الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهود أم حنابلة ؟!! [3] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم

محمد عبد المنعم عرفة

2016 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول السيد محمد علاء الدين أبو العزائم:

المحور الثانى
موقف اليهود والمتمسلفة فى حق الأنبياء عليهم السلام

أولا: اليهود
بديهى أن الأنبياء والرسل هم سلالة من البشر قد اصطفاهم الله لحمل رسالته وتبليغها للناس من جانب، كما وإنهم يمثلون العلاقة بين الله والبشرية من جانب آخر، وكذلك هم أول من يطبق عليهم التشريع العملى لما ينزله الله من نصوص من جانب ثالث، لذا ينبغى أن يكونوا قدوة للبشرية فى الكمالات الأخلاقية والسلوك من جانب رابع.
فنحن لا نتصور نبى يكون مفطوراً على ارتكاب المعاصى كالزنا والغدر، والقتل والشرك بالله.. إلخ، أو أن الله تعالى يقوم باختيار لص أو قاتل، أو أفّاق، أو زان ليقوم بالتبليغ عنه لبنى البشر.
ولكننا نرى اليهود فى الكتاب المقدس يصفون الأنبياء فى أغلب الأحيان بالبعد تماماً عن الأخلاقيات أو حتى أى كمال إنسانى، وقد ورد ذلك بخصوص الأسماء المرموقة المذكورة فى الكتاب المقدس أمثال: (نوح، وإبراهيم، ويهوذا، ولوط، وداود، وسليمان، وهارون أخى موسى.. وآخرين، عليهم جميعاً السلام).
وسنرى من خلال بعض النصوص المباشرة للكتاب المقدس كيف يقوم أنبياء ورسل الاختيار الإلهى بارتكاب الجرائم المتنوعة بدءاً من شرب الخمر إلى الزنا مع المحرمات، والاغتصاب، وانتهاك الأعراض، والغدر، والخيانة، والقتل.. وصولاً إلى حد الشرك بالله وعبادة الأصنام!!!

1 – اتهامهم لسيدنا نوح بشرب الخمر وظهور عورته، فيقولون فى سفر التكوين الفصل التاسع الآيات من 2-25: [وابتدأ نوح يحرث الأرض وغرس كرماً * وشرب الخمر فسكر وتكشف داخل خبائه * فرأى حام أبو كنعان سوءة أبيه فأخبر إخوته وهما خارجاً * فأخذ سام ويافث رداء وجعلاه على منكبيهما ومشيا مستدبرين فغطيا سوءة أبيهما وأوجههما إلى الوراء وسوءة أبيهما لم يرياها * فلما أفاق نوح من خمره علم ما صنع به ابنه الصغير * فقال: ملعون كنعان عبداً يكون لعبيد إخوته].
والهدف من هذا الافتراء هدف سياسى وهو عبودية أولاد كنعان- عرب الشام- لليهود.

2 – اتهامهم لسيدنا إبراهيم بالكذب، والمتاجرة بعرضه من أجل أن ينال ثروة وعيشة كريمة فى مصر.. فيقولون فى سفر التكوين الفصل الثانى عشر الآيات من 1-2: [وكانت مجاعة فى الأرض، فنزل أبرام- إبراهيم - إلى مصر ليقيم هناك، لأن المجاعة قد اشتدت فى الأرض * فلما قارب أن يدخل مصر، قال لساراى- سارة - امرأته: (أنا أعلم أنك امرأة جميلة المنظر * فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلوننى ويبقونك على قيد الحياة * فقولى إنك أختى حتى يحسن إلىّ بسببك وتحيا نفسى بفضلك) * ولما دخل أبرام مصر، رأى المصريون أن المرأة جميلة جداً * ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيته * فأحسن إلى أبرام بسببها فصار له غنم وبقر وحمير وخدام وخادمات وحمائر وجمال * فضرب الرب فرعون وبيته ضربات شديدة بسبب سارى امرأة أبرام * فاستدعى فرعون أبرام وقال له: ماذ صنعت بى؟ لِمَ لم تعلمنى أنها امرأتك؟ * لِمَ قلت: هى أختى حتى أخذتها لتكون لى امرأة؟ والآن هذه امرأتك خذها وامض * وأمر فرعون قوماً فشيعوه هو وامرأته وكل ما له].

3 – نجد فى سفر التكوين الإصحاح 38: 1-3 أن النبى يهوذا، وهو أب السلالة اليهودية، يزنى ب (ثامار) زوجة ابنه عيرا، ثم ابنه أونان، فتلد له ابناً يسمى (فارص)، فتخلدهما البشارات (أى يهوذا وفارص) فى إنجيلى متى 1: 3، ولوقا 3: 33، ويصبحا من أجداد المسيح أو (الله) فى الصورة البشرية كما يقولون، وذلك تكريماً لهذا السفاح.. بل إن الأمر امتد ليشمل جد آخر زان هو النبى داود، وابنه النبى سليمان الذى أشرك بالله ليكونان من أجداده البشريين أيضاً كما سنرى بعد قليل.

4 – يروى لنا الكتاب المقدس فى سفر التكوين الإصحاح 19: 3-38، أن ابنتى لوط قد قامتا بسكر أبيهما، وتزنيان معه، وتحملان منه، فتلد البكر منه ابناً يسمى (موآب)، هو أبو الموآبيين إلى اليوم، وتلد الصغرى ابناً منه اسمه (بنى عمى)، هو أبو بنى عمون إلى اليوم، ونترك الآن السرد لنصوص الكتاب المقدس، وهو الوحى المعصوم من الخطأ، كما يقول أهل هذه العقيدة: [وصعد لوط من صوعر وأقام فى الجبل هو وابنتاه معه إذ خاف أن يقيم فى صوعر فأقام فى المغارة هو وابنتاه * فقالت الكبرى للصغرى إن أبانا قد شاخ وليس فى الأرض رجل يدخل علينا على عادة الأرض كلها * تعالى نسقى أبانا خمراً ونضاجعه ونقيم من أبينا نسلاً * فسقتا أباهما خمراً تلك الليلة وجاءت الكبرى فضاجعت أباها ولم يعلم بنيامها ولا قيامها * فلما كان الغد قالت الكبرى للصغرى ها أنا ذا ضاجعت أمس أبى فلنسقه خمراً تلك الليلة أيضاً وقامت الصغرى فضاجعته ولم يعلم بنيامها ولا قيامها * فحملت ابنتا لوط من أبيهما * وولدت الكبرى ابناً وسمته موآب وهو أبو الموآبيين إلى اليوم * والصغرى أيضاً ولدت ابناً وسمته بنعمى وهو أبو بنى عمّون إلى اليوم].
ولم يذكر لنا الكتاب المقدس، ماذا فعل لوط عندما فاق- فيما بعد – من سكره، ووجد نفسه قد زنى بابنتيه، وما شعوره عندما رآهما حاملين، ثم رآهما وقد ولدتا ولدين من سفاح؟!!.
ولا ندرى أى مكارم أخلاق فى هذا الزنى على وجه عام، وزنى المحارم- أبشع أنواع الزنى- على وجه خاص، ولا ندرى كيف وقع اختيار الرب على سكير زان، ليأتمنه على حمل رسالته إلى قومه، وهو غير مؤتمن على عرض بناته.

5 – يقدم لنا الكتاب المقدس نموذجاً آخر لسلوك الأنبياء والرسل، حيث ينتهى الأمر بهم وهم فى قمة الرسالة- المكلفون بها من الله- أن يقوموا بعبادة الأصنام، ف (هارون) أخو موسى عليهما السلام، هو نبى بنصوص الكتاب المقدس نفسه، فنجد سفر الخروج يقول: [فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك * أنت تتكلم بكل ما آمرك وهارون أخوك يكلم فرعون ليطلق بنى إسرائيل من أرضه]. (الخروج 7: 1-2).
إذن ف هارون كان نبياً بنص الكتاب المقدس، وكان هارون هو الذى يحمل عصا موسى بأوامر من الرب، ليجرى بها المعجزات أمام فرعون والشعب، فنجد ذلك فى سفر الخروج الإصحاح 7 الآيات 19، 2.
وتتوالى المعجزات فى مواقع مختلفة فى الكتاب المقدس على يد هارون، حيث يأمره الرب باستخدام العصا لعمل المعجزات (الدم- الضفادع- البعوض- الذباب- موت الماشية- الدمامل- البرد والنار- الجراد) أمام فرعون مصر وشعبها، وهكذا كان لهارون دور إيجابى ومباشر فى فعل المعجزات مع موسى عليهما السلام.
ثم بعد كل هذه المعجزات التى جرت على يديه، نرى أنه عندما ذهب موسى لميقات ربه وتأخر على القوم، يقوم هارون بصناعة إله من الذهب لبنى إسرائيل، ويبنى له مذبحاً لعبادته، ولنترك سرد القصة للكتاب المقدس: [ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ فى النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن هذا موسى الرجل الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه * فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التى فى آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتونى بها * فنزع كل الشعب أقراط الذهب التى فى آذانهم وأتوا بها إلى هارون * فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً، فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر * فلما نظر هارون بنى مذبحاً أمامه، ونادى هارون وقال غداً عيد الرب * فبكروا فى الغد وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة، وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قام للعب]. (الخروج 32: 1-6).
ولما عاد موسى سأل هارون عما فعل بالشعب فلم ينكر، بل أعاد أمامه نفس سياق النص السابق، وبهذا أدرك موسى أن هارون قد أضل الشعب، وجلب عليهم خطية عظيمة، وأنه قد عراه بين مقاوميه للهزء به:
[فلما رأى موسى الشعب أنه معرى لأن هارون كان قد عرّاه للهزء به بين مقاوميه * وقف موسى فى باب المحلة، وقال من للرب فإلى، فاجتمع إليه جميع بنى لاوى] (خروج 32: 25 – 26).
وضرب الرب الشعب جزاء لخطيئته التى تسبب فيها هارون وعبادته للعجل:[فضرب الرب الشعب لأنهم صنعوا العجل الذى صنعه هارون] (خروج 32: 35).

6 – داود النبى يزنى بزوجة (أوريا الحثى) أحد قواده ثم يتآمر عليه ويقتله ليخفى جريمة زناه، وتلد له- بعد ذلك النبى سليمان- وتخلدهما البشارات (أى الأناجيل) ويصبحا من أجداد الله البشرية (بعد أن تجسد- الله- ونزل على الأرض فى صورة المسيح- عيسى ابن مريم- ليحيا عليها حوالى 33 سنة أرضية).
فيروى لنا سفر صموئيل الثانى الإصحاح 11: 2-21، أن النبى داود كان يتمشى فوق سطح بيته، فرأى (بثشبع) زوجة أوريا الحثى أحد قواده وهى تستحم، وكانت امرأة جميلة جداً، فيرسل إليها ويزنى بها لتحمل منه: [وكان وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً * فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثى * فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهى مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها * وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إنى حبلى] (صمويل الثانى 11: 2-5).
ولإخفاء جريمة الزنى أرسل داود لإحضار أوريا الحثى زوجها من ميدان المعركة فى أثناء الحرب ليقضى أجازة مع زوجته، وبذلك تستطيع الزوجة أن تنسب الحمل إليه، إلا أن أوريا الحثى بعد أن جاء إلى داود رفض أن ينزل فى منزله وجنوده تقاتل فى المعركة، ونام أمام باب قصر الملك داود، وعبثاً حاول داود إغراء هذا القائد إلا أنه أبى وفاء لقائده (يوآب) قائد الجيش، وللشعب، ولتابوت الرب الراقد فى الخيام، وأقسم أمام داود ألا يفعل ذلك والجنود تقاتل على الجبهة.
[فأرسل داود إلى يوآب يقول أرسل إلىّ أوريا الحثى، فأرسل يوآب أوريا إلى داود * فأتى أوريا إليه فسأل عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب * وقال داود لأوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك، فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك * ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته * فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته، فقال داود لأوريا أما جئت من السفر، فلماذا لم تنزل إلى بيتك * فقال أوريا لداود إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون فى الخيام وسيدى يوآب وعبيد سيدى نازلون على وجه الصحراء وأنا آتى إلى بيتى لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتى وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر] (صمويل الثانى 11: 6-11).
ويهتدى فكر داود النبى إلى إسكار هذا القائد الوفى، وذلك فى محاولة أخيرة منه ليجعل هذا القائد ينزل فى بيته، حتى يستطيع أن ينسب الحمل إليه، ولكنه يفشل أيضاً..!! وينام القائد الوفى أمام باب قصر داود مع عبيده مرة أخرى.
[فقال داود لأوريا أقم هنا اليوم وغداً أطلقك فأقام أوريا فى أورشليم ذلك اليوم وغده * ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره، وخرج عند المساء ليضطجع فى مضجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل]. (صمويل الثانى 11: 12- 13).
فهذه هى شخصية أوريا الحثى من السمو الأخلاقى، كما يصورها لنا الكتاب المقدس، وهو ليس بنبى أو رسول.
وهكذا لم يعد أمام داود النبى إلا قتل أوريا الحثى لإخفاء جريمة زناه مع زوجته بثشبع، ولكن كيف يقتله، فليكن هذا غدراً أيضاً.. ويتم ذلك بتآمر النبى داود مع يوآب رئيس الجيش ليرسل أوريا إلى الصفوف الأمامية للجيش.. ليقتل حتى يستطيع أن يتدارك جريمة زناه، ويتزوج هو- أى داود- من امرأته بثشبع.
وبديهى يعلم داود بالسمو الخلقى وأمانة هذا القائد أوريا الحثى، لهذا يقوم بإرسال المكتوب الذى يحمل غدره وخيانته مع أوريا نفسه ليسلمه بيديه إلى رئيس الجيش يوآب.
[وفى الصباح كتب داود مكتوباً إلى يوآب وأرسله بيد أوريا * وكتب فى المكتوب يقول: اجعلوا أوريا فى وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت] (صمويل الثانى 11: 14-15).
وهكذا يوضح لنا السفر السمو الأخلاقى للقائد أوريا الحثى- وهو ليس بنبى- ومدى أمانته وإخلاصه، عندما يحمل كتاب داود بيديه إلى يوآب قائد الجيش والذى يأمر فيه داود يوآب بقتل أوريا، ولم تحدثه نفسه- ذلك القائد- بفتح هذا الكتاب ليرى ما فيه من غدر داود به، ويرى أنه يحمل أمر إعدامه بيديه. ولكن ماذا فعل يوآب قائد الجيش بعد أن تسلم رسالة داود؟.
[وكان فى محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا فى الموضع الذى علم أن رجال البأس فيه * فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد ومات أوريا الحثى أيضاً] (صمويل الثانى 11 : 16-17).
يبين لنا الكتاب المقدس أيضاً، أن يوآب قائد الجيش قد اضطر للتضحية بقادة آخرين حتى يضمن قتل أوريا، وأن هذه التضحية سوف تغضب داود نفسه، ولكنه يعلم أن داود سوف يغفر له هذا، إذا علم بأن هذه التضحية كانت ضرورية ولازمة لضمان قتل أوريا. ولنترك التعبير للنص المقدس:[فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب * وأوصى الرسول قائلاً عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب * فإن اشتعل غضب الملك وقال لك: لماذا دنوتم من المدينة للقتال أما علمتم أنهم يرمون من على السور * من قتل أبيمالك بن يربوشث، ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات فى تاباص، لماذا دنوتم من السور؟ فقل قد مات عبدك أوريا الحثى أيضاً]. (صمويل الثانى 11: 18-21).
ثم ماذا بعد أن علم داود بالخبر (أى قتل أوريا غدراً والقادة الآخرين معه) من رسول يوآب.. أأحس بوخز الضمير؟ لا لم يحس بهذا بل قال لرسول يوآب: [فقال داود للرسول هكذا تقول ليوآب لا يسوء فى عينيك هذا الأمر لأن السيف يأكل هذا وذاك] (صمويل الثانى 11: 25).
ثم ماذا عن امرأة أوريا: [فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات رجلها ندبت بعلها * ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة] (صمويل الثانى 11: 26 – 27).
وهكذا يسطر لنا الكتاب المقدس قصة غدر النبى داود بأحد قواده المخلصين وقتله، بعد أن قام بخيانته والزنا بزوجته، ولتصبح هذه القصة من النصوص المقدسة، التى تتلى على هذا الشعب لتبين له قدوة الأنبياء فى مكارم الأخلاق.
وتلد بثشبع بعد زواج داود لها خمسة أولاد، آخرهم النبى سليمان ، ونظراً لغرام سليمان بالنساء الغريبات، اللائى أثرن عليه، قد انتهى الأمر به إلى الشرك بالله، فيغضب عليه الرب ويعده بتمزيق مملكته فى عهد ابنه، وليس فى عهده هو إكراماً لأبيه داود.

وليس لنا تعليق على هذه القصة غير عرضها، لرؤية أى مكارم أخلاق فى هذا السلوك إن كان لرجل عادى، فما بالك والأمر متعلق بسلوك نبى، أى المصطفى إلهياً، والمفروض أنه القدوة للبشرية فى مكارم الأخلاق.

7 - سليمان النبى تفتنه نساؤه البالغ عددهن ألفاً، وتنتهى حياته بالشرك بالله ويعده الله بتمزيق ملكه، وعلى الرغم من هذا فإن الرب (عيسى) قد قام باختياره كأحد أجداده البشرية، عندما تجسد ونزل إلى الأرض ليحيا عليها حوالى 33 سنة أرضية.
فى سفر الملوك الأول الإصحاح 11: 1-12، نجد أن النبى سليمان كان مغرماً بالنساء الغريبات، وقد أثرن عليه فى نهاية حياته بمعتقداتهن الوثنية، وانتهى به الأمر إلى الشرك بالله، فيغضب عليه الرب ويعده بتمزيق مملكته فى عهد ابنه، وليس فى عهده هو وذلك إكراماً لأبيه داود، ولنفسح المكان للنصوص المقدسة:
[وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وحثيات * من الأمم الذين قال عنهم الرب لبنى إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة * وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السرارى فأمالت نساؤه قلبه * وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه * فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين * وعمل سليمان الشر فى عينى الرب ولم يتبع الرب تماماً كداود أبيه * حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذى تجاه أورشليم ولمولك رجس بنى عمون * وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتى كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن * فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذى تراءى له مرتين * وأوصاه فى هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى، فلم يحفظ ما أوصى به الرب * فقال الرب لسليمان من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدى وفرائضى التى أوصيتك بها فإنى أمزق المملكة عنك تمزيقاً وأعطيها لعبدك * إلا أنى لا أفعل ذلك فى أيامك من أجل داود أبيك بل من يد ابنك أمزقها] (الملوك الأول 11: 1-12).

وإذا كان هذا هو حال الأنبياء أو الرسل الذين وقع عليهم الاختيار الإلهى، ليحملوا رسالته، وإذا كان هذا هو حال سليمان مندوب العناية الإلهية، الذى لم يصل إلى اليقين الكامل بإدراك وجود الله، أو أدركه وعصاه، وهو : [الذى تراءى له مرتين * وأوصاه فى هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى، فلم يحفظ ما أوصى به الرب] كما جاء فى النص السابق.
فماذا ينتظر الله من البشر العاديين، وهم على درجة إدراك- بهذا الوجود الإلهى- أقل بكثير من إدراك الأنبياء، فلا تثريب عليهم إذن، ولا إثم ولا وزر، وينتفى التكليف الإلهى عن الإنسان.. ولتتضاءل الحكمة.. ولتعم الفوضى.. وليصبح الوجود بلا غاية.
الخلاصة:
كما رأينا أن سلوك الأنبياء لا تتصف بالأخلاقيات فى نصوص الكتاب المقدس، أو حتى الأعراف العادية، بل إن معاصيهم تتراوح بين زنا المحارم، والتآمر، والخيانة والقتل.. ثم تصل ذروتها إلى الشرك بالله وعبادة الأصنام، مما يشير إليهم بأنهم زمرة من الأشرار، لم يحسنوا الدعوة إلى الله تعالى، كما لم يضربوا أى مثل فى القدوة والاتباع.
وهذا الذى ذكرناه فى كتابهم المحرَّف الذى يسمونه المقدس ما هو بمقدس، فالقوم- اليهود- جبلوا على الإساءة لصفوة الخلق أنبياء الله ورسله، وفطروا على العناد والكبر وبطر الحق.

ثانيا المتمسلفة قتلة المسلمين
رأينا كيف أن اليهود- قبحهم الله- جبلوا على الإساءة لصفوة الخلق أنبياء الله ورسله, وفطروا على العناد والكبر وبطر الحق.
وسوف نتناول فكر المتمسلفة قتلة المسلمين فى حق الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام كى نرى التوافق العجيب بين فكرهم وفكر اليهود, والذى يظهر فى إساءتهم واستهانتهم وتحقيرهم لهؤلاء الصفوة من الخلق.
1) يقول أحدهم فى كتابه (قرآن كى جار بنيادى اصطلاحين) ص 156: [إن الله سبحانه وتعالى أمر النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ فى سورة النصر بأن يستغفر ربه لتقصير فى فرائض نبوته].
وقول هذا الشيخ يكشف لنا عن عقله السقيم, الذى ظن أنه لا استغفار إلا من أهل الذنوب, ولايدرى هذا المتعالم, أن هناك محامل لاستغفاره ﴿ص وَآلِهِ﴾, فهو ﴿ص وَآلِهِ﴾ كان إذا سلم وفرغ من صلاته يقول: (أستغفر الله) فهل الصلاة كانت ذنباً يستغفر الرسول ربه منها؟ فأين التقصير فى أداء فرائض النبوة؟ وأين النقص فى أعباء الرسالة؟ فالمودودى يكشف عن مكنون قلبه ومعتقده, والإناء بما فيه ينضح.
وهذا الشيخ كان ينتهز كل فرصة لإظهار ما فى قلبه ومعتقده أن كل الأنبياء خطاءون مذنبون لا عصمة لهم, وذلك يظهر من كل كتاباته, وبمثل ذلك يكون كلامه قدحاً فى منصب النبوة, يتزعزع به أساس الدين, ويعتقد أن الرسول ﴿ص وَآلِهِ﴾ بشر كسائر البشر يخطئ ويصيب,ويطيع ويعصى, ولا يكون معصوماً, ومن طالع كتبه ومقالاته يجد فيها هذا الوضر.
فيقول فى كتابه (رسائل ومسائل) الجزء الأول ص 31: [إن موسى قد ارتكب ذنباً كبيراً جداً بقتله إنساناً].
ولو كان هذا الشيخ من أهل العلم لعرف أن سيدنا موسى قتل كافراً ولم يقتل مؤمناً.
ويقول فى كتابه (تفهيمات) ص 122: [إن سيدنا يوسف لم يكن وزيراً للمالية فقط, بكل كان ديكتاتوراً, ونتيجة لذلك كان يوسف يشبه جداً موسيلينى فى إيطاليا].
انظر كيف يشبه هذا الشيخ- مقلداً أسلافه اليهود- سيدنا يوسف برجل كافر من أظلم خلق الله وهو موسيلينى, فتعالى الله على أن يبعث نبياً ظالماً لخلقه, والأنبياء جميعاً محل اصطفاء المولى سبحانه وتعالى.
ثم يواصل إهاناته للأنبياء فيقول عن سيدنا يونس : [إن سيدنا يونس قد صدر منه بعض التقصير فى تبليغ رسالته] (كتاب تفهيم القرآن) ج2 ص 312.
ويعلل سقم فكره بأن الله يرفع عصمته عن كل نبى بين حين وآخر, فيصدر منه بعض زلات, لكى نعلم أن النبى ليس بإله وأن نعلم أنه بشر.
فيا سبحانه الله!! أليس يكفى لكون النبى بشراً أن يأكل ويشرب, ويولد, ويصح ويمرض, وما إلى ذلك من خصائص البشرية؟!.
فصدور المعاصى وحدها هى التى تكفى لإضفاء بشرية الأنبياء يا فراخ فكر اليهودية؟!.
2) يقول أحدهم فى كتابه (التصوير الفنى فى القرآن الكريم) ص 162: [لنأخذ موسى أنه نموذج للزعيم المندفع العصبى المزاج], ويقول فى الصحيفة التالية: [فلندعه هنا لنلتقى به فى فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع عليم النفس كلا..].
وهذا القدح والذم سببه الجهل والوقاحة المؤديان إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله.. ثم يستمر هذا المؤلف فى إهاناته للأنبياء فيتهم سيدنا يوسف فى الصحيفة 166 بأنه كاد يضعف أمام امرأة العزيز.
وهذا اتهام باطل ويدل على نفس غير سوية قد سكنت روع هذا الكاتب الشيوعى الذى خالف أئمة المسلمين حين فسروا قوله تعالى: ﴿ولقد همّت به وهمَّ بها﴾ (يوسف: 24), أنها همت به ليفعل الفاحشة, وهم بها ليدفعها عنه.
وكما اتهم اليهود سيدنا هارون وسليمان بالكفر والشرك, يرمى هذا المارق خليل الرحمن سيدنا إبراهيم بالشك فى الله فيقول فى الصحيفة 133 من الكتاب السابق ما نصه: [وإبراهيم تبدأ قصته: فتى ينظر فى السماء فيرى نجماً فيظنه إلهه فإذا أفل قال لا أحب الآفلين, ثم ينظر مرة أخرى فيرى القمر فيظنه ربه, ولكنه يأفل كذلك فيتركه ويمضى, ثم ينظر إلى الشمس فيعجبه كبرها ويظنها لا شك إلهاً, ولكنها تخلف ظنه هى الأخرى].
فهذا الكلام مناقض لعقيدة الإسلام التى تنص على أن الأنبياء تجب لهم العصمة من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها, وقول سيدنا إبراهيم عن الكوكب حين رآه (هذا ربى) هو على تقدير الاستفهام الإنكارى فكأنه قال: أهذا ربى كما تزعمون؟! ثم لما غاب قال: ﴿لا أحب الآفلين﴾ (الأنعام: 76).. أى لا يصلح أن يكون هذا رباً فكيف تعتقدون ذلك؟.
ولما لم يفهموا مقصوده بل بقوا على ما كانوا عليه, قال حينما رأى القمر مثل ذلك, فلما لم يجد منهم بغيته, أظهر أنه برئ من عبادته, وأنه لا يصلح للربوبية.
ثم لما ظهرت الشمس قال: مثل ذلك, فلم ير منهم استجابة, فأيس منهم, وأظهر براءته من ذلك. وأما هو فى حد ذاته كان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله, بدليل قوله تعالى: ﴿ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل﴾ (الأنبياء: 51).

عصمة الأنبياء
العصمة هى التنزه عن الذنوب والمعاصى صغائرها وكبائرها, وعن الخطأ والنسيان, بل يجب أن يكون النبى منزهاً حتى عما ينافى المروءة, كالتبذل بين الناس من الأكل فى الطريق, أو ضحك عال, وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام, واليهود والنصارى ومن على شاكلتهم حرفوا كتبهم ونسبوا إلى الأنبياء ما هم منه براء, فجزاهم الله اللعنة وسوء الخاتمة.
والدليل على وجوب العصمة: أنه لو جاز أن يفعل النبى المعصية, أو يخطئ, وصدر منه شئ من هذا القبيل, فإما أن يجب اتباعه فى فعله الصادر منه عصياناً أو خطأ, أو لا يجب.
فإن وجب اتباعه, فقد جوزنا فعل المعاصى برخصة من الله تعالى, بل أوجبنا ذلك, وهذا باطل بضرورة الدين والعقل, وإن لم يجب اتباعه, فذلك ينافى النبوة التى لابد أن تقترن بوجوب الطاعة أبداً.
وقد شهد القرآن الكريم لأنبياء الله ورسله أنهم كانوا من الصالحين الذين يقتدى بهم فى البر والتقوى مثل قوله تعالى: ﴿وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين﴾ (الأنبياء: 73).
وقال تعالى بعد ذكر أشهرهم: ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ (الأنعام: 9), وأهل السنة والجماعة مجتمعون على أن الأنبياء معصومون قبل البعثة وبعدها, ولكن الخوارج يجوزون الكفر على الأنبياء ترتيباً على إطلاقهم الكفر على كل معصية, والحشوية جوزوا على الأنبياء الإقدام على الكبائر والصغائر.
1) يقول ابن حزم الأندلسى: [إن العصمة غير ذات موضوع فى حق النبى الذى لم يكلف بشرع لأن المعاصى فى نظره بعد ورود الشرع والتكليف, وليست قبل ورود الشرع والتكليف].
2) يقول ابن تيمية: [العصمة للنبى فيما يتعلق بالوحى, ويجوز الخطأ على الأنبياء], ولكنه يمنع الاستمرار فى الخطأ واستشهد فى ذلك بحديث (الغرانيق) الذى طعن العلماء فيه, ولم يردد هذا القول قديماً إلا ابن تيمية وحديثاً سلمان رشدى. (راجع كتاب الفتاوى لابن تيمية ج2 ص 282, 296).
ويقول أيضاً: [إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤخذ على ظاهرها, حتى ولو أدى هذا الظاهر إلى نفى العصمة عن الأنبياء عليهم السلام, وأن وقوع الاستغفار من الأنبياء لا محل له إلا بسبب ذنب, والتوبة لا وجود لها إلا بسبب خطيئة, ويستنكر كل تأويل للآيات والأحاديث].
ولا عجب فى ذلك فابن تيمية الذى زل فى عقيدة الخالق- فقال بالتجسيم والتشبيه- فلا ريب أن ينزلق فى الخطأ فيما يتعلق بصفوة المخلوقين عليهم الصلاة السلام.
3) تهجم أحدهم فى كتابه (اجتهاد الرسول) على سيدنا رسول الله
﴿ص وَآلِهِ﴾, فحشد فى كتابه هذا عورات وعيوباً وأخطاء وذنوباً أحصاها لسيدنا رسول الله ﴿ص وَآلِهِ﴾ المعصوم وكلها جرأة على أقدس شخصية وأكمل إنسان.
قال فى ص 14: [بل جعل- أى الجمهور المسلم- لقوله وعمله العصمة حتى ما كان منها خارجاً عن رسالة ربه].
وقال فى ص 3 يناقش القائلين بالعصمة النبوية: [وإن أردتم أنه لا ينطق عن هوى, أنه أوحى إليه بأن يجتهد, فاجتهاده بإذن الله, قلنا لكم: ونحن نقول بذلك, ولا مانع حينئذ من أن يجتهد ولا يصيب] وهكذا يصر الرجل على تسوية الرسول ﴿ص وَآلِهِ﴾ بعامة الناس دون أية ميزة أو خصيصة.
وقال فى ص 165: [ولم يكن رأيه ﴿ص وَآلِهِ﴾ فيما اجتهد فيه يمثل الصواب دائماً, ولا محل رضاء الله تعالى عنه دائماً كذلك].
4) تهجم أحدهم فى كتابه (الأنبياء فى القرآن) على النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ فحقق معه, وتقرر فصله من جامعة الأزهر الشريف, وإليك بعض أقواله فى الكتاب:
قال فى ص 31: [عصمة الأنبياء قضية لم يعرفها المسلمون إلا فى عصر الضعف العقيدى, والفكر الفلسفى الدخيل على الاسلام] أى أن عدم توقير الأنبياء هو الأصل عنده.
وقال فى ص 63: [ثم مات الرسول الخاتم, ونحن لا ندرى إلى أى حد طبق الرسول الخاتم أوامر ربه؟!, ولا نعرف إلى أى حد تحددت درجته فى الأنبياء؟!].
5) تهجم أحدهم فى كتابه (فقه الشيعة لدى الإمامية) على الأنبياء عليهم السلام بجرأة منقطعة النظير فقال ص 33: [القرآن الكريم ينفى وجوب العصمة المطلقة لخير البشر أجمعين وهم الأنبياء والرسل, وإنما عصمتهم مقيدة محدودة فيما يبلغون].
ونقول لهذا الدكتور: إذا كان خير البشر ينسب إليهم العصيان وإطاعة الشيطان, وارتكاب المحرمات, فهل هذا من شروط خير البشر؟!, كما نسبت ذلك إلى نبى الله آدم بصريح المقال فى أول ص 29من هذا الكتاب, وإذا كان هذا هو حال خير البشر فما بالنا يا ترى بحال شر البشر؟!. وما هو الفرق بينهم عليهم السلام وبين غيرهم من الأشقياء؟!.
ومما سبق يتبين لنا أن تجريد الأنبياء من العصمة فرية يهودية ذهبت بأهلها فيما مضى حتى دسوا فى كتبهم أكاذيب مفضوحة, وقصصاً مصنوعة, وتهماً مطبوخة.. وقلدهم فى ذلك المتمسلفة قتلة المسلمين فنفوا العصمة أيضاً عن الأنبياء بقصد مسخ القدوة, وجواز المعصية, وإشاعة الرذيلة (وهذا قصد اليهود), أو عدم طاعة الأنبياء وبالتالى يقضى على التشريع فلا إله ولا وحى ولا نبوة ولا رسالة (وهذا قصد العلمانيين), فهذا الثالوث (اليهود والمتمسلفة والعلمانيون) يعملون سوياً للقضاء على الدين بنفى عصمة الأنبياء.

المتمسلفة لا يعظمون النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾
تعظيم النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ من الإيمان فمن لم يعظمه ﴿ص وَآلِهِ﴾ بما يليق بمقامه فهو كافر, ومن رفعه فى التعظيم إلى مقام الألوهية فهو كافر, وقد نهانا الله سبحانه فى كتابه العزيز عن ندائه ﴿ص وَآلِهِ﴾ كنداء بعضنا لبعض, وخاطبه الله تعالى فى كتابه بصيغة الاحترام فقال: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ (القلم: 4) وقال له واصفاً له بصفات عالية شريفة: ﴿الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوباً عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون﴾ (الأعراف: 157).
وكان أول من جهر بعدم توقير النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ هو ابن تيمية الذى منع زيارة روضته الشريفة ﴿ص وَآلِهِ﴾ وشد الرحال إليها, وتحريم قصر الصلاة فى سفرها ومنع التوسل بجاهه ﴿ص وَآلِهِ﴾, وكل ذلك مبسوط فى كتابه الفتاوى الكبرى.. مع كونه ألّف فى تعظيمه ﴿ص وَآلِهِ﴾ (السيف المسلول على شاتم الرسول) قال فيه: [النبى ليس كسائر الناس فى الحقوق بل خصوصياته لا تحصى], ولا ندرى لماذا التناقض بين القول والفعل عند ابن تيمية وذيوله المتمسلفة؟!!.

مظاهر عدم توقير النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ عند المتمسلفة:
1) يسوءهم اجتماع الناس لتعظيم قدر النبى بإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف, ويرون أن هذا العمل منكراً عظيماً يجب عليهم إزالته باليد, كما فى كتابهم (فتاوى مهمة) ص 45, وكادوا أن يكفروا من احتفل بالمولد فى كتابهم (صيانة الإنسان) ص 233, وأجازوا لأنفسهم أن يجتمعوا لدراسة سيرة محمد بن عبد الوهاب بمناسبة مرور كذا عام على ولادته أو وفاته, فى ظل ندوات أو مؤتمرات ينفق عليها المال الوفير, انظر كتاب (هذا والدى) ص 123.
بل قال أحد مرتزقتهم البارزين : [إن الذبيحة التى تذبح لإطعام الناس فى المولد أحرم من الخنزير] أنظر كتاب (المقالات السنية للشيخ عبد الله الهررى ص219). ولعلهم قد خالفوا شيخهم ابن تيمية الذى لم يحرم الاحتفال بالمولد حيث قال فى كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) ص 294, 297 ما نصه: [وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى فى ميلاد عيسى , وإما محبة للنبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ وتعظيماً له, والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع, ثم قال: فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس, ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده, وتعظيمه لرسول الله ﴿ص وَآلِهِ﴾, كما قدمته لك].
ومما سبق من كلام ابن تيمية لا ندرى مع من تكون هذه الفئة المتمسلفة الشاذة لا هى مع أهل السنة, ولا هى مع زعيمها ابن تيمية فليرجعوا إلى أنفسهم باللوم وليرجعوا عن غيّهم؟!!.
2) يسوءهم الاحتفال بهجرة الرسول ﴿ص وَآلِهِ﴾, أو ليلة الإسراء والمعراج, أو ليلة النصف من شعبان, أو غزوة بدر الكبرى, أو ليلة القدر, والحقيقة فى كون هذه الاحتفالات منكرة هى تعظيمه ﴿ص وَآلِهِ﴾ بما أمر الله تعالى به فى هذه المناسبات الإسلامية, وتعظيمه ﴿ص وَآلِهِ﴾ فى نفوسهم المريضة- بدعة تنافى التوحيد, ولا يسوءهم الاحتفال بعيد جلوس الملك عبد العزيز على العرش تحت مسمى العيد الوطنى, ولا عيد ميلاد قابوس أو صدام أو الحسن أو الحسين أو الأسد أو غيرهم.
3) يسوءهم من يسود النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ فى صلاة أو غيرها ويرون ذلك منكراً عظيماً, ولا يسوءهم ألفاظ الغلو والتعظيم التى تكال فى الأسر الحاكمة فيقولون صاحب الجلالة سيدنا ومولانا الملك فلان المعظم أو المفدى, وصاحب السمو الملكى الأمير فلان, وولى العهد الأمين, وصاحب السمو الأمير فلان, وصاحب المعالى الوزير فلان, وصاحب السعادة الوجيه فلان, ولا تكون هذه الألقاب غلواً ولا منافية للتوحيد عندهم.
4) يذكرونه ﴿ص وَآلِهِ﴾ بمجرد اسمه بدون شئ يدل على احترامه, حتى يطبقوا على أنفسهم نهيه تعالى الموجه للمنافقين والجفاة الأجلاف, ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ (النور:63), وهكذا أصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم يقولون فى الواحد منهم: قال فلان بدون صيغة تدل على احترامه كالترضية, لأن كل ما يدل على تبجيله ﴿ص وَآلِهِ﴾ وتبجيل أصحابه وأئمة دينه وعلماء الإسلام غلو عندهم ينافى التوحيد, ولا يكون غلواً ومنافياً للتوحيد إذا كان فى ابن تيمية أو ذيوله فيقولون فى كل منهم: قال شيخ الإسلام قدس الله روحه ونور ضريحه تأليهاً لرأيهم.
5) يسوءهم طلب الشفاعة والتوسل بالنبى ﴿ص وَآلِهِ﴾, وجعل طلب الشفاعة منه ﴿ص وَآلِهِ﴾ أو التوسل به ﴿ص وَآلِهِ﴾ كفراً منكراً, ولا يسوءهم التوسل بمستر بوش, ومارجريت تاتشر, ومسيو ميتران فى حرب الخليج, كما رأينا فى مقدمة الكتاب فى فتوى أحدهم .
6) يسوءهم الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﴿ص وَآلِهِ﴾ بعد الأذان لأن هذا الأمر فى عقولهم السقيمة بدعة لم تكن على عهد الرسول
﴿ص وَآلِهِ﴾, فقد ذكر صاحب (مصباح الأنام وجلاء الظلام فى رد شبه البدعى النجدى التى أضل بها العوام) السيد علوى بن أحمد بن حسن الحداد فى كتابه المذكور, ثم السيد أحمد بن زينى دحلان مفتى مكة فى رسالته: (الدرر السنية فى الرد على الوهابية): [أن محمد بن عبد الوهاب كان ينهى عن الصلاة على النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ ويتأذى من سماعها, وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة, وعن الجهر بها على المنائر, ويؤذى من يفعل ذلك ويعاقبه أشد العقاب, حتى أنه قتل رجلاً أعمى كان مؤذناً صالحاً ذا صوت حسن نهاه عن الصلاة على النبى فى المنارة بعد الأذان فلم ينته فقتله, ثم قال: إن الربابة فى بيت الخاطئة- يعنى الزانية- أقل إثماً ممن ينادى بالصلاة على النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ فى المنائر, ويلبس على أصحابه بأن ذلك كله محافظة على التوحيد, وأحرق كتاب (دلائل الخيرات) وغيرها من كتب الصلاة على النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ ويتستر بقوله: إن ذلك بدعة, وإنه يريد المحافظة على التوحيد].
وقد أفتى خادم المتمسلفة صاحب مجلة (المنار) بأن الصلاة على النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ بعد الأذان بدعة قبيحة, فنتج عن فتواه فتنة بين أهل أرياف مصر, وقدم سؤال بذلك للعلامة المتحقق المرحوم الشيخ يوسف الدجوى فكتب مقالة نفيسة نشرت فى مجلة الأزهر أبطل بها شقاشقه.
وهذا يدل على أنه قام فى أدمغتهم الفاسدة أن كل من عظم النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ بالصلاة عليه فهو عابد له, فهم منتهكون حرمته ﴿ص وَآلِهِ﴾ تطبيقاً لما أسسه لهم شيخهم فى قوله: [محمد ﴿ص وَآلِهِ﴾ طارش] أى أدى الرسالة وذهب, فلا حرمة ولا قيمة له. (راجع كتاب التوسل بالنبى وجهلة الوهابيين للشيخ أبى حامد بن مرزوق ص 16).
7) يسوءهم تعظيم روضة النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾, ببناء القباب عليها, والصلاة عندها, والتبرك بها, وغير ذلك, ويعتبرونه من الشرك وعبادة الأوثان.
فينصح العميل الصهيونى فى كتابه (تحذير الساجد) ص 68 بهدم قبة رسول الله ﴿ص وَآلِهِ﴾ الخضراء, ويشجع على ذلك.
وقال النجدى فى الرسالة النجدية: [وواحد يعبد الأوثان كما فى حديث الترمذى حيث يعظم قبر النبى ويقف عنده كما يقف فى الصلاة واضعاً يده اليمنى على يده اليسرى, ويقول: يا رسول الله أسألك الشفاعة, يا رسول الله ادع الله فى قضاء حاجتى ويناديه ويعتقد نداءه سبباً لحصول مراده, ويعظم آثاره ومشاهده ومجالسه وداره, حتى اتخذوا الآثار مسجداً, وكل ذلك من الأوثان من نبى كان أو ولى, من اللات أو العزى, من المسيح أو العزير, فإن الصنم فى الشرع هو المصور, والوثن غير المصور].
وهذا الكلام من شيخهم يدل على الحقد الدفين والبغيض لنبى الإسلام
﴿ص وَآلِهِ﴾, إذ لا يعقل أن يطلق مسلم على روضة النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ أنها وثن وتعظيمه عبادة وشركاً, فقد قال ﴿ص وَآلِهِ﴾: (من زار قبرى وجبت له شفاعتى) رواه ابن عدى والبيهقى.
وقد صرح المكى, والماوردى, والذهبى, والزين المالكى, وغيرهم فى آداب الزيارة أن يقف كما فى الصلاة.
وأخاطب الجاهل بأن وضع اليد اليمنى على اليسرى ليس ركناً من أركان الصلاة, بل من السنن المختلف فيها بين الأئمة, أما ترى المالكية لا يضعونها, ولو كان ركناً لفرض كالقيام مثلاً, فعلى هذا أيضاً المنع إنما يثبت بالنهى وليس بالنفى.
وقد نص القاضى عياض, وابن الجوزى, والقسطلانى, والعسقلانى, وكل من تكلم فى شأن الزيارة بأن حرمة النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ بعد انتقاله وتعظيمه وتوقيره لازم كما كان حال حياته.
وحكم كون مساجد الآثار وثناً مخالفة صريحة ومحاداة واضحة لرسول الله ﴿ص وَآلِهِ﴾, ففى صحيح مسلم عن أبى مالك قال: (أصابنى فى بصرى بعض الشئ فبعثت إلى رسول الله ﴿ص وَآلِهِ﴾ إنى أحب أن تأتينى وتصلى فى منزلى فأتخذه مصلى) وفى رواية منه: تعالى فخط لى مسجداً.. قال النووى فى شرحه: أجعل صلاتى فيه تبركاً بآثارك.
ولا عجب فى قول شيخهم: إن قبر النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ وثن بعد أن قال فى الرسالة النجدية: [إن النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ رمة فى قبره], مما جعل أتباعه يقومون بأعمال منكرة فى روضته الشريفة ﴿ص وَآلِهِ﴾ فقد جاء فى كتاب (مصر فى القرن التاسع عشر) الباب الثامن ما يلى: [وكانت القبة الكبرى التى فوق الضريح النبوى على وشك أن تتناولها المعاول بالهدم لولا حلماً أزعج المجترئ على اعتزام ارتكاب هذه الجريمة فعدل عنها, واقتصر المعتدون الأشقياء على انتزاع الزينة والزخارف بالحجرة النبوية الشريفة, وسلب الهدايا الواردة من جميع الأنحاء منذ وفاة النبى إلى ذلك العهد.. كل ذلك سلبوه بلا خوف وباعوه علناً].
ويقول أحد مرتزقتهم فى كتابه (تبديد الظلام) ص 389 ما نصه: [نحن لا ننكر أن بقاء الأبنية على قبر الرسول مخالفاً لما أمر به الرسول]. وأضاف: [إن إدخال قبره فى المسجد أشد إثماً وأعظم مخالفة], إلا أن هذا لم يمنعهم من أن يأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم ملأوا أربع سحاحير من الذهب المطعم بالماس والياقوت العظيم القدر.
8) لا يتورعون من النطق فى كل مجلس: محمد بشر, محمد مات, محمد لا يضر ولا ينفع من دون الله, محمد لا يقدر, محمد.. محمد.., أبوه وأمه ماتا.., ما المقصود بهذا الكلام سوى الاستنقاص من قدر خير الأنام الذى لم يخاطبه مولاه باسمه مجرداً فى كتابه الكريم.
9) يقول داعية الوهابية فى شمال الهند فى كتابه (الصراط المستقيم) ص 91: [ومن تصور فى الصلاة أنه يزنى أو يباشر مع زوجته فلا حرج, ولكن تصور المشايخ وتذكرهم حتى الرسول ﴿ص وَآلِهِ﴾ غير جائز, وذلك أضر من تصور الحمار والبقر].
فهل لو قال المصلى: السلام عليك أيها النبى فى التشهد يعتبر مشركاً؟ وهل تصوره ومراقبته ﴿ص وَآلِهِ﴾ فى ذهنك يعتبر شركاً؟ هل هذا إلا تضليل للأمة الإسلامية وإظهار لحقد يهودى دفين على نبى الإسلام؟!.
يقول الإمام الغزالى: (واستحضر فى قلبك شخص الرسول ﴿ص وَآلِهِ﴾ وقل السلام عليك أيها النبى) راجع إحياء علوم الدين ص 169.

ثالثاً: الحنابلة
قال الشيخ علاء الدين على المرداوى الحنبلى وهو من مشاهير علماء الحنابلة فى كتابه الإنصاف ج2 ص 456 ما نصه: (ومنها يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب, وقيل: يستحب, قال الإمام أحمد للمروذى: يتوسل بالنبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ فى دعائه, وجزم به فى المستوعب وغيره, وجعله الشيخ تقى الدين كمسألة اليمين به, قال: والتوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحوه مما هو من فعله أو أفعال العباد المأمور بها فى حقه مشروع إجماعاً).
ونقل عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل فى كتابه (العلل ومعرفة الرجال) ج2 ص 35 قال: (سألته - يعنى أباه الإمام أحمد- عن الرجل يمس منبر النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل فقال: لا بأس بذلك).
وقد رد البهوتى وهو من كبار علماء الحنابلة على ابن تيمية فى عدم جواز التمسح بالقبر أو تقبيله فى كتاب (كشف القناع) ج2 ص 15.
وكذك رد عليه المرداوى الحنبلى فى (الإنصاف) ج2 ص 562.
وفى كتاب (السير) للذهبى ج1 ص 212 ما نصه: (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبى يأخذ شعرة من شعر النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ فيضعها على فيه يقبلها, وأحسب أنى رأيته يضعها على عينيه ويغمسها فى الماء يشربه يستشفى به).
ومن هذا يتبين لنا أن المتمسلفة شذوا عن الإمام أحمد الذى ينسبون أنفسهم إليه, وكذلك شذوا عن أهل مذهبه, كما شذوا عن سائر أئمة المسلمين.

والخلاصة:
أن الحنابلة وإمامهم يوقرون النبى ﴿ص وَآلِهِ﴾ ,ويعظمونه, ويتبركون بآثاره ويتوسلون به ولا ينفون العصمة عنه, وهم برآء من المتمسلفة قتلة المسلمين الذين اتفقوا مع اليهود جملة وتفصيلاً فى الإساءة والتحقير والتقليل من شأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س