الحين, تعالت وتحولت إلى ثوره تحدت قوة وموازين أدوات القهر التى كانت تدين بالتبعيه والولاء لنظام مبارك من قيادات الشرطه والجيش.
التقارب المرتقب بين الأخوه الأعداء ( النظام الحاكم والإخوان) ينذر بموجه جديده من القهر لايتنازل فيها أيهما عن كبت كل صوت معارض لولاءاتهم ولمشاريعهم المشتركه للهيمنه على مصر وللقضاء على محور المقاومه والممانعه فى المنطقه ولتحقيق أمن أبدى لإسرائيل ولمشاريعها التوسعيه, وهنا تأتى ردة الفِعل القويه فى الشارع المصرى الذى يصر على تحقيق حريته الكامله الغير منقوصه, ولا يفرط ولا يتنازل عن أى من مطالبه الشعبيه والثوريه وهويته الرائده القوميه.
صدام محتوم ... وحرب أهليه .. لن يحسمها إلا إنحياز أحرار الشرطه والجيش إلى صفوف أهليهم لتحقيق أهداف الثوره ولحماية مكتسبات الثوره وإقامة الدوله المدنيه الديمقراطيه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني