الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تنظر الدول الغربية إلى الملحد؟

عبد الله خلف

2016 / 6 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


دائماً ما يروج الملحد العربي -كذباً- إلى أن الإلحاد موجود في الغرب بكثرة, وأن الغرب لم يتطور إلا بعد أن ألحد العلماء! هذه مهزلة, فكثيراً من علماء الغرب مؤمنين, وكثيراً من الحائزون على (نوبل) مؤمنين, معظم المؤمنين من (اليهودية).
لا ننكر أن هنالك (لا ديننين) في الغرب, وأقصد بهم (ربوبيون - لا أدريين), وليسوا (ملحدين, منكرين للصانع).
ثم أن هنالك إشاعة أخرى؛ يروجها الملحدين العرب! وهي: أن (البوذية) تعتبر (إلحاد)!! صراحة يحتاجون هذه المرة لعصى غليظة, يجلدوا فيها, والسبب (فريتهم, وكذبهم), من يقول: (البوذية) = (الإلحاد)؟!

لا يهم, المهم لنرى نسبة الملحدين في العالم:
- نسبة الملحدين في العالم 2% فقط:
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_religious_populations
- نسبة الملحدين في أمريكا 1.5%:
http://theweek.com/articles/476559/rise-atheism-america

يعني؛ لا يوجد إلا نسبة ضئيلة جداً, وهذا يؤكد أن الإلحاد = اللا فطرة, اللاإنسانية, يعني, هذه النسبة = الشذوذ البشري.

ندخل في المهم جداً, جداً, جداً, وهو: (كيف تنظر الدول الغربية إلى الملحد)؟ لنرى, تابعوا معي, واقرأوا بتركيز:

1- الملحدون هم أكثر طائفة مكروهة ومضطهدة في أمريكا:
http://newsjunkiepost.com/2009/09/19/research-finds-that-atheists-are-most-hated-and-distrusted-minority/

2- لماذا يكره الأمريكيون الملحدين؟:
http://www.washingtonpost.com/opinions/why-do-americans-still-dislike-atheists/2011/02/18/AFqgnwGF_story_1.html

3- أغلب الشعب الأمريكي لا يقبل أن يكون معلم ابنه ملحداً:
http://www.scientificamerican.com/article/in-atheists-we-distrust/

4- نبذ الملحدين في دستور ولاية (أركنساس):
Arkansas State Constitution, Article 19 Section 1 Miscellaneous Provisions
No person who denies the being of a God shall hold any office in the civil departments of this State, nor be competent to testify as a witness in any court.

5- نبذ الملحدين في دستور ولاية (نورث كارولينا):
North Carolina s State Constitution, Article 6 Section 8
"Disqualifications of office. The following persons shall be disqualified for office: First, any person who shall deny the being of Almighty God

6- وفقاً للـ(واشنطون بوست)؛ الملحد هو أكثر شخصية مكروهة على الإطلاق في أمريكا:
http://www.washingtonpost.com/opinions/why-do-americans-still-dislike-atheists/2011/02/18/AFqgnwGF_story_1.html

7- بحسب بحث جامعة (مانيسوتا) فالمتطرف والشاذ جنسيًا أقرب للأمريكي من الملحد:
http://newsjunkiepost.com/2009/09/19/research-finds-that-atheists-are-most-hated-and-distrusted-minority/

8- في البرازيل يُعامل الملحد بنفس درجة مدمني المخدرات، ويصنف طبقًا للـ(صحافة الرسمية البرازيلية)؛ كأحقر أقلية:
http://www.paulopes.com.br/2009/05/ateus-e-usuarios-de-drogas-sao-os-mais.html#.VCNTNBYZQQs

9- في أيرلندا يُحرم الملحد من التدريس في المدارس الحكومية:
https://www.irishtimes.com/premium/loginpage?destination=http%3A%2F%2Fwww.irishtimes.com%2Fdebate%2Fwhy-must-agnostics-be-obliged-to-teach-faith-1.616580

10- في اليونان يتم رسميًا اعتقال أي ملحد ومحاكمته:
https://en.wikipedia.org/wiki/Elder_Pastitsios

11- في الغرب الملحد قانونيًا ممنوع من حضانة الأطفال:
http://www2.law.ucla.edu/volokh/custody.pdf

12- في أمريكا الملحد ممنوع من الالتحاق بفرق الكشافة:
https://en.wikipedia.org/wiki/Boy_Scouts_of_America_membership_controversies

الآن؛ هل رأيتم كيف الملحد مرفوض في الدول الغربية؟ جميل, السؤال: لماذا الملحد مرفوض في الدول الغربية؟ هذا سؤال جوهري, السبب ببساطة, هي أفكار وأخلاق الملحد, هذه الأفكار هدامة, كيف هي هدامة؟ لنرى:

يرى [جون لوك] -مؤسس الدولة المدنية- في رسالته في (التسامح) أن الملحد غير مقبول في المجتمع المدني، فيقول: (لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الذين ينكرون وجود الله, فالوعد والعهد والقسم من حيث هي روابط المجتمع البشري ليس لها قيمة بالنسبة الى الملحد، فإنكار الله حتى لو كان بالفكر فقط يفكك جميع الأشياء).
المصدر: كتاب (رسالة في التسامح, ص57) لـ[جون لوك] .

أقول: يرفض المجتمع الغربي الملحدين لأن أفكارهم لا تستوعب لا الخير ولا الشر، لأننا طبقًا للرؤية الإلحادية المادية؛ نسير في حتميات صارمة وتجري علينا قوانين الطبيعة، وفي هذا الإطار لن نستوعب ماهية الشر ولا معنى كلمة شر, وقد أعترف (ريتشارد داوكينز) بهذه المشكلة فقال: (الكون في حقيقته بلا شر ولا خير).
المصدر: River out of Eden, p.131-132

كما أن الفكر الإلحادي (المادي) يشكل خطراً كبيراً على الإنسانية, ومن خلال هذا الفكر؛ لا يحق للملحد نقد أي جريمة أو ظلم, فالعدل هو وضع الشيء في محله, ومحل الأحداث في عالم الإلحاد المادي, هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية, وبما انه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين, إذاً؛ كل حدث في الكون المادي قد وُضِع في محله المادي, ولذلك لا يوجد في الفكر الإلحادي المادي ولا في الكون المادي ظلم, فمن أين جاء الملحد المادي بمفهوم العدل؟
وهناك تساؤلات تُطرح بقوة, مثل:
- هل للحياة معنى مستقل عن الوجود المادي حتى ينتقد الملحد المادي من يسلبها؟
- هل للحياة قيمة تتجاوز الإطار المادي و تتمايز عليه حتى يرفض الملحد المادي إزهاقها؟ .
- ألسنا مجرد (نفايات نجمية) كما يقرر الملحد المادي (كارل ساغان Karl Sagan) بالحرف، وكما يقرر كل ملحد طبقًا لرؤيته للوجود؟
- هل للحياة وجود آخر مستقل عن الوجود المادي (تستمد معناها من عالم آخر)؟ أو أن الحياة شيء مادي؟ وساعتها يأتي العلم ليثبت أن الموت لا يغير شيء على الإطلاق في الإطار المادي، فلا يحدث أن تتوقف (ذرة) عن (الحركة) بفقد الحياة، ولا يحدث أن تُوقف (الإلكترونات) دورانها بسلب الحياة، وكما علمتنا (الفيزياء الذرية)؛ فإن (الذرة) لا تتوقف إلا عند (الصفر المطلق), أما الموت والحياة فهي أشياء لا تغير في الإطار (الذري) شيء على الإطلاق.

لأجل هذا الفكر (المرعب, الذي لا يعطي للإنسان قيمة أوغاية), نرى هذه الدول الغربية, وهذه الإمبراطورية الأمريكية؛ تحارب هذا الفكر الهدام, لأنه لا يعطي للإنسان أي قيمة, فلا يضحك عليكم الملحدين العرب, من أنهم أصحاب تنوير وفكر وعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخ عبد الله خلف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 6 / 23 - 12:00 )
الفرق مابين الغرب والعرب ان الدين لايتدخل بقانون الدولة ...سواء امن رجل القانون ام لم يؤمن بوجود خالق اسمى تحية ق


2 - مغالطات بالجملة
سناء نعيم ( 2016 / 6 / 23 - 12:09 )
ليت مجتمعاتنا التعيسة في مستوى الغرب من حيث احترامه لحقوق الناس هناك ،وما تهافت المسلمين للعيش في تلك البلدان إلا دليل قاطع على نعمة الحرية ومنها حرية المعتقد المفقودة في المنطقة الإسلامية .
الغرب لا يتدخل في ضمير الإنسان ولا يعنيه أمن زيد أو ألحد عمرو،فحق الجميع مكفول.اما الإستدلال بأراء بعض المفكرين فتلك ميزة الغرب الذي لايعاقب شخصا لرأي أو فكرة ناهيك على أن تلك الأراء النابذة للإلحاد أراء شخصية تقابلها أراء مدافعة بقوة عن الإلحاد وعبر كل الميديا.
وريتشارد دوكنز مثال على ذلك
ثم ماعلاقة رأي فردي بالدولة؟هل الدول الغربية دينية أصلا حتى تقحمها في مقالك؟
ثم تدعي ان الفكر الإلحادي خطر على البشرية وعلى الاخلاق.
هراء في هراء .فمقارنة بسيطة بين الخدمات الجليلة التي قدّمها الملحدون واللادينيون للبشرية وبين ما فعلته الأديان وأتباعها في بني البشر تظهر بجلاء البون الشاسع بين الإثنين.
الإيمان من عدمه مسألة شخصية وربطها أي الاخلاق بالدين ،أي دين، هي اكبر مغالطة يحاول لمؤمن والمسلم بالذات الدعاية لها بهدف الطعن في الاخر المختلف.
لكن تلك الاكذوبة تتحطم فوق صخرة الواقع ومسرح الحياة


3 - أهلاً بك أستاذي القدير| جاسم محمد كاظم
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 23 - 17:53 )
أهلاً بك أستاذي القدير| جاسم محمد كاظم, يشرفني مرورك الكريم
أشكرك كل الشكر على تعليقك ومرورك الكريم.


4 - أهلاً بكِ سيدتي| سناء
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 23 - 17:58 )
الفرق بيني وبينكِ هو: أنا جئت بمصادر على كلامي, وأنتِ تلقين كلام عابر؛ بلا دليل أو مصدر.
هل رأيتِ الفرق؟ الفرق شاسع, أنه البرهان والدليل, ولو لاحظتِ المقالة؛ لرأيتِ أنني لم أكتب شيئ من كيسي, كل شيء مثبت برابط ودليل.
شيء غريب! أصبح للإلحاد؛ دعاته ومبشريه! أصبح ديانة له كهنوته!!


تحياتي


5 - عبدالله خلف
على سالم ( 2016 / 6 / 24 - 04:55 )
عبدالله متى خرجت من السجن ؟


6 - يا سيد عبدلله
سناء نعيم ( 2016 / 6 / 24 - 09:53 )
لست ملحدة ولكنني منكرة لإله الأديان .لإن إنسانيتي ترفض هذا الإله الذي يتصف بكل قباحة وبشاعة وعنصرية مقيتة.
ثم لماذا تبيح لنفسك ،كما علمك دينك ، أن تشتم وتهاجم وتصادر حق الاخر بل تكفره ثم تمنع هذا الاخر من التعبير عن فكره أيا كان هذا الفكر؟
عصر الوصاية على البشر انتهى الى غير رجعة وهذا بفضل الكفرة والملحدين الذي تحرروا من عبادة الموتى وراحوا يعملون من اجل خير البشرية في حين مازل عبدة الانبياء الكذبة يمارسون هوايتهم المفضلة في التدليس ومطاردة كل مخالف لهم بحجة الدفاع عن المقدّسات
شعارهم الوحيد قدّس الخرافة وحارب من ينتقدها حتى تثبت مصداقيتك
سلام


7 - أهلاً قلبوا| على سالم
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 24 - 12:21 )
خرجت من السجن؛ ليلة البارحة.
الآن, هل سنرى لك تعليق في أساس المنشور؟


8 - الاستاذ عبدالله خلف
عبد الحكيم عثمان ( 2016 / 6 / 24 - 13:58 )
بعد
التحية نسيت اهم سبب لعدم قبول الملحد في تلك الدول وهو السبب الديني فالمسيحة واليهودية لاتقبل الالحاد
لك الشكر على مقالاتك التنورية


9 - أهلاً بالأستاذ الغالي| عبد الحكيم عثمان
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 24 - 18:32 )
أتفق معك بأن هذا السبب؛ من الأسباب الجوهرية.
أشكر لك مرورك الكريم, وبارك الله فيك


10 - السيدة| سناء نعيم, تحية
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 24 - 18:37 )
جميل أنك تركتِ (الإلحاد) إلى (الربوبية), وهذا أثمنه لكِ.
الآن, لم أرى رد أكاديمي على الموضوع, بقيّة كلامك لا يهم المنشور, ولا يفيده, فيا ليت يا سيدتي؛ تركزِ على المنشور, فالمنشور؛ مبني على (مصادر, براهين, أدلة), وأنتِ, حتى الآن, لم تفنديه.


تحياتي


11 - السيد| ‏‎Ahmad Alrafayah‎‏
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 25 - 02:43 )
يا ليت توضح؟ لم أفهم تعليقك, التعليق مبهم جداً.


12 - الملحدون دائما قلة نادرة
عبد الله اغونان ( 2016 / 6 / 25 - 03:50 )
غالبا تجدهم بعض الكتاب وبعض من لهم مشاكل في محيطهم
يمكن لأي أن يرى مظاهر التدين والايمان بوضوح في حين لانرى مظاهر الالحاد الا بطريقة الاستعراض - ملايين الصائمين والمصلين والمزكين والحجاج ولايكاد الملحدون يلفتون النظر
تحية للعلامة المجاهد
عبد الله خلف خير سلف لخير خلف


13 - بارك الله فيك
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 25 - 17:04 )
بارك الله فيك؛ أستاذ| عبد الله أغونان.