الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإسلام وإشكالية تحرير العبيد
احمد حسن
2016 / 6 / 26العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن الإسلام , قضية العبودية ....
لماذا لم يكن الإسلام مهتم فعلا بقضية من اهم قضايا عصره ، وهي قضية تحرير العبيد – وأيضا المسيحية قبل منه لم يكن علي جدول أعمالها التاريخية قضية تحرير العبيد ...
الفكرة ببساطة عند الاثنين انهم أتحركوا بالتطابق مع ماهو جوهري في أخلاق عصرهم ، مش في تناقض معاها ، عصر كان قائم على العمل العبودى بدرجة كبيرة ، مكانتش المسيحية صدمة لأخلاق اليهودي - وﻻ خروج على ناموسه ، وﻻ حتى صدمة لشكل الدولة أو النظام الامبراطوري ، على العكس كانت مهمة جدا ﻻستكمال أو ترميم جوانب أيدلوجية وسيكلوجية فيه - ترقيع تناقضاته الطبقية الصارخة بصوفية جديدة ، وقررت أن ما لقيصر حق لقيصر ، وأنها لن تدخل في صراع معه حول استحقاقاته ، نقلت الخطيئة من البلاط القيصري إلى عامة الشعب ، كل إنسان اصبح ابن الخطيئة الأولي وموصوم بها رغم انه قد يكون لم يرتكب بنفسه أي خطيئة ، البشارة هي وعد أخروي وليس تحرير دنيوي ، عملية التحرير الدنيوي سينجزها الرب بنفسه عن طريق الفداء ، لذلك على الشعب أن يظل سلبيا وساكنا ، وسيكون مدعوا بعد ذلك إلى مائدة السماء مع المسيح في مملكة ليست من هذا العالم ، لذلك لم يكن تناقضا أن تتحول المسيحية إلى ديانة دولة بعد قتل المسيح نفسه ، وان تنعم مملكة - هذا العالم - ليس فقط بالسكينة ولكن أيضا بقوة أيدلوجية جديدة تمكن من الحشد والقتل والسبي وتنمية الثروات ، باسم المسيح نفسه هذه المرة ...
الإسلام ظهر في مجتمع كانت العبودية فيه ملمحا مكملا لترف وعمل التجار وأصحاب الإبل والأغنام ،عالم الرعي والتجارة ، حيث العبودية لم تكن قوة عمل فقط بل أيضا محلا للتباهي ، ومصدرا هاما للتسلية في بيئة الصحراء الجافة ، كل حر كان قادرا بصورة ما على اقتناء عبد أو جارية بطريقة أو بأخرى ... اهتم ألإسلام بمخاطبة قوي اجتماعية متنوعة - عاني من التهميش في بدايته ، رغم انه قدم نفسه بصورة ليست منفرة لسادة قريش ، غير أنها تتحدي ألهتهم بأله أخر ، لكنها تعدهم ضمنا بفتوحات وتوسع دون المساس بمصالحهم .. كانت عين الدعوة على كسب أشخاص وجهاء وتجار يملكون عبيدا وجواري ، تجارة العبيد والنساء كانت رائجة ، إن اقتربت الدعوة من أسس العبودية كانت ستنفر من تراهن علي كسبهم لزيادة قوتها ، وفي نفس الوقت كدعوة ذات وجه أخلاقي كان عليها أن تخاطب العبيد ، وان تقدم لهم شيئا ، ومن ثم قدمت لهم المساواة - أمام الله فقط - وليس في العالم الواقعي ، شيئ يشبه مملكة السماء المسيحية ، التأخي في الله ، مع بقاء كل امتيازات السادة كما هي إلى الدرجة التي لا يعاقب فيها سيدا على قتل عبده ، فالعبد بالعبد والحر بالحر ، ,- ,ورغم أن الإسلام اعتبر أن الجميع – السادة والعبيد – هم عبيد لله وحده ، إلا انه كما فعل الرب في المسيحية عندما لم ينازع قيصر امتيازاته ، فعل الإسلام فى حقوق سادة الإسلام " وحتى الوثنين " مع عبيدهم فلم ينازعهم عليها ، هكذا دخل تجار كبار من قريش ، وسادة حرب من يثرب ، إلى الدعوة حاملين معهم كل الامتيازات الطبقية الموروثة عن قبل الإسلام - قررت الدعوة الإسلامية أن - خيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام - ومن اجل تلطيف العلاقة بين العبيد - المنضمين إلى الإسلام ، وسادتهم المسلمين ، قدم الإسلام بعض الدعوات إلى حسن المعاملة فحسب ، واختياريا تحرير رقبة في حالة المعاصي أو الصدقات ، اللافت للنظر انه ﻻ يجوز في الإسلام عتق رقبة كصورة من صور زكاة المال ، بل أن الإسلام كلف العبيد أيضا بدفع الزكاة رغم بؤسهم – في الحديث (عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة.) والفارق بين الصدقات والزكاة أن الأولي غير ملزمة ، مستحبة فقط ، طوعية وغير محددة القيمة ، وﻻ مؤاخذة على المسلم إن لم يدفع صدقة ، لكن الزكاة أمر ملزم دينيا ودوري ومحدد القيمة ، لكن سادة الدعوة الجديدة نادرا ما عبئوا بتحرير رقاب عبيدهم .
دخل الإسلام أثرياء على درجة عالية من الثراء ، كان يمكن بأموالهم تحرير المئات أو ألألاف من المسلمين المستعبدين من الرق ، إلا أن أحوال نادرة هي التي اهتم فيه احدهم بتحرير عبد - ربما فقط بلال بن رباح من تم شراءه وعتقه ، بل أن الفقه الإسلامي قرر أيضا – تماما كما قبل الإسلام - معاقبة العبد الذي يحاول الهروب من سيده ، واطلق يد السيد في استخدام العبد أو معاقبته كما يشاء دون تدخل ، أن العبد شيئ مملوك للسيد مثل الأشياء الأخرى فله مطلق الحرية في صور التعامل مع ملكه ،وأبناء العبد عبيد أيضا لسيده ، لم يحرم الإسلام تجارة العبيد واقتنائهم ، وعزز صورة التمتع القسري بالعبدات - ملك اليمين- واضفي عليها صبغة دينية .. تطابق الإسلام هكذا مع أخلاق وقيم واهم مصالح طبقية لعصره ، رغم الصراع الظاهري مع سادة قريش علي الهيمنة المادية والأدبية .بل أن فتوحات – أو حروب الإسلام ، سعت إلى استرقا ق عبيد اكثر ونساء اكثر – باعتبارهم غنائم حرب ، كان يمكن اقتنائهم أو بيعهم بعد توزيعهم على المقاتلين ، اصبح هناك مصلحة مادية هامة لجيوش المسلمين في بقاء العبودية ، إذ صارت احد اهم مكاسب المقاتلين واحد اهم وسائل حشد الأنصار والجنود ... ما قد يفيئ الله به عليهم من غنائم .
مول عثمان - الخليفة الثالث بعد النبي - حروب لجيش المسلمين من ماله ، لم ينفق ما يوازي أي قدر منها في تحرير عبيد مسلمين أو نساء عبدات ، أن تمويل الحرب لثري واسع الثراء مثله يعنى فتح أسواق اكبر لتجارته ، كسب نفوذ اكبر في الدولة الصاعدة ، ومكانة أدبية بل وهيمنة له ولعشيرته .
بعيدا عن أي بعد أخلاقي مدعي لم تختلف الأديان عن غيرها من عقائد وثنية أو دعوات إصلاحية لحكماء ، في التطابق مع مصالح عصرها ، قدمت عزاء أخلاقيا للمضطهدين من اتباعها ، واحتفظت للوجهاء بكل مزاياهم ، ودفعت حركة المجتمع ككل إلى الأمام لصالح تحالف رموز الدعوة مع طبقة السادة ، ولم يكن هناك سوي العزاء الأخلاقي للمضطهدين بجانب وعد بالجنة ، أو .. المملكة الأخري التي ليست من هذا العالم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - أهلاً بك أستاذ| أحمد, تحية
عبد الله خلف
(
2016 / 6 / 26 - 23:18
)
أهلاً بك أستاذ| أحمد, تحية
للإسلام خطوات في تحرير الرق, مثال:
- المكاتبه: قوله تعالى في سورة النور أيه 33( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ-;--وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ), أى أن العبد يطلب من سيده الإتفاق على مبلغ من المال يؤديه لسيده وإذا أداه يكون حراً وإذا لم يملك العبد مال ليكاتب سيده يصرف له من بيت المال.
- النهى عن بيع الحر: قول النبى صلى الله عليه وسلم (ثلاثه أنا خصمهم يوم القيامه منهم رجل باع حرا فأكل ثمنه).
- من مصارف الزكاة وفى الرقاب أى تحرير رقبه, سورة التوبة أيه 60 قولى تعالى ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ).
- الكفارات (تحرير رقبه), مثل كفارة اليمين وكفاره القتل الخطأ.
- أن يأكل العبد مما يأكل سيده ويلبس مما يلبس سيده وألا يكلفه مالا يطيق, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم).
2 - تحرير العبيد
شاكر شكور
(
2016 / 6 / 27 - 04:58
)
اتفق معك استاذ حسن في بعض الجوانب وأختلف في جوانب اخرى ، قد لا يحتاج الباحث الى نص يرد بآية مستقلة ينص الى تحريم استعباد البشر كعبيد لأنه بالإمكان الإستدلال على التحريم من مجمل السياق العام او من خلاصة التعاليم والوصايا حتى إن لم يرد فيها عبارة تحرير العبيد ، فمثلا يمكن ان يقول المعلم لتلميذ مشاكس عليك ان تحب زميلك كما تحب نفسك ، فهذه الوصية تكفي لتقويم اخلاق ذلك التلميذ وتمنعه ان يؤذي او يستغل زميله ، اغلب اعضاء اللجنة العالمية التي وضعت بنود تشريعات حقوق الإنسان ومنع المتاجرة بالعبيد كانوا يؤمنون بتعاليم الإنجيل التي غذّت إنسانيتهم لإتخاذ القرار ومع هذا فالطبيعة البشرية لم تمنع الإنسان ان يستبدل كلمة العبد بتسمية اخرى كتسمية مستخدم مثلا او خادم ، فقوة المال ترغم الناس ان يكونوا عبيدا طوعا وليس جبرا ، ولهذا لم تكن فائدة من حل موضوع العبيد بأية ولكن الوصية الخالدة في الإنجيل هي ان يحب الإنسان أخيه الإنسان كنفسه فعندما يصل الإنسان الى هذه القدرة من الحب فيستحيل ان يقوم بإستغلال او استعباد إنسان آخر ، تحياتي استاذ أحمد
.. أعظم ليالى السنة.. فضل ليلة القدر مع الدكتور خالد عمران أمين
.. فلسطينيون ينتظرون على الحواجز الإسرائيلية للسماح لهم بالمرور
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال