الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل إلى الشيخ حسن فرحان المالكي [2]

محمد عبد المنعم عرفة

2016 / 6 / 29
الادب والفن


عقيدة المهدي المنتظر في القرآن الكريم (5)
بالنسبة لمسألة الإمام المهدي، فقد أسفت كثيراً عما بدر من غلمان الوهابية وجهلة الشيعة في حق الدكتور من رميه بالضلال ونحوه، فليس من حق أحد أن يضلل أحداً ولا أن يعتدي عليه بسوء الخلق وإلا (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وسوف يجني كل امرئ ما زرعه بلسانه ولو كلمة أو حرف واحد.
وكلام فضيلة الدكتور صحيح حين أدان الطريقة التي يتناول بها بعض إخواننا في الدين مسألة المهدي بما يتنافى مع العقل، وخوف بعضهم من أن يتماشى مع عقله خشية أن يتزندق، بالإضافة إلى اعتبارهم أهل البيت في خبر كان، وأنهم في غيبة عن مواقعهم المفترض أن يتبوأوها، وهذا يكذبه ما ورد في كتبهم - خصوصاً كتب العقائد – حول (برهان اللطف) وأنه يستحيل على الله تعالى أن يترك خلقه هملاً مستدلين بقوله تعالى (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) وغيرها من الآيات.. فأين هذا مع قولهم بالغيبة الكبرى كل هذا الزمن؟!!

مسألة المهدي يجب علينا أن نفهمها ليس من خلال تحليل سيكولوجية الشعوب المظلومة فقط كما هو منهج العلمانيين، أو من الأحاديث النبوية فقط كما هو منهج السلفيين، ولكن من خلال القرآن الكريم وأصول الدين وكلياته الكبرى (6) وذلك حتى نصدر الأحكام من منطلق العلم والعلماء بحق حين يفهمون العقائد والأحكام من خلال الكليات والأصول لا من خلال الجزئيات والفروع، بل من خلال نظرية ورؤية متكاملة (7)، فهناك حلقات مفقودة من الدين لم يستحضرها من يتحدثون عنه، وهناك حكم أخرى لظهوره أولى وأهم غير حكمة تحقيق العدل ورفع الظلم، بحيث تكون الأخيرة ظلاً لها، وبيان ذلك:
أن تحقيق العدل ورفع الظلم هو من ظهور الأسماء والصفات في الآفاق/الأحداث، ولكن الأهم هو ظهوره في الأنفس، وسوف يكون الظهور الأكمل النهائي في شخص الإمام المهدي، هذا الذي انشغلت به البشرية في كافة الأديان وأوصى الله كافة الأنبياء باتباعه إن ظهر فيهم، وربما قال البعض أنه من غير اللائق أن نقول الظهور الأكمل في نفس واحدة، ولكن القرآن أخبرنا أن لله نفساً كما قال تعالى: (ويحذركم الله نفسه) وكما قال له عيسى عليه السلام: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) والمؤمن يلتزم التسليم للقرآن ولكلام الله تعالى ويطرح ماسواه ولو كان متوارثاً كابراً عن كابر.. والأمم لا تتغير إلا بأفراد قلائل يخرجون عن السياق والأوضاع القائمة ويعيدون بناء الأفكار وطرق التفكير على الوجه الصحيح..

إذا علمنا أن حكمة الخلق هي الظهور في الأنفس والآفاق، تهيأ لنا أن نفهم بالضرورة أن الظهور الكامل لا يمكن أن يكون دفعة واحدة، فكل شئ – حسب السنن الإلهية - كان تدريجياً منذ بدء الخليقة، وظهور الله في مخلوقاته – الذي هو علة الخلق – يسير حسب سنة التدرج أيضاً ولا زال يعمل ولن يزال يعمل، وكل الرسل كانوا تمهيداً للظهور الكبير في البعثة المحمدية، والبعثة المحمدية نفسها ليست إلا تمهيد للظهور الأكبر وهو ظهور سلطان حضرة الولاية الأحمدية، لذاتها أولاً، ثم لإظهار الحق والعدل ونشر الإسلام على الأرض كلها، وهو الحدث الأكبر والأعظم منذ بدء الخليقة وإلى قيام الساعة.. وبالمناسبة: الإمام اسمه (المُهْدَى) بضم الميم والألف اللينة، أي هدية الله للعالمين، وليس المَهدي، ولكن جرت الألسنة بالتسهيل.

فعقيدة المخلص المنتظر عقيدة مشتركة بين كل الأديان، لماذا ؟ لأنه مظهر الذات الأحدية، وكل الأنبياء يعلمون هذا، كلهم يعرفونه، وأهل الأديان السابقة كذلك يعرفونه من خلال التبشير باسمه في كتبهم، بل أغرب من هذا يخبرنا القرآن أنه كان يشرّع لهم الشرائع قبل ظهوره وله أتباع منهم قبل ظهوره! قال تعالى مادحاً (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) يأمرهم وينهاهم ويحلل ويحرم وهو لم يولد بعد وقبل أن يأتي. فالأمر أكبر وأوسع من إقامة عدل ورفع ظلم في آخر الزمان، المسألة مسألة مجئ المظهر الأكمل لله تعالى، ولهذا أوصت الكتب السابقة والرسل جميعاً باتباع هذا السيد الآتي في آخر الزمان والذي اسمه "أحمد" الذي به ستظهر حضرة الولاية الأحمدية ويظهر الإسلام على الأرض كلها.

النبوة ختمت لكن الرسالة ممتدة:
الأنبياء يعودون بعد انتقال حضرة النبي كي يكونوا ورثة له في مقام الولاية، حتي يتشرفوا بان ينالوا قسطهم من الاشتراك في دعوته، بعد أن ختمت النبوة به (وخاتم النبيين)، لأن النبوة ختمت به والرسالة مازالت ممتدة وباقية في الأمة، والدليل من القران:
أولا : (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) يصطفي بالفعل المضارع الذي يفيد الحاضر والمستقبل من الملائكة رسلا ومن الناس رسلاً.
ثانيا : (واعلموا أن فيكم رسول الله) فيكم بكاف الخطاب فيكم أنتم يامن تخاطبون بهذا القران إلي يوم القيامة.
ثالثاً: قال تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ..)
فيكم: أي في زمانكم، ومنكم: واحدا منكم، بكاف الخطاب للحاضر أي لكل من يسمع هذا القران في أي زمان يعني رسول الله باق في الأمة في الأئمة الورثة لحضرته من أهل بيته علي رأس كل قرن من الزمان، لا يخلو منه عصر من العصور.
ويتلو ويزكي ويعلم: بصيغة المضارع الذي يفيد الحاضر والمستقبل، فرسول الله باق في الأمة يتلو الايات ويزكي النفوس ويعلم الكتاب تفسيراً وتاويلاً وعلماً لدنياً.
والحكمة: هي وضع كل موجود في موضعه الصحيح الذي يريده الله ورسوله.
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون: أي علم الغيب والتنبؤ به وهو علم الجفر.

الوراثة المحمدية والإمامة والتجديد على رأس كل قرن أصل من أصول الدين:
فلكي نفهم مسألة الإمام المهدي: يجب أولاً أن نعرف أنها نتيجة لمقدمة قبلها، وهي (الوراثة المحمدية) والأئمة المجددين الذين يرسلهم الله تعالى على رأس كل قرن، حفظاً للدين وتربية للأمة ورحمة عامة إلى يوم الدين، والهداية تبع للرحمة، ورحمة الله تعالى ليست خاصة بعصر دون عصر أو قوم دون آخرين، وقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) يدل على أن وجوده دائم في العالمين، لأن الرحمة العامة لا تتحقق بالتعليم دون التربية والتزكية.
ولا بكون ذلك في زمن دون آخر، لأن الرحمة عامة خاتمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وختم النبوة وعموم الرحمة يلزم منه وجود الورثة حتماً، لأن ختم النبوة يعني ختام الشرائع واكتمال الدين، والتشريع ليس هو الهدف الوحيد من إرسال الرسل.. ولهذا فلما اكتمل التشريع استمر إرسال الورثة المحمديين الذين يحققون مقاصد البعثة المحمدية كلٌ في وقته بحسب مقتضيات عصره، من التعليم والتربية والتزكية (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكمْ رَسولاً مِّنكمْ يَتْلو عَلَيْكمْ آيَاتِنَا وَيزَكِّيكمْ ويعلمكم..)، ولعل اللبس نتج عن فهم خاطئ لمراد الله من العبادة ومراده من الخلق، إذ يظن علماء الظاهر أن مراد الله من خلق الجن والإنس هو العبادة الشعائرية من صوم وصلاة بحسب ظاهر الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، ومادامت الشريعة قد اكتملت وتم تشريع كافة العبادات: إذن فلا حاجة للرسل فقد نصحوا وبلغوا وشكراً لهم على أي حال! سنصلي ونركع ونسجد، ونسرق وننهب ويظلم بعضنا بعضاً بلا حدود! لأننا لا نجد المربي الذي ينقذنا من قبضة النفس السبعية وسطوة النفس الإبليسية وشهوة النفس الحيوانية.. هل يستقيم هذا ؟ طبعاً لا، لذلك كانت حكمة الله البالغة باستمرار الرسالة من خلال إرسال ورثة النبي ص المجددين على رأس كل قرن إمام (مِّنكمْ يَتْلو عَلَيْكمْ آيَاتِنَا وَيزَكِّيكمْ ويعلمكم) يربيكم ويزكي نفوسكم ويريكم آيات وجمالات الله في كونه، وجلاله وكماله.. والخطاب القرآني ليس موجهاً للصحابة وحدهم قطعاً وإنما موجه للأمة كلها إلى يوم القيامة، لأن رحمة الله عامة.
ولذلك -وبنفس المنطق- فأئمة أهل البيت الورثة المجددين ليسوا اثنى عشر فقط محصورين في القرون الأربعة الأولى كما يقول إخواننا الإمامية، وليس كل الإثنى عشر مجددين، وإنما الإمام المجدد منهم اثنان : الإمام جعفر الصادق والإمام علي الرضا فقط، وليسوا محصورين في القرون الأربعة الأولى دون بقية الزمان، لأن هذا خلاف صفة الرحمة العامة، كما أن المهدي ليس مخلداً وفي الغيبة الكبرى كما يعتقدون أو كمن يعتقد في الخضر، لأن هذا أيضاً مخالف لسنن الله تعالى التي خلت في عباده (ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا).. كيف جرت سنة الله في حفظ دينه وكتابه إذن ؟
من خلال أئمة أهل البيت الورثة على رأس كل قرن، فهؤلاء هم الإمتداد الطبيعي لوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأمة، لأنه رحمة عامة لا تغيب إلى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

ولا أجد – في هذا المقام – أجمل ولا أحسن من كلام الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم لبيان هذه الحقيقة، سئل الإمام:
سماحة مولانا الإمام المجدد حُجَّةَ الإسلام والمسلمين فى هذا الزمان السيد محمد ماضى أبو العزائم- قدَّس الله سرَّكم, ونفعنا الله بكم, وجعلكم وليًّا مرشدًا لطلاب العلم النافع – سمعنا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها) فنرجوا من سماحتكم التكرم ببيان سر إظهار المجددين فى كل زمان، وما علاقتهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟، وما هى مآخذهم للسنة فى كل زمان؟.
فأجاب سماحته قائلاً:

سر إظهار المجددين فى كل زمان
يا بنى: معلوم أن أول الإرادة آخر العمل، وأول مراد الله تعالى هو حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم، وسبق فى علمه أنه حبيبه ومصطفاه، وأنه الإنسان الكلى الممد لجميع العوالم، وخلق جميع الخلائق له صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد فى الحديث بسند الإمام محمد بن سهل فى تفسيره للقرآن، يقول الله تعالى: (إنى خلقت محمدًا لذاتى، وخلقت آدم لمحمد، وخلقت كل شئ لبنى آدم..) إلى آخر الحديث.
أبرز الله الكون متطورًا أطوارًا ليعده لإشراق شمس حبيبه ومصطفاه، فكان صلى الله عليه وآله وسلم فاتحًا خاتمًا كما قال سيدنا علىِّ : (اللهم صَلِّ على محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، والناصر الحق بالحق وآله).
أشرقت شمسه صلى الله عليه وآله وسلم (بالنور العام الدائم الذى لا يغيب)، لأن شمسه صلى الله عليه وآله وسلم لا تأفل، كما قال السيد عبد القادر الجيلانى رحمه الله:
أفلت شموس الأولين وشمسنا * أبدًا على فلك العـلا لا تَغْرُبِ
فجعله الله تعالى فاتحة الإيجاد، وخاتمة للرسل فلا نبى بعده، فاقتضت حكمته ورحمته وإحسانه، أن يحفظه لأمته فى أمته، فلا يزال صلى الله عليه وآله وسلم فى أمته بدليل قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) (الحجرات: 7). وبدليل قوله تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: 83). وقال سيدنا على بن أبى طالب : (اللهم لا تخل الأرض من قائم لك بحجة، إما ظاهرا مشهورًا وإما باطنًا مغمورًا، لئلاَّ تبطل حجج الله وبيناته).
فلا يخلو زمان من الأزمنة، بل ولا يمضى قرن ويتجدد آخر، إلا ويبعث الله لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها، وهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولولا ذلك لخفيت معالم دين الله، واندثرت آثار أئمة الهدى.
وإنما الورثة أشبه بالمرائى، فإن المرآة الأولى التى واجهت الحقيقة المحمدية، ورسمت فيها صورته صلى الله عليه وآله وسلم، لا فرق بينها وبين آخر مرآة رسمت فيها تلك الصورة، ولكن التفاوت بين الظرف والظرف لا المظروف، وبين الإناء والإناء، لا ما فيهما. والصورة لم تتغير فهى هى، وتكون المرآة بحسب زمانها، فخير مرآة تكون فى خير زمان وكلها خير، ومن أنكر هذا فقد أنكر قوله: (وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (الأحزاب:40).
صور تجلت وهى هى لا غيرها * زيت الزجاجة عن مثال هويتى
فأنا أنا المسموع والمنظـور بل * أنا ظاهـر نزه تذق أحديـتى
وأنا المشـاهد والمشـاهد أولاً * بل آخرًا لاحت شموس حقيقتى
وقد حصل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى دهشة حيرت العقول، لاعتقادهم أن خاتم الرسل لا ينتقل، حتى مَنَّ الله على الأمة بنور العلم اليقين من الصديق رضي الله عنه فتلا آية: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الأحزاب: 40).
هذا هو سر تجدد الورثة فى كل قرن أو قرون، وما ورد من الآيات والأحاديث فى هذا الشأن فمعلوم، وما يعترى بعض المنكرين لهذا السر، فهو من طريق قوله تعالى: (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (ق: 15)، والمجـدد المرآة لا النور، والإناء لا ما فيه، فإنه الإنسان - من حيث هو إنسان - مؤهل أن ينال من الله الخير والفضل العظيم الذى ناله الأطهار من أوليائه، والأخيار من الصديقين.
وما من زمان إلا وتتجدد فيه أحداث لم تكن على عهد السلف، وتظهر فيه شؤون تقتضيها سعة العمران، ولما كانت تلك الأحداث والشؤون لابد وأن ينظر إليها بعين الشريعة ليثبت حكمها من حيث الحلال والحرام، والندب والكراهة، والوجوب والمنع، كان لابد لكل زمان من أفراد يصطفيهم الله لنفسه فيفقههم فى دينه، ويلهمهم الصواب فى القول والعمل، ويقيمهم مقام رسله صلوات الله وسلامه عليهم، فتنطوى النبوة فى صدورهم، إلا إنه لا يوحى إليهم.
ولذلك نظائر فى الأمور المحسوسة: فإنا لو عرضنا أمراض هذا العصر على ابن سينا وابن بختيشوع وغيرهما من كبار الأطباء لجهل هذا المرض ولما علم له دواء، فكما أن الله سبحانه يحدث فى كل زمان أطباء للأشباح لطفًا بالخلق، ورحمة بهم، فهو سبحانه أرحم الراحمين بعباده فيجرد لهم رجالاً يستنبطون الحكم على كل حدث حدث، أو شأن تجدد، وهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سر قـوله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) . ومعلوم أن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثوا نورًا وهدى، والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ما هى مآخذ المجددين للسنة؟
عقيدة كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء، وهذا الأصل يقتضى أن يكون كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم جامعين لبيان الأحكام المتعلقة بالشؤون التى تحدث فى كل زمان ومكان، بحسب ما يعترى المجتمع الإسلامى من الأحوال التى تحدث من غير أن يسبق لها نظير.
ومعلوم أن تلك الحوادث - بحسب أهميتها - تشغل قلوب المجتمع، فقد تقوى تأثيراتها حتى يألفها المجتمع ويتلقاها الأبناء عن الآباء معتقدينها دينًا، ومثال ذلك ما حدث فى الدولة العباسية من البدع كالقول بخلق القرآن، وتغيير المنهج الذى كان عليه من قبلهم فى تلقى عقائد التوحيد، حتى حصروها فى مواضيع، وجعلوا طريق تحصيلها العقل، وجعلوا لذلك أسسًا حكموا أن من لم يحصلها غير مؤمن، وهى من شر البدع.
وما حصل بعد ذلك من البدع المضلة من تفرقة المجتمع وتعدد الخليفة، ثم عظم الأمر، حتى صار الحكم بالهوى وهجر القرآن والسنة، وتساهل المسلمون حتى غيروا أحكام الشريعة الغراء بقوانين ونظمات، فأصبحت السنة بدعة منكرة، والبدع المضلة سننًا مقبولة، فانحلت عقدة التعصب للدين، وتمزقت دعائمه، وأصبح المسلمون كما يعلم من شهد الماضى والحاضر، شهد الماضى بدراسة أخباره، وشهد الحاضر بالمعاينة. كل تلك الحوادث والشؤون، لا يخلو منها مجتمع فى كل زمان.
ومقتضى أن رسول الله خاتم الرسل يثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يمت بصفته رسول الله، بل ينبغى أن يعتقد حق الاعتقاد أن النبوة والرسالة باقيتان ما بقى الحدثان (الليل والنهار) قال سبحانه وتعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9).
كذلك تفضل الله تعالى على عباده الذين بشرنا بأنهم خير أمة أخرجت للناس أن يجدد لهم أمر دينهم كلما خفيت محاجه أو سُتِرت حُجَجَه، ولا يكون ذلك إلا بواحد من المسلمين يتفضل الله عليه بفقه دينه وعلم الحكمة فى أحكامه، وسر أحكامه، ويمنحه لسان البيان، ويلقى عليه محبة منه سبحانه.
وفضل الله تعالى لا يخفى على ذى بصيرة، وإن كانت شمس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خفيت على الخفافيش من الناس، فالقائم هذا لا يضره إنكار أهل الجهالة عليه، ولا يضيره منهم عدم الإقبال، فإن أعداء الحق فى كل زمان ومكان أكثر من أحبابه.
ومآخذ المجددين للسنة فى كل زمان من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهدى أئمة الهدى من السلف الصالح، وإنما اللبس حصل لأهل الجهالة لأن أحكام الزمان الذى هم فيه مغايرة لأحكام ما قبله.
والأئمة المجددون ليس لهم رأى ولا هوى ولا حظ إلا فيما يرضى الله تعالى ويرضى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بقدر النور الموهوب لهم من الله تعالى.
وهنا أنبهك أيها الأخ الراغب فى نيل الحسنيين، أن تكون محافظًا على الموازين فيما سبق الحكم فيه مما هو فى الكتاب والسنة، فإذا تكلم المجددون فيما حدث بعد ذلك مما لم يسبق له نظير من الحوادث فعليك أن تقبل، معتقدًا أن عبارة المجددين فوق شهودك، لأنهم يقتبسون من مشكاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو مما وقر فى قلوبهم من نور الإلهام، أو من الأخذ بالعزائم بعد طمأنينة القلب، وصفاء جوهر النفس، وكمال الإخلاص لله، وليس بإمام من خالف صريح الكتاب والسنة، أو خالف عمل أهل الإجماع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. اهـ

ويقول السيد محمد علاء الدين أبو العزائم:
لما كان رسول الله (ص وآله) خاتم الأنبياء حفظه الله في أمته بورثته من العارفين بالله الذين أظهرهم الله تعالى ليجددوا للناس أمر دينهم وليقيموا حجج الله وبيناته، ولما كان (ص وآله) هو الشمس التي أمدت الناس بنورها قبل ظهوره، بدليل قوله تعال: (وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ) إلى قوله تعالى: (قَالواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدواْ وَأَنَاْ مَعَكم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) وهو (ص وآله) الشمس التي أشرقت بأنجمها المضيئة في الكون بعد رفعه إلى الرفيق الأعلى هم الورثة والعارفون بالله، فجعل الله لكل زمان أئمة إلى الخير وخصوصا في آخر الزمان بدليل ما ورد في موطأ الإمام مالك قوله (ص وآله): (واشوقاه لإخوانى الذين لما يأتوا بعد)
فوجود هؤلاء الورثة من كمال عناية الله بأحبابه، من قاصديه وطلابه، أن يقيم لهم في كل عصر دليلا عليه، وسبيلا موصلا إليه، هو رجل من جنسهم حتى يألفوه، ومن عشيرتهم حتى يعرفوه، ظاهره صورة بشرية، على أخلاق ربانية، فيبلغهم محاب الله ومراضيه، ومواطن سخطه ونواهيه، ويذكرهم بما شهدوه، من أوصاف الجناب الذي قصدوه، فيصير الغائب الموصوف، مشهود للقلوب معروف.
ومن حجبته الكثائف الظلمانية، في بيداء الصفات الإبليسية فقال: أنا خير منه، أو قال: إنما أنت بشر مثلنا، فقد باء بالحرمان، وتوالي المخاوف بعد الأمان، فالرجل المُقام لبيان المقام، هو محل الابتلاء والامتحان، ومعرفته ومتابعته هي المعيار، وهي الفارق بين أهل الجنة وأهل النار، قال تعالى: (إِنَّمَا أَنتَ منذِرٌ وَلِكلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (الرعد: 7)، فلما سئل عنها النبى (ص وآله) قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) وقال تعالى: (ثمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (فاطر: 32)، وقال تعالى: (يَوْمَ نَدْعو كلَّ أنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) (الإسراء: 71)
يقول الإمام أبو العزائم :
مَنْ غَيْرِنَا فِي عَصْرِنَا لاَ تـكْشَفَـنْ * إِلاَّ لَـنَا وَبِـنَا بِسِرِّ الْوَالِى
هِيَ خَمْرَةٌ مِنْ (هَلْ أَتَى) دَارَتْ عَلَى * أَهْـلِ الْمَكانَةِ مِنْه لِلأَنْجَالِ
هِي مَنْ يَمِـيِن محَـمــَّدٍ لِخوَيْدِمٍ * وَأَنَا أنَاوِلهَا نَعَـمْ لِرِجَالِي (8)

ويقول الدكتور أحمد بحيري: ولذلك فالزكاة الآن ليست زكاة، لو كنا نخرج الزكاة على الصورة التي شرعها الله لما كان هناك فقراء ولا محتاجين ولا شباب ضائع، إن حياتنا كلها صدقات، لأن مصرف الزكاة يصرف لبيت المال، والنبي ص أو وارثة القائم هو الذي يتصرف وليس أنا من يتصرف، وإنما بيت مال المسلمين هو الذي يفحص أحوال المسلمين والمجتمع الإسلامي، زكاة المليار ونصف مسلم المبعثرة شذر مذر شرع الله أن تصب في مصب واحد هو الرجل الفرد في زمانه سواء كان رسول الله أو ورثته من بعده، فيقيم مشاريع عملاقة ويوظف ويزوج الشباب، ينفق على التسليح والبحث العلمي، يقيم سوقاً إسلامية مشتركة وحلفاً عسكرياً إسلامياً عالمياً.. الخ ما هنالك، إذن نحن سائرون على خلاف منهج الإسلام والأمر فوضى.. ما نسميه زكاة ليس إلا علاقة مباشرة بينك وبين المتصدق عليه (وسواء أنفقها على الدخان أو المخدرات أو كان لصاً من لصوص الجمعيات الخيرية، أو كان محتاجاً حقاً): إذن فهي صدقة ليست زكاة.. وأما الزكاة تذهب لحضرة النبي ص (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم).
فإن قال قائل: أين حضرة النبي ص ؟
قلنا: جعل الله على رأس كل مائة سنة وارث لحضرة النبي ص، حينما تتعامل معه فكأنك تتعامل مع سيدنا رسول الله، وحينما تكون في معيته تكون في معية سيدنا رسول الله ص، وإن كنت خارجاً عن معية هذا الإمام فأنت خارج عن معية حضرة النبي ص.. ولذلك إن اختبرت أحوالنا ستجد أننا خارج المعية المحمدية: (محمد رسول الله والذين معه) من هم ؟
(أشداء على الكفار) هل نحن أشداء على الكفار ؟ نحن نزيد دخل اليهود ونشتري بضائعهم لكي يضربوا إخواننا في فلسطين والعراق وكل مكان! أين الشدة على الكفار ؟ أنت ضعيف مع الكافر بل تقويه على أخيك المسلم!
(أذلة على المؤمنين) : هل أنت ذليل على المؤمنين ؟ أنت لديك كبر في رأسك على أخيك المسلم المسكين يكفي العالم كله.
نحن مسلمون اسما فقط، ونردد: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهو لم يشهد الله ولا رسوله، ولن يشهد شيئاً ولن يرى شيئاً، لأنه محجوب بنفسه، محجوب بدنياه، محجوب بهواه، محجوب بمتعه وشهواته، محجوب بحظوظه، محجوب بأي شئ إلا الله! وإن ترقى قليلاً سيكون محجوباً بالجنة والنار، يريد أن يفر من النار إلى الجنة، فيجعل ربه مطية (كوبري) يعبر عليه لينال مراده أيضاً!! وقد عاتب الله هذين الصنفين (أهل الدنيا وأهل الآخرة) عاتبهم في القرآن فقال (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)، أي أنني خلقتكم من العدم وسخرت لكم الكون وأنزلت أسمائي وصفاتي التي تعيشون بها (الحي والسميع والبصير والعليم والحكيم) هل تعيشون إلا بها ؟ من أنت! هل تعيش إلا بأسمائي وصفاتي التي تتمتع وتتنعم بها وتقترف المعاصي بها ؟! بدلا من أن تستعملها كما أمرتك، تستعملها كما أردت أنت! أوامرك فوق اوامري، وشرعك فوق شرعي، وحكمك فوق حكمي، جعلت نفسك إلهاً عليّ ولست عبداً لي.

خاتم الأئمة الوراث المحمديين الذي سيكون من نسله الإمام المهدي
قال رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم): (لو لم يبق من عمر الدنيا إلا يوماً واحداً لأطال الله ذلك اليوم حتي يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، إسمه يواطئ اسمي، واسم أبيه يواطئ اسم أبي، واسم أمه يواطئ اسم أمي، شبيهي في الخلقه والخلق وهو، لا يخطئ سنتي أبداً، يملأ الأرض عدلاً ونوراً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً) وبعض الروايات لا تذكر "اسم أمي" ولكن هناك روايات صحاح تقول "يواطئ اسم أمي" أي السيدة آمنة أم سيدنا النبي صلي الله عليه واله وسلم.
ويعتقد الكثير أن هذا الحديث ينطبق علي صاحب الولاية الكبرى الأحمدية وهذا خطأ، وإنما انطبق هذا الحديث علي جد صاحب الولاية الكبرى الأحمدية، وهو خاتم الورثة المحمديين الذين بدايتهم سيدنا الإمام علي، وفي وسطها بداية من سيدنا الامام الحسن ريحانة جده وفردها سيدنا الامام الحسين الصورة الكاملة لجده وأبو االأئمة، ومروراً بالسادة الائمة جعفر الصادق الامام المجدد في زمانه، والامام المجدد في زمانه علي الرضا ونهايتهم السيد محمد بن "عبد الله" بن "آمنة"، والسيد "عبد الله" ينتسب إلي سيدنا الحسين والسيدة "آمنة" تنتسب إلي سيدنا الحسن.. فهو حسني حسيني النسب ينتسب إلي سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم.
وقد ظهر هذا في مصر (9)، وهو السيد محمد بن عبد الله بن آمنة، (شبيهي في الخلقة والخلق وهو، لا يخطئ سنتي أبداً، يملأ الأرض عدلاً ونوراً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً) وهذا الحديث انطبق علي المجدد السيد محمد ماضي أبي العزائم. وبعض الناس تطلق علي نفسها الامام المجدد وهذا خطأ كبير لان الامام المجدد اسمه محمد واسم أبيه عبد الله (من ذرية الامام الحسين) واسم أمه آمنة (من ذرية الامام الحسن).
ولقب "ماضي أبي العزائم" أخذه كنيةً من حضرة النبي صلي الله عليه وسلم في رؤيا منامية وهو ابن عشر سنوات، فجاءه سيدنا رسول الله صلي الله عليه والهوسلم ومعه سيدناالامام علي وأعطي حضرة النبي سيفا للإمام أبي العزائم (السيد محمد بن السيد عبد الله بن السيدة آمنة)، وقال له : يا بني! اقتل هذا الشيطان.. والشيطان في صورة عبد اسود غليظ الخلقه ينام علي الأرض علي وجهه، فضربه الإمام ضربة واحدة، ففصل رأسه عن جسده، فكبّر سيدنا النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وكبر سيدنا الإمام علي عليه الصلاة والسلام، وكبر الإمام السيد محمد بن عبد الله بن آمنة، فقال له رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وأفاض عليه هذا اللقب: أنت يا بُنَيّ محمد الماضي أبو العزائم، وسماه بهذه الكنية فهذه كنيته.
يبقي شئ في الحديث لم يتحقق مع الإمام السيد محمد ماضي أبو العزائم (يملأ الأرض عدلا ونورا بعد أن ملئت ظلما وجورا) فالإمام السيد محمد ماضي أبي العزائم انتقل إلي الرفيق الاعلي سنة 1937 كما اخبر الحديث فهل هناك خطأ ما ؟ لا ليس هناك خطا ما.. فسوف يأتي رجل من ذرية هذا الإمام وارثاً له، هو الذي يملأ الأرض عدلاً ونوراً، وأعمال الذرية تلحق بالآباء والأجداد قال تعالي (ألحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء).

ويقول السيد محمد علاء أبو العزائم : معرفة هؤلاء الورثة سبب لفهم كلام الله تعالى وكلام رسوله، وتعلم ما لا يعلمه الإنسان بالدراية وطول الدرس قال تعالى: (وَيزَكِّيكمْ وَيعَلِّمكم) ولم يقل تتعلمون منه، فلم يحصل للمتعلم جهداً، لأنه تعليم ذات لذات، بلا أسباب ولا أدوات، يقول الإمام أبو العزائم :
خـذوا منْ عِبَارَاتِي بِقَدْرِ مَبَانِيهَـا * وَخَلّوا لأهْلِ الـذَّوْقِ سِرَّ مَعَانِيهَا
فَفِيـهَا مِنَ الأَسْرَارِ مَا لَيْسَ يكْشَفَنْ * وَقَـدْ خفِيَتْ أَسْرَارهَا وَمَبَادِيهَا
يَــذوق عِبَارَاتِي مـرَاد لحِضْرَتِي * وَيَشْهَد أَسْرَارِي فَتًى قَدْ فَنَى فِيهَا
وَلَيْسَ لِسَانِي نَاطِقًا بِـعِبَارَتِي * وَلَكِنَّهَا نـورٌ يـفَـاض بِبَارِيهَـا (10)

نخلص من هذا إلى أن القرآن كتاب حَرَكي إن صح التعبير، وليس كتاب تراثي يتحدث عن الآباء والأجداد فقط، هذا النمط من التفكير فيه إهانة للإنسان ولبنيان الرب سبحانه وتعالى في كل العصور التي تلت عصر الصحابة.
وأما المفهوم السائد بأن القرآن يخاطب الصحابة، فهذا يبطل حجج الله على عباده، فمالنا نحن ولخطاب قوم ماتوا منذ ألف وأربعمائة سنة ؟ ماذا سيفيدنا خطابهم الموجه لهم دون غيرهم ؟ ثم هل هم بشر مكلفون ونحن غير مكلفين ؟ قول الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) هذا الخطاب موجه لمن ؟ ولو كان موجهاً للصحابة وحدهم فما وجه خيرية هذه (الأمة) على بقية الأمم إذا كانت عبارة عن قطعان من القاعدين الراضين بالحياة الدنيا وزينتها ! هل هذا إلا تخدير وتنويم ؟! ثم نتسائل لماذا نتأخر ويتقدم أهل الأرض عن بكرة أبيهم إلا نحن ؟! بسبب السموم التي تكبلنا وتوثق أيدينا وعقولنا.
هذا هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، ليس هو الإله الغائب كما يظن أهل الجاهلية (وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)، بل هو الظاهر المتجلي في كل خلقه ونحن أولها وعلى رأسها، فنحن الصورة ولكن لدينا وهم كبير أننا أصل، بينما هو الأصل والحقيقة، ولكن النفس في اللبس، وهناك موانع تحول دون استيعاب الإنسان لهذه الحقيقة، موانع تتمثل في حزمة من معاصي وكبائر القلوب:
1- معصية الكبر : الذي يؤدي إلى الحجاب والعمى عن رؤية الآيات (سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ. سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) يظن الإنسان المسكين أن له وجود مستقل عن ربه، وهو يعلم علم اليقين أنه ليس إلا نطفة ولم يكن شيئاً مذكوراً قبل بضعة عقود من السنين، فأين الوجود المستقل ؟ وهو مسبوق بعدم ومتبوع بموت وزوال.
2- معصية التقليد وكفر نعمة العقل: يظن مع الناس أن عهد الرسالات ولى وذهب إلى غير رجعة (كأنها كانت تمثيلية أو مسرحية لها وقت محدد ولا بد أن تنتهي وانتهت!) فالله مختفي ورسله مختفون لا تحس منهم من أحذ أو تسمع لهم ركزاً، وأمسى كل شئ مؤجل نسيئة لما بعد الموت! أين الله ؟ ستراه بعد الموت ؟ أين الرسل ؟ بعد الموت ؟ أين الجنة والنار ؟ بعد الموت.. كل شئ بعد الموت، ولذلك يقول الملحدون بجرأة أن هذه كذبة يضحك بها عليكم رجال الدين لكي يسلبوا عقولكم وينهبوا أموالكم ويخدرونكم.. وبالإضافة لهذا: لو بحثنا في القرآن سنجد أن هذا الفهم السائد يسبب ارتباكاً وحيرة في فهم كثير من النصوص التي تثير أسئلة كثيرة بلا إجابة كأن القرآن كتاب نظري أو تراثي منفصل عن الواقع! بينما مفهوم الآيات والظهور واستمرار الرسالة يؤدي إلى استقامة الفهم وحل جميع الأسئلة ووضع كل آية قرآنية في موقعها الصحيح المطابق للواقع، ومن ثم إزالة الشكوك والظنون.. كل هذا لا مشكلة فيه
3- معصية الجبن والخور: ولكن المشكلة فينا نحن، لأننا – وأعتذر عن التعبير – جبناء بمعنى الكلمة، عبيد لمن قبلنا من الآباء والأجداد الذين فهموا الدين على أقدارهم من الفهم، لا نملك مخالفتهم، بل نحن أداة في أيديهم أسلمنا لهم عقولنا وقلوبنا وكلنا، ومن يخرج عن السياق فهو كافر! أو زنديق مهرطق.. ولذلك فالأسلم هو التزام الأمان بأن تعيش جباناً وتموت جباناً.. عيب عليك يارجل! هناك تيار إلحاد كامل يقول لك لا يوجد إله أساساً ولا يخاف عقباها ولا يعمل لأحد أي حساب، وأنت لا تزال جامداً تضحك على نفسك وتخدع نفسك وتلزم منطقة الأمان باسم التقوى، تتقمص دور الشيخ التقي الحريص على الثوابت، ولو خالفت الثوابت عقلك ودهسته وسحقته سحقاً.
هل تظن أن الله لن يحاسبك على جبنك وكبرك ومخالفة عقلك وتسليمه لغيرك ؟ حاش لله.. لقد كان الجمود على الموروث عن الآباء هو أكبر عقبة في طريق دعوة الرسل، ولذلك قرنه الله بالكفر وجعله عنوان عليه (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) وقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)

وأما إن تخلينا عن هذه الأخلاق الذميمة وتحلينا بالأخلاق الإلهية الظاهرة في الأسوة الحسنة صلى الله عليه وآله وسلم: فإننا نكون قد عبدنا الله تعالى بحق..
(طبتم فادخلوها خالدين) أي استويتم فادخلوا جنة الدنيا، وهي جنة معرفة الله، أو جنة الرضا، أو جنة المحبة، أو جنة العلم، كل هذه جِنان، كلما اتصفت بصفات الحق كلما دخلت جنات الحق، والحق جناته كثيرة.. وهي جنة عاجلة وجنة آجلة (هم فيها خالدون) أي طيلة حياتهم في الدنيا والآخرة ولم يقل خالدون في الآخرة، فمن تخلق بأخلاق الله دخل الجنة، ومن عاش هنا في الجنة عاش هناك في الجنة، ومن عاش هنا في النار عاش هناك في النار، نفس المعيشة هي هي (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) ماهو هنا فهو هناك، الصورة واحدة، الإنسان يبعث على ما مات عليه، والإنسان يموت على ما كان عليه، ما كان في نفسك تموت عليه، وما مت عليه ستبعث عليه، لا أحد يتغير أحد ولا يتبدل، الموت لا يغير النفوس ولا غيره إلا العلم والإتباع والرياضات الروحية والتزكية والتربية على يد مربي على يد خبير قرآني يأخذك من الظلمات إلى النور، من الجهل إلى العلم، من البعد إلى القرب، فنحن لم نأت هنا إلى الدنيا عبثاً وإنما لأجل امتحان.. ما هو هذا الإمتحان ؟ شئ بسيط وهو: إظهار ما هو كامن مكمون في أسرارك التي لم يطلع عليها إنسان.. ما الذي يترجم ويُظْهِر ما هو مكنون في أسرارك ؟ إنه النية.. النية هي التي تبين ماهو في سر كل إنسان منا، ولذلك خلق الله الدنيا وقام بعمل هذا البرنامج كله لكي يخرج المكنون داخل النفوس، ولكي يظهر كل واحد منا على حقيقته، الحق: حق والباطل: باطل، النظيف: نظيف والقذر: قذر.. يظهر في صفاتك في معاملاتك، في سلوكك، في مودتك للناس، في حبك، في أنانيتك، في كل ما يطرأ عليك من تغيرات ومن أفعال ومن سلوك ومن أخلاق ستظهر عليك حتماً، فإما ناجح وإما راسب (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة).

_________________________
(5) العلوم التي يتضمنها هذا المقال وأخواته تلقيتها عن أستاذي في دعوة الإمام محمد ماضي أبو العزائم: الدكتور أحمد بحيري
https://www.facebook.com/ahmad.eldaba.Elijah
https://www.youtube.com/watch?v=RryWAoS4hCg
(6) ومن أهمها أصل "الإمامة" بمعنى التجديد بأهل البيت على رأس كل قرن، لا بمفهوم الإثنى عشر الضيق، وقد حدث هجوم كبير على أهل البيت في صدر الإسلام في وقت تدوين الحديث وتأصيل العقائد والأحكام مما منع أهل العلم من وضع الإمامة كأصل من أصول الدين، مع وضوح حديث الثقلين في صحيح مسلم ونظائره في وجوب اتباع أهل البيت في كل عصر.
(7) ولأجل هذا وضع الإمام جعفر الصادق علم الأصول (وليس الإمام الشافعي كما هو مشهور، وإنما هو بنى على ما وضعه إمام زمانه وأبو المسلمين في العلوم، حتى العلوم الطبيعية حيث كان من تلاميذه جابر بن حيان مؤسس العلم التجريبي على أنقاض منهج أرسطو النظري
وهنا لابد أن نفهم دور أهل البيت في تقدم الحضارة الإنسانية، كي نثق في ربنا ونعتز بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، على المستويين الديني والكوني، ونؤدي دورنا المنوط بنا ونحن مشبعون بالإيمان والثقة في الله تعالى، أنه هو المدد للبشرية من خلال الأئمة المجددين في كل عصر وعلى رأس كل قرن كما جاء في الحديث، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها أمر دينها). وهنا نقطة بالغة الأهمية : يحمل بعض الجهلة من ذوي النفوس الخبيثة على أهل البيت النبوي ويقول أن الإسلام جاء بالمعتقدات الراقية كالتوحيد والعدل والحرية، وقضى على تقديس الأشخاص، وأن من يعظم النبي ص وأهل بيته فهو وثني يقدس الأشخاص، ويعضهم أقل وقاحة بقليل فيقول أن هذا لرسول الله وحده دون أهل بيته وغيرهم. وهذه شبهة ظاهرها المنطق وباطنها التهافت والعبثية والعدمية، لعدة أسباب:
1- أن الوحي ورد بتعظيم النبي ص وتعزيره وتوقيره هو وأهل بيته، وأنهم سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
2- هناك فرق كبير بين عبادة طاغية أو كاهن مفسد يسير في طريق الظلم والنهب والسرقة واستعباد الناس واسترقاقهم، فهذا عدو وند لله (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)، وبين تعظيم الأنبياء والرسل وورثتهم، فهذا ليس تعظيماً لأشخاص بلا استحقاق مثل تعظيم الطغاة والكهنة، وإنما لأجل أخلاقهم السامية وسيرتهم العطرة الفريدة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمكن كان يرجو الله..)، لأنهم قدوات ورموز هذه الأمة، ولأنهم مصدر الأفكار التي تقوم بها الحضارات والأمم (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد)، فقد كانوا ولم يزالوا رموز وقادة المعارضة على مدار تاريخنا الإسلامي، وكان منهم كبار المجاهدين الذين حرروا العالم الإسلامي من الإستعمار كأحمد البدوي، وأبي الحسن الشاذلي، وإبراهيم الدسوقي، وعبد القادر الجيلاني الخ. فهم وقود الأمة على المستويين: التربية الروحية، والتربية العسكرية، أو بالمصطلح الشرعي: (جهاد النفس وجهاد العدو). فأين استرقاق الطغاة والكهنة والإقطاعيين واللصوص، من رموز العدل والمساواة والحرية والفداء وحب الأوطان بلا حدود؟ هل يخلط بينهما إلا جاهل لا يدري كوعه من بوعه، أو عميل مرتزق خسيس باع دينه للعدو بعرض من الدنيا؟ إن أهل البيت الورثة المحمديون هم رموز هذه الأمة وقادتها، يجب أن نفهم هذا جيداً، وكل من يهاجمهم فهو عميل لإسرائيل، علم هذا أو لم يعلمه.
3- لا توجد حضارات ولا ثورات ولا دول بلا مفكرين وآباء روحيين، فلابد من أشخاص يمثلون رمزاً وقدوة لكل أمة من الأمم أو عرق من الأعراق يلتفون حوله ويرون فيه شيئاً مميزاً وبعداً من أبعاد العظَمة، ويفتخرون به، وقد يكون مدمن خمر أو زان عربيد، ولكن لا توجد أمة على وجه الأرض تتنكر لرموزها وتمتعض منهم كما يفعل بعض خونة هذه الأمة سواء سموا سلفية أو وهابية أو إخوان متأسلمين.. الخ هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله ولا يعرفون لا أهل البيت ولا الله ولا رسوله، بل هم خوارج يجب قتالهم عن بكرة أبيهم كما أمرنا رسول الله ص: (فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً) وأصل الحديث في الصحيحين عن أبي سعيد قال : (بعث علي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذهيبة فقسمها بين أربعة - يعني من "أمراء نجد" - فغضبت قريش والأنصار، قالوا : يعطي "صناديد أهل نجد" ويدعنا، قال : إنما أتألفهم! فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال : يا محمد اتق الله . فقال : من يطع الله إذا عصيته أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني ؟ فسأله رجل قتله فمنعه . فلما ولى قال : إن من ضئضئ هذا - أو في عقب هذا - قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية - وفي رواية: يخرجون على حين فرقة من الناس - يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
(8) من مقدمة سماحة السيد علاء أبو العزائم على كتابه (الإمام أبو العزائم كما يقدم نفسه)
(9) مصر حباها الله بمميزات عن باقي بلدان العالم، فقد ذكرها الله في القران مرات عديدة، إما تصريحا باسمها وإما تلميحا.
وقد أمنها الله في القران هي ومكة المكرمة، لكن جعل أمان مكة في الحرم فقط فقال تعالي: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا) (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين).
أما أمان مصر ففي مصر كلها، فهي حرم الله في أرضه قال تعالي: (ادخلوا مصر ان شاء الله امنين) (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين) طور سينين جبل الطور في سيناء في مصر والتين والزيتون في مصر وهذا البلد الامين هو مصر. وقال حضرة النبي عن أهل مصر انهم (في رباط الي يوم القيامة) يعني مترابطين ومتحدين مع بعضهم البعض حبا لوطنهم مصر (حب الوطن من الايمان) كما اخبر حضرته (ص)، ومعني آخر: أن أهل مصر مرابطين علي ثغور الاوطان.. وقد حكى لنا التاريخ أن مصر ردت الحروب الصليبية بعد أن اجتاحت العالم الاسلامي كله، وهزمتهم مصر ودحرتهم مع صلاح الدين الايوبي ووقف أهل التصوف فكانوا هم أساس النصر وردت التتار مع قطز ومعه الصوفيه، وشيخهم العز ابن عبد السلام الذي افتي ببيع المماليك ليجهز الجيش بعد ان تقاعسوا عن تجهيزه، ودحرت اليهود في 73 مع السادات، وإن شاء الله ستدحرهم في الحرب الاخيرة التي أخبر عنها حضرته (ص) (لن تقوم الساعة حتي يقاتل اليهود وينطق الحجر والشجر خلفي يهودي تعالي فاقتله) أهل مصر مرابطين علي ثغور الاسلام ففيها الازهر الشريف من ايام الدولة الفاطمية ومنها سيخرج صاحب الولاية الكبرى الأحمدية هدية الله للعالمين.
(10) المرجع السابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا