الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفيف الوجد -3-

الهادي قادم

2016 / 6 / 15
الادب والفن


في رحلة عصافير الخريف
الصادحات شدوا في كبات البلاد
كان الطقس كئيب كئيب
كئابة الموتى ساعة الظهيرة
حجمتني جواميس ذوات دربة
تروضها أيادي خفية
قلبوا غناء الحالة عويل
ومضوا به قربان الى المقصلة
وقرونها ترسم صرخة الوطن
على ظهره العاري
من تراجيديا المساء المر
وغز صمتي سؤاله الأخير
أليس قلب الأرض
أكثر جمالا و دفئا من حضنها
المضمد بمساحيق الحضارات ؟
فسرت على أثاره لحنا
أدوزن خطى الحرية
حرية أمواج من الحب
ارهق جدران قلبي الدامي
حرية أن أرى الناس انسان
لا ذئاب تحاصر قطيع نعاج
حرية أن يبقى الاحبة احياء
متلذذين بعاطفة البقاء
غير آبهين بجحيم الفناء
يا رفيق الألم الأبدي
اليس قلب الأرض أكثر جمالا
و دفئا من حضنها المضمد
بمساحيق الحضارات ؟
.......
بعد ليلتين يتيمتين بلا حلم
قضيناه توغلا في جروف السؤال
من قرني الثور أنزلناه
لكنه كعادته لا يطيق الانتظار
في عالم  يحاصره ثيران
على عجل على عجل الربيع فينا
رحل الى فيافي البرية
حيث التماس الذات للذات هناك
أخذا معه الحلم رمزا للفداء
وغاب ولم يقرأنا الوداع
بصمت السحاب الراجع بلا أمطارا
عبر كالطيف سواحل أوراقنا الممزقة
واستعاد  إمبراطوريته في الغياب
لم ينتظر مني جواب للسؤال
أو سؤال مني يلوكه في وحدة الغياب
أو قصيدة يقرأها في جيب الموت هناك
فبعده نادمت ملل الليالي العجاف
حليفا رغم حموضة التبغ الحديث
و رتابة الحديث عن المجرات وعرش الله وعش الحبيبة
لعله في النوم يدليني الى ملهى القرنفلات جيتار
لعله للبعد يدعوني ولو ومضة زمان مسدار
أسرق من أحلامه حلما من رمش ثلث الليل الأخير
عن قلب الأرض تحكيني
عن سكان الأبدية الزرقاء
عن مغامراتهم البيضاء
عن طيرانات الالهة تسليني
أسألها كم بستان من الأزهار يرعاها الرفيق؟
وكم حلم جميل تبيعه الزنابق لمن يستنشق عطرها الدافئ؟
وكم ريحانة عتقت بدم الثوار حتى ثار الأرض من فرط الحياة فيه؟
.........
كم كنت شفيف الوجد خفيفا
في حضرة وجدنا يا صاحبي
يا رفيق الألم الأبدي فينا
كيف وجدت قلب الأرض، هل هي دافئة ؟
وهل زارت خلاياك، من يسكن شرفاتها الرطبة ؟
كيف يقضي الفلاسفة في كيمياء الوجود يومهم ؟
هل تأكد نيتشه من موت الاله ؟
هل رتب سارتر لهم اللقاء ؟
جيفارا و الخاتم عدلان ، أما زالوا يحاربون الوجوع والخرافة في بلدانهم من منصة الخلود ؟
أم لم تلتقيهم بعد ؟
هل التقيت بأجدادك الأوائل ؟
كيف هم، أهم مختلفون عنا ؟
أفينا شيء من التطور بعدهم ؟
أم اللقاء فكرة اللامفكر فينا ؟ 
لو كان اللقاء دورة حياة، فزنبقتنا
بائعة الأحلام أيضا في الغياب
زرناها مؤخرا ذات مساء
وجدناها ذابلة كقمر مكسوف
بتلاتها شاحبة كشعب يسكنه الظلام
لم نكمل الحديث معها
عن علاقة الورد بالنيل و الطير بالأحلام
ودعتنا ومازال الليل طفل
يرضع من عينيها الضوء
لقد أغواها البعد الى النوم باكرا
يا رفيق الخطوة الأولى
أيها الساحر المؤبد فينا
الزنبقة، تلك الفاتنة الوريفة
سقطت وراءك كدمعة سخنة
لم يقنعها القمر المشرق من وجنتيها
لتعيش الحياة برهة
كنيزك تاه عن حفل التشظي انطلقت،
و سقطت في عتمة البعد اللانهائي فيها
و غابت كطائر الباداجرقار يبحث عن رفيق حميم
تاه في زرقة الكون الكبير
..........
لقد كنت صائبا يا رفيقي
عندما قلت أن الانسان فكرة
والحياة في رفقة صاحب يجلي يومنا بالنكد الحر
مروضا معنا مهر الأفكار، لهو أعلى في تجليه من كروم كرامة السماوات القصية
فعلا قلب الأرض أكثر دفئا من حضنها
فالأرض لا تجذب ألا الثمار الناضجة لبطنها
حفاظا على تاريخ الطبيعة فيها
أما الثمار النية فهي كاستاتيكية الأفكار فينا
لا تصلح الا لصناعة الرمح و اضرام النار فينا
فالورد ذابل وعطرها في عقل الوجد
أبدا الدهر تكرر الحضور
والصحراء باقي طويلا، كمندوب الله فينا
لا يزول قاس و مر لا يطاق
لربما نلتقي مجددا عند التقاء غبارنا بغبار الكون الفسيح
حيث لا جلاد هناك فالكل فيه جلادين، و حيث لا حكما هناك فالكل فيه لاعبين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في