الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أريدك في الأرض ...قبل السماء....

عبد المجيد طعام

2016 / 7 / 3
الادب والفن


إلى من أسرني صدق إيمانها و جمال جسادها

كل الحكاية.. بدأت حينما عزمت ليلى على تعلم الكتابة و القراءة ... ليلى تجاوزت الأربعين بسنين قليلة، لازال زوجها مجنونا بها، يمطرها بكلمات العشق ، يستبد به جمالها ويأسره جسد لم يتأثر بعسر و جهد الإنجاب المتكرر ثلاث مرات.
كانت ليلى تعيش كل السعادة مع المجنون ...فجأة تغيرت أشياء كثيرة ، فقدت إحساسها بالحياة .. أصبحت تستعجل الموت .. تهرب من دفء العلاقة الحميمية ، تتقرب أكثر من الله و تبتعد عن زوجها أكثر فأكثر كلما عادت من مركز محو الأمية .
كان المركز يستقطب نساء من مختلف الأعمار،كن يتعلمن به كتابة و قراءة الحروف و من باب الصدقة الجارية كن يتلقين دروس وعظ و إرشاد ، قالت لهن المرشدة في درسها الأسبوعي :" أتعرفون أن للمرأة تاريخ صلاحية .... يستهلكه الزوج بنهم .. عندما ينتهي ذلك التاريخ.. ينتهي كل شيء بالنسبة لها ...." ضج القسم بضحكات وتصادمت في الفضاء علامات استفهام و تعجب،فأضافت:" بعد تجاوز المرأة سن الأربعين ، ينتهي تاريخ صلاحيتها ...حيث تدخل سن اليأس ..عليها إذن أن تبتعد رويدا رويدا عن زوجها و تتقرب إلى الله فتكثر من الصوم و الصلاة و التسبيح .."
كان لجمل و عبارات المرشدة أثر مفزع على ليلى... لم تستطع أن تفهم كلمات العشق التي لازالت تسمعها من مجنونها فعاشت صراعا نفسيا رهيبا، كانت تردد أحيانا بصوت مرتفع :" تاريخ صلاحيتي انتهى ...زوجي لازال يشتهيني.. ماذا يحدث لي يا إلاهي..." عاشت ليلى رحلة شك متعبة تراوحت بين جاذبية لذة الجسد وجاذبية تحقيق اليقين بالاستجابة لنداء الله . أخيرا انتصر في داخله اليقين على الشك فقررت أن تصبح امرأة دائمة الصلاحية كما أوصت بذاك المرشدة :" ...مدة صلاحية المرأة في الأرض هي الأربعين أما في السماء فمدة صلاحيتها أبدية لا تنتهي ...عليكن أن تحرصن الآن لكسب السماء بعد أن فقدتن الأرض.."
لم يستسغ الزوج حالة الهجر، تاه في بحر تساؤلاته ،عاش هو الآخر رحلة شك،قاسية متعبة :" ألم تعد ليلى تدرك أنني المجنون بحبها....ألم يعد جسدي يثير لديها لذة الرغبة.." قرر أن يكون حاسما و مباشرا فسألها:" لماذا تغيرت نحوي ..أين الدفء.. أين العناق و الحنان ...أين كلمات الحب التي كانت تنعش قلبي ..و تضيء حياتنا.." أجابته بنبرة فيها الكثير من الحسم و الجدية :" انس كل ذلك... علينا أن نفكر نحن الاثنين في الآخرة...لقد انتهى تاريخ صلاحيتي... لم اعد صالحة للاستهلاك ...سأفتح قلبي لله فقط أحبه و أعظمه و أسبح باسمه.. "
أمسكها من يدها برفق و قادها نحو غرفة النوم ، هناك على السرير استلقى بجانبها يداعب شعرها و يقبل شفتيها ... قال لها :" تبا لمن جعل منك مادة منتهية الصلاحية ...أنا أحبك ...أحبك ....و أعشقك... أريدك في الأرض ....قبل السماء...." أشرق وجهها بابتسامة أضاءت الغرفة ،قبلته قبلة ارتياح و نامت في دفء حضنه و منذ ذلك اليوم نسيت أن تذهب إلى مركز الفضيلة لمحو الأمية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في