الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بين فاطمة ناعوت و مجدي خليل مع حفظ الألقاب
منال شوقي
2016 / 6 / 19اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
قرأت مقال السيدة فاطمة ناعوت و الذي نشرت من خلاله كلمتها التي ألقتها في المؤتمر الذي أقيم بواشنطن بخصوص مناقشة أوضاع المسيحيين في مصر بصفتهم أقلية و كذلك مقال السيد مجدي خليل الذي ينتقد فيه كلمتها في المؤتمر سالف الذِكر.
و أود أن أوضح بدايةً أن تحفظاتي الشخصية علي الأستاذة فاطمة ناعوت لا تمنعني أبداً - و لا ينبغي لها - من أن أُحييها و أتفق معها حين تكون مُحِقة .
و بدايةً ليس لي كبير دراية بنشاطات المصريين المسيحيين في المهجر و ينصب إهتمامي بشأن الخلاف أو الإختلاف في وجهات النظر بين ناعوت و خليل علي مفهوم المواطنة كقيمة من قيم العلمانية التي أتمني أن تعرفها بلدي مصر من منطلق وطنيتي و حرصي علي مستقبلها و تقدمها الذي يُشكل حلمي الأثير .
.
في المجال الطبي و حين معالجة مريض بداء عضال كالسكري مثلاً ، فإن استراتيجية العلاج تقوم علي محورين أساسيين ، يهتم أحدهما بالسيطرة علي العرض الذي يتسبب فيه المرض بينما يعتني الثاني بعلاج المرض نفسه ، فلو تم السيطرة علي العرض بينما تجاهل الطبيب المرض لتكرر العرض و تفاقم مع مرور الوقت .
فمريض السكر قد يدخل في غيبوبة ( عرض ) نتيجة إنخفاض السكر في الدم و هنا يكون التدخل السريع برفع نسبة السكر عن طريق حقنه بالجليكوجين بينما يصف الطبيب للمريض جرعات من الأنسولين للسيطرة علي المرض نفسه و بالتالي يتجنب المريض الدخول في غيبوبة مستقبلاً و هذا هو ما اهتمت به فاطمة ناعوت في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر ، علاج جذور المشكلة و ليس أعراضها ، بينما يُركز الأستاذ المنتقد علي الأعراض التي لن تختفي أبداً مع استمرار مصادرها و التي حددتها الأستاذة فاطمة في ثلاثة نقاط : الجهل ، إقتصاد سيئ و قانون لا يُطّبق ، و عن نفسي أري أن الجهل و التجهيل هما مصدر كل أفة .
نعم المسيحيون ليسوا أقلية في مصر من منظور يعتمد المواطنة معياراً و إلا لصح أن نطلق صفة أقلية علي النساء في مصر بوصفهن يعانين تمييزاً علي مستوي الدستور و القوانين و أيدلوجية المجتمع ، فالمرأة لا تستطيع أن تصل لمناضب قيادية كتلك المتاحة للرجل و بفرض أن أنصفها الدستور و القوانين فإن ثقافة المجتمع لن تفعل و هنا لا مفر من أن نعود للمربع صفر الذي يشدنا إليه شداً مفاهيم مغلوطة و تقاليد و أعراف بالية و جهل مترسخ في العقلية الجمعية للمجتمع .
.
كيف سيحصل المسيحي إذن علي حقوقه كاملة كمواطن مصري في مجتمع قاصر فكرياً ؟
كيف سينال موظف مسيحي ترقية يستحقها و مديره المسلم يستطيع ببعض الإحتيال القانوني أن يحرمه منها و يمنحها لأخر أقل كفاءة لا لشئ إلا لكونه مسلم مثله ؟
ها هو القانون في صف المسيحي يا سيد مجدي و لكن التطبيق علي أرض الواقع تعيقه عقلية متحجرة صدأة و هو ما ينتبه له أصحاب الرؤي المستقبلية و الخطط بعيدة المدي أما هؤلاء الذين ينظرون تحت أرجلهم فسيهتمون لملاحقة المدير الفاشل قانونياً و انتزاع حق الموظف المسيحي هذا بعينه و لكن قل لي : كم فاشلاً ستلاحق أو تستطيع أن تلاحق ؟
هل تري الحل في الكوتة مثلاً ؟
أين معايير الكفاءة إذن و التي نطمح لاعتمادها بوصفها حلاً واحداً أوحد يستطيع أن ينتشل مصر من تدهور علي جميع المستويات ؟
ثم هل تعد نفسك أقلية في أمويكا كونك مسيحي أرثوزكسي بينما أغلب الأمريكان كاثوليك ؟
هل تري في نفسك - كمواطن أمريكي - أقلية لأنك من أصل مصري ؟
يجيبك أوباما ذو الأصل الكيني .
إعطني أمثلة إذن لتلك الحقوق التي يكفلها لك الدستور الأمريكي بصفتك أحد أفراد أقلية دينية و عرقية !
لماذا إذن تستكثرون علي مصر علمانية تنتشلها من جهل الدولة الثيوقراطية و التي تسعون لترسيخ مفاهيمها في العقول ؟
ثم كف عن وصف المسيحيين بالأقباط فأنا أيضاً قبطية ، أنا الملحدة من خلفية إسلامية و كونك و كثيرون تجهلون أن كل مصري من أصول مصرية هو قبطي لن يحرمني مصريتي فأنا و المصريين المسلمين لسنا أحفاد العرب الغزاة كما يروج البعض .
فإن كنت حقاً رجل وطني فليكن إهتمامك منصبة علي إيجاد حلول و المساهمة في القضاءعلي جهل المجتمع و تجهيله بواسطة رجال الدين الذين يتعيشون من بث الجهل في الرؤوس و العنصرية الدينية هي أخطر عواقب الجهل و لا أدري حقاً أهو جهل من جانبك بقيم العلمانية التي تعيشها أم أسباب شخصية دفعتك لجدال عقيم في أبجديات يعرفها كل مسيحي مثقف إذ معروف أنه لا بديل عن تحييد الدين حين نتطرق لحقوق المسيحيين في مصر بوصفهم مصريين أولاً و قبل أي شئ .
كنت أنتظر أن تهتم لإزالة خانة الديانة من البطاقة الشخصية علي سبيل المثال ، أو استبدال مادة الدين في المدارس بمادة الأخلاق و قطع أزرع الأخطبوط المُسمي بالأزهر و إعادة صياغة دورة كجهة غير رسمية تعني بالروحانيات و لا تقوم بأي دور رسمي في الدولة كالموافقة علي تشريع القوانين و ما إلي ذلك و كذلك إلغاء وظيفة المفتي و التي تتدخل بشكل سافر في سيادة القانون .
أما التباكي و الإستماتة في استخدام مصطلح أقلية فلن يخدم القضية فالتعريفات التي إستعنت بها لمصطلح أقلية تنطبق علي النساء بوصفهن جماعة لها وضع إجتماعي أقل من وضع الجماعة المسيطرة و كذلك هو الحال بالنسبة للبهائيين و الشيعة و أهل النوبة و الأمازيغ و بدو سيناء أطفال الشوارع ، فجميع هؤلاء يمثلون أقليات بشكل أو بأخر بحسب التعريفات التي استندت اليها و العقلاء هم الذين يهتمون لمصلحة الوطن و مستقبله و يفكرون ببعد نظر و يكرسون جهودهم لاجتثات الأسس و المعايير و المسميات التي تعتمد التصنيف أما الإهتمام بتحقيق مكاسب نظرية أو حتي واقعية لا يدعمها وعي مجتمعي فسوف يجعل منها حبر علي ورق .
و الحق ،إن أنت أمعنت التفكير لوجدت أنك تتبني نفس وجهة نظر محمد رسول الإسلام حين قال عن النساء ( رفقاً بالقوارير ) علي إعتبار أنهن أضعف و أقل منزلة من الرجال و ها أنت ترفع شعار حقوق الأقلية المسيحية ، فلا النساء قوارير و لا المسيحيون أقلية في الدولة المصرية العلمانية المتحضرة التي نتمناها و نسعي إليها و التي فيها الجميع مواطنون و فقط .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - النعرة
arnab awy
(
2016 / 6 / 18 - 23:32
)
2016‧-;-06‧-;-18‧-;- إذا كان المسيحيون ليسوا أقلية في مصر لماذا إذن ينص الدستور ٢-;-٠-;-١-;-٤-;- على أنَّ مصر دولةٌ إسلامية ؟ ‼-;- إنها النعرة التي يتحَلّى بها أحفاد ‹الجالية المحمدية› ~
2 - بدون عنوان
منال شوقي
(
2016 / 6 / 19 - 00:41
)
كيف تري الحل إذن ؟
العمل علي إلغاء هذه المادة الرجعية المجحفة و من ثَمَ إنتزاع حق أصيل تقره لك صفتك كمواطن له جميع حقوق المواطنة و عليه جميع واجباتها أم الإصرار علي المسكنة تارة و وهم الإستقواء بالخارج تارة أخري ؟
و إن أنت جئت للحق فالتعصب المسيحي الذي دفعك لاعتبار المصريين المسلمين أحفاداً للجالية المحمدية علي حد تعبيرك لا يقل أبداً عن التعصب الإسلامي الذي يصنف المواطنين بحسب إنتمائهم للجالية المحمدية ، فهذا مواطن درجة أولي و ذاك مواطن درجة ثاني
أعلم أن الطريق شاق و لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، فصحح مفاهيمك أولاً و أعد صياغة قناعاتك.
3 - مقالة جامدة
عبدالجواد سيد
(
2016 / 6 / 19 - 07:38
)
مقالة جامدة بس مين يسمع؟
.. الحملة الانتخابية لبايدن تجمع أموال أكثر من حملة ترامب |#امي
.. 33 قتيلا من المدنيين والعسكريين بينهم 5 من عناصر حزب الله ال
.. فيديوهات متداولة على منصات فلسطينية لاقتحام منطقة جبل النصر
.. حرب غزة.. محادثات مبكرة لتمويل مهمة قوات حفظ سلام في القطاع
.. هل فقدت الشهادة الجامعية أهميتها؟ |#رمضان_اليوم