الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجالية العراقية والثورة السياسية في أميركا

قصي الصافي

2016 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



عزوف العرب الأمريكان وخاصةً العراقيين منهم عن التصويت في الإنتخابات الأمريكية قد جعل من جاليتنا رقماً مهملاً في حسابات السياسيين، وفي توجهات الحملات الإنتخابية للمرشحين، قد يقول البعض - وهم على حق - بأن قدرتنا على التغيير محدودة للغاية، طالما أن أغلب مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري ليسوا سوى دمى تحركها الشركات الكبرى والمليارديرات الممولة لحملاتهم، إلا أن إنتخابات هذا العام تمثل منعطفاً هاماً في تأريخ الديمقراطية الأمريكية بحكم الاصطفاف الواضح بين فريقين أو حركتين شعبيتين ،حركة بقيادة ترامب تجمع فيها العنصريون واليمين المتطرف، والتي لانبالغ إن قلنا أنها ستكون بذرةً سامة لصعود الفاشية الجديدة، وحركة يقودها المرشح الأشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز والتي تعدنا بثورة سياسية ضد الاوليغارك وسلطة المال وإرساء قواعد الديمقراطية الحقيقية ، ديمقراطية الشعب بأكمله لا ديمقراطية ال 1% من المليارديرات، ديمقراطية لا يكون فيها السياسي موظفاً مطيعاً لممولي حملته واللوبيات من أصحاب المليارات بل موظفاً يعمل لناخبيه، ديمقراطية توقف التشريعات التي تمكن الرأسماليين الكبار من إستنزاف ثروات الشعب، وتوسيع الهوه الطبقية التي بلغت ذروه غير مسبوقة، ولن يكون ذلك إلا بإصلاح قوانين تمويل الحملات الإنتخابية وهو من أولويات ساندرز الذي رفض طيلة تأريخه السياسي أن يستلم سنتا واحداً من الوول ستريت ، وكان جوابه دوماً : لست للبيع ، ولن أمول حملتي إلا من تبرعات صغيرة من الناخبين.
لماذا برني ساندرز؟

ا- خلافاً لمعظم المترشحين في الإنتخابات الأمريكية لم تكن الوصولية لعبته السياسية ، بل جاء برنامجه الإنتخابي منسجماً مع تأريخه السياسي، ففي الستينات كان قيادياً ناشطاً في حركات الدفاع عن الحقوق المدنية وضد ألفصل العنصري والعدوان الأمريكي ضد فيتنام، والدفاع عن حقوق المعوزين والطبقة الوسطى، وفي عام 1981 إنتخب لثلاث دورات متتالية محافظاً لمدينة برلنجتون فكانت سياسة إدارته تنصب على التصدي لجشع الشركات الكبرى، ومساندة النقابات، وتحسين معيشة الطبقات الدنيا، ودعم التعليم والصحة وزيادة أجور العمال ، فكان من بين أفضل عشرين محافظاً في الولايات المتحدة، ومنذ التسعينات إلى يومنا هذا وهو الصوت المتميز في أروقة مجلس الشيوخ مدافعاً عن حقوق الفقراء والطبقة الوسطى ، متصدياً لجماعات الضغط للشركات والبنوك الكبرى.

-2 خروجه على نمطية العمل السياسي الأمريكي والخطاب الإنتخابي، الذي يعتمد استثارة العواطف وإرضاء ميول ونزعات الناخب مما يفسر تقلب المرشحين في مواقفهم للكسب السياسي الرخيص، بينما آثر ساندرز مخاطبة عقل الناخب برؤية تحليلية واضحة ومنسجمة لقراءة الواقع ورسم ملامح المستقبل، وقد لامس ذلك نبض الشارع وخاصةً أولئك الذين تركهم النظام السياسي على هامش الحياة الإقتصادية والسياسية، وهذا مايفسر إقبال الحشود المتحمسة في كل تظاهرة إنتخابية يقيمها، والتي يحضرها أحياناً عشرات الآلاف، رب من يسأل " إذاً لم لم يفز على كلينتون بالنقاط الإنتخابية ؟، وللإجابة علينا الرجوع إلى تفاصيل قانون الإنتخابات ومحدداته التي صممت لا للإبقاء على هيمنة الحزبين على السلطة فحسب ، بل للإبقاء على قيادات حزبية متنفذة تستمتع بزيجتها غير الشرعية مع الوولستريت

3- طيلة الأربعة عقود من تأريخه السياسي، كان ساندرز ناقداً لاذعاً للسياسه العدوانية الأمريكية ضد فيتنام وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط ، ومن خطواته الشجاعة إنه سافر في الثمانينات للإجتماع مع قادة ساندينيستا تعبيراً عن تضامنه مع شعب نيكاراغوا ، وإدانةً للإرهاب الذي كان يتعرض له آنذاك والممول من قبل إدارة ريجان، كما لم يتوقف عن إدانة سياسة العنف الإسرائيلي متضامناً مع الشعب الفلسطيني ، ناقداً للدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، ومن مواقفه اداناته المستمرة لسياسات دول النفط الخليجي وخاصةً قطر التي اتهمها بتسهيل تمويل الارهاب وربما دعمه.

4- يلقب الكونغرس بنادي المليونيرات بسبب الاثراء السريع لأعضاءه عبر الفساد المقنن ، ومن أعضاءه الكثيرون ممن يدخلون عالم السياسة بلا ثروة ويخرجون بثروة طائلة ، فقد خرج غينغريش مثلاً بثروة مئة مليون دولار وكان مدرساً للتأريخ لا يملك شيئاً، وقد زادت ثروة عائلة كلينتون من 700 ألف إلى 111 مليون خلال 25 عاماً ، أما ساندرز فحصيلة ما يملكه 330 ألف دولار من رواتبه ورواتب زوجته
أما ريع كتابه فيذهب بكامله الى الجمعيات الخيرية، علماً انه الاقدم في مجلس الشيوخ وعمل لثمان سنوات محافظاً.

5- ألمح ساندرز إنه حتى في حالة عدم ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي للرئاسة فأنه سيوظف الزخم الشعبي لمؤيديه للضغط على مندوبي المؤتمر لتبني مطالب جماهيره، وفوزه في كاليفورنيا -الولاية الأكبر - سيمنحه موقعاً تفاوضياً قوياً، فلنمنحه ذلك بالتصويت في الانتخابات التمهيدية يوم 7 حزيران.

آمل أن يعي ابناء جاليتنا أهمية مشاركتنا وتحشيد الاصوات لساندرز ، إنها فرصة تأريخية يندر تكرارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يفهم مشكلة العالم ؟
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 5 / 29 - 22:44 )
ان الخطر الأهم الذي يواجه البشرية اليوم، هو الاٍرهاب الاسلامي،

الاٍرهاب الاسلامي، المبني على تعاليم الاسلام ، هو من هدم العراق وجميع الدول الاسلامية، وسيهدم المجتمعات الأوروبية ، بقيادة اليسار الاوروبي حليف المسلمين في ارهابهم.

فإذا كان ساندرز حليف للمسلمين ، فلا أهلاً ولا سهلا به.

اذا كان ستاندرز لايفهم الاسلام، مثله مثل اغلب زعماء أمريكا وأوروبا الحاليين، فلا أهلاً ولا سهلاً به.

ان اليساريين العرب والأوروبيين هم السبب في صعود الاٍرهاب الاسلامي، بسبب غبائهم ، كما تحالفوا مع خميني وصعدوه في ايران، ومن ثم ذبحهم الخميني.

وتحالفوا مع الاخوان المسلمين في مصر، ومن ثم أنقذهم العسكر من مجزرة الاخوان التي كانت اول من تطالهم.

وقبلها، تحالفوا مع الحزب النازي وحلوا الحزب الاشتراكي في ألمانيا وسلموا قيادته وجماهيرهم لهتلر، بحجت معاداته للرأسمالية، وقام هتلر بذبح قياداتهم، وأختيالهم الواحد تلو الاخر.

كما كان الحزب الشيوعي العراقي يتحالف مع عمايم النجف، التي أصدرت فتوى إعدامهم بيد محسن الحكيم في عام 1963.

هذا هو اليسار الأعمى، الذي فتح أبواب أوروبا للارهابيين المسلمين.


2 - السيد أحمد البغدادي
قصي الصافي ( 2016 / 5 / 30 - 05:18 )
زاوية التعليقات نافذة للحوار والذي يصبح محالاً حين تصوب بندقيتك ويدك على الزناد، وكل عدتك معلومات سماعية لا تجدها إلا في تأريخ متخيل تم تصنيعه بأسبقيات أيديولوجية ورؤية انفعالية. قد يطول الرد لكني سأكتفي بتصحيح بعض ماذكرت.ممثلو الحزب الإشتراكي الديمقراطي والشيوعي الألماني هم فقط من رفضوا التصويت في الرايشتاغ للقرار الذي يمنح هتلر صلاحيات مطلقة دون الرجوع للرايشتاغ، فكان الإنتقام أن سجن القادة في معسكرات النازية وبدء حمله تصفية ضد الحزبين مما إضطر الحزب للعمل في براغ ثم فرنسا وأعلن من باريس تأييده للحلفاء ضد النازية فأي تحالف مع هتلر تتحدث عنه. وأي تحالف هذا بين العمايم والحزب الشيوعي العراقي؟ وكيف أدخل اليسار الأروبي الإرهابيين ؟ لم أسمع أن أوروبا يحكمها اليسار،أما عن الإرهاب وأسباب نشأته فلا يمكن تناوله بهكذا نفس إنفعالي متشنج يميل إلى الأحكام الجاهزة بدل البحث الجاد والتحليل الموضوعي.

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار