الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدواعش… إنّهم نطف في أصلاب الرجال، وقرارات النساء!!!

ازهر مهدي

2016 / 7 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


هذه العبارة أو النبؤة تنسب الى علي بن ابي طالب "لمّا انتهى من قتال الخوارج، فقيل له: "يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم، فقال: كلاّ والله، إنّهم نطف في أصلاب الرجال، وقرارات النساء، كلّما نجم منهم قرن قُطع، حتّى يكون آخرهم لصوصاً سلاّبين"يقصد ان وجودهم مستمر ولم يتم القضاء عليهم في تلكم الحروب وسييستمر ظهورهم لتكون نهايتهم لصوصا وسلابين.

وأنا اتأبع المعارك مع داعش تذكرت هذه المقولة التي قرأتها قبل سنوات وربطتها بالوضع الراهن فهل كان لعلي بن ابي طالب دراية بمنهجهم أي الخوارج وهو الذي خبرهم طويلا أم انه استقرأ الواقع الاسلامي حينها وكان يعلم انه سينتج خوارج آخرين على امتداد الوجود الاسلامي.

هنالك نبؤأت كثيرة تنسب لعلي بن أبي طالب ولست بمعرض تأكيدها او نفيها لكن ظهور داعش اعادني الى تلكم المقولة لأصل الى نتيجة مفادها ان داعش مرتبطة بالفكر والفعل الأسلاميين فداعش قتلت وحرقت وابادت المسلمين وأخذت الجزية من المسيحيين مع مطالبتهم بأخفاء الصلبان والتوقف عن دق اجراس الكنائس مع بعض الممارسات الاخرى بحق الأيزيديين وغيرهم وهوعين ما فعله الخوارج ان لم يكن أكثر وابشع.

الخوارج مسلمون واستقوا عقيدتهم من الأسلام وليس من أي دين آخر وبنوا دول عديدة منها ما سقط بسرعة ومنها ما استمر لمدة طويلة في عمان والجزائر و مناطق أخرى.
مسالة القتل الممنهج والأبادات الجماعية لم تقتصر على الخوارج فكثير من الفرق الاسلامية و الخلفاء ارتكبوا فظائع تشبه ما تفعله داعش بل ومارسوا فضائع اخطر أستمرت لقرون حتى تطبع الناس عليها واصبح حالة أعتيادية بل ومقبولة!!!!

داعش ليست حالة وليست ظاهرة بل هي قدر، نعم داعش قدر كثير من المسلمين الذين يستمتعون بالمازوخية والسادية في آن واحد يستمتعون بالحرق والصلب والذبح يستمتعون بعويل النساء وبكاء الاطفال ونحيب العجائز وبالتأكيد يفخرون بالعمليات الانتحارية والأرهابية البغيضة ولكن وبكل صلافة يقولون انهم أهل الرحمة والفطرة.
لا يفهم من كلامي انني أعمم على جميع المسلمين فالمسلمون فيهم من الطيبين والجيدين ما يغنيهم عن داعش لكن كان ولا يزال صوت وفعل الكراهية والرعب هو السائد دوما على مدار وجودهم التاريخي والجغرافي فالمسلمون لا ينسون ما حصل لهم على ايدي الأمم الاخرى ويطالبون بالانتقام منهم وهم الذين استباحوا تلكمم الأمم واحتلوها وغيروا طابعها الديموغرافي والثقافي والديني ويتناسون الجرائم التي ارتكبوها بحق بعضهم البعض وبحق الآخرين وهي الاكبر والأبشع.
في التاريخ الاول والوسيط للأسلام لم يتعرض احد للمسلمين بل هم من غزى الامم المجاورة وغير المجاورة واستعبدوا اهلها واجبروا هذه الامم على اعتناق الاسلام أو اتخذوهم عبيدا وجواري أن لم يسلموا ونهبوا خيرات هذه الامم وسيطروا عليها وسموها فتوحات في حين كانت في الحقيقة هي عمليات احتلال وغزو ممنهج
داعش ستستمر لفترة طويلة أن وبمسميات اخرى - فكلما نجم لهم قرن أي قطع ليظهر آخر- وهذا ما يحصل في مرحلة تشهد فيها البشرية ازهى عصور الرقي والازدهار ولا ينفع اي حل ترقيعي هنا او هناك لأن الكارثة متجذرة في الفكر والعقيدة والتاريخ وجميع مناحي الحياة.
أنا متأكد انه سيتم القضاء على داعش كما تم القضاء على القاعدة وبعض شقيقاتها لكنه انتصار مؤقت على الارهاب وستظهر العديد من المنظمات الأرهابية غيرها ما دام هناك حقد وكراهية وبترول خليجي بل ما دام هناك شيء اسمه حضارة اصبحت هدفا لهؤلاء الأرهابيين يقاتلون من اجل تدميرها.
المسلمون يحصدون ما زرعوا وما زرعوه كان نبتا ساما جدا وعليهم اقتلاع هذا الزرع بأيديهم لا بأيدي غيرهم أن أرادوا ان يحيوا بكرامة وآدمية ونحن ننتظر صحوة الضمير المغيب واتمنى ان يكون لديهم دافع اقوى لفعل المزيد وليس الجلوس بأنتظار حصول معجزة لان هذا العصر هو عصر الأفعال ألانسانية وليس عصر المعجزات.
الارهاب الاسلامي والسني خصوصا نتاج حقد عقيدي وتاريخي على جميع الانجازات والافكار العظيمة والجميلة للمنتوج الحضاري البشري تاريخا وحاضرا ومستقبلا ولن تستقر الحضارة البشرية ما دامت هناك مساجد تدعو للقتل وما دام هناك كتب تدرس الأرهاب وتدعو وتبرر له.
المسلمون مدعوون اكثر من غيرهم الى رفض هذه الحالة بل ومحاربتها بشتى الطرق لأنهم اصل الداء وبيت الدواء في ذات الوقت والتوقف عن التبريرات السخيفة وأن يعلموا ان النار ستنتقل اليهم وقد انتقلت اليهم فعلا والجميع مدعو الى فضح حواضن الشيطان - أعتذر للشيطان أن قارنته بهم- لأنهم أداة ووقود لهذه الجرائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي