الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكب العقلاء...مصر

محمد نبيل صابر

2016 / 6 / 13
المجتمع المدني


تتراوح مصرمنذ فترة عدد كبير من الاحداث التى ستبدو فى عيون الدول السليمة احدث صغيرة ينبع تأثيرها من كثرتها وتواليها فى وقت قصير بينما فى الحقيقة يبدو كل حدث من هذا فى حالة الدولة المصرية المريضة ككارثة تزيد الى بلاءها بلاء والى مرضها داء. والمثير للدهشة فى الكوكب المصرى العجيب هو التعاطى والتعامل مع تلك الاحداث الجديرة بأن تمنح مصر كوكبا خاصا بها ومكانا مميزا فى عنبر العقلاء
والمؤسف انك لا تكاد تجد عاقلا واحدا يمكن الاعتماد عليه واللجوء اليه للبحث عن حلول او منحك طريقا يبدو فى نهايته ضوء النهار حيث تشتت الكوميديا فى كوكب الدولة المصرية العجيب بين النظام الحاكم والمعارضة حتى تكاد تشك كلما تعمقت فى النظر الى المشهد انك انت العاقل الوحيد فى هذا المربع القابع فى الشمال الشرقى لافريقيا والمثلث التابع له فى اسيا ام انك تسأل هل انت المجنون الوحيد؟....
قبل ان تتهمنى بالمبالغة عزيزى القارئ تعال نسرد بعضا من احوال كوكب العقلاء المسمى بمصر
* يشتكى الجميع من حزام العشوائيات وعشش الصفيح وتطفح صفحات الجريمة جنبا الى جنب مع السينما التجارية بما يجرى فى تلك الحوارى والعشش وحوادث الخطف والاغتصاب وانتشار الفقر حيث اعتبره ما يسمى الثوار علامة كبرى من علامات فساد مبارك ودليل على ما يمكن للفقر فعله فى الروح البشرية . قامت الحكومة مؤخرا بنقل (بعض) سكان احدى تلك المناطق الى مساكن ادمية واعلن الرئيس عن برنامج حالم لانهاء تلك الازمة فى خلال عامين
وفجأة تحولت تلك المعارضة التى "ذلت" نفسنا بمنظر عمارات فى افريقيا للفقراء والتى تقطعت انسانيا بسبب مآسى الفقر فى عشوائيات القاهرة الى رفض تلك الخطوة وتلخصت اعتراضاتهم نقلا عن الاراء والمقالات فى موقع رصد الى ما يلى:
1- مؤامرة من الحكومة للاستيلاء على الارض والتخلص من الفقراء فى مجاهل الصحراء
2- الحكومة تخشى انفجار قنبلة العشوائيات بعد الهجمة على الاخوان الذين كانوا يعملون كصمام امان اجتماعى لتلك المناطق (وهو لفظة مهذبة بمعنى قواد )
3- الموضوع كله دعاية والعمارات خاوية وفكرة فاشلة
والمؤسف استمرار للمهزلة ان حكومتنا السنية اكتفت فقط بنشر عبارات الرئيس دون ان توضح هل ستكتفى بنقل سكان تلك المناطق بامراضهم الاجتماعية والاقتصادية الى سكن فاخر بغرض تحسين الشكل فقط؟. ام ان هناك خطة متكاملة لمعالجة مشاكل مثل التسرب من التعليم والادمان والبطالة الضارب فى جذور هؤلاء المواطنين
* محافظ المنيا فى صعيد مصر يحتفل وبمنتهى الفرحة على وجهه ببيضة يدعى كأى جاهل انها مكتوب عليها لفظ الجلالة بل ويتم تصويره وهو يحملها بكفيه كالام الحنون تحتضن اول اولادها فى اسابيعه الاولى ثم يحدث جريمة طائفية ويتم تعرية امرأة عجوز وحرق منازل على الهوية فى نطاق محافظته وبدلا من ان يصر على معاقبة المجرم يحتج سعادته على اعتراض اصحاب الحق على انهاء الامر بعيد عن مظلة القانون ورفض تبويس اللحى قبل انفاذ القانون وبدلا من معاقبة مثل هذا المحافظ وعزله والتحقيق معه ومع مدير امنه بسبب تصاريحاته المتضاربة ومخالفة كلام الرئيس الذى اعلن معاقبة المعتدى وانه يجب تفعيل القانون
وكالمعتاد يتألق من يسمون انفسهم المعارضة فيتم فتح الباب لمحامى المعتدى بذقنه الطويلة ليتحدث عن ان الضحية تستغل الابعاد الطائفية للمشكلة وانه لا داعى لكل هذه الضجة وان القصة كلها من وحى الخيال .بدلا من محاولة تغيير صورتهم الفاشية يصرون عليها بمنتهى الغباء
* تنتشر اوراق الامتحان على شبكة الانترنت وتقف الحكومة عاجزة رغم انها ليست المرة الاولى التى يحدث فيها هذا وبدلا من الاستعداد مثلا لهذا الموقف او البحث عن حلول فعالة او سد اسباب التسريب وقفت الحكومة عاجزة مترهله لتبدو مهزومة امام صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى
وبدلا من مناقشة اى مقترح جاد لامتحانات القدرات قبل الجامعة مثلا والحرص على تأطيره باسلوب يضمن العدالة للجميع او البحث عن اى حلول بديلة ادلى الكل بدلوه فى وسط عجز وصمت حكومى تام للاعتراض على مجرد مقترح جديد دون الانتظار لاى تفاصيل ودون مراعاة البحث عن دراسة استباحة اولياء الامور لكل القيم امام شباب فى سن المراهقة من اجل النجاح فى نظام الثانوية العامة الفاشل اوعن اسباب انعدام اى رد فعل للجهاز الادارى للدولة فى مشهد لا تدرى هل تضحك فيه ام تبكى منه
* تدهور اقتصادى حاد وارتفاع لمعدلات التضخم وارتفاع جنونى فى اسعار السلع وقروض داخلية وخارجية تاريخية للدولة والصندوق المالى للنظام يتحدث عن تبرع سيدة فقيرة بحلق ورثته عن جدتها لدعوة للتبرع له. بينما يعقبه اعلان تتفاخر فيه احدى الشركات عن قيامها باقامة 10 مشاريع للاسكان فوق الفاخر والكمباوندات فى خلال 10 سنوات بل ونفس تلك الشركة كان التدافع والتزاحم على باب الحجز لاحد تلك المشروعات مادة لدهشة مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة . ووسط كل هذا يحتفظ رئيس الحكومة المهندس بنظرته المذهولة دائما وابدا ويختفى تماما عن المشهد لتبدو الامور فى الدولة الاقدم فى التاريخ كانها بلا ادارة وبلا دولة وبلا تحكم
ودليل العقلاء الى الحكومة الرشيدة يتحدث عن اجراءات قوية للعدالة الاجتماعية مثل ضرائب على ملاعب الجولف الشاسعة وسعر مياه مختلف لتلك الكمبوندات بناء على حمامات السباحة ومياه رى الحدائق التى يجاورها فى المشهد مناظر العطش وبور الاراضى فى الصعيد مع اقل فيضان للنيل منذ مدة وغيرها الكثير
الحكومة فى فترة حالكة اقتصاديا تمد يدها للفقراء وتنفق بسخاء على الاغنياء
اتشاركنى الدهشة عزيزى القارئ..قالها قبلنا المتنبى
وكم بك يا مصر من المضحكات ...ولكنه ضحك كالبكاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال