الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسول الله ص يتنبأ بظهور الجماعات المتأسلمة ويخبرنا بأنهم مشركون ويجب قتالهم

محمد عبد المنعم عرفة

2016 / 6 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإسلام حقيقة كونية، بمعنى أن الواحد الأحد الذي خلق هذا الكون، هو الواحد الذي ارتضى لنا هذا الدين، وأخبرنا أنه بعث به أنبيائه ورسله
فنوح يقول لقومه : (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) يونس:72
والإسلام هو الدين الذي أمر الله به أبا الأنبياء إبراهيم (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) البقرة: 131
ويوصي كل من إبراهيم ويعقوب أبناءه قائلاً : (فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) البقرة:132
وأبناء يعقوب يجيبون أباهم : (نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة:133
وموسى يقول لقومه : (يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) يونس:84
والحواريون يقولون لعيسى : (آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران:52
وحين سمع فريق من أهل الكتاب القرآن (قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) القصص:53
لأن دين الله واحد (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران:19 (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران: 85 ونلاحظ أن هاتين الآيتين وردتا في سورة واحدة وهي سورة "آل عمران" التي تخاطب أهل الكتاب.
ويخبرنا الله أن الكون كله أسلم لله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) آل عمران:83
فإذا كان الإسلام هو هذا المعنى، فالخروج عليه خروج عن نظام الكون، وعن منهج الحياة الرباني المطلق عن قيود الهوى والمصالح الشخصية، والذي يمثل الإعتدال والتوازن الذي يضمن السعادة والسلام للبشرية كافة.

* هل معنى هذا أن الله تعالى يريد أن يجبرنا على اعتناق الإسلام ؟ أم يريد هذا باختيارنا ؟
حرية العقيدة أمر مهم جداً عند الله ورسوله، ولذلك أكثر القرآن من الحديث عنها وأبدأ وأعاد فيها مراراً وتكراراً ليفهم الناس هذا الأصل المهم: (فمن شاء أن يكفر به فليكفر) (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) (لست عليهم بمسيطر) (ما على الرسول إلا البلاغ) والآيات في هذا لا حصر لها.. أنه لا يوجد إجبار على اعتناق الإسلام أبداً بأي حال من الأحوال.. وأن الحساب في هذا على الله وليس على أحد (أفأنت تُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين) ؟! (1)

يقول د. أحمد بحيري: ولذلك خلق الله الدنيا، لأن الناس وهم أرواح لما واجههم الله "يوم ألست" بقوله: (ألست بربكم) ؟ فمن سيقول لا في مواجهة جلال حضرة الربوبية ؟! الكل (قالوا بلى) المؤمن والكافر، ولذلك خلق الله الدنيا ليكونوا في حرية تامة للتعبير عما تكنه بواطنهم (تعدد التجليات والمظاهر، مؤمن وكافر ومنافق، وظهور ما في البواطن والأسرار).. لذلك أراد أراد الله إعطاء مساحة كافية لحرية التعبير عما في البواطن (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) حرية الكفر ؟ نعم! الله يريد بلاغ الحجة فقط لا إجبار الناس على قبولها. هو ليس بحاجة إلى إيمانك ولا إلى إيمان أهل الأرض جميعاً ! لأنه (الغني) عن العالمين.

والسيد عز الدين أبو العزائم يقول عمن نصّبوا أنفسهم وكلاء عن الله في الأرض وعلى رقاب العباد : هؤلاء بدلاً من أن يخافوا الله، خافوا (على) الله! لجهلهم وخبث نفوسهم.

الخلاصة: أن الدين عند الله واحد غير متعدد، وهو الإسلام، ولكن حرية الإعتقاد مكفولة ومرادة لله تعالى.

* إذاً فماذا عن قوله تعالى: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) والآيات التي تأمر بقتال المشركين ؟ كيف نجمع بينها وبين الآيات الأخرى التي تكفل حرية العقيدة ؟
نحن هنا أمام مشكلة مصطلح وتفسيره، فبينما فهم المفسرون والفقهاء من مصطلح (المشرك) أنه غير المسلم، كان مراد القرآن من المشرك: العدو المحارب الذي يعتدي على المسلمين، وليس المشرك في القرآن هو الشخص المسالم من غير المسلمين، ولنستعرض وصف المشركين والكافرين في القرآن كيف هم لنعلم من هم:
فهم أشد الناس (عداوة) للمؤمنين: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) المائدة:82
وينشرون الفساد والهلاك والدمار ولا يسمعون نصح أحد كبراً وعلواً: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)
ومهمة الأنبياء والرسل هي منع الفساد في الأرض: ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ)
والفساد والإفساد سمة مشتركة بين أعداء الأنبياء.. فشعيب عليه السلام يقول لقومه: (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ونبي الله صالح يقول لقومه: (فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) وهي سمة بني اسرائيل: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) ولا يزيدهم التذكير بالله إلا عتواً: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
وهم يكرهون ظهور الدين الحق وعبادة الله حتى لو صدرت عن غيرهم: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
كما أنهم يكرهون وقوع الخير على المسلمين لمجرد أنهم مسلمين: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
وهم مستكبرون عالون في الأرض، ويرفضون دعوة الأنبياء لأنها ستودي بمصالحهم: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ)
ولا ينتفعون بآيات الله لفساد قلوبهم وأخلاقهم: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)
وفي النهاية: هم يعتقدون أنهم بإفسادهم مصلحون: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) بالضبط كما يقول الدواعش والأمريكان والصهاينة.

نخلص من هذا إلى أن هناك فرق بين (غير المسلم) وبين الكافر المشرك، وكمثال حيّ: البوذي (غير مسلم)، لكن بوذيو بورما مشركون لأنهم عصابات مسلحة ومجرمي حرب. واليهودي (غير مسلم) وقد مدح القرآن بعض اليهود في قوله: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)، لكن اليهود الصهاينة القائمين على مشروع إفساد البشرية وإشاعة الحروب وتجارة السلام والإنحلال الجنسي وتعاطي المخدرات والإدمان وتدمير الشباب وإضعاف غير اليهود: فهؤلاء كفار أنجاس (إنما الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) ونجاسة الأخلاق والمعنى، أشد قبحاً من نجاسة المبنى.

حسناً.. فالعدو السياسي (المعبر عنه في القرآن بالمشركين) كيف نتعامل معه ؟!
لعدو السياسي المحارب تقاتله الأمة.. ليس لأن من حقها فقط الدفاع عن نفسها، ولكن لأنها في الأساس أمة وظيفتها منع الظلم والبغي وتكوين جماعات مفسدة تعمل على الخروج عن منهج الله على الأرض، وتنشر الظلم والبغي والطغيان (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فهذه الأمة هي التي غيرت منحنى التاريخ البشري من عبادة الطبيعة وعبادة البشر من الحكام وأنصاف الآلهة، وبالتالي عدم قدرة الناس على رفع رؤوسهم أمام الطاغية وانتزاع الحقوق منه، فخرجت هذه الأمة ونشرت عقيدة التوحيد، واستعلى الإنسان على الطبيعة واستطاع أن يسخرها ويستغلها بدلاً من أن يعبدها (فظهرت بوادر الثورة الصناعية وبوادر الحضارة الحديثة)، واكتشف ذله أمام بشر مثله يعبده فيسيطر عليه وعلى عقله وينهب ماله ويسلبه حقوقه الآدمية، ولأول مرة يقول للحاكم الإله: "لا".. ولم يكتف النبي ص بتحرير البشرية من خلال الفكر والإعتقاد فقط، بل شفع الفكر بالقوة العسكرية لمحو الكفر على أرض الواقع، فأرسل الجيوش المسلمة لكسر ملك "كسرى" و "قيصر" وجعل الإستبداد المبني على الشرك: في خبر كان إلى الأبد.

فكل من يشكل تنظيماً مسلحاً ضد دولة العدل على الأرض، هذا يقاتَل مهما كان دينه ويسمى في المصطلح القرآني مشرك أو كافر (حتى لو انتسب إلى الإسلام، لأن الدين عند الله تعالى ليس بالأسماء والعناوين وإنما بالحقائق التي ينطوي عليها العبد، والتي يترجمها سلوكه وأفعاله)، ولذلك لما تنبأ النبي ص بظهور داعش أمرنا بقتلهم فقال: (إذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا عند الله يوم القيامة) لأنهم ليسوا مسلمين وإنما ينصرف إليهم مصطلح الكافر المحارِب للأمة الإسلامية، والمذكور في آية السيف: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التوبة:5 لم يقل فإن تابوا وصلوا (لأن الدواعش يصلون، لكن لا أثر لصلاتهم في أخلاقهم)، ولذلك قال: (وأقاموا الصلاة) في حياتهم وأخلاقهم وسلوكهم مع الناس، (وآتوا الزكاة) أي أدوا الزكاة لبيت مال المسلمين، سواء للنبي ص أو وارثه، مما يدل على تغير اعتقادهم في النبي ص والأمة الإسلامية.

* اللبس حدث من إساءة فهم مصطلح (المشرك) أولاً، ثم استخدام محمد بن عبد الوهاب ثم داعش آيات قتال العدو المحارب، على أنهم هم المسلمون، وغيرهم كافر ويجب قتله!، لكن القرآن لا يقول أن غير المسلمين كفار يجب قتالهم فضلاً عن قتلهم، ولو استعانوا بعلماء الثقلين لن يستطيعوا أن يثبتوا هذا.. وإنما أمر القرآن بقتال من قاتلنا فقط.

رسول الله ص يتنبأ بظهور الجماعات المتأسلمة
ويخبرنا بأنهم مشركون ويجب قتالهم:
وهؤلاء هم الإخوان المتأسلمين والسلفية بمختلف ألوانها.. ومصطلح "السلفية" هذا مصطلح دجل لا يراد به إلا إثارة الفتن والحروب الطائفية، وقد ظهر على يد ابن تيمية، ثم تم استخدامه في العصر الحديث لأجل الوصول إلى كرسي الحكم وتطاحن كلاب مزبلة الدنيا لنيل قاذوراتها بالدين، وإلا فلو دققت لوجدت أن كل مسلم بل وكل كافر : سلفي! لأنه يتبع سلفه.. فالبشرية كلها بطولها وعرضها سلفية، لأنها تتبع أسلافها.. فليس هناك منهج أو مذهب يسمى السلفية، وإنما هناك الإسلام (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الحج:78

يقول الدكتور أحمد بحيري (2):
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتنبأ بظهور الإخوان المسلمين ومن معهم من المتمسلفين وغيرهم. أنهم خوارج هذا العصر وأن التعامل معهم بقتلهم وقتالهم لأنه لا ينفع معهم حوار ولا نصيحة ولا يعودون إلى الحق أبداً.
والحديث الذي تنبأ فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخوارج عصرنا هو: عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم قسماُ - قال ابن عباس كانت غنائم هوازن يوم حنين - إذ خرج عليه رجل من تميم (3) مقلص الثياب -أي قصير الجلباب- ذوشيماء -أي متكبر- يشمخ بأنفه وأنفه معقوف (وهذه الصفات من الكبر ومن أنهم هم الفرقة االناجية وغيرهم هالك وكافر ومشرك ومبتدع، هذه هي صفات إخوان المسلمين ومن معهم من المتمسلفين وهذا ديدن اليهود الذين يدّعون بأنهم شعب الله المختار) بين عينيه أثر السجود فقال إعدل يا محمد!! - ولم يقل يا رسول الله - فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ويلك ومن يعدل إن لم أعدل ؟! قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل) ثم قال:
(يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يحسنون القيل ويسيؤون الفعل هم شرار الخلق شرار الخلق) في معاملاتهم وسلوكهم وأخلاقهم مع الناس وشرار الخليقة متجشمون
ثم وصف صلى الله عليه وآله وسلم صلتهم بالقرءآن فقال: (يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء يقرأون القرءآن لا يجاوز تراقيهم يحسبونه لهم وهوعليهم) لأن القرءآن ليس بالقراءة والتجويد فقط ولكن منهج وسلوك وحجة لكل من يقرؤه أويحفظه إن عمل به حجة له وإن لم يعمل به فهوحجة عليه وكم من قارئ للقرءآن والقرءآن يلعنه.
ثم كشف صلى الله عليه وآله وسلم النقاب عن عباداتهم المغشوشة فقال : (ليس قراءتهم إلى قراءتكم بشيء ولا صاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء).
ثم أزاح صلى الله عليه وآله وسلم عن أهدافهم فقال : (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَمِيّة) والسهم إذا انطلق من قوسه لا يعود إليه أبدا وهؤلاء لا يعودون إلى الحق وإلى الإسلام.
ثم أعطانا صلى الله عليه وآله وسلم وصفا مجسما لسيماهم -فقال : (محلقين رؤوسهم وشواربهم أزرهم إلى أنصاف سوقهم) يعني جلابيبهم قصيرة إلى نصف الساق.
ثم ذكر صلى الله عليه وآله وسلم علاماتهم المميزة فقال: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الكفر والأوثان) وهذا واضح مع مجدد فكر الخوارج محمد بن عبد الوهاب الذي يقولون عنه أنه إمام العصر
ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا. عند الله لمن قتلهم يوم القيامة) [صحيح مسلم برقم 1066] أمرنا ص إذا لقيناهم أن نقاتلهم، لأنهم لا ينفع معهم حوار ولا ينفع معهم نصيحة، ولا هم يعودون إلى الحق أبداً، لأن نفوسهم لَقِسَة ونفوسهم تحب الباطل وتسير فيه إلى النهاية، فمن لقيهم فليقاتلهم، لا ينفع معهم إلا قتالهم وقتلهم، لا ينفع معهم إلا المواجهة المسلحة للقضاء عليهم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله الشهادة) وقال: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) (4).
وفي عاد بين ربنا تبارك وتعالى في سورة الحاقة : (الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثممود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتيه سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية) والريح هنا متمثلة في جميع طوائف الشعب، يقفون لهم ويتّحِدون ضدهم ويتسلحون، لإنه لا ينفع معهم حوار، ولكن لا ينفع معهم إلا القتل والإبادة فهل ترى لهم من باقية ؟ أي لا يبقى منهم واحد.

