الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة ولكن ...

شريف الغرينى

2016 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


هناك من يثق يقينا فى أن مؤامرة كبرى تكاد أن تحيط بنا وبشعوبنا العربية تدفعها أطماع المستعمر القديم، الغريب أننا قد بح صوتنا وتعالت همهماتنا وتعددت صور اتهامنا ومع ذلك نرى أن أولئك المتورطون فى المؤامرة ماضون فى عملهم بكل الهمة بإنتظام وعزيمة لا تلين لا يستحون مما نقول، لأنهم يعتقدون أن هذا ليس إلاعملا" بزنس" يؤدونه بدون قصد الإساءة وأن ما يسقط فى بلادنا من ضحايا بسبب مخططاتهم لا يعدو كونه ممارسة شريفة لعمل روتينى مخطط منهم كتلك الممارسات اليومية التى يمارسها مصنع السوسيس والبرجر مع الخنازير فلو كان للخنازير صوت يطالب بالرحمة فصاحب المصنع لديه مئات وألاف الأصوات لأسر تتكسب وتعيش من هذا الذبح الممنهج وبالتالى نحن أمام حالة تتعدى فكرة المؤامرة إلى فكرة تعارض المصالح وفى سبيل تحقيق مصالح الكبارلا مانع من عمل كل ما يلزم بغض النظرعن كونه مؤامرة أو ممارسات مهنية معتادة, تظل الأهداف أهدافا لا يهم كيف يتم الوصول إليها سواء بحيلة أومؤامرة ، القضية الخطيرة والطامة الكبرى أننا اصبحنا نشكل جزءً من المؤامرة على الذات ، وذلك بالإرتكان السلبى للفكرة دو تحليلها والدخول فى تفاصيلها، فمثلا بالنظر إلى المحافل الدولية نجد أنها مقسمة إلى محافل رسمية وهى محافل عديمة الجدوى ومع ذلك لا نألوا جهداً فى التواجد فيها بكل السبل مثل الأمم المتحدة الخرقاء ومنظماتها الكسيحة والسفارات وننفق فى سبيل ذلك ميزانيات ضخمة متجاهلين قوة المحافل غيرالرسمية التى تؤثر تأثيرا مباشرا على العالم تقوده وتختطفه وتتجاهلة وتبنيه أو تهدمه، فمثلا المؤسسة العالمية الكبرى لصناعة السينما "هوليوود" تبدوا للبعض أنها مؤسسة أمريكية محلية رغم أنها مؤسسة لا تختلف عن الأمم المتحدة فى تعدد جنسيات العاملين بها على مستوى الإخراج والأنتاج والتمثيل وحتى على المستوى التقنى ومع ذلك نجد أن العرب يعيشون حالة مقاطعة كاملة فيما يتعلق بالمساهمة فى أعمال تلك المؤسسة الكبرى مكتفين بالمشاهدة وبالطبع لن تجد للعرب ذكراً فى الأفلام التى تنتجها مؤسسات هوليوود وإن كان لهم أن يذكروا العرب، أتى ذكرا نستحى منه جميعا والمتابع لمنتجات (وارنر براذر، كولومبيا، متروجولدن ماير...) وغيرها من شركات الإنتاج السينمائى يجد أن الصين واليابان والهند وامريكا اللاتينية انتبهت لما نحن عنه غافلون منذ سنوات، وأصبح لهم تواجدا فاعلا بارزا ومؤثرا يخدم صورتهم ويحول دون ظهرورهم بصورة سلبية كتلك التى يظهر بها العرب وفى هذا المضمار أحب أن أذكر أن "هوليوود" ومؤسساتها مفتوحة للجميع ولنا فى عمر الشريف ومصطفى العقاد مثلا نذكره كلما دفعنا الفشل إلى تصور أن هناك حظرا على مساهمة العرب فى أعمال هوليوود، نستطيع أن نقيس على هذا المثل شكل التعامل مع بقية المؤسسات العالمية مثل البنك المركزى الامريكى (فيديرال ريزرف بانك) متجاهلين أنه المتصرف فى إدارة الدولار الذى يؤثرعلى اقتصاديات العالم تأثيرا مباشرا واليوم نرى أن هذا البنك اصبح يداربمراقبة أطراف صينية وهندية وأوروبية لتطويع السياسات التى تصدر منه لتمر دون ضرر بإقتصاديات بلادهم ،أما إذا تحولنا إلى الإعلام الدولى ومؤسساته فى أوروبا وأمريكا من جرائد وقنوات فضائية نجد أننا غير متواجدين فى إدارة أو تحرير المنتج الإعلامى الدولى المسموع وبالتالى تميل كافة المؤسسات الإعلامية ناحية الحقيقة التى تناقض الحقيقة التى نعرفها محليا والتى تتطابق فى الغالب مع وجهة نظر أعداء العرب، برغم أننا قادرون تماما على احتلال مراكز مرموقة فى مجالس إدارات تلك المؤسسات أوعلى الأقل التأثير فيها لكننا نكتفى بالتأمرعلى أنفسنا بطقوس متكررة يختلط فيها الغباء والعجز والسلبية و المشاهدة، متعجبين مما يكتب أو يقال عنا
أعتقد أنه بعد ما وصلنا إليه من خطر يضرب وجود أمم وقوميات بات من الغباء عدم تقدير خطورة تلك المؤسسات على مستقبل العالم من خلال التمادى فى الإعتقاد بانها مؤسسات محلية أمريكة أو أووربية متجاهلين أنها مؤسسات تعدت فكرة القوميات منذ 30 عاما وأصبحت تباع أسهمها وتشترى فى البورصات العالمية وأن مجالس إدارتها التى تحدد سياستها يتم اختيارها بمعرفة المساهمين الكبار،من هذا دعونا نتفق على أن هناك مؤامرة فعلا وأننا بسلبيتنا وسذاجة تفكيرنا نعد المتآمرالأخطر والأكبر على أنفسنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE