الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
قاسم علوان
2005 / 12 / 14اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
فيما إذا لو استمرت إجراءات محاكمة صدام وبقية أعوانه السبعة، وبهذه الطريقة التي أريد لها أن تكون (حضارية) وبهذا الشكل (الإنساني) الغريب، فنبشر (السادة المتهمين) ببراءة مضمونة تقريبا، في ظل هكذا محاكمة حتى بدون الوجود (المهم) لكل من المحامي القطري والآخر الأمريكي الذين دخلوا البلاد أصلا بشكل غير أصولي مهين للمحكمة نفسها وللبلد عموما، كما رأينا ذلك في جلستها الأولى وما شابها من ارتباك واضح...
محكمة الجنايات الحالية والتي تشكلت من أجل محاكمة صدام ونظامه الفاشي، والتي تبحث الآن عن دليل مادي ملموس وواضح، يملكه المجني عليه في قضية عمرها أكثر من عشرين سنة، في ظل صمت مطبق طيلة كل تلك الأعوام، وفي ظل تسلط الجاني وزمرته تلك... تبحث عن دليل.. عن الجناة الحقيقيين أي المنفذين أو من أأتمروا بارتكاب فعل الجريمة..!! تبدو هذه القضية كمن ينفخ في (جربة مثقوبة...!!!) الكل يعرف بما فيهم هيئة المحكمة والإدعاء العام، وحتى هيئة الدفاع عن المتهمين، بغياب ذلك الدليل وعدم القدرة على توفره، وهذه بكل تأكيد ستكون أقوى حجة ستلعب بها الهيئة الأخيرة، إلا وهي غياب حلقات المنفذين الوسطى والأخيرة بين (القيادة السياسية للحزب والثورة) آنذاك ومسرح الجريمة، وحتى أولئك (الرفيقين الحزبيين) من أبناء الدجيل الذين جلسوا في قفص الاتهام بجانب أولئك (القادة..) ليست هناك أدلة جنائية أو جرمية قوية ضدهم، غير إدعاءات يمكن أن تؤدي بهم إلى سنوات سجن قليلة، ليس إلا....!!!
أي مطلع على إجراءات المحاكم.. أية محاكم أصولية في العالم.. يعرف أن المدعي العام يكون مطلعا مسبقا على كل حيثيات القضية وتفاصيلها، بحيث أنه يتبنى مسبقا وجهة نظر المشتكي وقد أقتنع بها، فهو ينادي منذ بداية الجلسة الأولى بـ (إنزال أقصى العقوبات بالمتهمين...) كما شاهدنا ذلك في جميع الأفلام المصرية... لكن أن ينبري المدعي العام في محكمة جنايات صدام العليا الجديدة.. ليناقض نفسه في ما جاء ببيانه الذي تلاه في جلسة الافتتاح الأولى... ليقسم بعد ذلك أغلظ الإيمان لصدام.. وبأعلى صوته، وبضعف ظاهر.. وأمام الضحايا أنفسهم بـ (لو لم تثبت إدانتك في هذه المحكمة "ياسيدي.... التي للأسف لم يقلها" ثق ستخرج ببراءة...!!) أية مهنية قضائية قانونية يمتلكها هؤلاء الذين بدوا صغارا أما صدام وجلاوزته، والذين تقووا بضعف الإدعاء العام وضعف جميع أعضاء هيئة المحكمة وبكل طاقمها....!!
لماذا لا تكون محاكمة صدام ونظامه السياسي السابق ككل.. محاكمة سياسية.. كمثل جميع المحاكمات التي عقدت للطغاة في بعض أنحاء العالم...؟ لماذا ترك له الحبل على الغارب بمناظرات سياسية طويلة هزيلة وسخيفة وبغير مكانها، حتى إنها لا تعبر عن شخصية طبيعية متزنة..؟ وإذا أرادت أن تعبر عن شيء في أحسن الأحوال.. فهي تعبر عن فكر سياسي فاشي متهرئ، لا يصمد أمام أية محكمة سياسية حقيقية، أو جدل ديمقراطي حر... المتهم الأول في هذه القضية رئيس النظام السابق يريدها حقا أن تكون محاكمة سياسية كما بدا ذلك من أقواله تلك التي يكررها في دفاعه عن (الأمة العربية) وما يماثل ذلك من مفاهيم أخرى بالية مندرسة، فلماذا لا تحققوا له مطلبه هذا وخاصة وأنتم في ظل نظام ديمقراطي تعددي (مية بالمية)...؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة