الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من حلول لأزمة البلاد القائمة

سعد العبيدي

2016 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لقد تطور الموقف في بغداد سريعاً، وبشكل سلبي غير متوقع يوم الجمعة الفائت 20 مايس. مظاهرات واحتجاجات مخطط لها جيداً، تُدخل البعض الى المنطقة الخضراء ثم الى مكاتب رئاسة الوزراء ومن بعدها تنسحب. حدث كل هذا بشكل سريع وبزخم كبير لم تتوقعه الأجهزة الأمنة ولم تحسب له حساب. الملفت للنظر في مجاله هو التجاوز على أهداف التظاهر "السلمية" التي نادى بها الصدريون، الأقوى في مشروع التظاهر، منذ اليوم الذي شرعوا فيه بقيادة الجمهور الراغب في الاصلاح سلمياً.
ان التجاوز الحاصل هو قيام أشخاص من بين المتظاهرين، قيل أنهم مندسين بطعن عسكريين معنيين بشؤون الحماية والحراسة بسكاكين وضرب آخرين بأدوات وعصي، وهنا تجدر الاشارة الى أنه وأي كان القصد من هذا التجاوز المخل وأي كان أصحابه الحقيقيون فمن حق الجمهور العراقي الغالب في المشهد المضطرب أن يسأل عن أسباب حصوله؟. اذا ما تم الأخذ بالاعتبار، أن البداية كانت مقبولة سياسياً وحضارياً:
جمهور يتظاهر على الحكومة ويحتج على سلوك بعض أفرادها، ومن حقه دستورياً أن يتظاهر.
يطالب بحكومة ليست حزبية، ومن حقه أيضاً أن يطالب بعد فشل الأحزاب المشاركة في العملية السياسية جميعها في ادارة البلاد، ادارة تبني دولة وتخرجها من أزمة الخدمات والعوز وفقدان الأمن.
لكن التطور الأخير في سلسلة التظاهر أي التجاوز العنيف لا يعطي الحق لأحد في استخدامه، كما انه لا يرسي قواعد حل لمشاكل البلاد التي يطالب المتظاهرون في حلها:
فالعنف سينتج عنفاً مقابلاً والعسكر في كل دول العالم لا يقبل الاهانات الموجهة حتى من أبناء شعبه، وان تَحملها مرة تحت ضغط العلاقة والانتماء الوطني والديني، فانه سيرد بقوة في المرات القادمة وستكون الخسائر من الجمهور الأعزل.
كما ان الحكومة التي حاولت تلبية بعض مطالب المتظاهرين، ستجد نفسها في ساحة الفوضى غير قادرة على تنفيذ أي من خطوات الاصلاح التي يحتاج تنفيذها الى بيئة قانونية واجتماعية مناسبة.
وفي المقابل سيجد الجمهور أو البعض من الجمهور نفسه منفعلاً بالضد من الحكومة ومؤسسات الدولة وقد يرتكب البعض منه مندساً أو مدفوعاً بقوة الانفعال في داخله أعمالاً فيها تجاوز أوسع وعنف أشد، وبالنتيجة سَتُفقَد السيطرة، وفقدانها سيكون في غير صالح الجميع اذ أن الارهاب الذي يتحين الفرص قريب من الأبواب، وسيستغلها بكفاءه، عندها ستكون الخسارة لعموم العراقيين متظاهرين أم متفرجين أم أحزاب حاكمة ومشاركة وغير مشاركة خسارة هي الأشد وقعاً على العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم