الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنها مدينة ألاف مسجد

ازهر مهدي

2016 / 6 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


لطالما أثارت الفلوجة مدينة الألف مسجد القشعريرة والاشمئزاز في نفوس العراقيين وغيرهم لكثرة عمليات الاجرام والرعب والأرهاب التي حصلت على ايادي ساكنيها أو من احتضهم هؤلاء السكان ففي الفلوجة يحتفل الناس عند ذبح ابرياء من جنود ومدنيين من عابري السبيل بل شارك اهالي الفلوجة بقتل اهالي مدن وبلدات مجاورة لهم ناهيك عن عمليات ابادة بحق ساكني المدن العراقية الاخرى من الشمال الى الجنوب.
لم يجر الحديث عن السبب فلا الاعلام العربي ولا ألاعلام العراقي المحلي حللا القضية ولم تجر اي دراسة او مناقشة لموضوع خطير لبحث هذه المشكلة وألازمة الاخلاقية والانسانية التي اصابت هذه المدينة الصغيرة التي تتمتع بموقع ستراتيجي يربط مدن عراقية عديدة وتربط العراق بالاردن وسوريا وحتى السعودية ولم يجر اي تحليل عن سبب انحدار الوضع فيها الى هذه الدرجة الخطيرة والمؤلمة من قتل على الهوية وايواء للارهابيين الذين قدموا اليها من كثير من الدول ووجدوا اهلها مضيافين متحمسين للأرهاب وكأن عدد المجرمين في الفلوجة لم يكن كافيا وأرادوا الافادة من خبرات ارهابية عالمية.
في البداية لا اود ان أعمم على اهل الفلوجة صفة الأرهاب فلا يمكن ان تكون مدينة بأكملها ارهابية لكن هناك نشاط ملحوظ يشير الى ان عدد الارهابيين والمتعاطفين معهم من اهالي هذه المدينة كبير جدا واكبر من أي منطقة في العالم اجمع ربما وان ألاهالي متعاونون بأخلاص مع الارهاب الاسلامي العابر للقارات والبقية ممن لم يشترك في الارهاب بارك او التزم الصمت تجاه عمليات أبادة اقل ما يقال عنها انها مثيرة للاشمئزاز وكل عمليات القتل هي مثيرة للأشمئزاز.
أصل الحكاية:-
تبدأ الحكاية والكارثة مع صدام حسين نفسه وحملته الايمانية والتي بدأها بعد حربه مع أيران بدعم من السعودية وأخواتها لكن الكارثة الدينية تطورت بشكل مخيف بعد أخراجه أو طرده من الكويت و بتوجيه من زميله وتابعه عزة الدوري بعد احتلال الكويت وهي كارثة من ضمن كوارث كثيرة تسبب بها هذا الشخص وقد تحول هذا المسخ أي صدام من مؤمن بقيم حزب قومي متطرف معادي للدين الى شخص متدين فجأة - ولو ظاهريا على الاقل - فقاد وأسس حملة سماها الحملة الأيمانية فأفتتح المساجد ومدارس تعليم القرآن وشجع رجال الدين وخصوصا السلفيين منهم وأنفق مبالغ كبيرة في وقت كان فيه العراقيون بأمس الحاجة الى الاموال بسبب الحصار المفروض على العراق بعد الغزو الكارثي للكويت بدلا من ان يقوم بأجراءات اصلاحية ادارية وسياسية واقتصادية مهمة تتناسب مع حجم الضرر الذي تسبب به.
في طريقي من بغداد الى الاردن برا مررت بالفلوجة وشاهدت المساجد العامرة والكبيرة في مدينة صغيرة ولا أدري لماذا اختص الفلوجة بهكذا أمر ربما لأن الفلوجة كانت اكثر المدن في غرب العراق تأهيلا لهكذا أمر فهناك مدن راوة وحديثة وعانة وكبيسة التي عرف عن أهلها التوجه المدني والليبرالي مع تدين مقبول نسبيا و انجبت - هذه المدن غير الفلوجة - العديد من الشخصيات المعروفة على المستوى العراقي وحتى العربي وخرج منها العديد من المفكرين القوميين والماركسيين والليبراليين وعدد محدود من المختصين بالمجال الديني فكانت وزارة التعليم العالي والبحث العملي أبان عهد صدام حسين تسمى " وزارة التعليم العاني والبحث الراوي "تهكما لأن ابناء هاتين المدينتين كان لهم الريادة في التحكم بهذه الوزارة وكان الكثير من ابنائها من يحمل الشهادات العليا في الاختصاصات العلمية والادبية.
وحدها الفلوجة انكفأت على الدين ولم تعرف اي شيء عن التنوير والفكر المتحضر الحديث المضحك في الأمر ان امريكا التي دخلت او احتلت العراق واجهت حربا ضروس في مناطق الجنوب عند دخولها للعراق لكن الفلوجة كانت اسهل المدن التي سيطر عليها الامريكان عند دخولهم اليها رغم ان اهلها قاموا بالرد لاحقا عندما قتلوا وعلقوا الجنود الامريكان على اعمدة الكهرباء فيما بعد.
وكانت الفلوجة ولا تزال مصدرا مرعبا لأعمال القتل والأبادة في العراق ففيها يتجمع اكثر الارهابيين القادمين من الداخل والخارج لينطلقوا الى بقية المدن لتنفيذ اعمال ارهابية مرعبة في دمويتها.
وفي آخر تطور كانت الفلوجة مركزا لأنطلاق ما يسمى خيم الاعتصام وهي خيم تجمع فيها الارهابيون وكان أكثرهم من العراقيين وانضمت اليها داعش منذ البداية وفي رأي كانت فكرة غبية من داعش لكنها جيدة للحكومة والشعب العراقي لمحاصرة المنطقة والقاء القبض على عدد كبير من الارهايين وبعد هذه العملية ظهرت داعش رسميا وعلنيا في الفلوجة وفي مناطق أخرى منها الموصل التي هي الأخرى شهدت تعليما دينيا قويا لكن بدرجة أقل من الفلوجة.
ارتبطت المساجد دوما بالأرهاب والرجعية بل قد تكون المعيار الاهم للرجعية والتعصب فرجال الدين المسلمون المتعطشون للمال يتبعون دوما من يدفع لهم ولا يهمهم من يدفع وبالتأكيد ان من يدفع له غاية ما فكان الحلف التاريخي بين اصحاب السلطة ورجال الدين وكما يقال هناك حاكم يأمر ورجل دين يبرر ويفتي.
يجب تحديد عدد المساجد والسيطرة المباشرة على الخطباء والدعاة واخضاعهم الى دورات تاهيل (لكلا المذهبين والتركيزعلى الخطباء السنة والسلفيين بالأخص ) بل ويجب ان تصدر خطبة موحدة مكتوبة سلفا تعمم على جميع المساحد وتحديد فترة للخطب الدينية وفرض موعد محدد لأفتتاح وأغلاق المساجد ومنع الناس من التجمع مطولا
ان بث رجال الدين لسمومهم في عقول الشباب خارج اوقات الصلاة ووالسماح للدورات الدينية الكثيرة وعدم تحديد مواضيع الخطب والدروس سيخلق مستقبلا نسخ جديدة من داعش ان لم يتم تدارك الأمر سواء في العراق او خارجه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف