الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدعوك فقالوا بتدمير الكون يوم القيامة - ج52 -عودة إلى سلسلة المقالات عن كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول)

نبيل هلال هلال

2016 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مشاهد القيامة المذكورة في القرآن - أو معظمها- كلها نكبات طبيعية ستصيب كوكب الأرض وحده - والمجموعة الشمسية في أقصى تقدير ,وليس الكون كله كما يشيع : زلازل - فيضانات - دخان- ريح عاصف – الصيحة-دك الجبال والأرض-حاصب-وغير ذلك . ولن يمتد أثرها لسائر العمارة الكونية .
اسمع معي إن شئت آيات من سورة التكوير: -إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ{1} وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ{2} وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ{3} وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ{4} وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ{5} وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ{6} وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ{7} وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8} بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9} وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ{10} وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ{11} وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ{12} وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ{13} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ } 14 . وإليك توضيح بعض معاني ما سبق : إذا النجوم انكدرت , أي غاب ضوؤها, وغياب ضوئها ليس علامة على زوالها, فضوء النجوم لا يراه من يتجاوز الغلاف الجوي للأرض فالظلام حالك ." فإذا انطلقنا خارج كوكب الارض في أي اتجاه نختاره , فإننا وبعد وميض أولي أزرق , سنجد أنفسنا محاطين بالظلام , وسماء النهار لونها أسود في الفضاء. وإذا السماء كُشطت أي إذا زال الغلاف الجوي لكوكب الأرض وهو مما يحدث عند دمار الأرض" (المرجع :كارل ساجان – كوكب الأرض - نقطة زرقاء باهتة-رؤية لمستقبل الإنسان في الفضاء-ترجمة د.شهرت العالم- مراجعة حسين بيومي). ومن سورة الواقعة: إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ{1} لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ{2} خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ{3} إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً{4} وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً{5} فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً{6} وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً{7} فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ{8} وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ{9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) 12 . لكن المدهش حقا هو أن سورة هود تؤكد بوضوح لا لبس فيه قيام الساعة ومحاسبة الناس وذهاب المحسن إلى الجنة والمسيء إلى النار وبقاءهما في النعيم أو الشقاء (مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ), أي حصول ذلك كله متزامنا مع وجود السماوات والأرض ! واسمع معي من سورة هود: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{107}وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ )108 . فكم هو واهم من يظن أن الغاية القصوى من خلق الكون (أو الأكوان) - تقتصر على خلق الإنسان ثم موته وبعثه , ثم تنتهي قصة الكون عند هذا الحد. إن الإنسان هو واحد من خَلْق الله في هذا الكون الفسيح البديع , وهو ليس المخلوق الأوحد أو الأهم , إنه ذلك الكائن الضئيل إذا ما قورن بتلك العمارة الكونية الهائلة التي يفوق حجمها حدود التصور , ودور الإنسان في عالم الوجود وبحسب ما اقتضته مشيئة الله تعالى , هو خلقه , فموته , ثم بعثه ومحاسبته , فدخوله بعد ذلك الجنة أو النار .هذه هي كل قصة الإنسان في عالم الوجود , لكنها بالتأكيد ليست هي قصة الكون كله , فما كان الله تعالى ليُبْدِع كل ذلك الكون المدهش من أجل الإنسان وحده , فدوره أقل من "كومبارس" بسيط في مسرحية الخلق والوجود, وتاريخه في هذا الوجود لا يكاد يساوي شيئا بالمقارنة بعمر الكون , أو عمر الأرض , أو عمر الحياة على الأرض , مما يعني أن أحداثا جساما تحدُث في غيابه : قبل أن يوجد, وبعد أن يفنى. يتبع - من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول) - لنبيل هلال هلال









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح