الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيرة بروكست بينَ شهيد العراقْ و مُختار هزائِمهُ

دانا جلال

2016 / 5 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أدلجة التأريخ وتشويه ابطالهِ بمُقارنات غير موضوعية، من خلالِ عمليات شَد المُتَّرهِل و الطارئ السياسي، وتضخيم قزمٍ وحلمٍ بولاية خراب ثالثة. نفخ الروح في ميت سياسي ضمن عمليات تجميل، بِمَقص طبقي هو جزء من سلوك وثقافة بروكستيه يمارسه البعض في عالم السياسة والفكر.
هلْ يُمثل خسوف المالكي وأتباعه التائهين في عُتمةِ ظلِه شبيه شهيد الفقراء، والعراق، والاعراق كما كتب ولأكثر من مرة الاستاذ د. عبد الخالق حسين؟
لنُمارس التَّنظير البروكستي وننجر لمُقارنات الاستاذ د. عبد الخالق حسين الذي لا يُصدقه حتى النائب عباس البياتي صاحب نظرية "استنساخ المالكي"، لنًحرق الف باء السياسية و مخارج ياءها، لنترك المُطالبة بالجانب الاخلاقي لمسئولية "القائد الضرورة" الذي شغل منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة اثناء سقوط الموصل، ولنعتبر تقرير اللجنة النيابية الخاصة بالتحقيق في سقوط المدينة مؤامرة بحق القائد الضرورة، ولننسى صولاته في الفضائيات والتهديد بكشف ملفات الفساد ان اقتربوا من سلطته و ملفاته.
لنُغير قواعد التاريخ بفن الانتهازية السياسية، ونعتبر المالكي هو محرر العراق من حلف بغداد والجنيه الاسترليني، وانه وفي زمنه الذهبي تحرر العراق من المحتل الاميركي وولي الفقيه الايراني.
بدون مقدمات او اعتذار للمالكيين، وليس تخندقا مع القاسميين، نقول: إن كان المالكي هو التكرار التاريخي، فهو الجانب الهزلي والهزائمي في تأريخ العراق.
ولأن الأستاذ د. عبد الخالق حسين مُولع بالتاريخ، والتعامل البروكستي والتشبيهات، فانه يُشبه أبناء شعبنا و مظاهراتهم المليونية واقتحامهم للمنطقة الملوثة ( المنطقة الخضراء) بجيش معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن عاص ورفعهم للمصاحف على أسنة حرابهم، حيث كتبَ (الذي حصل في تظاهرات يومي 30 نيسان الماضي، و19 مايس الجاري، كانت تخريبية وعدوانية هدفها إسقاط هيبة الدولة، وإرباك السلطة، ونشر الفوضى، فهم بحق فوضويون Anarchists )) بكل معنى الكلمة. لذلك فهؤلاء النشطاء الذين ينظمون ويقودون هذه التظاهرات ليست غايتهم الإصلاح، وتحسين الخدمات ومعالجة الفساد كما يدَّعون، بل اتخذوا من هذه المشاكل ذريعة لإسقاط النظام الجديد، مثلهم كمثل أسلافهم الذين رفعوا المصاحف على أسنة الحراب في صفين).
على خلاف العبادي والجبوري ولحظة حزنهم السلطوية بإهانة هيبة العراق من خلال "قنفة" السلطة والبرلمان يتوقف الأستاذ د. عبد الخالق حسين دون حزن، وفي تخندق سلطوي، مُشوِهاً لشُهداء مظاهرات اقتحام بؤر الحُكم الفاسدة ومدافعاً عن القتلةِ حيث كتبَ ( لماذا تتهجمون على القوى الأمنية إذا تصدت لهم لحماية مؤسسات الدولة).
ما زال الأستاذ د. عبد الخالق حسين مُصراً بتصديق أكذوبة العراق الجديد، وديمقراطية أحزاب المِللْ والنِحَلْ الحاكمة في العراق. قناعاته ومواقفه تجاه الصراع بين الشعب العراقي والنظام المشوه في بغداد يجعله بالضد من كل نضال جماهيري وعملية تغيير، وبالاخص ان شمل الاحزاب الطائفية ورموزها. من حقه ان يختار الخندق، ويرسم الصورة والتشبيه، ولكن ليس من حقه دعشنه الملايين العراقيين من المحتجين حيث كتبَ (ما قاموا به من تخريب داخل البرلمان والاعتداء على النواب، يؤكد حقدهم على الديمقراطية وعلى العراق الجديد وعلاقتهم بداعش. لذلك فليس هناك أي مجال لتبرير جرائم هؤلاء).
لدعشنة الحركة الاحتجاجية في بغداد وبقية المحافظات العراقية نحتاج الى بيان وتبيين في صندوق مالكوست الجديد. نحتاج لرواية لا يصدق تفاصيلها اسوأ مخرجي الافلام الهندية.
كتبَ الاستاذ د. عبد الخالق حسين (وأفادت الأنباء أن القوة الأمنية في بغداد نجحت في(ضبط مطبعة بمنطقة السعدون تحوي كُتبا بعثية مُعدة للتوزيع) وهذا دليل على الدور القيادي الذي تلعبه فلول البعث في هذه التظاهرات).
هكذا تم دعشنة المتظاهرين في صندوق مالكوست.
* وفق الاسطورة اليونانية كان العملاق "بروكوست" يضع ضحاياه في سريره. إذا وجده قصيراً لا يصل لأبعاد السرير، يبدأ بجذب أطرافه، لا يهمه أن تتخلع مفاصله، أو أن تُنزع أطرافه. أما إذا كان طويلاً، يبدأ بقطع أطرافه ليكون على مقاس سريره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا