الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 1

علي عامر

2016 / 7 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


{قراءات في كتاب رأس المال في ضوء الجدل الهيجلي} 1
الفرضية:
1- الماركسية ليست الا تطبيق الهيجلية في وسط مادي.
" كان الديالكتيك يسير على رأسه، ويكفي اعادته على قدميه لكي نرى له هيأة معقولة"
2- ماركس التزم حرفيا بالمنهج الجدلي.
"اعلنت نفسي تلميذا لهذا الفيلسوف العظيم"
وهذا ما سيتم اثباته في هذه السلسلة.
《١》
- طرح هيجل في منهجه سؤالا فلسفيا أصيلا، وهو من أين نبدأ، وبما أننا نتكلم عن سؤال فلسفي فلا بد لفهم السؤال واجابته ان يكتسيا بزي مثالي مطلق، فالمعالجة المنطقية الآن تحدث في ملكوت الفكر المجرد من كل محسوس.
- يؤكد هيجل على أن البداية/ بداية المعرفة/ بداية أن نعرف، لا بد وأن تكون بداية خالصة مطلقة لا يسبقها شيء، ولا يتوسطها شيء، فلا بد ان تبدأ من الوجود الخالص وهو أبسط أشكال الوجود من حيث خلوه التام من أي مضمون مسبق، فهو وجود مباشر مساو للعدم.
- ماركس الذي تبنى الطريقة الهيجلية والذي اعترض على مذهب هيجل المقلوب، بدأ كتابه رأس المال بتحليل البضاعة بعد أن أكد في المقدمة على أنه اعتمد انجلترا كمادة أساسية لدراساته.
لماذا؟
- اراد ماركس في كتابه دراسة واستنباط قوانين الانتاج الرأسمالي من خلال دراسة نمط الانتاج ووسائله وعلاقاته، وكانت انجلترا هي الدولة التي تظهر فيها الرأسمالية بأصفى صورها، من حيث تخلصها من أغلب الأنماط الاقتصادية القديمة وتسيد وسيطرة الاقتصاد الرأسمالي الكلاسيكي هناك.
فالرأسمالية في انجلترا ظهرت بأصفى الصور وأقلها تشوشا.
- عوضا عن البدء بالفكر الخالص عند هيجل، بدأ ماركس بأكثر أشكال الوجود في الرأسمالية بساطة، وهي البضاعة التي اعتبرها الشكل الأولي للثروة الاجتماعية في ظل الرأسمالية، واعتبرها بالنسبة للرأسمالية كالخلية بالنسبة للجسم المعضون.
- ماركس أخذ من هيجل فكرة البداية, تلك الفكرة التي تقول لا بد من البدء بأكثر الأشكال بساطة وأوالية، وهي البضاعة.
- وقد أخذها بعد أن قلب مفهوم البداية عند هيجل, فعوضاً من البدء بالوجود الخالص النقي الفارغ الموازي للعدم, كنقطة انطلاق اتخذها هيجل لاستنباط منهجه العظيم (الديالكتيك), قام ماركس بالانطلاق من أكثر أشكال الوجود الرأسمالي عيانية وبساطة, وهي البضاعة, والتي وان كانت تقع على نقيض مفهوم الوجود الخالص عند هيجل, إلّا أن فكرة البداية عند ماركس مازالت هيجلية, ولكنها بدأت من الجهة الأخرى تماماً.
- فالفكر عند ماركس, ليس إلا انعكاساً لحركة الواقع المنقولة لدماغ الانسان ومستقرة فيه, أي أنّ بداية التحليل تنطلق من الواقع, ومن أكثر أشكاله ظهوراً وعيانية.
- أما هيجل فقد ابتدأ من الفكر, ومن أكثر أشكاله تجريداً وبساطة ومباشرة.
- وهاتين بدايتين على طرفي نقيض.
- رغم أن البداية على النقيض التام, إلا أن المسير المنهجي في الاستنباط عند هيجل ثم ماركس, يخضع لنفس القوانين المنهجية, التي اكتشفها هيجل وضاغها في ديالكتيكه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024