الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخول الفلوجة، وما بينهما

ضياء رحيم محسن

2016 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الأبرز في هذا الأسبوع، هو ما حصل في نهايته؛ عندما دخلت القوات العراقية بكافة صنوفها ومن خلفها رجال الحشد الشعبي والعشائر العراقية، قضاء الفلوجة محررة إياه من دنس الإرهابيين، وما نتج عنه من إخراس أفواه كثيرة بما فيها قنوات فضائية عراقية وعربية.
بعد تحرير الفلوجة من براثن الإرهابيين، لم يعد لأبواق داعش السياسيين أي منفذ يمكنهم سلوكه، سوى الرجوع الى مناغمة الأحداث والسير مع التيار، وهو ما فعله كثير منهم عندما أخذوا يصرحون بتصريحات تختلف عن تصريحاتهم السابقة، الأمر الذي يعكس قبولهم بالأمر الواقع، لكنه أمام جمهور ناخبيهم لن يجديهم نفعا، ذلك لأننا سنرى ظهور قيادات تقود الشارع السُني، تختلف كثيرا عن تلك التي قادته طيلة ثلاثة عشرة سنة مضت، وبالتأكيد هذا الأمر ينطبق على الشارعين الكوردي والشيعي.
تصريحات كثيرة ومتناقضة أيضا ضمن التحالف الكوردستاني، وهو الأمر الذي يعكس عمق أزمة الثقة بين مكونات هذا التحالف، أخطر تلك التصريحات كانت على لسان مسرور البارزاني (مستشار مجلس الأمن القومي في الإقليم) والذي يقول فيه بوجوب تقسيم العراق الى ثلاث كيانات قومية وأثنية، الأمر الذي رفضته كتلة التغيير، ووصفه هذه التصريحات بالإستفزازية، مع التأكيد على أن الإقليم جزء من العراق، وعلى جميع الكتل السياسية العمل لحل المشكلات ومواجهة خطر الإرهاب، وهو الأمر الذي أكده الإتحاد الوطني الكوردستاني، مع الإشارة الى أن الإقليم الأن ليس موحدا، وآلية إتخاذ القرار فيه ضعيفة؛ بسبب تعطيل دور المؤسسات التشريعية فيه، بملاحظة أن المشاكل بين المركز والإقليم يجب حلها داخل العراق؛ وليس داخل الإقليم بحسب الإتحاد الوطني.
جاءت الضربة القاصمة لتصريحات السيد مسرور على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بقوله: إن موقف واشنطن لم يتغير بشأن تأييدها لعراق "فيدرالي تعددي ديموقراطي موحد". وأضاف "هذه كانت سياستنا وستبقى كذلك"، ومعارضته أي محاولة لتقسيم العراق، وأن ذلك هو أفضل مسار سياسي لمستقبل العراق.
الموقف الفرنسي كان متقدما بعض الشيء هذه المرة، عندما قامت بإرسال معدات وأجهزة عسكرية للقوات العراقية، للمساعدة في الحرب على الإرهاب.
يبدو أن تغييرات كثيرة ستطرأ هنا، خاصة في منطقة الخليج العربي، مع إشتداد التصريحات المناوئة للسعودية، في تدخلها في الشأن اليمني على الأقل، والإدانة الصريحة لها من قبل الأمم المتحدة، وكذلك الإدانة الصريحة للمملكة ولقطر من قبل المرشح للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، وقد إستبقت الإمارات العربية الأمور عندما قامت بسحب قواتها المشاركة بعملية (عاصفة الحزم)، ولم تنس الإمارات أن تعبر عن عدم رضاها لأداء الرئيس اليمني المستقيل، عندا أشار وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بأن التدخل العسكري أنجز ما مطلوب منه، وبقي على الفعاليات السياسية اليمنية أن تقوم بواجبها لحفظ وحدة اليمن.
إقليميا أيضا نجد تركيا تحاول التخلص من عزلتها، من خلال التودد الى روسيا، بعد أن إتخذ البرلماني الألماني قرارا بعد مجزرة الأرمن التي إرتكبها الجيش التركي في بدايات القرن الماضي جريمة إبادة، الأمر الذي يتيح محاكمة تركيا كدولة، ما يحرمها من دخول الإتحاد الأوربي، وهو ما كانت تحاول الحصول عليه طيلة سنوات مضت، كما أن نار الحرب التي أوقدتها في سوريا بدأت تطالها شيئا فشيئا، من خلال التفجيرات التي تحص بين حين وأخر، وأخرها تفجير في إسطنبول طال دورية للشرطة العسكرية.
الملاحظ أن الحكومة العراقية بدأت بمجموعة من الإصلاحات في محاولة لتلميع صورتها في الشارع العراقي، لكنها محاولات ناقصة أو تحكمها الإرتجالية، وقد يكون السبب في ذلك إنشغالها بالحرب ضد داعش في الفلوجة والموصل وبقية المناطق التي يحتلها هؤلاء اللصوص، لذلك نرى أن على الحكومة القيام بإصلاحات حقيقية تصب في مصلحة المواطن، والتشاور مع الكتل السياسية في كيفية إدارة الدولة للخروج من الأزمة الحالية بأقل الخسائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق