الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مريانا المجدلية...

علاء هادي

2016 / 6 / 26
الادب والفن


عن مريانا المجدلية...
علاء هادي
هي اغنية من اغاني زمان عن درويش سكران يتجلى له كل ليلة آلهة عشق أو قراصنة يأتون اواخر الصيف يداهمون ميناء القرية ليلة الاربعاء الاخيرة من شهر نيسان ولايسرقون غير التبغ الاسمر والمُرجان، وعادة مايتركون ورائهم فرس بيضاء اللون ابنة سنتين..
وقد يتخلل تلك الاغنية العتيقة تعويذة لقارئة كف لم تزل بعد تحت التمرين تتنبأ بامطارٍ غزيزة واشجار رُمان و صابة زيتون لم تُحصد قط...
وقد يكن فيها ترانيم وحكايا عن صبية يتبارون على ابتسامة الحلوة أبنة الجيران العائدة من المدرسة بظيفرتها المجدولة على عجل ..حٌلوةٌ يرى فيها صديقي السكران مذاقات اطعم بكثير من زجاجة الخمر المحلي ويقول لي عساها تقول لي مرّة وان كانت على سبيل المجاملة "كيفك ياجار" وكيف هي احوال الحالمين بايامِ تخلو من خطابات زعيم أوكاهن أوامام عن جيرانً لنا مجبولون بالفطرة على قلبِ النظام، وفقاً لما جاء في نشرة الاخبار...ومابين لعنات جدي وامنيات صديقي السكران تقف هناك صديقتي المجدلية مريانا تحكي لي عن اشعارِ ورسومات فينيقية وبابلية، وعن اب لها يحلو لهُ ان يُطعم الطيور ويتمنى لابنتيه ازواج يخلون من الخَلَجات: نفسية كانت ام سياسية، ويدخل في ذاك السياق تلك النَزَعات الوطنية التي مابرحت تجتاح مشاعر جاري العنين وتحث فيه انفعالات أمنية تدعوه لان يكتب في جاري المُقعَد عبود وباقي الجيران تقارير تدعو المحقق نوري المتوتر بالفطرة، ان يبحث في احشاء عبود وباقي المتآمرين على سلامة الوطن على ادلة تُدينهم على ماينتاب الوطن من تَضخّم، تفخّم، تفحم او أي عَرَض دَخيل يُحتم على الساهرين على سلامته ان يقضوا جُلَّ وقتهم في المراحيض يفكروا في حلول معوية تُرضي الوطن والمواطنين...
احكي لها عن جدي مُدمن اللعن: لعن من خلّفهم وخلّفوه ومايدخل بينهما من صلات رحم عشائرية كانت ام لوطية...ويدخل في ذلك المضمار رعصات ابي المصاب بالصرع كلما مرت سيارة شرطة او اطفاء من باب الدار او على مرمى البصر بغض النظر عَمن يكون الناظر فهو سيستمرغل في التراب سبع مرات تفاديا لاي استجواب حتى وان كان من باب السؤال عن الصحة والعيال...
ومابين صَرعات ابي ولعنات جدي ودروشة السكران استمع الى حكايات مريانا الخالية من الركلات والصرعات وانابيب التحقيق الرسمية منها والعُرفيّة!
تحكي لي مريانا عن جارة لها من الخليل وعن منديلها البرتقالي المائل الى الاصفرار، ولاتعرف كيف آن لمنديل رث عتيق ان يتجاوز عُهر الأزمان العاثرة منها والغابرة ويهدي لسيدة في السبعين أجمل طَلّة. تلك هي الحاجة ام حمدان او سلمان وقد تكون ام بشرى او بشير لااحد يعرف كُنيتها بالضبط وكل مايعرف الجيران عنها انها سيدة في السبعين تصعد كل امسية الى السطوح وتكشف عن شيباتها او ماتبقى منهن وتدعو رَبّها ان يُعيد لجاراتها الارامل مَن رحلوا دون وداع او متاع منذ سنين، منذ اندلاع الحرب الخامسة او ما سبقتها من غزوات وطنية او دينية، تدعوا لهم ان يعودوا بسلام كما رحلوا بالامس دونما اي نقص في الاصابع و الاسنان وياحبذا لو عادوا احياءا كما كانوا من قبل..أحياءا..ياحبّذا...
واليوم تتمنى صديقتي المجدلية لي ولها ان نعود كما كنا بالامس... سوية نعود للبعيد لازمنة لم تتَلَبد، لم تَتبلَد، لم تعرف بعد معنى للغربة والتيه.. ومابين مريانا وعودتي أعوام تيه وجوازات سفر أدمنت الرحيل الى هناك، بعيداِ عن لعنات جدي وادعية الارامل،الى هناك حيث مايكفي لنا من المسافة للسير سوية في أزمنة تفتقر الرحيل...
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما