الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-

عفيف إسماعيل

2005 / 12 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مسامرة سودانوية*

رحل عن عالمنا إلي الضفة الآخري في أواخر أغسطس الماضي الشاعر المصري الكبير حسن بيبومي، الذي عرفه الشعب السوداني عبر صوت المغني المبدع "مصطفي سيد أحمد" عندما إجتزأ مقاطع من نصه الشهير" ثلاثة ورقات من أشجار يحيي" في رثاء صديقه القاص المصري المعروف "يحيي الطاهر عبد الله" ، واطلق عليها أسم أغنية "عجاج البحر" .

كل عظماء البشرية تقول سيرهم الملهمة، إنهم يفعلون كل ما هو خارق ببساطة مذهلة، لا شك ان الشاعر حسن بيومي أحد هؤلاء القلائل الذين تضيق لديهم المسافة في بين الفكرة والتطبيق لدرجة التلاشئ، في إنسجام إنسانوي ينتمي للذين يصنعون المستقبل بقوة. لم توقفه عن ذلك سنوات الأعتقال الطويل، ولا المرض المزمن، ولا الأهمال المنظم من قبل الدولة في دكتاتورياتها الممتدة في كافة أشكالها ما بعد إستقلال مصر. ظل الشاعر حسن بيومي مناضلاً في الصفوف الأمامية لشعبه، دائماً منحازاً في كل كتاباته للفقراء والمسحوقين، ويحلم لهم بغد أفضل، ينضح ذلك من كل كتاباته التي أهمها مجموعته الشعرية الأولي "مذكرات شاهد عيان" التي كتب عنها في مقدمتها الكاتب المصري الكبير عبد الرحمن الخميسي قائلاً:

" من قطرات الدم والدمع وصيحات الحب والاستنكار ونبضات اليأس والأمل.. يغترف شاعرنا حسن بيومي شعره.. إنه ينسج من الوجدان الخاص وجداناً عاماً مدعماً بالصور الفنية ونابضاً بالأحساس الصادق ومنطلقاً من كل قيد يثقل خطى الشعر. بأسلوبه المتميز وبوسائله الشعرية الخاصة ينقل الشاعر أحاسيسه الصادقة إلي القارئ".

وللشاعر حسن بيومي آثار متفرقة من مساهماته الموسوعية، فإلي جانب الشاعر هناك حسن بيومي الباحث، والمترجم، ولعل أهم كتبه في ذلك ترجمته وتحقيق لـ كتاب "ل.أ. سيمينوفا" "تاريخ مصر الفاطمية"، وكتب الشاعر حسن بيومي في جزء من المقدمة :

" وضح تماماً من خلال ممارسة الحكام والخلفاء طوال هذه الحقبة التاريخية، هؤلاء الذين يتشدقون بآيات القرآن ويسعون لتأسيس المذاهب الفقهية ويشجعون جامعي الأحاديث، والمفسرين، مستعينين بترسانة هائلة من رجال الدين، وضح تماماً مدى عجزهم عن تحقيق ما جاء في هذه الآيات والمواعظ والأحاديث من عدل ومساواة، او حتي محاولة الإرتقاء باحوال الناس البسطاء وسد حاجاتهم الضرورية اللازمة للإعاشة".

لقد رحل الشاعر حسن بيومي وترك لنا الحبر يئن في المحابر،والبندقية مدفونة في مكان ما بصعيد مصر. ترك لنا أجمل قصائده، وهي سيرة الشاعر حسن بيومي الفلاح المشاغب الذي فعل ما يمليه عليه ضمير المثقف من اجل تشرق شموس العدل والحق والمساواة، ليس في مصر فقط بل في كل الوطن العربي ، وتمتد أحلامه الأممية لكل البشرية. وقد انطلقت صرخته المعبرة تقول:

وأبني في عيون الشمس مملكتي تناديكم

نسوراً تعشق الترحال في الآفاق تبغي الكون حريه

فأن شئتم تعالوا الآن نرقص رقصة البدء

ونحلم ان نمد الكف نحو الشمس بالدفء

تعالوا أيها الجوعي

تعالوا أيها الفقراء.

* مسامرة سودانوية العنوان الثابت للمقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل في صحيفة"المهاجر" التي تصدر عن منظمة "يارانايل" باستراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة