الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن تُهدى الهدايا

ماري مارديني

2016 / 6 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من المُتعارف عليه عامة ان الهدية هي فقط تعبير عن محبة و ربما تقرب او تودد او ربما "تمسيح جوخ!" او رشوة .. هذا ما تعارف عليه الناس ، و لا سيما الناس المحدودين الثقافة، و هذا ما اعتادوه في تفسير الهدية او الهدف منها. لكن ايضا من الممكن ان تكون الهدايا مختلفة الاسلوب و السبب و الهدف. اي ان الهدية ممكن ان تكون حث على العمل الافضل و تشجيع على تحسين المستوى . و بذلك تكون بدل من النقد السلبي للتحفيز على الاداء الجيد بدل السلبي. و كمثال سريع على ذلك اذكر رجل كان في السوق المزدحم، كان يتنقل بين المحلات التجارية لشراء اغراضه و متطلباته و شعر ان احدما قد مد يده لجيبه لسرقة محفظته لكن الرجل تمكن من ان يقبض على يد ذلك السارق و قال له اطلب النقود مني طلبا اشرف لك فإنني اعطيك اياها اذا طلبتها لكن لا تسرقها مني سرقة ، قل انك بحاجة نقود و ليس معك نقود فأفهم ظرفك و اشفق عليك و اساعدك ، لكن لا تسلك سلوك مهين لانسانيتك و لغدر الاخر لتهرب بالنقود مخالفا للقيم و القانون ،ثم قدم ذلك الرجل نقوده للسارق هدية و طلب منه ان يذهب بأمان على ان يفكر و يتعلم من ذلك الحدث.

فالمقصود من المثال السابق ان الهدايا لا تهُدى دوما فقط للجيدين من الناس، و لا الى المحبوبين من الناس، و ليس فقط الى من يستحق الهدية بنظر من يعطي الهدية، لكنها ممكن ان تكون اسلوب عالي المستوى القيمي و الثقافي و التربوي في النقد و التعبير بشكل ايجابي، و كذلك اسلوب توجيه ايجابي لمن يحتاج توجيه و لمن لا يجيد العمل الجيد لكي يتشجع على العمل الجيد و التفكير الجيد الايجابي.

مثال اخر : احدما حاول التنصت على مكالمات احد اخر و قام بإستعمال ما سمعه من تلك المكالمات على اساس انه اتى به من خياله لكن تم كشف تنصته بكامله وتم اثبات ان المتنصت لا يملك قيم و لا مستوى و لا مبدأ ، و بذات الوقت اراد ان يخفي تنصته الذي قام به محاولا ذلك بإسلوب غير حضاري و غير قيمي فتم كشفه و كشف هدفه و ثم ايهامه انه نجح بذلك فقط لكي يتم اختباره ان كان سيعتذر عن سوء تصرفه بجرأة بدل التخفي كالنعام الغبي المكشوف لكنه لم يعترف بسوء تصرفه فتم احتقاره كل الاحتقار و الكشف له بإسلوب ساخر انه مكشوف في التنصت و التحرش بالناس و استعمال ما تنصت به على الغير بشكل مريض سلبي و ان محاولاته في التخفي غبية و معبرة عن اخلاق فاسدة و لم يستوعب انه اشبه بالنعام الذي يصدق نفسه انه مختبئ عندما يضع رأسه بالارض و هو مكشوف جدا ،فالمثال السابق بحقيقته لا يجرؤ ان يرفع رأسه امام من كشفه او ينظر بعينيه. و مثله يوجد الكثير بالواقع حيث لا يستوعبون الهدف من حسن التعامل معهم في توعية التفكير الايجابي و السلوك الجيد الذي غفا و مات بنفوس و عقول و سلوك الفاسدين الذين لا يعرفون كم هم مكشوفين

و اذا كان بعض الناس تكون الهدية و المعاملة الحسنة معهم على الرغم من سلبياتهم قادرة على تحسين سلوكهم لانهم قد يتعلمون من المعاملة الحسنة شيئأ ايجابيا يحسن اخلاقهم ، لكن البعض يبقى السوء الذي تربى به متجذر به و بسلوكه ولا يستوعب ان احسان الاخر له و حسن التعامل معه هو محاولة لاصلاحه و تنبيهه انه يسلك بشكل سلبي غير صحيح ،و ان عليه تحسين نفسه و تفكيره و سلوكه.

الهدايا قد تكون معنوية و قد تكون فكرية و قد تكون انسانية. و الانسان الراقي الثقافة و الحضارة هو من يفهم الهدف من الهدية و معناها و القصد منها و يتعلم منها ان كان ذو تفكير ايجابي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية