الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاكسات مدينة وخجل العاصمة ( حول الاتفاق بين الاتحاد والتغيير)

دانا جلال

2016 / 5 / 18
القضية الكردية


شهدت مدينة السليمانية يوم الثلاثاء 17/5/2016 توقيع اتفاقية سياسية بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير (كوران).
المدينة التي احتفلت في العام 2009 بانشقاق نوشيروان مصطفى، ورفعه لعصا التغيير ضد رفاق دربه، احتفلت أمس بعودته الى بيت الرئيس العراقي السابق و سكرتير الاتحاد الوطني الكوردستاني جلال الطالباني ليوقع اتفاقية شراكة مع صديقة اللدود جلال الطالباني.
على خلاف شقيقتها المشاكسة " السليمانية"، ولمواجهة الاتفاقية، ومحاولة منها للاستحواذ على الكاميرا السياسية، احتفلت العاصمة الخجولة "أربيل" بخطابها الاعلامي حول حق الاستفتاء وتقرير المصير.
الصراع بين السليمانية والعاصمة اربيل، صراع سياسي في فضاء الحداثة والتاريخ، الأولى حاضرة كوردية حديثة ومحدثة ومتغيرة. الثانية تفوح منها عبق التاريخ ومحاولات الهروب نحو المستقبل بخطاب سياسي عائم لمواجهة استحقاقات الحاضر المؤلم.
هل سيتغير الاتحاد الوطني من خلال التغيير، ويتوحد التغيير في الاتحاد بعد توقيع الاتفاقية، بدلالاتها الرمزية المتمثلة في المكان (بيت الطالباني)، والحضور (غياب عدد من قادة الاتحاد، وحضور ملفت للامتداد العائلي للسيدين نوشيروان مصطفى والطالباني)؟
هزيمة دعاة التغيير في حركة التغيير، وهم من الجيل الجديد في الحركة، وهزيمة دعاة الاتحاد في الاتحاد الوطني، وهم من الجيل القديم في الحزب، وضع الاسس وهيأ الاجزاء لعودة النصف المنشق للنصف الذي لم يختلف عنه.
سيعود الفرع (حركة التغيير) الى الاصل ( الاتحاد الوطني)، بإعلان الوحدة بمراسيم مشابهة في بيت راعي حركة التغيير السيد نوشييروان مصطفى، لان الطرفان تقبلوا واتفقوا على هزيمة دعاة التغيير في التغيير، ودعاة الاحتكار في الاتحاد، مقابل ثمن مؤجل هو هزيمة الديمقراطي الكوردستاني الحائر بين حانة الفساد ومانة التسلط والاحتكار.
تنفيذ الاتفاقية إن جرت في أجواء ديمقراطية، وثقافة تقبل الآخر، وممارسة تداول السلطة، وهي غير قائمة في كوردستان، ستؤدي الى خسارة الديمقراطي الكوردستاني لرئاسة الاقليم، والحكومة، واغلبيته في البرلمان، بل وستشهد كوردستان متغيرات كبيرة في علاقاتها مع عمقها القومي والوطني وجوارها الاقليمي وعلاقاتها الدولية.
تعرض الاتفاق بمبادئه وفصوله الـ11 وفقراته الـ25، وكان ابرزها انشاء تحالف برلماني، وقائمة انتخابية مشتركة لخوض الانتخابات البرلمانية في الاقليم والعراق، والدعوة لانتخابات مجالس الاقضية والنواحي، واتمام الاستعدادات لإجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان بشرط موافقة برلمان الإقليم عليه، وتفعيل البرلمان وعودة رئيسه لممارسة صلاحياته، وانتخاب رئيس الاقليم من داخل البرلمان، وان يكون رئيس الحكومة صاحب السلطة التنفيذية الاولى في الإقليم، والعمل بالنظام البرلماني، لردة فعل سريعة ومتوقعة من قبل قيادة الحزب الديمقراطي، عبر بيان كان أشبه بخطاب حرب، واصرار على احتكار السلطة والثروة.
كوردستان التي تعيش اجواء ونشاطات منددة باتفاقية (سايكس بيكو) مقبلة على سايكس بيكو (كوردية - كوردية) وذلك بالعودة الى نظام الإدارتين في اربيل والسليمانية.
بعد سنوات عجاف من حكمهم واختلافاتهم حول السلطة والثروة، سيلتئم قادة الاحزاب الثلاثة، ليرددوا ما سمعناه امس في السليمانية، ونقلا عن الرئيس المحبوب مام جلال (الحلاوة بعد العداوة أحلى من الحلاوة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في