الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التبعية والفئوية

عباس ساجت الغزي

2016 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


التبعية والفئوية
ان مفهوم التبعية واسع وشامل فالتبعية نظرية اجتماعية معقدة التكوين, اشد انواعها تأثيرا وايلاماً التبعية العمياء, والفئوية اسم منسوب الى الفئة بمعنى الطائفة.
قبل الخوض في غمار التبعية والفئوية التي تتفشى في مجتمعنا, لابد من توضيح بان من التبعية ما ينتهجه الكفار, فأشار القرآن الكريم " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ" البقرة (170), ولسان حال المؤمنون ناصحين أهل الضلالة ان اتبعوا ما أنزل الله من القرآن والهدى, لكن الكفار أصروا على تقليد أسلافهم المشركين, الاصرار على ان لا نتبع دينكم, بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا الاولين.
توالت العصور في التبعية ليولد التعصب للمذاهب الاسلامية, وفق اتباع المدارس وتقليد إمام أو عالم من هذه الفرقة الاسلامية او تلك, واصبحت التبعية مرهونة بالتعصب والعدد والعدة وشدة التمسك بالمعتقدات التي لا تعتبر كذلك عند الطرف الاخر, كان الاختلاف بارز نتيجة التعصب والانقياد الاعمى للذود دون ذاك المعتقد وقائده ومن يمثله.
تطورت مراحل التبعية لتصل الى العنصرية القومية والنظرة الحزبية الضيقة والمحاكاة لتفكير الاخرين والتشبه وتقليد الغرب, فترى كثير من الناس يقلد ويتابع وهو لاغٍ لذاته تاركاً عقله حبيس قفص التبعية العمياء, التناسب طردي مع الاثار السلبية, فكلما كثر الاتباع ضاق الخناق على جمهور المجتمع المحايد.
اظهرت تعقيدات المواقف السياسية والاجتماعية في المشهد العراقي نتيجة تراكم الازمات والاخفاقات في ادارة امور الدولة, العديد من العلامات الفارقة في تفشي نظرية التبعية, تلك النظرية الخطيرة التي يؤدي اتساعها الى احداث هوة كبيرة في وحدة وتماسك المجتمع, وقد تتلاشى تلك الوحدة نهائياً نتيجة دخول النظرية فروض النسبية في سرعة الاتساع.
التبعية العمياء تتجلى واضحة من ردود افعال المنتمين الى الاحزاب المتصارعة في العراق, من القواعد الجماهرية الغاضبة والمتعصبة حد الفناء من اجل ديمومة وجود قائدهم الضرورة واحزابهم التي يرون فيها تحقيق طموحاتهم دون سواهم من افراد الشعب (كل حزبٍ بما لديهم فرحون).
المستقبل المجهول والصورة الضبابية المخيفة يرسمها الانقياد الاعمى بفئوية بعيداً عن التفكير بالمصلحة العامة والوطنية, ويراهن قادة النظرية التبعية العمياء على غياب ثقافة افراد المجتمع وضعف روح المواطنة وتفشي الفساد الذي يوفر بيئة سليمة لتكاثر الاتباع, والاحداث الاخيرة في المنطقة الخضراء وانقسام المواقف في الشارع العراقي دليل واضح على الاستعداد للاقتتال بإشارة من القادة وان كان المصير حروب اهلية دامية.
يراهن البعض على دور النخب الثقافية في التوعية بعدم الانجرار والانقياد الاعمى للغير, وارى ان ذاك الدور لا يتعدى نهاية صراع بين مثقف علماني ورجل دين طائفي متعصب, والغلبة واضحة في مجتمع يموج بدوامة الطائفية ولم يبقي من الاسلام سوى أسمه.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا