الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روح الإسلام وخلاصة الدين [2]

محمد عبد المنعم عرفة

2016 / 6 / 15
الادب والفن


هذه هي أخلاق الإسلام، وكثير من البلاد الإسلامية فتحت بالأخلاق لأن الناس أعجبت بأخلاق المسلمين.
كان هناك رجل من الإتحاد السوفييتي أسلم، وكان عنده حصان ومزرعة على بعد خمسة كيلو من البيت، يركب الحصان للمزرعة ومعه ولده، وفي يوم من الأيام هرب الفرس إلى الغابة، فذهب أهل البلدة يواسونه.. فقال لهم علام تواسونني ؟ إن عندنا في دين الإسلام يقول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فقالوا له هذا كلام خطأ! كيف ستذهب للمزرعة الخ.. كانوا غير مقتنعين بالآية، ولكن رجع الفرس بعد شهرين من الغابة وأتى معه بستين فرساً، وأمسى الرجل لديه ثروة كبيرة، فذهبوا يهنئونه على هذا، فقال لهم وتوجد آية في القرآن تقول (وعسى أن تتكرهوا شر وهو خير لكم) فتعجبوا من هذا، فحدث أن ابنه الوحيد وقع من فوق الحصان وانكسرت رجلاه، فذهبوا يواسونه على كسر رجل ابنه الوحيد الذي يساعده في العمل.. فقال لهم (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) فسألوا مرة أخرى من أين سيأتي الخير من وراء كسر رجل ابنك ؟ فقامت حرب بين بلدتهم وبلدة أخرى، جمعوا لها جماعة الشباب فماتوا كلهم إلا هذا الشاب لأنه طريح الفراش، فأسلم أهل البلد عن بكرة أبيهم، وقالوا : هذا الدين حق وعلى صواب (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

فضل الثقة بالله تعالى وإكرام الناس
متى يستجيب الله دعائك ؟ إذا كانت عندك ثقة في الله، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: (إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء) أي أنني إذا دعوت لاستجاب الله لي في التو واللحظة، ولكننا ندعو ولا يستجاب لنا، لأننا ندعو ولسنا حاضرين مع الله، وغير مستحضرين عظمة الله، ليس الله أمامنا، مشغولون، لدينا آلهة أخرى مشغولون بها.. النفس، الأولاد، الخ.. ولهذا لا يستجيب الله لنا.
لذلك نريد أن نعود إلى الإسلام، من حيث القيم الإسلامية، كقيمة المحبة، أين قيمة المحبة اليوم ؟ كان الناس زمان يفطرون في رمضان أمام بيوتهم، ويتبادلون الطعام، وعندما يمر غريب فثي البلدة يدعونه إلى الطعام، وكان الأهالي يرسلون الصبية على نواصي الشوارع كي يجلبوا الغرباء ليفطروا عندهم، وأي صبي أتى بأناس أكثر أعطوه عطاء أكثر.. أما اليوم فإنه يدخل بيته ويقفل على نفسه مائة باب، وأحيانا تكون أمه معه في نفس البيت فيدخل خفية من الباب الخلفي لكي يفطر هو وزوجته ويترك أمه وحدها، لم يعد عندنا الحب والإخلاص والصدق والثقة في الله.. هل تظن أنك حين تعطف على الفقير وتطعم المسكين، هل سيتركك الله ؟ سيعطيك أضعافا مضاعفة (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) أي سأضاعف لك العطاء أضعافاً مضاعفة.. لذلك يجب أن نعود إلى الإسلام، إلى الصدق والأمانة والإخلاص.
هذا هو الإسلام كما أراده الله ورسوله (معاملات حسنة وأخلاق فاضلة)، وليس كما نريده نحن (عبادات بلا ثمرة أخلاقية).

الطريق إلى الجنة هو التخلق بأخلاق الله
هذه العبادات موضوعة لكي نكون عبيداً لله.. يقال (طريق معبد) أي مستوي وناعم كالحرير، عندما يكون قلبك مستوي وناعم كالحرير، ليس فيه كبر عال ولا دناءة شهوانية، ومرآتك ليس فيها صدأ ولا قذر بل نظيفة نقية : فهنا سوف تظهر فيها أنوار الله وتظهر فيها الأسماء والصفات، ويقال (طبتم فادخلوها خالدين) أي استويتم فادخلوا جنة الدنيا، وهي جنة معرفة الله، أو جنة الرضا، أو جنة المحبة، أو جنة العلم، كل هذه جِنان، كلما اتصفت بصفات الحق كلما دخلت جنات الحق، والحق جناته كثيرة.. وهي جنة عاجلة وجنة آجلة (هم فيها خالدون) أي طيلة حياتهم في الدنيا والآخرة ولم يقل خالدون في الآخرة، فمن تخلق بأخلاق الله دخل الجنة، ومن عاش هنا في الجنة عاش هناك في الجنة، ومن عاش هنا في النار عاش هناك في النار، نفس المعيشة هي هي (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) ماهو هنا فهو هناك، الصورة واحدة، الإنسان يبعث على ما مات عليه، والإنسان يموت على ما كان عليه، ما كان في نفسك تموت عليه، وما مت عليه ستبعث عليه، لا أحد يتغير أحد ولا يتبدل، الموت لا يغير النفوس ولا غيره إلا العلم والإتباع والرياضات الروحية والتزكية والتربية على يد مربي على يد خبير قرآني يأخذك من الظلمات إلى النور، من الجهل إلى العلم، من البعد إلى القرب.

لا يمكن تغيير الأخلاق بدون الشيخ المربي
وهذا الأمر يحتاج إلى مربي مزكي، لأن النفس البشرية على طبيعتها وفطرتها لا تستطيع أن تصل إلى هذا، لأن فيها من الأمراض والخبئث الدسيسة الخسيسة ما يمنعها عن الوصول إلى أن تكون صورة مجملة من جمال الحق تبارك وتعالى، لأن الإنسان شحيح بذاته خلق من تراب، والتراب حين اختلط بالماء ليكون طيناً تماسكت ذراته، فهذا التماسك تسبب في ظهور صفة الشح، فأنت شحيح بذاتك والله يريدك كريما، أنت عجول (خلق الإنسان من عجل) (وكان الإنسان عجولا) والله لا يريدك أن تكون عجولاً (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) فمن أين ستأتيك الرويّة ؟! وسرعة النفس في العجلة كسرعة الصاروخ، من سيوقف الصاروخ ؟ لا يوقفه إلا الله.. وهذا في حالة واحدة فقط لا ثاني لها وهي: أن تدخل في المعية المحمدية، لو دخلت في المعية المحمدية سوف يسكن الله نفسك ويدخل عليها الروية والطمأنينة.. لذلك فالمعية المحمدية بمصاحبة إمام الزمان الوارث الخبير مهمة جداً (الرحمن فاسأل به خبيرا) (ولا ينبئك مثل خبير) قال ص (أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)
فيجب على كل منا أن يبحث عن الإمام الوارث في هذا الزمان لأن الدخول في معية الإمام تكون في معية رسول الله ص، والخروج عن معية رسول الله ص.

العبادات دون أخلاق لا قيمة لها
الله ليس زمانا ولا مكانا ولكن القرب من الله قرب صفات، هل تريد أن تكون قريباً من الله ؟ تخلق بأخلاقه، ولذلك يقول رسول الله ص (أقربكم مني مجالساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون) الهين اللين الطيب الزكي المتواضع الكريم العفو الغفور المتسامح الرحيم الودود الحليم، هذا هو القريب من سيدنا رسول الله؟ ص، والقريب من سيدنا رسول الله قريب من الله، لأن (من يطع الرسول فقد أطاع الله) والبعيد من رسول الله ص بعيد عن الله، لأن البعد والقرب ليس بزمان ولا مكان، وإنما هو أخلاق وصفات.. لذلك يجب على كل منا أن يتحلى بصفات الحق.

الهدف من خلق الإنسان وخلق الدنيا
ولذلك خلقنا الله تعالى.. لكي يظهر بصفاته وأسمائه الحسنى وليس لأجل عبادتك! فهو ليس بحاجة إليها، الله تعالى لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، وفي الحديث القدسي: (ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا) لو أمسيتم ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم لن تنفعوا الله بشئ (يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) ماذا ستنقص الإبره من المحيط ؟ ففضل الله عميم واسع لن تنفعه طاعتك ولن تضره معصيتك، ولكن أنت الذي تنتفع بالطاعة بوقوع الثواب لك وتضرر بالمعصية بوقوع العذاب عليك.. وأما هو فيريدك (صورة منه) متى تكون صورة منه ؟ حين تتجمل بجماله، هو حليم ويريدك حليما، هو كريم ويريدك كريما، هو عفو يريدك أن تعفو عن الناس

كل إنسان منا في موضع امتحان
لذلك على كل شخص منا أن يتوخى الحذر: نحن لم نأت هنا إلى الدنيا عبثاً وإنما لأجل امتحان.. ما هو هذا الإمتحان ؟
شئ بسيط وهو: إظهار ما هو كامن مكمون في أسرارك التي لم يطلع عليها إنسان.
ما الذي يترجم ويُظْهِر ما هو مكنون في أسرارك ؟ إنه النية.. النية هي التي تبين ماهو في سر كل إنسان منا، ولذلك خلق الله الدنيا وقام بعمل هذا البرنامج كله لكي يخرج المكنون داخل النفوس، ولكي يظهر كل واحد منا على حقيقته، الحق: حق والباطل: باطل، النظيف: نظيف والقذر: قذر.. يظهر في صفاتك في معاملاتك، في سلوكك، في مودتك للناس، في حبك، في أنانيتك، في كل ما يطرأ عليك من تغيرات ومن أفعال ومن سلوك ومن أخلاق ستظهر عليك حتماً، فإما ناجح وإما راسب (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة).

فضل الإنكسار لله والوُسْعة للناس
وأفضل شئ: الأخلاق الفاضلة، التواضع والإنكسار، الرحمة الوسعة للناس، وعدم الغضب وعدم الثورة ورؤية النفس الخ.. كل هذا سيؤدي بك إلى الهلاك والمصائب.
وأما حينما ترى نفسك منكسر، ترى نفسك مسكين، ترى نفسك جاهل حتى لو عندك علوم الأولين والآخرين، لأن هذا العلم ليس مني، وإنما من العليم الذي هو الله، ولن يتفضل عليك بالعلم إلا إذا واجهته بالجهل، وأما إن كنت تريد أن تكون عالماً على الله: سيتركك لعلمك ليهلكك! لأن الله غيور لا يحب أن يتدخل العبد معه بالعكس، لأن العبد:
إما أنه مسلم أمره لله: فهنا يتولى الله أمره، أو أن هناك مشاكسة ومشاغبة ولا يريد أن يسلم أمره لله: فيتركه الله لنفسه، إلى أن يرى نفسه قد أهلكته فيدعو وينكسر، فيتدخل الله في هذه اللحظة فيرفع عنك نفسك ويبدأ البرنامج الإلهي يصلح لك أمورك.. هذا هو الحاصل.

الإنسان إما حق أو باطل والعبادات وضعت ليكون صورة من الحق
لأن الإنسان فيه جزءان: جزء حق، وجزء باطل.. فأي شئ يدخل فيه النفس الأمارة أو الخيال والوهم يكون باطلاً، وأي شئ يدخل فيه القلب والروح والعقل النوراني: يكون حقاً.
فإحساسك وجوارحك كلها إذا تماشت مع خيالك ووهمك ونفسك الأمارة ، فاعلم أنك كلك باطل في باطل، وإن تماشت مع عقلك النوراني فأنت حق (لأن العقول اثنان: إما عقل منير بنور الحق، أو عقل مظلم بظلمة الشيطان، من الوسوسة والخيالات والأوهام الفاسدة والأفكار السيئة التي يلقيها في دماغك ويجعلها عقيدة ودين تتبعه، وأنت لا تدري أين الصواب من الخطأ!)
هذا هو العقل، أما القلب فهو واحد، إذا استنار أنارك، وإذا أظلم أظلمتَ.. وأما الروح فهي أنوار، تفيض أنوار الأسماء والصفات على القلب عن طريق الفؤاد.. هذا هو البرنامج المطبق عليك. فإما أنك روحاني تبع للروح، وإما أنك نفساني تبع للنفس، وإما أنك شهواني تبع للجسد.. بحسب أحوالك التي ترد عليك.. ولذلك جعل الله العبادات وفصلها النبي ص وبينها وقال افعل كذا وكذا، لكي يخرجك من العبودية لهذا كله، لئلا تكون عبداً لنفسك أو عبداً لحظك أو عبداً للهوى أو عبداً للشيطان أو عبداً لخيالك أو لوهمك أو لزوجتك أو لأولادك أولبطنك.. قال رسول الله ص (تعس عبد الدرهم) الذي جعل كل حياته في سبيل جمع المال (تعس عبد الخميصة) أي عبداً لبطنه يريد أن يأكل هذا وذاك (تعس عبد الزوجة) تأمره فيطيع في حق أو باطل، تابع لها.. كل من أطاع شيئا غير الله فهو عبد له، أحيانا يكون الأولاد أعداء، يجعلونك تسرق وتنهب وتغتصب وترتشي وتشهد الزور! كل هذا كي ترضيهم وتجلب لهم المال ينفقون منه، فصار ابنك عدوك في الإسلام.. لذلك يجب أن تراقب نفسك، وليس أن تقول صل وكفى، لا الصلاة ليست منفصلة عن الأخلاق التي يريدها الله، بل لتكون عبداً لله.. هذه العبادات كلها لكي تكون عبداً لله. والإنسان يتصرف على حسب أحواله الواردة عليه، فإن كان يتصرف حسب النفس فهو عبد للنفس، وإن كان حسب الشيطان فهو عبد للشيطان، وهذا يتبين في صفاتك، هل هي صفات الحق أم صفات الباطل.

الإنسان عبد بالضرورة ولابد
لأن للعبد ثلاث حالات: إما أن تكون عبداً لنفسك أو لشيطانك أو أن تكون عبداً لله:
1- فإن كنت عبداً لنفسك ستظهر فيك أمراض النفوس كلها:
* سيظهر عليك البخل والشح: والشحيح هو أنت واما الكريم هو الله، إذن الله ليس ظاهراً فيك، مرآتك صدئة! نفسك ظاهرة وقاهرة إياك على الشح والبخل! وهما ليستا من صفات الله، وإنما صفة الله الكرم.. إذن أنت عبد لنفسك في تلك اللحظة.
* سيظهر عليك غش الناس: هل من أسماء الله (الغشاش) ؟!! أنت الغشاش، عبد لنفسك الطماعة الحيوانية، تريد أن تكسب أكثر بالحرام، والطمع صفة من صفات الحيوانات، إذن النفس الحيوانية مسيطرة عليك كاتمة على أنفاسك.
* أو يظهر عليك الغضب وتكون عبدا لنفسك الغضبية السبعية الوحشية: والغضب ليس من أسماء الله، الغضوب هو أنت، فيك نفس وحشية سبعية كالأسود والوحوش
* أو تظهر عليك الشهوة لأن النفس البهيمية الظاهرة في البهائم ظاهرة فيك.
أنت كون بأسره! كون صغير مجمل، خريطة مصغرة للعالم، أنت الأصل، جميع ما في الكون موجود فيك، وكل ما هو مجمل فيك فهو مفرق ومفصل في العالم، فيك الشياطين، فيك الملائكة، فيك الحيوانات بجميع أنواعها، .. أحياناً يرفس الإنسان كالحيوانات، أويعض كالكلب، ويبصق كالثعبان في العين فيرمدها بسبب السمّيّة التي فيها.
2- وإن كنت عبداً للشيطان : فسوف تكون كذاباً مكاراً ومخادعاً وأنانياً ومتكبراً ومتغطرساً الخ.. لو ظهرت عليط أخلاق ابليس فأنت عبد لإبليس، والكذاب عبد للشيطان، لأن أول من كذب هو الشيطان، والله أخبرنا أن من كذب فالشيطان راكبه (قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ؟ تنزل على كل أفاك أثيم) أفاك أي كذاب، ما دمت تكذب فالشيطان هو قائدك، وأما إن كنت تريد الله أن يكون متجلياً عليك ؟ فقل الصدق والحق، لأن الله هو الصادق (ومن أصدق من الله حديثاً) (ومن أصدق من الله قيلا) ؟ لا يوجد.. لأن الله هو (الصادق)، فلو ظهر عليك الصدق كنت عبداً لله.
3- إن كنت عبداً للرحمن: فستجد نفسك متواضعاً هيناً ليناً حليماً كريماً عفواً عفوراً ومحباً للناس ومتودداً لإخوانك المؤمنين، إن صفا قلبك وأنارته الأسماء والصفات وظهرت عليك أنوار الله: من الصدق والإحسان والكرم والجود والحِلم والعفو المغفرة، كل هذه صفات إلهية، في حالة ما إذا كنت متصلاً بهذه الصفات: فأنت عبد لله.. لكي تكون عبداً لله فلابد أن تظهر عليك صفات الله وتتحلى بها، أن تكون مرآة له تظهر فيها أنواره وجماله.
فأهم شئ أن تتخلق بأخلاق الله (وكان الكافر على ربه ظهيرا) أي أن الكافر ظهر بأخلاقه البشرية، ظهر بالطمع وظهر بالكذب والغش والعجب والرياء والأنانية والكبر، هذه كلها ليست صفات الحق، وأما حين تظهر عليه صفات الحق ويتخلق بأخلاق الله، كالحليم والكريم والعفو والغفور والودود: فحينئذ يكون عبداً لله.

علامة ظهور الأسماء والصفات في العبد
أن تمسي أخلاقك عظيمة، أخلاق حليمة كريمة، متواضع منكسر ظاهرة فيك صفات العبيد: من الضعف والذل والإنكسار والجهل والإضظرار والإحتياج إلى الله، والموت.. كيف تكون ميتاً ؟ ميت الجسم ؟ لا.. وإنما موت النفس... ماتت نفسك الأمارة، مات حسك، وهمك (الذي سيضيعك) مات، خيالك مات، واستيقظت فيك الأنوار، استيقظ قلبك واستنار، عقلك استنار، روحك استنارت وأنارت جسدك فاستنار، تسير في الطاعة، تتخلق بالأخلاق الفاضلة الجميلة دون مجهود أو تعب.. إذا وجدت نفسك تحب الخير بغير تعب فاعلم أنك صرت بخير، حينما تجد نفسك تحب الحلم، لأن مرآتك لما نظفت: تجلى عليها الحليم، تجلى عليها الكريم، تجلى عليها العفو الغفور الوهاب المعطي وكل الأسماء.. حينما تجد نفسك تحب ألا تكذب على الناس، وتجد نفسك كريماً، لأن الله هو الكريم

كما نعامل الناس يعاملنا الله
وأنت حين تكرم عبيده سيكرمك! ولن تكون أكرم من مولانا، لأنه يعطيك مسحة أو ذرة فقط من كرمه، فكلما أكرمت عبيده سيكرمك، كلما عفوت عنهم سيعفو عنك، والله تعالى يقول (فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟) تريد أن يعفو الله عنك اعف عن الناس، تريد أن يغفر الله لك اغفر للناس، تريد أن يعاملك الله بالحلم كن حليماً مع الناس، تريد أن يعاملك بالكرم كن كريما مع الناس، وهكذا.. كما تعامل الناس يعاملك الله..

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استدراك خطأ
محمد عبد المنعم عرفة ( 2016 / 6 / 15 - 18:43 )
ورد أعلاه : فيجب على كل منا أن يبحث عن الإمام الوارث في هذا الزمان لأن الدخول في معية الإمام تكون في معية رسول الله ص، والخروج عن معية رسول الله

والصواب: لأن بالدخول في معية الإمام تكون في معية رسول الله ص، والخروج عنها خروج عن معية رسول الله ص.

اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا