الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 14 جانفي و انعكاسها على تونس

محمد محمود

2016 / 5 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ان الوعي بالتطورات الحاصلة في تونس مرحلة ما بعد ثورة 14 جانفي والتي تشهدها البلاد من نسق سريع على المستوى السياسي والاقتصادي وانعكاسها على مناخ الفرد والمجتمع يستدعي طرح هذه التحولات كمبحث اجتماعي وسوسيولوجي .
ولأن الثورة فعل مبني على التجاوز والتطور والتفاعل مع المتغيرات القائمة على التنشئة والقطع مع الماضي وتجاوز السابق والتأسيس للاحق وتعميق المواطنة والسلوك الحضاري والبحث عن التواصل مع الأخر داخل إطار حر يشجع على تنمية القدرات الذاتية على الإدماج داخل المنظومة الاجتماعية في مفهومها الشامل العميق حق مشاع بين كل التونسيين والتونسيات وسبيل الإنماء والتقدم والتنمية والمواطنة والفكر القائم على التأصيل والتحديث ومحاورة الأخر في زمن انتفت فيه الحدود وغدا فيه الثقافي محركا للتنمية وصماما للهوية وثوابتها ومقوما من مقومات المناعة الداخلية والخارجية.
الانعكاسات والظواهر النفسية
إن مرور تونس اليوم بالثورة على نظام الطاغية وما سببه من انعكاسات على المجتمع التونسي ومن مخلفات وانشقاقات جعل الدولة تمر بأزمة مالية واقتصادية وجملة من المشاكل المعقدة لابد أن تترك آثارا نفسية على المواطنين وهذه الآثار قد تتراوح في حدتها من فرد إلى آخر وقد تظهر بعض الآثار بشكل أعراض فسيولوجية ونفسية أو مظاهر سلوكية واجتماعية لذا فإن التعامل مع هذه الآثار يجب أن يكون مهدا جماعيا أي أن تشترك به المؤسسات المعنية وعموم المواطنين لتجاوز خطورة هذه الأعراض النفسية على المواطن التونسي وذلك بتفعيل دور مراكز الإرشاد النفسي التابعة للمراكز الصحية وتكوين فريق التدخل السريع للازمات وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للتعامل مع الضغوط النفسية والتكيف مع الأزمات وإعداد برامج إرشادية وعلاجية عبر الهاتف للرد علي أسئلة المواطنين و تطوير البحث العلمي في مجالات الأزمات الاقتصادية والمالية وأثارها.
تأثير الازمة
كما أن المخاوف الشديدة من مفاجئات المستقبل قد يكون له اثر كبير في عزوف الشباب المتزوجين عن الإنجاب وتربية الأطفال، نظرا لتدني المستوي الاقتصادي وعدم القدرة على تحمل المسؤولية تجاه الأطفال والنظرة السوداوية للمستقبل الغامض وعدم القدرة على مواجهة الضغوط يؤدي بهم إلى الانصراف إلى حياة العزوبية وقد يؤثر ذلك في ازدياد الانحرافات السلوكية مثل التعاطي والممارسات السلبية كمحاولة منهم للهروب من الضغوط النفسية .
تعتبر الضغوطات اليومية التي نواجهها جزءا من الحياة الطبيعية التي نعيش ويمكن اعتبار القليل منها في بعض الأحيان مفيدا فإحساسنا بالتوتر و القلق عند إقدامنا على مهمة أو مشروع يجعلنا نعمل بنشاط بل انه يحفزنا للقيام بعمل جيد وكما هو ثابت علميا فالضغوطات التي نواجهها يوميا لا يمكن استئصالها من حياتنا فهي جزء من الحياة الطبيعية ولكن الخطورة تأتي عندما تكون هذه الضغوطات مفاجئة وتشكل صدمة تتفجر بصورة شديدة في حياة الفرد اليومية وبطريقة تغير من طريقته بالنظر إلى العالم وعادة ما يتعافى معظم من يتعرضون لحادث صادم بعد بضعة أشهر من دون أن يحتاجوا إلى مساعدة مهنية. فالعقل كالجسم, يعرف كيف يتعافى من الإصابات وكيف يتغلب عليها. ولكن هناك من تبقى الصدمة تشل أفكاره وأحيانا أطرافه أو جزءا من جسده وتعيقه عن العودة للاختلاط بالمجتمع..... وتشمل الأمثلة ما نعانيه منذ قيام ثورتنا على الأحداث الصادمة والاعتداءات والاعتصامات المتكررة والنقاشات الحادة على القنوات وأعمدة الجرائد والساحات والقرارات الغير صائبة وبعض الاخلالات والحرائق أو الإفلاس المالي أو انهيار تجارة أو الاعتداء الجسدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.