وبهذا الحديث حدد لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن هؤلاء القوم لا يعودون إلى الحق وإلى الحقيقة أبداً، ولابد من قتالهم وأن الحوارات والنصائح لا تنفع معهم أبداً، وهذا واضح من فكر ابن عبد الوهاب البدعي النجدي، الذي ظهر في بلاد الحجاز.
وابن عبد الوهاب كان جده اسمه "شولمان قرقوزي" وشولمان كلمة عبرية معناها بالعربية سليمان وقرقوزي كلمة عبرية معناها بالعربية "بائع البطيخ".. وكان يعيش في اسطنبول دولة الخلافة العثمانية، فلما طالبوه بدفع الجزية - لأنه يهودي يعيش في ظل الخلافة العثمانية الإسلامية - رفض دفع الجزية، فانتقل إلى منطقة نجد وسمى نفسه سليمان، وسمى ولده عبد الوهاب، وسمى أولاد عبد الوهاب: محمد وسليمان، وعندما تتلمذ على يد الإمام "محمد بن حياة السندي" مفتي الحجاز تنكر له وكفّره.
ثم بدأ في تكوين جيش من الخوارج من بدوالمنطقة، ووضع عقيدة أن من كان معه - يؤيده في رأيه وفي فكره - فهومسلم، ومن خالفه فهوكافر.
وقد بين ذلك أخوه سليمان ابن عبد الوهاب في كتابه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" قال: أنت جعلت أركان الإسلام ستة بدلاً عن الخمسة، فالركن السادس هو: أن من كان معك فهومسلم ومن كان ضدك فهوكافر!!.
ومحمد بن عبد الوهاب هذا قتل أهل المدينة من أولاد الصحابة عشرة آلاف، وزنى هوومن معه في عشرة آلاف من بنات الصحابة الحرائر المسلمات، ويعتبر هذا قاتل المسلمين صح فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الكفر والأوثان.

وهؤلاء لم يقتلوا كافراً أبدا ولكنهم يقتلون أهل الإسلام، وهذا هوديدنهم على مر التاريخ، فـ"حسن البنا" وهوممثل حركة الإخوان المسلمين في مصر، وهويهودي من يهود المغرب العربي، وسماها "إخوان المسلمين" ولم يسمها الإخوان المسلمون.
و"إخوان المسلمين" يعني أنهم ليسوا مسلمين، وإنما هم يهود يتخذون من المسلمين إخواناً لهم، ليخدعوا الناس ويجعلوا الناس يتبعوهم في الوصول إلى مخططاتهم طواعية منهم.
قتل "محمود فهمي النقراشي" باشا، لأن محمود فهمي النقراشي هووالملك كانوا يمدون الجيوش العربية بالأسلحة، فأراد أن يوقف حركة هذه الأسلحة نصرة لليهود على الجيوش العربية، فقتل محمود فهمي النقراشي باشا.
وقتل "أحمد الخازندار" لأنه فض الجماعة لأنها غير قانونية، فقتلوه.
وقتل "أحمد ماهر" باشا رئيس الوزارة.
ولم يقتل القنصل الإنجليزي الذي كان يستولي على مصر ويستعمر مصر، أوأي ضابط إنجليزي، أوأي عسكري انجليزي، فهذا هوطريقهم وهوديدنهم الولاء للصهيونية ولليهودية.

ومحمد ابن عبد الوهاب قتل المسلمين، فهوقاتل، وزنى في المسلمات الحرائر، فهوزان هووأتباعه، ونهب أموالهم فهوسارق لأموال المسلمين، فكيف يكون إماماً للإسلام و؟!!! كيف يدّعون أنه مجدد فكر هذا العصر الذي نحن فيه ؟!!
ثم دخل مكة وقتل المصلين وهم يصلون في الحرم أثناء السجود، قطعوا رقابهم في الحرم، ودارت المعركة أمام الكعبة، وكانت دماء المسلمين إلى رُكَب الخيل أمام الكعبة! فهل هؤلاء مسلمون أم هؤلاء قتلة المسلمين ؟
فلا تعجبوا بأنهم يقتلون إخواننا أمام قصر الإتحادية، أويقتلونهم في التحرير، أويقتلونهم في الميادين، أوفي أي موقع من المواقع أوأي بلد من البلاد، فهذا هو ديدنهم (5)

وعلى ذلك: فهذه لعبة لابد أن يفهمها الناس، ولابد من أن الشعب المسلم كله بجميع طوائفه وفصائله السياسية - في جميع المحافظات وجميع البلاد - أن يتحد على قلب رجل واحد وأن يتسلح لمواجهة هؤلاء وللدفاع عن نفسه لأن هؤلاء لايخافون إلا القوة والبطش، أنظر إلى اليهود لا يجلسوا على موائد الحوار والصلح كما يقولون إلا بعد هزيمتهم في الحروب وقتلهم، كما كان في حرب 73 مع الرئيس السادات، عندما هزموا جلسوا إلى طاولة الحوار وعقدوا اتفاقية كامب ديفيد وكل هذه المعاهدات السلمية، ولكن عندما يجدون أنك ضعفت عسكرياً واقتصادياً فإنهم ينقضون عليك كما ينقض الذئب على الغنم.
ومرسي وإخوانه وأعوانه في المؤامرة الكبرى لإحتلال مصر، الذي سيتم مع إسرائيل بمساعدة أمريكا ودول الغرب، من خلال دخول حلف الناتوإلى مصر (احتلال)، كما فعلوا في ليبيا، وكما فعلوا في العراق، وكما فعلوا في أفغانستان، وكل بلد كان عليها الدور.. ومصر هي قلب العروبة وقلب الإسلام، ويريدون أن يطعنوا هذا القلب ليسقط الإسلام وليسقط العروبة، وينفذون جميع مخططاتهم.

ولذا فإنني أقول لابد من التوحد على قلب رجل واحد، وعلينا أن نترك الكلام إلى العمل، فكل من كان رجل أعمال – في أي بلد يتحكم فيها هؤلاء - وأضيعت مصالحه وأغلقت مصانعه، فعليه أن يتبرع لشراء سلاح وتسليح هذا الشعب ضد هؤلاء.
وأقول لجميع الذين يقفون معهم سوف يأتي اليوم القريب جداً كل من فعل فعلةً ضد الحق - والحق هوالله - ومع الشيطان، والشيطان مع هؤلاء الخوارج: فإنه سوف يندم أشد الندم (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) فكن مع الحق وقف مع الحق والحق هوالله، ولا تقف مع هؤلاء الخوارج لأن وليهم الشيطان، وافعل ما يمليه عليك ضميرك، ولا تفشل في الإمتحان، لأنه سيكون فشلاً في الدنيا وفي الآخرة، لأن العواقب وخيمة جداً.

أسأل الله أن يبيد هذه الطائفة المجرمة، وأن يؤيد أهل الحق بالحق، وينصرهم عليهم، ويديم على مصر الأمن والأمان. كما قال ربنا تبارك وتعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) على لسان سيدنا يوسف عليه السلام. وقال في موضع آخر (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) وطور سينين: جبل الطور الذي هوفي سيناء، ليس موجودا جبل طور في أي مكان في الكرة الأرضية إلا في مصر، وهذا البلد الأمين: هومصر، ويقولون في بعض التفاسير أن البلد الأمين هومكة، ولكن مكة أمانها ليس في البلد، ولكن أمانها في الحرم، قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) أى: من دخل مقام ابراهيم، ومقام ابراهيم موجود امام الكعبة.

إذن الحرم هوالمكان الآمن في مكة، وليس كل مكة، وفي موضع آخر قال: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) فأمان مكة في المسجد الحرام، ولكن أمان مصر في مصر كلها.. لأن (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين) تعنى كل مصر. بمعنى أن كل مصر آمنة.
(والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين) والتين موجود في سيناء، والزيتون في سيناء، وطور سنين في سيناء، وهذا البلد الامين مصر التى سيناء جزء منها، ولذا سوف تعود هذا البلد الامين الى أمنه وأمانه قريباً جداً لأن هذه إرادة الله وليست ارادة البشر (6).

لكن لماذا جعل الله مصر هى اكثر أمنا من مكة واوسع أمنا من مكة ؟ لأنها سيخرج منها الامام المهدى لينشر الاسلام على الارض كلها.
وأما مكة فكانت بداية الاسلام منها. ولكن لن ينتشر الإسلام على الأرض كلها إلا من مصر، مصر سوف تكون الانطلاقة الكبري لدخول الاسلام
يقول اإمام أبوالعزائم:
ما هندُ ما صينُ ولا مصر غيرها يقوم مع الافراد في استظهار

تقوم مصر مع الأفراد في ظهور الاسلام ونشر الاسلام، لا الهند ولا الصين، لا يوجد غير مصر من سيكون مع الافراد في استظهار.

والأفراد الذين بينهم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بينهم هم 313 بعدد أهل بدر سوف يكونون مع الامام المهدى، ومعظمهم إن شاء الله يكون من مصر، حيث قال
جنده المسلمون شرقا وغربا * والكرام الأنجاب منه كتائب
جنده المسلمون شرقا وغرباً: أى جنود الامام المهدى
والكرام الانجاب منه كتائب: أي الكرام النجباء هم من مصر فالكتائب النجباء تخرج من مصر وهم اهل مصر (الابدال من الشام، والنجباء من اهل مصر) الذين هم كتائب الامام المهدى، الذين سوف يكونون مقربين منه والملاصقين له.

ويقول الإمام أبوالعزائم في مصر :
فيك يامصر غيوب كلها * فوق قدر العقل من فوق اللسان
فيك تبيان ونور ساطع يملأ الــــ * أرض هدى يعلوالقران
هكذا في مصر غيب غامض * يمحوكل الظلم من كل مكان

فأهل مصر - إن شاء الله - بهم تكون الانطلاقة للفتح الاسلامى ونشر الاسلام على الأرض كلها. يكونون هم الكتائب الملاصقين والافراد الملازمين للامام المهدى.
قال الله تعالى (يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدى القوم الظالمين). نرى في هذه الاية ان الله جمع بعض من النصارى مع اليهود، وهؤلاء النصارى هم "الصليبية الصهيونية العالمية" يوجد صليبية صهيونية عالمية تساعد اليهود وتقف معهم، وهذا الخطاب موجه اليهم وموجه الى المسلمين.
يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى) وهؤلاء هم النصارى الصهاينة، الذين يساعدون آل صهيون، كالنصارى في الغرب وغيرهم. لأن هناك من النصارى من هم أصدقاء للمؤمنين (لتجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا) والذين اشركوا إما أنهم مسلمون -مثل الاخوان المسلمين- متغولون ويساعدون الصهاينة ضد الاسلام، وإما أنهم نصارى صهاينة، يساعدون الصهيونية، فهؤلاء المشركون وهم اشد الناس عداوة للذين امنوا، ومتضامنون مع اليهود (ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا اننا امنا فاكتبنا مع الشاهدين) أى: اكتبنا مع المسلمين، لأن الشاهدين هما الذين يقولون (أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم)، ففرق بين النصارى الموالين والمحبين والأشد حبا وأقرب حبا للذين امنوا، وبين النصارى الصهاينة، الذين يقفون مع آل صهيون، وينفذون مخططاطهم، وسماهم المشركون اما انهم مسلمون مشركون واما انهم نصارى صهاينة مشركون، لكن النصارى الذين هم اقرب مودة الذين منهم قسيسين ورهبان وانهم لا يستكبرون وانهم اذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع بما عرفوا من الحق يقولون ربنا اننا امنا فاكتبنا مع الشاهدين: هؤلاء محبين للذين آمنوا وناصرين للمنهج المحمدى في اخر الزمان عندما يظهر الامام المهدى ويدعوا الى الاسلام.

لكن هؤلاء الذين جاءوا في الاية (يايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء) يعنى ان من اتخذ اليهود والنصارى الصهاينة أولياء، أي الذين يساعدون آل صهيون فانه منهم، من هؤلاء وانخلع من ربقة الايمان، واصبح متغولاً معهم.

(يايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض) بمعنى: هم يوالون وينصروا بعضهم بعضاً، فانت إذا كنت معهم كنت منهم.
(فترى الذين في قلوبهم مرض) من الذين آمنوا، أي الذين يدعون انهم مؤمنون
(يسارعون فيهم) يسارعون إلى الصهاينة والذين معهم من الصليبية الصهيونية.
(يقولون نخشي ان تصيبنا دائرة) يخافون أن يتوغلوا علينا ويفعلوا بنا..إلخ، وهذا كله كلام عاطل وحجج فارغة ومبررات للناس فقط، حتى يدجلون ويموهون على الناس انهم مسلمون او انهم مؤمنون.
(فعسي الله ان ياتى بالفتح) أي الفتح الاسلامى او ظهور الاسلام على الدين كله
(او امر من عنده) او ان يخذل هؤلاء اليهود وينهزموا في المعركة القادمة الاتية.
(فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين) فيصبح هؤلاء الذين والوهم من المؤمنين، وادعوا بأنهم مؤمنون: نادمون على كل هذا.

ثم وجه الخطاب بعد ذلك وقال (يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) يعنى كل من والى هؤلاء الصهاينة الصليبين، او هؤلاء الصهاينة اليهود، ارتد عن دينه.
(يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتى الله بقوم يحبوهم ويحبونه) أي أنصار واتباع الامام المهدى الذين امنوا به.
(أذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون)

وقد رفعت أمريكا يدها عن ثورات الربيع العربي وتنصلت منها بعد التصريح الذى صرحت به "هيلارى كلينتون": (أن ثورات الربيع العربي قد فشلت اقتصاديا لدولها واجتماعيا فلم تحفظ الامن الوطنى لبلادها ولم تحفظ الامن القومى لجيرانها) وهذا تنصل منها، وما صرحت به اسرائيل بأن كل خوفها أن تقع الاسلحة الكيماوية في سوريا في يد الجيش الحر وهؤلاء الميليشيات، فإذا حدث ذلك: فانها سوف تقوم بضرب هذه الميليشيات وضرب الجيش الحر! هذا تحول خطير في السياسة اليهودية والسياسة الامريكية.
هذا التحول الخطير ما سببه ؟ سببه أن الطائرة "أيوب" بدون طيار التى ارسلها حزب الله - وهى صناعة ايرانية - كشفت عن جميع المواقع العسكرية الاسرائيلية، واصبحت هذه المواقع في مرمى نيران حزب الله، وفي مرمى نيران ايران، غيرت التكنولوجيا العسكرية في المنطقة، فهذه الطائرة اخترقت اسرائيل وحددت المواقع العسكرية، ولم يشعر بها خط الدفاع الذى جهزته امريكا (الذي لا تفلت منه ذبابة)! ففاتت منها هذه الطائرة ولم يشعر بها احد.
وقامت قوات المقاتلات الاسرائيلية بالطيران خلفها مجموعات لاسقاطها، وقد تم اسقاطها، وبهذا تبين فشل نظام الدفاع الصاروخى الذى عملته امريكا لاسرائيل لان يحميها، واصبحت لما قامت الحرب بين اسرائيل وحماس، فقامت حماس باطلاق صواريخها البعيدة المدى، وضرب المعسكرات في تل أبيب، ولما ضربت هذه المستعمرات خشيت اسرائيل ان اليهود الذين جاءوا من اوروبا الشرقية والغربية يعودون الى بلادهم خوفا من الموت ومن الدمار، وهذا ان شاء الله سيحدث وسيكون بداية النهاية لدولة اسرائيل.
لكل ذلك: أصبح على امريكا والغرب عناء، تحملوا عبء الدفاع عن اسرائيل طوال هذه الفترة، وهم الان في حالة انهيار اقتصادى لدول الإتحاد الأوروبي، وأمريكا مقبلة على انهيار اقتصادى، ولن تتحمل حفظ الامن الإسرائيلى ونفقاته، إذ يعتبر عبئاً ثقيلا على الاقتصاد الامريكى والإقتصاد الغربي، ولذا يجب ان تحدث اتفاقية صلح كبري بين اسرائيل وجيرانها، بحيث ان يكون الصلح هو الضمان لحماية دولة اسرائيل.
ولذا أصبح هناك تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية والسياسة الغربية، فاصبح الاخوان المسلمون اليوم عبئاً على أمريكا وهم الذين يقومون بالحركة ضد بشار الاسد في سوريا وهم الذين يقومون بالحركة في افريقيا.. اليوم فرنسا تحارب مع القوات النظامية ضد الاخوان المسلمين المنشقين عليها، وأصبحت الحرب ضد الاخوان المسلمين وليس مع الاخوان السوريين فسقطت هذه المعادلة التى كانت بين أمريكا والغرب وبين الاخوان المسلمون.
والاخوان المسلمون الآن يريدون أن يستعينوا بقصر الدولة ويستولوا عليها خاصة في مصر، ويريدوا ان يضموا المؤسسة العسكرية لهم، ويريدوا ان يضموا إليهم مؤسسة الشرطة، ويتغولوا على الشعب، ويستعينوا بهؤلاء المنظمتين الجيش والشرطة لاجبار الشعب على الخضوع لحكمهم الظالم المستبد.. ولكن هذه المخططات فشلت، وهذا هو بداية النهاية لحكم الاخوان المسلمين وسوف نرى -إن شاء الله- العجب في رجب.. العجب العجاب إن شاء الله رب العالمين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دعوة الإسلاميين إلى الإسلام
بقلم السيد محمد علاء الدين أبو العزائم

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى المتأسلمين فى مصر.. السلام على من اتبع الهدى.. أما بعد
لقد أطلقتم على أنفسكم اسم (الإسلاميون) على الرغم من أن هذا المصطلح لم يرد فى الكتاب أو السنة ، ولم يجر على ألسنة السلف الصالح ، فالقرآن وصف أتباع الشريعة الإسلامية بـ(المسلمين) ، فقال تعالى : (هو سماكم المسلمين) ولم يقل (إسلاميين) ، وقال تعالى : (قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون) ولم يقل (إسلاميون) وقال تعالى: (إن المسلمين والمسلمات) ولم يقل الإسلاميين والإسلاميات!! وبالتالى فإن مصطلح (الإسلاميون) محدَث ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار!!

وإذا عقدنا مقارنة بين منهج الإسلاميين ومنهج المسلمين لوجدنا فارقا كبيرا ، فأنتم معشر الإسلاميين ، اعتديتم على الثوار ، واستبحتم دمائهم وأموالهم ، وتهددون بأن تحولوا مصر إلى بحور من الدماء!!
أما نحن المسلمين فقد حرم الله علينا الاعتداء ، حتى لو كان على غير المسلمين ، قال تعالى: (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

وأنتم معشر الإسلاميين تكفرون معارضيكم وتلعنونهم ، وتستبيحون سبهم والخوض فى أعراضهم.
أما نحن المسلمين فقد حرم الإسلام علينا ذلك ، فقد قال وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن المسلم كقتله) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : (قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ؟ قَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً) ، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا ، وَلَا فَحَّاشًا ، وَلَا لَعَّانًا).

وأنتم معشر الإسلاميين نشرتم الفساد بين الناس ، فأبحتم لأنفسكم الاستيلاء على مقدرات الدولة ، والانفراد بالرأى ، والتهديد والوعيد لمن يخالفكم ، والضرب والسحل لمن يقف فى طريقكم ، والقتل لمن يصمد أمام أطماعكم.
أما نحن المسلمين فقد حرم الله علينا الإفساد فى الأرض بأى صورة من الصور ، فقال الله تعالى : (ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها) ، وقال (إنه لا يحب الفساد).

وأنتم معشر الإسلاميين تحوم حولكم الكثير من الشبهات حول علاقتكم باليهود ، فقد باركتم التعامل معهم ، وما زال الغاز المصرى يصدر إلى إسرائيل وبنفس الأسعار!! ، وأقررتم إرسال سفير مصرى لتل أبيب ، كما أقررتم الرسالة المرسية الإخوانية إلى بيريز زعيم الصهيونية ، كما تعملون على فتح سيناء للفلسطينيين تمهيدا لسيطرة إسرائيل على أرض فلسطين كاملة.
أما نحن المسلمين فنؤمن بأن التعامل مع اليهود خيانة للإسلام والوطن ، فقد قال الله تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا). وقال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ).

حتى أن اسم الحزب الذى تنتمون إليه حزب (الحرية والعدالة) ، ورد اسمه فى البروتوكول الأول من بروتوكولات حكماء صهيون ، فقد جاء ما نصه " وفى جميع جنبات الدنيا كان من شأن كلمات مثل "الحرية والعدالة والمساواة" أن اجتذبت إلى صفوفنا على يد دعاتنا وعملائنا المسخرين عددا لا يحصى من الذين رفعوا راياتنا بالهتاف والصراخ " وهذا ما يدعو للتأمل.

ومما يؤكد تلك العلاقة أن الإسلاميين فى سوريا يقتلون المسلمين لقطع مد حزب الله حتى تنعم إسرائيل بالأمان ، وفى نفس الوقت يقتل اليهود المسلمين فى غزة ، وأنتم تتفرغون لقتل المسلمين فى مصر!! ألم يكن الأولى بكم أن تتفرغوا لقتل اليهود ثم بعد أن تفرغوا منهم تتجهوا لقتل المسلمبن؟! إن كل هذه المفارقات وأوجه الشبه تجعلنا نتأكد أن منهجكم ليس من الإسلام!!

وفوق كل هذا فأنتم – معشر الإسلاميين - ترفعون الشعارات التى تميزكم عن غيركم ، على فرض أنكم فقط الإسلاميون (مسلمون سابقا) وغيركم كافرون ، وتتحدثون دائما على أساس أنكم تملكون الجنة والنار ، وقد فوضكم الله للتصرف فيهما ، وهذه الشعارات فضلا عن كونها تخالف الإسلام ، فإنها تتفق مع شعار اليهود : (نحن أبناء الله وأحباؤه) ، وشعار (شعب الله المختار).
أما نحن المسلمون قد علمنا الإسلام أنه لا يجوز لأحد أن يميز نفسه على الآخر ، قال تعالى : (فلا تزكو أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبسط مع الصحابة فى كل شيء ، ففى أحد الغزوات لما أرادوا تجهيز الطعام قال أحدهم علي ذبح الشاة ، وقال الآخر على سلخها ، وقال آخر على طبخها ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (وعلي جمع الحطب).

ونحن المسلمون - ولسنا الإسلاميون – قرأنا فى كتاب الله تعالى ما يفصل لنا حالكم وحال أمثالكم ، حيث قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).

فى النهاية فإننا وبناء على ما سبق نقول للإسلاميين : إن منهجكم يختلف تماما عن منهج الإسلام الذى نسير عليه نحن المسلمون من السلف إلى الخلف ، وعلى ذلك فإنكم - بداية من المصطلح وحتى المنهج - محدثون ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار ، ونحن نخشى عليكم أن تكونوا من أهل النار!!

لذا فإننا ندعوكم للدخول مع المسلمين الذين يرفضون الاعتداء لأنه حرام ، ويتركون التكفير لأنه تجرؤ على الله ، وحكم بغير علم ، ويحاربون الفساد لأن الله لا يحبه ، وينظرون إلى الناس بعين الرحمة والحب والتواضع ، ويعملون على مرضاة الله بالإحسان إلى خلقه.

أسلموا تسلموا وإن أبيتم فإن عليكم اثم الإسلاميين (7).

مشيخة الطريقة العزمية
السيد محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم
شيخ الطريقة العزمية
ورئيس الرابطة المصرية
ورئيس الإتحاد العالمي للطرق الصوفية

_____________________________
(1) حرية الإعتقاد في ضوء القرآن الكريم والسنة http://almaliky.org/download.php?action=view&id=15
وحرية الإعتقاد ليس معناها رضى الله تعالى بالكفر شرعاً ولكن كوناً، وهو المعبر عنه عند الصوفية بـ(الجمع والفرق) فالجمع هو إرادة الله الكونية، والفرق هو إرادة الله الشرعية، وقد أخذ ابن تيمية هذه المسألة عن الشيخ محي الدين بن عربي دون أن يشير إليه، بل كفره دون أن يستحي من نفسه ومن الله تعالى وهو يراه..
يقول الإمام أبو العزائم عن الجمع والفرق: حقيقة سر الجمع هي معرفة إرادة الله، أما الفرق فهو إثبات ما أمر به أو نهى عنه، مثال ذلك: أمر إبراهيم عليه السلام بذبح إسماعيل عليه السلام ولكنه أراد ألا يفعل، ونهى أدم عن الأكل من الشجرة وأراد أن يأكل منها. فالجمع : هو ما اتصل بصفاته ، والفرق : هو ما فرقه بأحكامه، وكل ذلك يحتوى سر الإرادة الإلهية وإثبات المشيئة الإلهية حتى تفنى المقاصد الشخصية. والجمع بلا فرق زندقة، وكل فرق بلا جمع تعطيل، والجمع تجريد التوحيد والفرق تجريد الاكتساب عن العبد، وفلان عين الجمع يعني استولت مراقبة الحق على باطنه فإذا عاد إلى شيء من أعماله عاد إلى الفرق. فصحة الجمع بالفرق وصحة الفرق بالجمع، وهذا يرجع إلى أن الجمع من العلم بالله وأن الفرق من العلم بأمر الله، ولابد منهما جميعا فالجمع حكم الروح، والفرق حكم القلب، فما دام هذا التركيب باقيا فلابد من الجمع والفرق، فإذا نظرت إلى نفسك فرقت، وإذا نظرت إلى ربك جمعت.

لذلك ينهى الله البشرية عن التفرق في الدين واختراع أديان موازية لدين الرسل كافة (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) الشورى: 13 (كبر على المشركين ما تعوهم إليه) أي إلى الإتحاد تحت مظلة الدين العالمي الواحد الرباني المصدر، هذا صعب على المشرك لأنه لا يريد أن يكون واحداً من الجماعة البشرية يتعاون معها على الخير والسلام، وإنما يريد الرياسة بالباطل وإثارة الفتن والحروب والقتل والقهر، كما تفعل الإدارة الأمريكية طاعة لأسيادها من أثرياء اليهود، وتنفذ مخططاتها في بلاد المسلمين التفرقة من خلال جنودها وعبيدها من المتطرفين المتأسلمين.. هؤلاء كلهم اليهود والدواعش مشركون يصعب عليهم جداً تنفيذ الأمر الإلهي (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فاليهود يعادونه من الخارج، والمنافقون الدواعش - في الدرك الأسفل من النار أخبث نفوساً من اليهود، لأن اليهود ليس عندهم من العلم والحجج الإلهية ما عند هؤلاء المتأسلمين المنافقين - يعادونه من الداخل، ويقتلون من يعتنقه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يقتلون أهل الإسلام ويدَعون أهل الأوثان) فهم يقتلون المسلمين ويكفرونهم، والقتل وإن كان ينم عن شدة العداوة، إلا أن التكفير أصرح في الدلالة على اختلاف الدين واختلاف الهُوية واختلاف الولاء.. ولستُ انا من يقول، وإنما هم من يقولون من خلال التكفير، بل هذا هو ما قاله رسول الله ص حين قال: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة). ولذلك تجدهم يوالون اليهود في فتاواهم ويحرفون الكلم عن مواضعه ويعارضون الله تعالى في كلامه حين يقول: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، فيقولون: الشيعة أخطر على الإسلام من اليهود، الصوفية أخطر على الإسلام من اليهود، وهذا تعطيل صريح للآية الكريمة، وقد تبين من هو المشرك وما هي طريقته ومنهجه وسيكولوجيته:رفض الإنضواء تحت مظلة البشرية والدين الواحد في سلام، والإمعان في الإفساد في الأرض والعلو فيها بالباطل والبغي والظلم والقتل والسلب والنهب، وهذا ينطبق بشكل نموذجي على اليهود والمنافقين الوهابية السلفية المنتسبون زوراً ودجلاً للإسلام، بينما عقائدهم متطابقة -ليس فقط متشابهة - في الله ورسله وأهل بيت الأنبياء وفي موقفهم من صحابة النبي ص ومن هذه الأمة الإسلامية. أنظر كتاب (يهود أم حنابلة) للسيد محمد علاء الدين أبو العزائم http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=521838
(2) هذه الكلمة ألقاها الدكتور أحمد بحيري في 30 يونيو سنة 2013 يوم ثورة المصريين أثناء حكم الإخوان المسلمين لمصر : https://www.youtube.com/watch?v=AQf8lcbZgFg
(3) ذو الخويصرة التميمى وهو "حرقوص بن زهير" أصل الخوارج.
(4) تم تجميع فقرات الموضوع من: البخارى فى كتاب بدء الخلق وعلامات النبوة، والنسائى فى خصائصه ص43، 44.. ومسلم فى صحيحه فى كتاب الزكاة باب التحذير من زينة الدنيا، و فى باب ذكر الخوارج وصفاتهم، وأحمد فى مسنده ج1 ص78، 88، 91.. وابن ماجة فى صحيحه باب ذكر الخوارج، والحاكم فى المستدرك ج2 ص145.. وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، والخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد ج1 ص159، وأبو نعيم فى الحلية ج4 ص186، والمتقى الهندى فى كنز العمال ج1 ص93.
(5) وكذلك الذين يضعون على وجوههم علامات سوداء يسمون أنفسهم بلاك بلوك هؤلاء ليسوا إلا إخوان مسلمين متخفيين ليصفوا هذه الثورة والثوار بأنهم دمويين وأنهم إرهابيين ويخرجونهم عن سلوكهم السلمي ويتهمونهم بالإرهاب وبالإجرام والكفر حتى يكون لهم مبرر لقتلهم أومحاكمتهم أوإعدامهم هذا هوالمخطط وإلا لماذا يخفون وجوههم لأنك لوكشفت النقاب وأزحت القناع عن وجوههم لرأيت أنهم إخوان مسلمون أوممن معهم من أعوانهم من المتمسلمين.
(6) تنبأ الدكتور أحمد بهذا وحدث فعلاً.
(7) كلمة السيد علاء أبو العزائم في البرلمان الفرنسي حول الجماعات الإرهابية المتطرفة. والكلمة كانت بمثابة دق ناقوس الخطر قبل حادث جريدة شارلي إيبدو الإرهابي ببضعة أسابيع
https://www.youtube.com/watch?v=zVAVYyPTHJ0

* فيديوهات مهمة حول وهم الحاكمية ودجل تطبيق الشريعة:
- http://www.youtube.com/watch?v=q65sGhOy9tc&feature=share&list=PLjCk27PXCIAHeVKyFm3AYGqghEfz6r5wi&index=10
- http://www.youtube.com/watch?v=hp1osWP6MFg&feature=share&list=PLjCk27PXCIAHeVKyFm3AYGqghEfz6r5wi&index=11
- https://www.youtube.com/watch?list=PLjCk27PXCIAHeVKyFm3AYGqghEfz6r5wi&v=5f0CvVRd-5A
- https://www.youtube.com/watch?v=DwpWOcMaHiw








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محمد عبدالمنعم عرفة
وليد حنا بيداويد ( 2016 / 6 / 29 - 11:24 )
تحية انسانية
انها حرب الحضارات وحرب بين العقل وللا منطق.. لماذا يحمل الاسلام اخطاءه على الاخر؟ لماذا اتخذتم من غير المسلمين شماعة لاخطائكم التى لاثعد ولاتحصى وانتم تنهلون من علمهم وعقائدهم وتكونون ازدواجيين ومتناقضين مع انفسكم؟
هل الدواعش والقتلة من صنع الغير ام خرجوا من عباءة الاسلام نفسه،، لماذا تنتقدون الاخر ليلة نهار بينما تتخذون احكام الاستنجاء من التوراة والانجيل؟
لا احد يعادى المسلمين والكل يحب ان تكون الكرة الارضية مكانا للخير والسلام وتسع مكانا للكل ولكن المسلم يكفر وقتل ويهجر لان الهه هو الذى يفرض عليه قتل الاخر
فى الحقيقة الكلام يطول ويطول فى هذا الموضوع لايام واشهر وسنوات ولكن ازودك بحقيقة دامغة واعترافات خطيرة لم يعد شيوخ وائمة المسلمين انفسهم تحملها واليك هذا
https://www.youtube.com/watch?v=LG0thfraVIU

اسمع الفضائع
https://www.youtube.com/watch?v=hYHTp7rWT9M


2 - زخرف القول لا يغير حقيقة
محمد عبد المنعم عرفة ( 2016 / 6 / 29 - 15:14 )
مرحباً أخي الكريم.. حضرتك تقول: لا احد يعادى المسلمين والكل يحب ان تكون الكرة الارضية مكانا للخير والسلام وتسع مكانا للكل ولكن المسلم يكفر وقتل ويهجر لان الهه هو الذى يفرض عليه قتل الاخر

أولاً ليس هناك إلا إله واحد هو رب الكل، وأنت حينما تهاجم مليار ونصف إنسان، فهل أفهم من هذا أنك تريد السلام ؟.. الأمر الآخر: أين قال ربنا اقتلوا الناس ؟ هذا كذب على الله.. الله قال اقتلوا المشركين المفسدين في الأرض

ولو أنك قرأت المقال جيداً أو حتى مروراً سريعاً على الأفكار الرئيسية فيه لوجدت أن الجهاد في الإسلام موجه للعدو الباغي وللدفاع فقط، وليست أخطاء المرتزقة من المتأسلمين خدم اليهود يتحملها الإسلام، وإنما يتحملها المرتزقة المتأسلمين وأسيادهم اليهود
أنت حين تغفل ذكر اسرائيل وأن أمريكا هي التي زرعت داعش: ما معنى هذا ؟ هل ستغير حقيقة ؟ وحينما تقول أن إخوانك المسلمين من جيرانك الذين تعرفهم وتأكل معهم: أنهم يقتلون ويهجرون، فهل هذا الخيال الوهمي - أو الكذب- سيغير الحقيقة ؟
كل الناس مسالمين بما فيهم المسلمين، ولا يخرج من هذا إلا المشركون وهم موجودون في كل دين ، فيجب مواجهة هؤلاء لا السكوت عنهم والتعميم


3 - الاستنجاء بالتوراة والانجيل
احمد علي الجندي ( 2021 / 8 / 18 - 18:57 )
وليد يوحنا بيداويد متضايق من ذلك
ويذكر لنا قلة من العلماء الذين قالوا بذلك الذين خالفوا القران والسنة ومعظم العلماء الاخرين
استطيع ان اتي لك بعلماء مسيحية يدعون الى حرق القران وكبه ورميه في الطرقات
هل يجوز ان اعمم الهم

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك